الفصل 1
الفصل 1: لا يُقهر بعد مئة عام من العزلة
“أقوال وأفعال تشو شوان غير لائقة وتضر بسمعة العائلة، وعقوبته أن يغادر فورًا المسكن السلفي، ولا يُسمح له، من دون إذن، بأن يخطو ولو نصف قدم داخل المسكن السلفي”
أدار تشو شوان رأسه لينظر إلى المسكن السلفي الفخم وهزّ رأسه بيأس، فالعقاب بمغادرة المسكن السلفي يعادل الطرد من سلالة النسب المباشر
حين يُبغَض المرء تصبح حتى العطسة خطأ لا يُغتفر
كان قد وصل إلى هذا العالم تَوًّا بينما كانت عائلة تشو تقيم مأدبة لِضيوف مميزين من العاصمة الإمبراطورية، وبما أنه من السلالة المباشرة فقد حضر بطبيعة الحال
وبسبب عطسة واحدة طُرد من المسكن السلفي، ورغم أنه لم يُشطَب صراحة من شجرة العائلة، فإن النتيجة الفعلية لا تختلف
قادَه القيّم إلى فناء مهجور بعيد عن المسكن السلفي
“يا السيد الصغير الثالث عشر، يمكنك الإقامة هنا من الآن فصاعدًا، وسأرتّب من يرسل الطعام إليك”
غادر القيّم بعد أن أنهى كلامه
كان تشو شوان من السلالة المباشرة لعائلة تشو، وهي إحدى العائلات الثلاث الكبرى في ولاية تشين، وكان ترتيبه الثالث عشر، وأكثرهم كراهية بين شباب عائلة تشو
فتح باب الفناء، وكان الفناء مكسوًا بالأعشاب البرية، ومن الواضح أن أحدًا لم يسكنه منذ زمن طويل
كان هذا الفناء بعيدًا عن المسكن السلفي، ويقع على أطراف أرض عائلة تشو، وبطبيعة الحال لن يأتي أحد ليسكن في هذا المكان النائي
تنهد تشو شوان، فبسبب تأثير والديه كان دائمًا غير محبوب لدى رب العائلة تشو تيانمينغ، وهو جده أيضًا
كان والده الابن الثالث لتشو تيانمينغ، وقد حظي دائمًا بدلاله وكان أوفرهم موهبة في جيله، إلا أن والده نقض عقد الزواج الذي أعدّه تشو تيانمينغ وتزوج أم تشو شوان، وهي امرأة بلا خلفية عميقة
كاد تشو تيانمينغ يموت غيظًا بسبب ذلك
قبل ثلاث سنوات غادر والدا تشو شوان المنزل بلا أثر، ومنذ ذلك الحين ساء وضع تشو شوان أكثر، وكان جده تشو تيانمينغ ينزعج كلما رآه
وأخيرًا اليوم لم يعد يتحمل، فاعتمد عقلية أن ما لا يراه لا يزعجه، وطرد تشو شوان خارج المسكن السلفي
يا لها من دراما مكررة لعائلة نبيلة
كان تشو شوان عاجزًا عن الكلام، لكنه لا يستطيع تغيير شيء، ومن الجيد أنه ما يزال يملك مكانًا يؤويه
على الأقل لن يقلق بشأن الطعام والكساء
نظرًا إلى الأعشاب في الساحة، تحيّر تشو شوان، فهو في النهاية سيد شاب من عائلة نبيلة، فهل ينبغي أن يزيل الأعشاب بيده
لحسن الحظ لم يطل قلقه، إذ رتب القيّم خادمين من عائلة تشو لتنظيف فناء البيت، فاقتلعوا الأعشاب ونظفوا المكان
كما استبدلوا الأثاث وجهزوا اللوازم اليومية
وأخيرًا شعر تشو شوان بقليل من الرضا كسيد شاب من عائلة نبيلة
أمر الخدم أن يحضروا له مقعد استرخاء وبعض الكتب
ومن الآن فصاعدًا سيقيم هنا
بعد أن غادر الخدم تمدد تشو شوان على مقعد الاسترخاء وتنفس الهواء العذب، ونظر إلى السماء الزرقاء والغيوم البيضاء وفي عينيه قليل من الحيرة
لقد انتقل عبر الزمن، ووضعه ليس جيدًا، لكنه ليس سيئًا جدًا أيضًا، فعلى الأقل لن يقلق مؤقتًا على الطعام والكساء
غير أن هذا عالم يمكن للمرء فيه أن يزرع قوته حتى مستوى الروح، ويمكن للمحاربين أن يزحزحوا الجبال ويقلبوا البحار، وبصفته ضعيفًا صغيرًا من عامة الناس فمن الصعب أن يشعر بالأمان
في اليوم التالي تمدد تشو يانغ على المقعد وقلب كتابًا، ولم يكن في الفناء أحد غيره، فبعد أن سلّم الخدم الطعام رتّبوا المكان وغادروا، ولم ينطقوا جملتين طوال العملية
لم تكن لديه حتى خادمة
تنهد تشو شوان، كما توقّع، فهو غير مرحّب به، وحتى وهو سيد شاب لعائلة نبيلة لا توجد خادمة تخدمه
“كلما ازدادت قوة البيت ازداد النظام قوة، جارٍ ربط مكان الإقامة الحالي بحدود البيت، لقد مكثتَ في البيت يومًا واحدًا، والمكافأة هي تقنية فاجرا غير القابلة للتدمير العظمى”
فجأة دوى صوت في ذهنه
انتعشَت روح تشو شوان وجلس منتصبًا، نظام
ظهر فضاء ضبابي في ذهنه ووصلته رسالة النظام
