الفصل 5

الفصل 5: قوة لهب بندقية شياولونغ

“أخي، ما اسمك”

نظر الشاب إلى تشين تيان وابتسامة على وجهه

كان تشين تيان بلا تعبير وأشار إلى الرقم على صدره

“آه هاها، يبدو أنك لا تملك اسمًا بعد، أليس كذلك”

ضحك الرجل بإحراج ثم عرّف بنفسه قائلًا: “اسمي شياو يونلونغ، وهذه السيدة الجميلة بجانبي ليو تشاوتشاو”

أومأ تشين تيان، وهو يراقب الاثنين أيضًا

كلاهما كان شابًا، يبدوان في العشرينات فقط

كان شياو يونلونغ وسيمًا، وابتسامته التي كشفت عن صفَّين من الأسنان البيضاء كانت معدية

كانت ليو تشاوتشاو ذات بشرة ناصعة، وجمالٍ نقي هادئ، وشعرٍ طويل مستقيم منسدل على كتفيها. بدا أنها كانت تبكي للتو، إذ احمرّتا وانتفختا عيناها قليلًا، ما أضفى عليها مسحة جمال مكسور

“أوه، والذي عند الباب هو قائدنا، تشين دادي” أضاف شياو يونلونغ

تشين دادي

ارتجفت حاجبا تشين تيان قليلًا كأنه تذكّر شيئًا

“لقد تذكرت”

دوّي

جاء صوت إغلاق الباب من الخارج، ودخل تشين دادي الغرفة

“القائد تشين، لقد أخبرته بأسمائنا الثلاثة”

سأل شياو يونلونغ: “لكن ألسنا بحاجة إلى أن نعطيه اسمًا؟ من الغريب مناداته برقم”

“همم”

أومأ تشين دادي. كان هوانغ شون قد ضحّى بنفسه للتو، وانضم هذا الجندي المستنسخ إلى فرقة تنين الأرض كرامٍ. قد يبدو الأمر صدفة، لكنه ربما ترتيب من القدر

بما أن الأمر كذلك، فلماذا لا نطلق عليه اسم هوانغ…

“لدي اسم” قالها تشين تيان فجأة

“لديك اسم؟ هل أعطاك إيّاه المدرب ريموند؟” سأل شياو يونلونغ بفضول

رمق تشين تيان تشين دادي، ونبرته هادئة

“اسمي تشين تيان”

تشين… تيان

تسلّل شياو يونلونغ بنظره نحو تشين دادي، وشدّ شفتيه محاولًا كتم ضحكة لم يجرؤ على إطلاقها، فشعر بعدم ارتياح

أطرقت ليو تشاوتشاو رأسها، وارتسمت لمحة ابتسامة في طرف عينها

تجمّد تعبير تشين دادي، وارتجف جفناه بعنف مرتين

اسمي تشين دادي، واسمك تشين تيان

أتريد أن تطأ رأسي

حدّق تشين دادي في تشين تيان، فلم يجد على وجهه أي تعبير. لكن ارتجافة حاجبيه الخفية التقطها بوضوح

هل يكون هذا الفتى قد اختار هذا الاسم كردّ فعل لأني وصفتُه قبل قليل بالنفاية

راودت الفكرةُ تشين دادي، لكنه وجدها بنفسه سخيفة

هل يملك مستنسخ، خارج للتو من المصنع ولم يختبر شيئًا، مشاعر كالغضب والضغينة حقًا

“أحم، أحم، تشين تيان، ليس سيئًا، إنه اسم جيد”

ربّت تشين دادي على كتف تشين تيان. “إذًا نحن عائلة. لا تقلق، أخوك الكبير سيعتني بك من الآن فصاعدًا”

“هاها، تشين تيان، أهلًا بك في فرقة تنين الأرض”

لفّ شياو يونلونغ ذراعَه بحماس حول كتف تشين تيان متصرّفًا بألفة. “من الآن فصاعدًا، نحن رفقاء سلاح، نحن إخوة”

“مرحبًا” قالت ليو تشاوتشاو ببساطة، ونبرتها فيها شيء من الفتور

لم تكن قد خرجت بعد من حزن تضحية هوانغ شون. وأمام خليفة هوانغ شون، وهو رامٍ جديد ينضم، لا يمكن القول إنها ترفض، لكنها على الأقل لا تستطيع تقبّل الأمر بسرعة مثل تشين دادي وشياو يونلونغ

أومأ تشين تيان محافظًا على هدوئه المعهود

“تعال يا تشين تيان، اجلس”

ضغط شياو يونلونغ على كتفي تشين تيان حتى أجلسه على كرسي، وصبّ له كأس ماء، وسأله بفضول

“هل تستطيع أن تخبرني كيف اجتزتَ اختبار طائر لينغتونغ (الطائر الرشيق)؟ لقد تحدّيته مرة من قبل ولم أستطع حتى إصابة جناح”

وبمجرد سماع ذلك، التفت تشين دادي وليو تشاوتشاو نحو تشين تيان على الفور

هذه الرواية منشورة حصرياً على موقع مركز الروايات

هما أيضًا أرادا أن يعرفا كيف تمكّن مستنسخ صُنع حديثًا من إتمام تمرين رماية كابوسي كهذا

رمش تشين تيان، ونبرته خافتة: “كل ما تحتاجه هو يدان”

