الفصل 102
الفصل 102: صرتُ امرأة، كيف أواجه إخوتي
نظر تشو شوان إلى تشين كييون المطيعة التي بدا عليها الحياء والتوتر، فلم يلفّ ويدور وسأل مباشرةً: «تشين يينغ، إمبراطور تشين العظيم… أهو رجل أم امرأة»
تجمدت تشين كييون
أدعيتُها إلى هنا فقط كي أسأل هذا السؤال
قالت تشين كييون بصدق: «هو… الإمبراطور الأعظم رجل لا يُضاهى»
مع أنه كان قد خمن ذلك من قبل، إلا أن سماعه اليقين أصاب تشو شوان بصدمة كبيرة
يا للعجب
هاتان الكلمتان كانتا كافيتين للتعبير عما كان يشعر به الآن
تشين يينغ كان رجلًا
ومع ذلك، فقد وُلد من جديد الآن في هيئة امرأة
لا عجب أن عليها مسحة بطولية
…
هل وقع حادث خلال عملية الولادة الجديدة، أم أن تشين يينغ تعمد أن يولد من جديد كأنثى
الأغلب أنه كان حادثًا
لم يكن تشو شوان يعرف هل استعاد تشين يينغ ذكرياته من حياته السابقة أم احتفظ بها أم لا، وإن كان قد فعل، فكيف سيكون شعوره
لم يستطع تشو شوان إلا أن يتخيل هذا المشهد في ذهنه
إخوة تشين يينغ القدامى يشقون طريقهم عائدين إلى أرض أشورا القديمة عند افتتاحها، لكنهم في النهاية يكتشفون أن كبيرهم السابق صار حسناء باسلة لا تُجارى
ذلك الشعور سيكون على الأرجح لا يوصف
وما هو أدهى أن يقع أحد إخوته السابقين في حب تشين يينغ
توقف عن التفكير، فلو واصل، لانفلت خيالُه بعيدًا
هزّ تشو شوان رأسه وطرد من ذهنه بعض الصور الذهنية المزعجة
في تلك اللحظة، ازداد اهتمام تشو شوان بتشين يينغ، بل غلب اهتمامه به اهتمامَه بالحرب القديمة ضد الشياطين
تشين كييون كانت مذهولة، ما خطب تشو شوان
لِم بدا غريبًا بعد أن سألها عن جنس إمبراطور تشين العظيم
«هل من شيء آخر؟ إن لم يكن، فسأعود»
ملامح تشو شوان جعلتها تشعر بعدم ارتياح
لم تكن تشين كييون تريد سوى مغادرة هذا المكان بأسرع ما يمكن
أخذ تشو شوان نفسًا عميقًا وهدّأ أفكاره المضطربة قائلًا: «لقد أعدتِ تأسيس سلالة تشين العظيمة استعدادًا لعودة تشين يينغ؟ هل كان ذلك خطةً احتياطية له»
أطبقت تشين كييون فمها ولم تقل كلمة
«ألستِ خائفةً مني بعد الآن»
لفظ تشو شوان كلماته بوضوح شديد
ارتعش جسد تشين كييون الرقيق قليلًا ثم عضّت شفتيها وقالت: «لن أخون الإمبراطور الأعظم»
«أنتِ وفيّة جدًا على كونكِ مخلوقًا شيطانيًا أليفًا» قال تشو شوان مبتسمًا
لم يُصعّب الأمر على تشين كييون، ولم يزرع ختمًا روحيًا في روحها ليحصل على الأسرار التي تعرفها عن خطة تشين يينغ
كان تشو شوان يعتقد أن تشين كييون ليست سوى بيدق في الخطة، ولن تعرف الكثير قطعًا، ولن يُؤذن لها بأن تؤدي دورًا محوريًا فيها
«لستُ مخلوقًا شيطانيًا أليفًا، أنا الآن من نسل الإمبراطور الأعظم» قالت تشين كييون بعناد
لوّح تشو شوان بيده وقال: «حسنًا، يمكنكِ العودة»
حين ترى تشين كييون تشين يينغ في المستقبل ستدرك أن الإمبراطور الأعظم المهيب في قلبها قد أصبح امرأة، وكان يتساءل كيف سيكون شعورها آنذاك
الوضع حول أرض أشورا القديمة بات أكثر فأكثر إثارةً للاهتمام
وسّعت تشين كييون عينيها وحدّقت في تشو شوان مراتٍ عدة بحدة، إذ لم تكن تعرف متى ستراه ثانيةً بعد مغادرتها هذه، فنظرت إليه عدة مرات إضافية
وحين يعود الإمبراطور الأعظم، ستطلب منه حتمًا أن يقبض على تشو شوان ليجعله زوجًا لها
إنه وسيم للغاية
بعد مغادرة تشين كييون، فعّل تشو شوان على عجل مرآة العوالم الألف ووصلها بالعلامة التي تركها على جسد تشين يينغ
كانت صورة الإسقاط لا تزال للمكان نفسه على حافة ذاك الجرف
كان تشين يينغ لا يزال جالسًا متربعًا
شدّت شفتيها بإحكام، وبدت ملامحها بلا تعبير، وامتلأت عيناها البراقتان ببريق حاد
طار شخص وهبط على الجرف
كان القادم يرتدي رداءً أبيض كالثلج وبدت هيئته لافتة للغاية
وكانت زراعته قد بلغت المستوى التاسع من عالم الإمبراطور
وكان قد تجاوز 200 سنة بقليل
