الفصل 4
الفصل 4: فرقة التنين الأرضي
تَتَتَ
في هذه الأثناء، ركض عدة جنود بسرعة، وامتلأت نظراتهم بالدهشة والفضول وهم ينظرون إلى تشين تيان
قال أحدهم: «أيها الضابط ريموند، هل هو من دفعة النسخ الأخيرة؟ تصويبه مذهل حقًا»
بدت ملامح ريموند جادة وهو يقول بصوت عميق
«أي نسخ؟ إنه رفيقكم»
ولما شعر الجنود بنبرة العتاب في صوت ريموند أسرعوا بالاعتراف بخطئهم
«عذرًا أيها الضابط ريموند، وأنت يا أخانا هذا، لقد أخطأنا في كلامنا منذ قليل»
ظل تشين تيان بلا تعبير، محافظًا على برودة وجه وبلادته كأنه نسخة مستنسخة، لكن هذه الملامح جعلت الجنود غير مرتاحين قليلًا، فارتسمت على وجوههم ابتسامات محرجة
عندها قال جندي أصلع الرأس فجأة
«يا ضابط، دعه ينضم إلى سرايتنا، نحن نفتقر إلى قنّاص»
وقال آخر بانزعاج محاولًا خطف الرجل «سريتنا الحديدية أيضًا تفتقر إلى قنّاص يا ضابط، وقد تكبدنا أكبر الخسائر خلال نصف الشهر الماضي، لذا رجاءً خصصه لنا»
«يا ضابط، نحن أيضًا ينقصنا الرجال»
«ونحن كذلك»
تحول المشهد على الفور إلى فوضى، والجنود يصرخون ووجوههم محمرة وأعناقهم متيبسة، وكأنهم يخوضون معركة شرسة لخطف الرجل
ومن لا يريد قنّاصًا؟
في ساحة تمطرها الطلقات، قد يقلب طلقة واحدة من قنّاص موازين المعركة أو توجه ضربة حاسمة
كان ريموند يتفهم جيدًا توق الجنود إلى قنّاص، لكنه كان قد رتب وجهة تشين تيان في ذهنه منذ البداية
«كفوا عن الجدال»
رفع ريموند يده وقال بجدية «سينضم إلى فرقة مهام خاصة»
فرقة مهام خاصة
تبادل الجنود النظرات، ثم أطلقوا زفرة عجز
حقًا، بالمقارنة مع عمليات الجيش واسعة النطاق المليئة بإطلاق النار والقصف، فإن نموذج فرقة المهام الخاصة أنسب بوضوح لقنّاص كي يُظهر قوته، كما أن عامل الأمان فيها أعلى
«يا ضابط، إلى أي فرقة مهام خاصة ستُسنده؟»
ريموند: «فرقة التنين الأرضي»
عند سماع هذا الاسم، خيّم الصمت على الجنود الحاضرين، إذ علموا أنه الت安排 الأفضل فعلًا
فرقة التنين الأرضي
ردد تشين تيان الاسم في قلبه بصمت، ولمع في عينيه خيط رفيع من الترقب
… … …
الركن الجنوبي الشرقي من المعسكر
داخل منزل مسبق الصنع، جلس رجلان وامرأة بصمت إلى الطاولة، وكانوا جميعًا مصابين، وعينا المرأة متورمتين حمراوين كأنها كانت تبكي للتو
«أنا من تسبب في هوانغ شون»
كان صوت تشين دادي مبحوحًا ووجهه يغشاه لوم شديد للنفس «لو لم آخذ تلك المهمة، لما ضحّى هوانغ شون بنفسه»
«قائد تشين، هذا ليس ذنبك»
قال الشاب الجالس إلى جواره مرتديًا زي القتال الأسود مواسيًا «لم يكن أحد يتوقع وجود مستخدم طاقة روحية من المستوى الرابع يقاتل في ذلك المنجم»
«مات هوانغ شون وهو يحميني»
قالت المرأة مختنقة بالعَبرات «لو كنت أسرع قليلًا في رد الفعل، لما وقف أمامي، يا له من أحمق، إنه أحمق بحق، أنا مستخدمة للطاقة الروحية وجسدي أقوى بكثير من جسده، وربما لم أمت حتى لو تلقيت تلك الضربة»
تنهد تشين دادي، فخلافًا لهما كان هوانغ شون جنديًا حقيقيًا خدم لأكثر من عشر سنوات وخاض معارك لا تُحصى، حتى صار اعتراض الرصاص عن رفاقه رد فعلًا تلقائيًا في لا وعيه
«قائد تشين، هل لهوانغ شون أقارب آخرون؟» سألت المرأة وهي تمسح دموعها
هز تشين دادي رأسه «قال لي هوانغ شون إن والديه توفيا مبكرًا، فالتحق بالخدمة العسكرية وهو صغير، وبعدها انقطع تواصله مع بقية أقاربه»
عند سماع ذلك عضّت المرأة على شفتها بشدة حتى كادت أن تُدميها، لقد مات هوانغ شون لإنقاذها، لكنها لا تستطيع أن تفعل له شيئًا، وكان هذا العجز العميق يعذّب قلبها
طَرق طَرق طَرق
في تلك اللحظة، دوى طرق مفاجئ على الباب
