الفصل 107

الفصل 107: اكتشاف الحقيقة

في أكاديمية شيونغيينغ العسكرية، اهتزّت الساعة الذكية لدى تشانغ منغ، فألقى عليها نظرة وبدت الدهشة على وجهه

مرحبًا، المدير هان

كان صوت تشانغ منغ باردًا وجافًا؛ فمنذ الجدال الكبير بينهما توتّرت علاقته بهان فنغ، وصارا يتجاهلان بعضهما عند اللقاء، ولم يتوقع أن يتصل به هان فنغ من تلقاء نفسه اليوم

مدير تشانغ

جاء صوت هان فنغ هادئًا: طالبك تشين تيان مطلوب الآن من قبل الجيش بتهمة إيذاء زميل له

ماذا

اتّسعت عينا تشانغ منغ واندفع يقول

مستحيل

لم يتعامل كثيرًا مع تشين تيان، لكنه يعرف طبع الطالب الجندي المستنسخ

هادئ وحذر ومركّز، ومثل هذا الشخص لا يمكن أن يعتدي على رفيقه

وفوق ذلك، كان تشين تيان قد رفع له تقريرًا عن وضع بلدة الضباب، وبعد أقل من نصف يوم وقع في ورطة واتُّهم بارتكاب جريمة شنيعة

وجد تشانغ منغ صعوبة في ألا يظن أن ما يجري مؤامرة تستهدف تشين تيان

لا، الأرجح أنها خطة تتخذ من تشين تيان ذريعة لاستهداف يان تشينغ

مدير تشانغ، تشين تيان طالب في أكاديمية شيونغيينغ العسكرية، ومنطقيًا إذا ارتكب جريمة فعلى الأكاديمية أن تفصله مباشرة

قال هان فنغ بهدوء: لكن هذا الطالب له وضع خاص، وقبل صدور حكم رسمي يمكنني مؤقتًا إبقاء صفته كطالب له

أمر التوقيف يعني فقط أن تشين تيان مشتبه به، أمّا صفة المجرم فلا تثبت إلا بعد حكم محكمة عسكرية

لم يتوقع تشانغ منغ أن يمنح هان فنغ تشين تيان مساحة للتنفّس، فصمت لحظة ثم قال

مدير هان، أشكرك باسم تشين تيان

لا حاجة، إنما أقوم بواجبي، وأنا أيضًا لا أعتقد أن هذا الطالب قد يقتل باندفاع، ثم إن مذكرة التوقيف وافق عليها شياهو يانغ شخصيًا، واللجوء إلى أي أحد غير مجدٍ، والشخص الوحيد القادر على مساعدته الآن هو يان تشينغ

انتهت المكالمة، فظلّ تشانغ منغ واجمًا لحظة وقد ارتسمت في عينيه نظرة معقّدة

كان شياهو يانغ نائب قائد الإدارة العسكرية لـ سيلفر غراي ستار، وموافقته شخصيًا على مذكرة التوقيف تعني أن لا مجال للمناورة في هذه القضية، وأراد هان فنغ تنبيهه ألا يحاول إيجاد واسطة لتبرئة تشين تيان، فهو مبتعد عن المؤسسة العسكرية منذ سنوات وصلاته ليست عميقة، وإن لجأ إلى شخص غير موثوق فقد يُوقع تشين تيان في فخ

وعلى الرغم من سوء العلاقة بينه وبين هان فنغ، فإنه يدين له بجميل فيما يخص وضع تشين تيان

الكتيبة 137 كان القائد هنا، تعال، لقد وجدت شيئًا مثيرًا للاهتمام

لوّحت لين شياويُو بيدها، فتقدّم تشن غوفنغ وشي لي ونظرا إلى شاشة المراقبة

هذا تسجيل المراقبة لليلة الماضية

سحبت لين شياويُو شريط التقدّم وقالت: انظروا، كان الضباب الليلة الماضية أكثر كثافة بكثير من الآن، حتى إن الرؤية كانت شبه معدومة، لكن مبنى السكن كان ما يزال واضحًا نسبيًا

نرى أن الوحيد الذي غادر السكن الليلة الماضية هو تشين تيان، ولم يخرج أحد غيره من باب سكنه

والآن انظروا إلى هذا

بدّلت لين شياويُو زاوية العرض هذا هو موقع الحراسة، يوجد عشرة جنود في المناوبة، وعندما هبّ الضباب الكثيف فإنهم

دوووم ضغطت لين شياويُو زر الإيقاف لقد أغمي عليهم جميعًا

تحت الضباب الكثيف لم تكن ملامح الحراس واضحة، ولم يظهر سوى خطوط عامة، لكن التمييز بين من يقف منتصبًا ومن يتمدّد على الأرض كان سهلًا للغاية

أغمي على الجميع عاد تشن غوفنغ وشي لي يتجهّمان، ثم رأيا مباشرة وصول تشين تيان إلى نقطة الحراسة، فحص أحوال الجنود ثم اختفى في الضباب

