الفصل 102

الفصل 102: الصياد الأعلى (أرجواني)

الليل بلون الحبر لفّ العالم، والقمر المكتمل عُلّق عاليًا يسكب ضوءًا باردًا خافتًا

تحت ضوء القمر اندفع ظلٌّ بشري، وعلى ظهره أجنحة سوداء، وكل خفقة منها تثير هبّات هواء وهو يندفع بسرعة عالية، كخط أسود يلمع خلال الليل

خلفه، كانت فرسُ النبي تطارد بخفق أجنحتها، أجنحتها الرقيقة كأجنحة الزيز بدت شفافة تحت ضوء القمر، لكنها حين تخفق تحمل قوّة مدهشة، تهتزّ بتردد عالٍ وتطارد الظلّ بلا كلل

هوووش

انطلقت رصاصة إلى الخلف بصمت

لوت فرسُ النبي جسدها وتدحرجت بخفة، فمرّت الرصاصة على مقربة منها

أدار تشين تيان رأسه لينظر وراءه، تكتيكه كان صحيحًا

بعد تفعيل أجنحة الشيطان الليلي ازدادت سرعته بنسبة 200%، أمّا فرسُ النبي فقد فقدت قوّتها المخيفة في الانطلاق الأرضي، ومع تلك الأزواج القليلة من الأجنحة الشفافة على ظهرها لم تعد قادرة على اللحاق به أبدًا

لو لم يتعمّد الكبح والإبطاء قليلًا لكان تخلّص من فرسِ النبي منذ زمن

هوووش هوووش هوووش

ثلاث رصاصات اتخذت شكل «مشبك»، لتسدّ مسار مراوغة فرسِ النبي، لكنها لم تتفادَ، بل هزّت أجنحتها واستعملت درعها الصلب لتحمّل هجوم القنّاص «القتل الخفي»

كلينغ كلينغ كلينغ

سقطت رصاصات الطاقة النفسية على الصدفة ولم تخترقها، وتركت فقط بضع خدوش بيضاء ضحلة

قطّب تشين تيان حاجبيه، وصوّب نحو إحدى عيني فرسِ النبي المركّبتين، مستهلكًا الطاقة النفسية والقدرة البدنية والقوة الذهنية، وضغط على الزناد مرتين متتاليتين

كلينغ

شقّت فرسُ النبي الرصاصة الأولى بضربة واحدة، وكان سطح القطع أملس، ما يُظهر دقة وسرعة تقنية شفراتها، لكنها لم تتوقع وجود رصاصة أخرى خلف الأولى

وفوق ذلك، كانت تلك الرصاصة معزّزة بـ【الضربة الحاسمة رماد مشتعل】

بانغ

أصابت الرصاصة العين المركّبة بدقة، وانفجرت كرة العين بفرقعة، وعندها فقط أطلقت فرسُ النبي، التي كانت هادئة كقاتل مأجور، صرخةً حادّة

الآن تبدّل موقع الصياد والفريسة

ارتسم خيط ابتسامة على فم تشين تيان، على الأرض لا يستطيع مجاراة فرسِ النبي، أمّا السماء فهي مسرح الشيطان الليلي

بدأ الصيد، هوووش هوووش هوووش

انطلقت الرصاصات نحو فرسِ النبي واحدة تلو الأخرى، وتحت وطأة الألم الشديد تأخّر ردّ فعلها لحظة، رصاصة أصابت العين المركّبة الأخرى، ورصاصتان أصابتا الأجنحة الشفافة

الأجنحة ليست بصلابة الصدفة، فتهشّمت مباشرة إلى قطع

وحين فقدت دعم أجنحتها، صرخت فرسُ النبي وهي تهوي نحو الأرض

سويش

لمع ظلّ أسود، وظهر تشين تيان مباشرة فوق فرسِ النبي، صوّب سلاحه إليها وضغط على الزناد مرارًا

شقّت فرسُ النبي الرصاصة الأولى، ثم شقّت الثانية أيضًا، وبين خفقات الأجنحة السوداء بدا تشين تيان كشبح فوقها وتحتها وعن يسارها ويمينها، يرشّ رصاصاته بكثافة نحو مواضعها الحيوية: العيون المركّبة، الرأس، المفاصل

في الهواء، فقدت فرسُ النبي أجنحتها فلم تعد قادرة على المراوغة، ومهما بلغت سرعة شفراتها، يصعب عليها صدّ الرصاصات الآتية من زوايا شتّى

بانغ

حفرت رصاصة في جرح العين المركّبة، وانفجرت طاقتها الحركية داخل الرأس

انفجر رأس فرسِ النبي في لحظة، وتهالك جسدها أكثر وهي تهوي إلى الأرض

بانغ

ارتفع الغبار حين ارتطمت فرسُ النبي مقطوعة الرأس بكومة تراب، واندفعت نقاط التطوّر بمقدار 21,000، ونفذت كرة ضوء أرجوانية إلى جسد تشين تيان

【الاسم】 الصياد الأعلى (أرجواني)