عدّل تشين دادي ملامحه، ونهض ليفتح الباب، وحين رأى من يقف هناك، ومضت الدهشة في عينيه
«ريموند، ما الذي جاء بك؟»
إنه ريموند الملقب بالنمر، مُدرِّب الجيش الماهر والمسؤول عن تدريب المجندين جميعًا
ومع ذلك، لم تكن صلته بفرقة التنين الأرضي وثيقة، ولم يلتقِ بهم إلا بضع مرات، لذا لم يفهم تشين دادي سبب ظهوره على عتبتهم
«ما الأمر، ألا ترحب بي؟»
ابتسم ريموند، وألقى بنظرة إلى داخل الغرفة، ولما رأى العيون المتورمة الحمراء ازداد اقتناعًا بترتيبه
فهذه هي الفرقة الأنسب للمجندين الجدد
«ومن يجرؤ على ألا يرحب بك يا نمر ريموند»
تنحى تشين دادي جانبًا «تفضل بالدخول»
«لن أدخل»
لوّح ريموند بيده، ثم تحرك خطوة كاشفًا تشين تيان خلفه
«جئت اليوم لأُسلّم هذا المجند الجديد إلى فرقة التنين الأرضي»
«ماذا؟»
لمعت شرارة غضب في وجه تشين دادي، وقال بلهجة غير لطيفة
«ريموند، ما معنى أن ترسل إليّ مثل هذا الحثالة؟ أتجعل من فرقة التنين الأرضي مكبًا للقمامة؟»
في المعسكر، توجد فروق طفيفة في الزي بين أفرع الجيش المختلفة
وكان الزي الأسود لتشين تيان والرقم ذو الخانات الثماني على صدره يشيران إلى أنه من أحدث دفعات النسخ، بل ومصنَّف كوقود مدافع معترف به في ساحة القتال
كان ريموند يعرف أن مزاج تشين دادي صريح، ومع تضحية هوانغ شون مؤخرًا كان في حالة نفسية سيئة، لذا لم يجادله، وقال
«لقد اجتاز هذا المجند للتو اختبار طائر لينغتونغ (الطائر الرشيق)، بدرجة بلغت 94 نقطة، إن لم ترده فلا بأس، سأرسله الآن إلى فرقة أخرى»
ماذا؟ اجتاز اختبار طائر لينغتونغ (الطائر الرشيق) وبـ 94 نقطة
«تمهل لحظة»
أمسك تشين دادي بريموند الذي همّ بالاستدارة، وعلى وجهه شيء من الشك «ريموند، هل تخدعني؟ أيمكن لنسخة خرجت للتو من المصنع أن تجتاز اختبار طائر لينغتونغ (الطائر الرشيق)؟»
قال ريموند بهدوء «أتراني فارغًا إلى هذا الحد؟»
تجمدت ملامح تشين دادي، فقد كان يعلم أن معركة كبرى وشيكة، وأن عبء ريموند أثقل من عبئهم بكثير، وتمكنه من اقتطاع وقت ليأتي إليه وسط انشغاله الشديد ليس مزحة قطعًا
«اختبار طائر لينغتونغ (الطائر الرشيق)، نسخة تجتاز اختبار طائر لينغتونغ (الطائر الرشيق)؟»
خرج الشاب والمرأة من البيت معًا، ينظران إلى تشين تيان بعيون مذهولة
كان اختبار طائر لينغتونغ (الطائر الرشيق) مشروعًا تحدث عنه هوانغ شون مرارًا، ووفقًا لقوله فهو بالغ الصعوبة، ولا يجتازه في الجيش كله سوى قلة قليلة، ولم يسجل أكثر من 90 نقطة سوى هو
وكان كلما ذكر ذلك، يلوح على وجه هوانغ شون، الصامت البارد عادة، ملمح فخر
لم يتوقعا أن يجتاز هذا المستنسخ الواقف أمامهما اختبار طائر لينغتونغ (الطائر الرشيق) أيضًا، وبدرجة فوق التسعين، لا تفصله عن هوانغ شون سوى بضع نقاط
«قائد تشين، كنت أنوي من باب اللطف أن أعيد إليك قنّاصًا، ما دمت لا تريده فسأرسله إلى مكان آخر»
استدار ريموند لينصرف، لكن تشين دادي أسرع فأمسك به، وعلى وجهه مسحة إحراج
«ريموند، أخي ريموند، لقد تسرعت في كلامي قبل قليل، شكرًا لاهتمامك بفرقة التنين الأرضي عندنا، وسأجلب لك شرابًا بعد انتهاء الحرب»
«تشاوتشااو، ويونلونغ، أسرعا وأدخلا زميلنا الجديد إلى الداخل»
تبادل الشاب والمرأة النظرات، ثم أسرعا إلى جانب تشين تيان، وأمسك كل منهما بذراعه ليجراه إلى الداخل
لم يقاوم تشين تيان، وتركهما يجرّانه كأنه دمية
«هه ~»
عند رؤية ذلك أطلق ريموند ضحكة باردة، ثم استدار ولوّح بيده وقال
«القنّاص صار عندكم الآن، آمل أن تحسنوا حمايته»
وعلى وقع وصية ريموند، أرخى تشين دادي جفنيه، ولمعت في عينيه لمحة عزم
«اطمئن يا ريموند، لن أسمح أبدًا بتكرار مأساة هوانغ شون»
«أبدًا»