ألا ترون هذا أمرًا مثيرًا

ارتفع نبرة صوت لين شياويُو وبدت في عينيها لمعة فضول ضباب كثيف يجعل كل من في المعسكر العسكري فاقدي الوعي، وشخص واحد فقط يظل مستيقظًا، ثم يقتل هذا الشخص نائب قائد الكتيبة بحجّة صراع على السلطة فشل فيه

قائد، لدي شعور دائم بأن وراء الأمر شيئًا آخر

ليس هذا شأننا

قال تشن غوفنغ بصوت عميق: مذكرة التوقيف صارت نافذة، ومهمتنا الأساسية من القيادات هي إلقاء القبض على تشين تيان، أمّا إن كان وراء ذلك حقيقة خفية فنناقشها بعد الإمساك به واستجوابه

هزّت لين شياويُو كتفيها وقالت: حسنًا، كنت أعلّق فحسب، لكن لو كنا قد قبضنا على تشين تيان هذا الصباح لما اكتشفنا هذا

وبما أننا لا نجد تشين تيان أصلًا، فلماذا لا نبدأ من هذه النقطة لعلنا نحقق اختراقًا

فكّر تشن غوفنغ لحظة ثم أومأ

حسنًا، ابدئي بالتحقيق أولًا

كانوا فريق تحقيق، وكان القبض على تشين تيان بطبيعة الحال الأولوية القصوى، لكن بما أنه لا خيط لاعتقاله، فيمكن البدء من الضباب وتجربة هذا الاتجاه

طن طن طن في هذه اللحظة دوّت طرقة على باب غرفة المراقبة تفضّل

دخل تو تشانغسون مبتسمًا وقال

أيها الضبّاط الثلاثة، سيجهز العشاء قريبًا، أتودّون الذهاب إلى المقصف الصغير أم أستضيفكم على وجبة في البلدة

سنأكل في المقصف قال تشن غوفنغ

حسنًا إذن حضّرنا بضع أطباق طيبة، وبينها نبيذ الأرزّ الخاص ببلدة الضباب، تفضّلوا لتجربته قال تو تشانغسون مبتسمًا

حسنًا

خارج بلدة الضباب بوف ارتفع تلّ صغير من التراب على سطح الأرض، ثم خرجت منه هيئة بشرية من باطن الأرض من غير أن يعلَق بها الكثير من التراب

التحكم بالرمل، هذه الموهبة نافعة للغاية

داس تشين تيان بقدمه فعاد التلّ أسفله إلى حالته الأولى فورًا

تمنح أجنحة الشيطان الليلي قدرة الطيران، ويمنح التحكم بالرمل قدرة الدخول تحت الأرض، والاختراق من تحت الأرض أكثر تخفّيًا بكثير من الطيران، وهو نافع جدًّا للهروب

في تلك اللحظة لم يكن الضباب قد انقشع بعد، وكانت البلدة كلها ما تزال مطوّقة بالضباب، فغيّر تشين تيان ملامحه إلى وجه عادي ثم دخل البلدة بحذر متجنبًا الناس وكاميرات المراقبة طوال الطريق

بعد دخوله البلدة تعمّد السير في الأزقّة الضيّقة الصغيرة الخالية من الكاميرات، وكان الضباب باهتًا، وعدد المارّة في الشوارع قليلًا

ما كان ينبغي أن تكون بلدة صاخبة تعجّ بالزوار المصوّرين صار الآن أشبه بمدينة أشباح بلا حيوية

عند زاوية شارع رأى تشين تيان شابًا ذا شعر أصفر يدخّن، وعلى ساعده المكشوف نقوش وشوم معقّدة، ولم تبدُ عليه أمارات الخير

إذن ستكون أنت

لمعت عينا تشين تيان

جعلته أحداث اليومين الماضيين يدرك أن المعسكر العسكري 137، بل وسكان بلدة الضباب أيضًا، متأثرون بمادّة ما تجعلهم يفقدون الوعي عند مجيء الضباب

ولا بد أن ذلك من فعل العقل المدبّر الذي سيطر على جيش الحشرات تلك الليلة

لذا قرّر أن يبدأ من هذا المدخل، فيعثر على أحد سكان بلدة الضباب ويفهم حالته الجسدية، وبذلك يجد سبب الإغماء الجماعي

هوووب مثل شبح ظهر خلف الشاب الأشقر وأسقطه بضربة كفّ على العنق ثم جرّه إلى زقاق معزول ليفحص جسده

اندفعت قوته الذهنية كالآشعة السينية تمسح كل شبر من جسد الشاب الأشقر من القدم حتى الرأس

لم تكن هناك مشاكل أسفل الرقبة، فلم يبقَ إلا الجزء الأكثر تعقيدًا وخطورة وهو الرأس، فتسللت القوة الذهنية بحذر إلى عقل الشاب، وفي اللحظة التالية تغيّر وجه تشين تيان

إنه هذا الشيء