الفصل 106
الفصل 106: التحقيق، مذكرة ملاحقة
داخل المشرحة، وقف تشين قوفِنغ وشي لي ولين شياويُه إلى جانب جثة تشاو نُو يفحصون إصاباته
يبدو أن مسار قلبه قد تحطم بلكمة واحدة
غطّى تشين قوفِنغ جثة تشاو نُو بملاءة بيضاء وقال ببطء
في المعسكر 137 لا يمتلك قوة القضاء على تشاو نُو بلكمة واحدة سوى تشين تيان
في الطريق إلى هنا راجعوا ملف تشين تيان
سري للغاية فعلًا، فحتى مع وجود أوامر من القيادات العليا لم يتمكنوا من الوصول إلى ملف تشين تيان
هذه هي مكانة المكتب السابع داخل مكتب إدارة العمليات الخاصة؛ فالقسم يخضع مباشرة للمشير لين، ولا يملك أحد حق الاطلاع على ملفات أفراد المكتب السابع دون تفويض
إلا أنهم علموا أن تشين تيان درس في أكاديمية شونغيينغ العسكرية بضعة أشهر قبل أن يُنقل حديثًا إلى المعسكر 137 ليعمل قائمًا بأعمال قائد الكتيبة
وبالاتصال بأكاديمية شونغيينغ العسكرية عرفوا المزيد عن أفعال تشين تيان
فمثلًا سبق أن قضى بمفرده على مجموعة شينغداو «قراصنة النجوم» التي كان يقودها فيكونت مصاص دماء من المستوى الخامس، ولم يكن مستوى طاقته النفسية يُعد قويًا، لكن قوته القتالية كانت مذهلة
لماذا قتل تشاو نُو
سألت لين شياويُه بشك: إنه قائد الكتيبة، وقوته أعلى من تشاو نُو، ولن يكون من الصعب عليه أن ينتزع السلطة، فلماذا يذهب إلى هذا الحد
ربما يعود ذلك إلى طباعه
قال شي لي بخشونة: بعض الناس يندفعون بسهولة، أظنه من هذا النوع
على أي حال تشين تيان هو المشتبه به الأول حاليًا
قال تشين قوفِنغ: القائد أصدر أمرًا واضحًا، علينا إلقاء القبض على تشين تيان هذه المرة وتقديمه للعدالة، وسيُتخذ قضيته نموذجًا تُبلَّغ به سائر القوات، وقد شدّد القائد تحديدًا على أنه يجب القبض عليه حيًّا
آه، لماذا كل هذا العناء؟ هل يستحق أن يقتل أحدًا ويهرب من أجل ذاك القدر القليل من السلطة
تنهدت لين شياويُه وكأنها تشعر ببعض الشفقة على تشين تيان؛ فقد كان أمامه مستقبل مشرق، لكنه الآن بسبب لحظة اندفاع ضاع كل شيء
رئيسي، سألت للتو، إن جهاز اتصال تشين تيان مغلق، لذا لا نستطيع تحديد موقعه
أومأ تشين قوفِنغ دون خيبة، فأي شخص يملك قدرًا من الفطنة يعلم أنه يجب إطفاء أجهزة الاتصال عند الهروب
شياويُه، لنبدأ العمل
حسنًا
أومأت لين شياويُه وغادرت المشرحة وقالت لتو تشانغسونغ عند الباب
اذهب وأحضر لي بعضًا من مقتنيات تشين تيان الشخصية: مناشف، أغطية، ملابس غير مغسولة، أي شيء يصلح
حاضر، سأذهب حالًا
انطلق تو تشانغسونغ بنفسه إلى مبنى السكن ووصل أمام غرفة تشين تيان
في تلك اللحظة كان الباب مقفلًا، فركله تو تشانغسونغ دون كلمة
لكن ما إن رأى ما في الداخل حتى تجمّد من الذهول
فقد رأى أن الغرفة خالية، والمرتبة والبطانية والوسادة وفرشاة الأسنان والمنشفة وكل الأشياء قد اختفت، ولم يبقَ سوى هيكل السرير الفارغ وعدة خزائن خالية
بلّغ تو تشانغسونغ فورًا تشين قوفِنغ والاثنين الآخرين بما حدث
وبعد أن سمعوا ذلك تبادل الثلاثة النظرات وقد امتلأت أعينهم بالدهشة والشك
هل عرف أنني قادمة
تقلص حاجبا لين شياويُه الرقيقان: أيمكن أن أحدًا سرّب له الخبر
مستحيل
جزم تشين قوفِنغ: هذا الأمر وصلني شخصيًا مباشرة من القيادات العليا، ولم يمر عبر أحد، فلا مجال لتسريبه
إذًا فهذه كلها تجهيزات احتياطية رتّبها مسبقًا
لأجل دعم المترجمين وتوفير ترجمات جديدة، اقرأ هذه الرواية مباشرة من موقع مركز الروايات، موقع بلا إعلانات.