في مثل هذا العمر، في عالم الزراعة الروحية، يُعد شابًا بلا شك
وفوق ذلك، فإن اجتماع صغر سنه وبلوغه المستوى التاسع من عالم الإمبراطور يعني من دون ريب أنه موهوب استثنائي
«يا ابنة عمي، لقد وجدتُ الحمم النارية التي كنتِ تبحثين عنها بشدة»
أخرج الرجل ذو الرداء الأبيض جرةً صغيرة وتكلم
ومنذ أن فتح فمه أمكن تبيّن مقصده
«همم» ردّت تشين يينغ ببرود
انبسطت أسارير الرجل ذي الرداء الأبيض، ووضع الجرة بجوار تشين يينغ وحاول الجلوس قربها
انطلقت نحوه نظرة حادة كالسيف
«يا ابنة عمي، تعبت كثيرًا لأجلب لك هذه الحمم النارية، وخضت مئات المعارك لأجلها، كل ما أريده أن أسعدك»
ارتسمت على وجه الرجل ذي الرداء الأبيض ابتسامة متصنعة مزعجة
«يا ابنة عمي، هل تبتسمين لي؟ سأرضى بابتسامة واحدة فقط»
«تشو يُوانباي، ابتعد»
نهضت تشين يينغ فجأة، وكان في عينيها وميض قاتل
وضع تشو يُوانباي كفيه على صدره وبدت على وجهه علامات الاكتفاء: «يا ابنة عمي، حتى غضبك آسر، لقد هزّ قلبي كثيرًا»
هس… هس…
اشتعل غضب تشين يينغ حتى كادت تنفجر، وكان صدرها يعلو ويهبط بعنف
وكان تشو يُوانباي يحدّق بوقاحة، مثبتًا عينيه على تشين يينغ بنظرات غير لائقة
«اذهب إلى الجحيم»
صرخت تشين يينغ بصوت رقيق، وظهرت في يدها رمحة كبيرة تحمل قوة 10,000 طن، ولوّحت بها نحو تشو يُوانباي بزخم هائل
شوًا
تلاشت هيئة تشو يُوانباي، وبسرعة بات يبعد 100 متر، وفرّ على عجل
«أنتِ تبدين فاتنة حين تغضبين يا ابنة عمي»
«آه»
اشتد غضب تشين يينغ حتى راحت تلوّح برمحتها الضخم في كل اتجاه، فانهار الجرف على الفور
هدأت تشين يينغ أخيرًا بعد وقت طويل
خفضت رأسها ونظرت إلى جسدها، فانهار قلبها ضيقًا من جديد
«أنا، تشين يينغ، رجل طوله 8 أقدام، صرتُ امرأة»
يا له من أمر بائس ومخزٍ وبغيض
في اللحظة التي استعادت فيها الجسدَ المولود من جديد ذاكرته عند سن الثامنة عشرة، كانت وسط الاغتسال، وعندما أدركت بيديها حال جسدها، غمرتها مشاعر متضاربة، لقد نجحت خطتها أخيرًا ونجت أخيرًا
تمهلي لحظة
هناك خطب ما في الإحساس
وحين نظرت إلى أسفل، انهارت حالة تشين يينغ الذهنية
أين جسدي الرجولي
لماذا صرتُ امرأة
ما الذي اختل تحديدًا، ولماذا وُلدتُ من جديد في جسد امرأة
أطلقت «هو» زفرة غضب، لكن ما خرج من فم «هو» كان صرخة رقيقة صافية
أين زئيري الذي كان كالرعد قوةً وجهارةً
أحقًا لن أقدر بعد اليوم إلا على صرخات حادّة
كانت تشين يينغ على شفا انهيار نفسي، وشعرت برغبة في إنهاء حياتها
وما كان أشد صعوبة على تقبّله أنه إن كان جميع إخوته القدامى لا يزالون أحياء، فكيف سيواجههم
في لحظاته الأخيرة، استخدم سلاح الداو الخاص بملك البشر ليولد من جديد في عائلة لوو، وكان يريد أن يستعين بهيبة عائلة ملك البشر ليقوى مرة أخرى ويشق طريقه عائدًا إلى المنطقة الشمالية ويقتل كل الخونة والأعداء ليستعيد عرشه في النهاية
وكما أراد، وُلد من جديد فعلًا في عائلة لوو
غير أنه لم يولد رجلًا، بل امرأة
صار ابنة زعيم عائلة لوو الحالية، وصار العبقري الذي لا نظير له في العائلة، وأجمل شخص في المنطقة الشرقية أيضًا
«أنا رجل بحق»
لم يفهم تشين يينغ ما الذي اختل، لماذا وُلد من جديد امرأة
بعد أن استعاد ذكرياته من حياته السابقة، آثر الصمت إلا عند الضرورة القصوى
كما أنه لم يكن يحب ارتداء ثياب النساء
فما إن يفتح فمه ويَسمع صوته الرقيق حتى يشعر برغبة في نطح الجدار وإنهاء حياته
ومع اقتراب اليوم الذي ستُفتح فيه أرض أشورا القديمة، بدأ تشين يينغ يشعر ببعض الخوف، فلم يعد الإمبراطور العظيم لتشين
لقد صار فتاة صغيرة
كيف سيواجه إخوته وأصدقاءه من ذلك الزمان
كيف سيواجه أعداءه القدامى
هل سيُسخر منه ويُضحك عليه حتى الموت
كان يفتقد زئيره المتسلط القديم الذي كان يُرعِد القلوب
أما الآن
فلا يزال قادرًا على الصراخ، لكن صرخته ستجعل القلوب ترتجف لسبب مختلف تمامًا