كلما كان النظام أقوى ازداد هو قوة، وسيحصل كل يوم على مكافأة ما دام يبقى في البيت، وتختلف طريقة المكوث في البيت فتؤدي إلى مكافآت عشوائية
ما دام لا يغادر الفناء ويكتفي بالبقاء في البيت والفناء، فكلما طال بقاؤه ازدادت المكافأة قوة وازداد هو قوة
لكن متى ما غادر الفناء تُصفَّر السجلات وتُعاد الحسابات من جديد
انقلب مزاج تشو شوان إلى إشراقة، فالخادمات غير مهمات، وأنا أحب البقاء في البيت، البقاء هنا جيد ولا خطر على سلامتي
تلقى المكافأة فورًا
اندفعت حزمة معلومات إلى ذهنه، وجال تيار من الطاقة في جسده، وبدأ جلده يومض بوميض ذهبي خافت
شعر تشو شوان بقوته تتزايد باستمرار، وفي الوقت نفسه أدار بصمت تقنية فاجرا غير القابلة للتدمير العظمى
قبض قبضته فارتفعت قوته، ولا سيما قوة دفاعه التي بلغت ذروة المستوى البشري
كانت تقنية فاجرا غير القابلة للتدمير العظمى من أعلى تقنيات الدفاع في المستوى البشري، ومع ذلك ففي هذا العالم لا تُعد في غاية القوة
فوق المستوى البشري تأتي مستويات: العميق، والروحي، والفراغ، والاتحاد، والحقيقي، والإمبراطور، وما إلى ذلك
المستوى البشري هو المستوى الأساسي فحسب، وهو بدوره مقسّم إلى ثلاث مراحل للزراعة الروحية: تصليب الجسد، وفتح القنوات الحيوية، وجمع الطاقة الروحية
ولا يبدأ المرء طريق الزراعة الروحية حقًا إلا بعد كسر بوابة البشر والدخول إلى المستوى العميق، وبعد المستوى العميق يُقسَّم كل مستوى إلى تسع درجات
ومهما بلغت قوة المستوى البشري، فمن دون كسر بوابة البشر يبقى المرء بشريًا لا غير
ومع ذلك لم يَخِب أمل تشو شوان، فهذه مجرد مكافأة عن يوم واحد من البقاء في الداخل
قبل أن يتلقى المكافأة لم تكن قوته إلا في مرحلة فتح القنوات ضمن المستوى البشري، وكان يُعد نكرة
أما الآن وقد بلغ ذروة المستوى البشري فتكاد تستحيل إصابته بأذى، خاصة ممن لا يزالون في المستوى البشري
كان تشو شوان راضيًا، وعقد العزم على البقاء في الداخل
تمطى تشو شوان وغيّر وضعيته وعاد ليستلقي على مقعد الاسترخاء، ثم تناول الكتاب وأكمل القراءة
أطلق زفرة طويلة وشعر بالانتعاش
مريح
بعد حصوله على الميزة امتلأ طاقة، وزال انزعاجه السابق
“لقد غيّرت وضعيتك وبقيت مرتاحًا في المنزل، تُمنَح صندوقًا من حبوب جمع الطاقة الروحية”
أوه، وهل لهذه مكافأة أيضًا
ازداد تشو شوان حماسًا، فأخرج حبوب جمع الطاقة الروحية التي كافأه بها النظام، ووجد أنها صندوق كامل
كان الصندوق خشبيًا وفيه مئات القوارير من الحبوب، يحتوي كلُّ قارورة على اثنتي عشرة حبة
أخرج تشو شوان قارورة ووضع الباقي في فضاء النظام
سكب حبة، كانت بنية لامعة وتفوح منها رائحة دوائية خفيفة، وكان يستطيع أن يستشعر على نحو مبهم الجوهر الروحي الكامن فيها
بلا شك كانت حبة من الدرجة العليا، كما هو متوقَّع من منتج يصدر عن النظام
وضع تشو شوان الحبة في فمه، فانحلّت وتحولت إلى تيار من الطاقة الروحية الصافية دخل جسده وتجمع في دانتيان، على امتداد قنواته الحيوية
آخر مرحلة من الزراعة في المستوى البشري هي جمع الطاقة الروحية
وعندما يكتمل جمع الطاقة الروحية وتجري في أنحاء الجسد، فهذا يعني أن المرء قد زرع حتى ذروة المستوى البشري
وإذا أراد أن يخطو خطوة أخرى فليس أمامه إلا كسر بوابة البشر، والسمو إلى الحد الأقصى، وطرح الحالة البشرية، والدخول إلى المستوى العميق
بوابة البشر صعبة الكسر، وكثيرون يتوقفون عندها، ومن لا يقدر على كسرها يظل في النهاية عالقًا
تناول تشو شوان حبة جمع الطاقة الروحية وشعر بالطاقة تملأ دانتيان، وتجري في قنواته الحيوية، وكان جسده يومض بضياء ذهبي خافت
بعد حصوله على تقنية فاجرا غير القابلة للتدمير العظمى تمكن من الاختراق من فتح القنوات إلى جمع الطاقة الروحية
ومع حبة جمع الطاقة الروحية استطاع أن يكمّل جمع طاقته ويُثبّت زراعته ليبلغ الذروة البشرية
غير أن هذا ليس أمرًا يُحل بمجرد أكل حبة جمع الطاقة، فالطريق الوحيد هو كسر بوابة البشر وفتح باب السر
لم يكن تشو شوان في عجلة، وكان يظن أنه بعد بضعة أيام ربما يتمكن من اجتياز البوابة