قالت لين شياويُه بنبرة مدهوشة: تمكّن من التفكير بكل هذا وهو يفرّ بعد ارتكاب جريمة؟ هذا الرجل شديد الحيطة
عقد تشين قوفِنغ حاجبيه قليلًا، فقد فاجأته خطوة تشين تيان بوضوح
لين شياويُه مقاتلة ذوات الدم الموروث وتتمتع بحاسة شم شديدة الحساسية، وتستطيع تتبّع الأهداف عبر الرائحة
وبالاعتماد على هذه القدرة حققت لين شياويُه إنجازات لافتة لسنوات، وغالبًا ما كانت تُكلّف بملاحقة المجرمين العسكريين المهمين
وهذه المرة أيضًا أُرسلت مع شي لي ولين شياويُه، لكنها لم تتوقع أن تتعثر من البداية
رئيسي، ماذا نفعل الآن
لنراجع المراقبة أولًا
استدعى تشين قوفِنغ تو تشانغسونغ وطلب مشاهدة تسجيلات المراقبة، فوافق تو تشانغسونغ فورًا وقاد الثلاثة إلى غرفة المراقبة
انظروا، هذا هو تشين تيان
أشار تو تشانغسونغ إلى ظلّ يظهر على الشاشة وقال بأسنان مصطكة: هرب بعد أن أصابني
الضباب كثيف جدًا، يصعب رؤية وجهه بوضوح
قرّبت لين شياويُه الصورة، لكن بدا كأن طبقة حجاب أبيض تعلو الشاشة وتحجب الرؤية باستمرار
القادة، هذه سمة خاصة ببلدتنا الضبابية، ففي مثل هذا الوقت من كل عام يتكوّن ضباب كثيف يغلف البلدة كلها
هل ترين يا شياويُه إلى أين فرّ
قالت لين شياويُه: ما إن غادر المعسكر حتى صرنا لا نراه يا رئيسي، أرى أن الأفضل أن نقدّم طلب إصدار مذكرة ملاحقة أولًا، فاستنادًا إلى الأدلة الحالية سيكون من الصعب على ثلاثة منا فقط العثور عليه
فكّر تشين قوفِنغ لحظة، ثم أومأ ببطء وقال
إذًا لا بديل عن هذا، عودي يا شياويُه إلى غرفة تشين تيان وانظري إن كان هناك خيط آخر
كانوا قد جاؤوا واثقين بأن تحدد لين شياويُه الهدف، ثم يمسكه هو وشي لي حيًّا، وتوقّعوا أن تجري الأمور بسلاسة، لكن النتيجة فاجأتهم
ذهبت لين شياويُه إلى غرفة تشين تيان ومشت ببطء في كل زاوية، علّها تلتقط أثر رائحة
كانت الغرفة فارغة على غير العادة وقد اختفت كل الأشياء الصغيرة
غريب، كيف أخذ جميع مقتنياته معه
قطّبت لين شياويُه قليلًا؛ فالأغطية والفراش والمناشف والملابس وأكواب الشاي وغيرها من الأغراض الشخصية مجتمعة تكفي لملء ثلاث حقائب على الأقل، وتشين تيان هارب بعد ارتكاب جريمة، فكيف خرج بكل هذا العتاد
كيف الأمر؟ هل من خيوط
دخل تشين قوفِنغ الغرفة وسأل
هزّت لين شياويُه رأسها: لقد نُفِّذ كل شيء بنظافة شديدة، حتى لو قمتُ أنا بذلك لما استطعت أن أجيد أكثر منه، رئيسي، لا أظن أن شخصًا مثله من النوع الذي يقتل بدافع اندفاع لحظي
لم يتغيّر تعبير تشين قوفِنغ وهو يقول: مسألة كونه الفاعل أم لا تُبحث لاحقًا، أما مهمتنا فهي القبض عليه وتقديمه للعدالة
حسنًا، إذن لا حيلة لديّ غير ذلك يا رئيسي، فلنقدّم طلب مذكرة ملاحقة
فكّر تشين قوفِنغ في الأمر ولم يجد بدًّا من قبول الاقتراح على مضض
سرعان ما رفع تشين قوفِنغ نتائج التحقيق إلى رؤسائه وطلب إصدار مذكرة ملاحقة بحق تشين تيان
وأمام قضية كبيرة تحرّكت الإجراءات بسرعة كبيرة
بعد عشرين دقيقة صدرت مذكرة ملاحقة جديدة رسميًا ودارت داخل منظومة الجيش في نجم الفضة الرمادية، ولأنها فضيحة كبرى لم تُعلَن للعامة مؤقتًا
في ظلال مستودع المعسكر 137 كان ظلّ داكن يومض ويختفي
صحيح أن تشين تيان لم يهرب، بل لعب خدعة؛ تعمّد أن تُظهره المراقبة وهو يفرّ، ثم استخدم قفزة الظل ليصل إلى المستودع، وأنصت إلى كامل الحوار بين تشين قوفِنغ والاثنين الآخرين بفضل سمعه المعزَّز
مع أن هذا كان بالغ الخطورة، ولو كُشف أمره لربما عجز عن الفرار، فإن تشين تيان قرر مع ذلك المجازفة
مذكرة ملاحقة
كانت عينا تشين تيان عميقتين، فانتحار تشاو نُو ووصول فريق التحقيق والأمر بالقبض عليه حيًّا كلها أمور زادت قناعته بأن وراء القضية ما هو أبعد مما يبدو، ولا بد أن بين القيادات العسكرية مُخبرًا يعمل لصالح اليد الخفية
لم يعد باستطاعته الوثوق بأحد