【النوع】 موهبة سلبية 【الوصف】 بوصفك صيادًا أعلى تمتلك استشعارًا حادًا للغاية للهالة؛ حين تقترب الفريسة يمكنك فورًا الشعور بوجودها وقفل الهدف ووضع علامة فريسة عليه؛ وأثناء مطاردة الفريسة تنشط سلالة الصياد فيك، فتنحجب هالتك بدرجة كبيرة، وتزداد سرعتك بنسبة 70%، وتزداد قوّتك الهجومية بنسبة 50%؛ وإذا كانت الفريسة في حالة معزولة فإن كل هجماتك ستُحدث ضررًا حرجًا بنسبة 120% قطعًا؛ وإن كنت تطارد عدة فرائس فمع كل فريسة تُقتل تزداد جميع السمات بنسبة 5%، وتتراكم حتى 10 طبقات؛ وأول هجوم تُطلقه من حالة خفاء يزداد ضرره بنسبة 100%، مع وجود احتمال معين لتجاهل دفاع الهدف وإحداث ضرر حقيقي مباشر

جرت قوّة غامضة في جسده، ولمعت عينا تشين تيان، وانتشرت منه هالة باردة متوحشة

تلك هي الهالة التي تخصّ الصياد الأعلى

سرعان ما اكتمل تعديل الجسد

هذه الموهبة مناسبة لي للغاية

ارتسمت ابتسامة خفيفة على فم تشين تيان، 【الصياد الأعلى】 موهبة أرجوانية، ورغم أنها لا تعزّز اللياقة الجسدية بقوّة مثل 【الشيطان الليلي】 و【جسد السيد المتوحش】، فإنها تمنحه حسًّا أشدّ حدّة ومجموعة زيادات قوية جدًا عند مواجهة عدو واحد أو عدة أعداء

من الآن فصاعدًا، عند مواجهة الخصوم ستكون الخطوة الأولى هي وسمهم كفرائس، وبهذا ستنحجب الهالة بدرجة كبيرة، وتزداد السرعة 70%، وتزداد القوة الهجومية 50%

وعند المبارزة، سيُحدث كل هجوم ضررًا حرجًا بنسبة 120% أيضًا

مع هذه السلسلة من التعزيزات، ترتفع القدرة القتالية فورًا

وفوق ذلك، هو بارع أساسًا في التخفّي، وأول هجوم بعد التخفّي يضيف 100% ضررًا إضافيًا، مع احتمال لإحداث ضرر حقيقي

قوة مبالغ فيها بحق

شكرًا لكِ أيتها فرسُ النبي الصغيرة

نظر تشين تيان إلى الجثة بلا رأس عند قدميه

كانت هذه الفرس رهيبة فعلًا على الأرض، تملك قوّة اندفاع مخيفة للغاية، وصدفتها صلبة، ولم يكن بإمكانه مجاراتها أبدًا

لحسن الحظ أنها استهانت به وطاردته إلى السماء

في السماء، رغم أن سرعتها كانت عالية أيضًا، فإن تلك الأجنحة الشفافة لم تستطع مجاراة أجنحة الشيطان الليلي لديه

والأهم أن هذه الفرس تملك لياقة بدنية انفجارية، لكنها على خلاف الوحوش الروحية الأخرى لم توقظ قدرات شبيهة بالطاقة النفسية، لذا أصبحت عيناها المركّبتان، بلا حماية من الطاقة النفسية، نقطة ضعف قاتلة لها

رمى تشين تيان جسد فرسِ النبي في كيس الفضاء، ثم خفق بجناحيه السوداوين وطاف باتجاه سهل الضباب

هوووش، صفعت الريح وجهه بقوة، وسرعان ما رأى تشين تيان جيش العناكب

في الضباب الأبيض الفسيح، كانت مئات العناكب تحمل أناسًا فاقدي الوعي، مصطفّة في عدة صفوف، وأمامها خمسة ديدان صفراء طول كل منها يزيد على عشرة أمتار ورؤوسها كالمثاقب، تلوّي أجسادها وتدفع الرمل والحصى لتفتح عدة ممرات تقود إلى باطن الأرض

في علوّ السماء قبض تشين تيان على «القتل الخفي»، وتحت استشعار مصدر الحرارة ظهرت أشكال الديدان الصفراء واضحة جدًا، صوّب سلاحه نحو رأس إحدى الديدان ووسمها فريسة، وفعّل 【الضربة الحاسمة رماد مشتعل】، ثم ضغط الزناد بقوة

انطلقت الرصاصة وهي تدور بسرعة عالية، فأصابت الهدف بدقة

بانغ

انفجر رأس الدودة مباشرة، وتناثر سائل لزج على الأرض كالمطر الغزيز، وحلّق عنقود ضوء أخضر لينفذ إلى جسد تشين تيان

في تلك اللحظة، رفعت جميع الديدان والعناكب رؤوسها ونظرت إلى أعلى

تحت أنظار لا تُحصى، لم تتغيّر ملامح تشين تيان وهو يضغط الزناد بلا انقطاع

طلقة في الرأس، ثم طلقة في الرأس، وما زالت طلقة في الرأس، ماتت كل الديدان الصفراء، وبدأت العناكب تسقط واحدة تلو الأخرى، ومع أن العناكب هاجت بشدة ونفثت شِباكها إلى الأعلى، فإن تلك الشِباك لم تستطع بلوغ تشين تيان الذي يحلّق على ارتفاع آلاف الأمتار

تدفّقت كرات ضوء خضراء إلى جسد تشين تيان كالألعاب النارية الصاعدة، وتواصلت نقاط التطوّر بالتجدّد، وبينما ظنّ أنه سيتمكّن من إبادة جيش العناكب بأكمله، هبطت فجأة إرادة مفعمة بالغضب، كأنها مطرقة ثقيلة سقطت على روحه

بفف

تقيّأ تشين تيان فمًا كبيرًا من الدم، وتسرّب الدم من زوايا عينيه وأذنيه، وشعر بأن رأسه ينشق، فأطلق صرخة ألم