كل ما تحتاجه هو يدان

ارتعشت أعينهم بعنف. بدا هذا مستفزًا

لكن حين رأوا عيني تشين تيان الهادئتين كسطح بحيرة، هزّوا رؤوسهم بلا حيلة

لا بأس، كمستنسخ، هو بالتأكيد لا يعرف التفاخر، إنه فقط يقول ما في نفسه

“تشين تيان، هل تلك بندقيتك خلفك”

غيّر شياو يونلونغ الموضوع، وحدّق في البندقية التي يحملها تشين تيان، ثم تمتم باستخفاف: “البندقية القياسية طراز 85، قوّتها لا بأس بها، لكن معدل إطلاقها بطيء جدًا. مثل هذه البندقية لا تصلح إلا للتعامل مع أولئك الأورك ذوي البشرة الخضراء”

“القائد تشين، أرى أننا نستطيع إعطاء بندقية هوانغ شون إلى تشين تيان”

لم يرفض تشين دادي وأومأ قائلًا

“حسنًا، اذهب وأحضر كل متعلقات هوانغ شون”

“حاضر”

أسرع شياو يونلونغ إلى الغرفة وحمل صندوقًا أسود. في داخله كانت جميع متعلقات هوانغ شون الشخصية

نقرة

فُتح المزلاج، ورفع شياو يونلونغ بندقية داكنة بكلتا يديه. سطح جسم السلاح كان مُعالجًا بالرمل، يطلق لمعانًا معدنيًا غير عاكس يوحي بالصلابة والمتانة. وكان مكبح الفوهة الكبير في مقدمة السبطانة ذا شكل فريد كأنّه أنياب شرسة. لم يقتصر دوره على الحدّ الفعّال من الارتداد الهائل عند الإطلاق، بل أضاف أيضًا قدرًا من التهديد

“بندقية بومة التنين، منتج شركة جيرارد الرائد”

ثم أخرج شياو يونلونغ صندوقًا حديديًا مستطيلًا، وربّت عليه مرتين، وقال: “في الداخل ذخائر خارقة للدروع وعالية الاشتعال مخصّصة لبندقية بومة التنين. فتكها يكفي لتهديد مستخدم طاقة روحية من الدرجة 2. تفضل، خذها وجَرِّبها”

مدّ تشين تيان يديه وتناول البندقية. وفي اللحظة التي أمسك فيها ببندقية بومة التنين، اندفع إحساس بالألفة في داخله، وكأن هذه البندقية قد صاحبته أكثر من عشر سنوات، وكل جزء منها مطبوع عميقًا في ذاكرته

داعب تشين تيان جسم السلاح، فملمسُه البارد غير العاكس تحت أطراف أصابعه جعل روحه ترتجف قليلًا

“شكرًا لكم”

شكرهم تشين تيان بإخلاص، ومظهره الصادق جعل الآخرين غير معتادين قليلًا

“لا داعي للشكر، فكل هذا تركه زميلنا السابق”

كان صوت تشين دادي منخفضًا. “مثل هذا السلاح الجيد لا ينبغي أن يُترك يعلوه الغبار، بل في يد رامٍ”

“يونلونغ، دع تشين تيان يجرّب بقية الأشياء أيضًا”

“حسنًا”

أخرج شياو يونلونغ عدة أشياء أخرى من الصندوق: بدلة قتال فضية، مسدسًا ليزريًا، حافظة مخازن، خوذة قتال متعددة الوظائف

وحين اكتمل تجهيز كل الأشياء، ظهر أمام الجميع جنديُّ قواتٍ خاصة مهيب صلب القسمات. كانت ملامحه حادّة، وتحت الواجهة الشفافة لخوذته بدت عيناه تكشفان عن برود وهدوء

شعر الثلاثة بلحظة شرود، كأنهم رأوا ظلًا مألوفًا يتداخل مع تشين تيان

هس

أخذ تشين دادي نفسًا عميقًا، وصفا بصره. تشين تيان ليس هوانغ شون، وليس بديلًا لأحد

“تشين تيان، هذه الأشياء صارت لك من الآن فصاعدًا. آمل أن تحسن استخدامها” ربّت تشين دادي على كتفه، ونبرته تحمل شيئًا من التأثر، كأنه يسلّمه أشياء ثمينة للغاية

أومأ تشين تيان، وكانت حركته خفيفة جدًا، لكن العزم في عينيه كان ثقيلًا قويًا

كان يستطيع أن يخمّن أن لطف تشين دادي والآخرين معه يرجع في جانبٍ كبير إلى زميلهم السابق، وأن ذلك الشخص على الأرجح هو صاحب 【الإحساس المطلق بالبندقية】 الأصلي

لكن مهما كان السبب، فسوف يشكر فرقة تنين الأرض، وكان محظوظًا جدًا لقدومه إلى فريق كهذا

بيب بيب بيب

في تلك اللحظة، أطلق سوار معصم تشين دادي صوتًا سريعًا

رفع ذراعه ونظر إليه قائلًا بنبرة عميقة

“وصلت مهمة”

“ما المهمة يا قائد تشين؟” سأل شياو يونلونغ

كانت نبرة تشين دادي باردة: “مجموعة من القطط البرية تتسكع قرب معسكرنا. أمرت القيادة بأن نسلخها”

“إنهم أولئك القوم شِبْه القطط مجددًا”

قطّبت ليو تشاوتشاو حاجبيها، وارتفعت كرة لهب قرمزية فجأة من راحتها

انتشرت موجة حر، فارتفعت حرارة الغرفة

أرخى تشين تيان جفنيه قليلًا، وتموّج شيء في قلبه

قدرة لهب

أيُّ عالمٍ هذا في نهاية المطاف