الفصل 101

الفصل 101: حرير العنكبوت، فرس صلاة مرعب

في الضباب الأبيض الكثيف، وقف تشين تيان فوق السطح يطل على جيش العناكب في الأسفل

هوش، هوش، هوش، انطلقت خيوطٌ لزجة نحوه تباعًا، والغريب أن بعضها حمل لهبًا، وبعضها نفث هواءً باردًا، وبعضها كان شبه شفاف

تفادى تشين تيان برشاقة، يقفز ويعدو فوق الأسطح كأنه قردٌ روحي، ولم تستطع سرعة العناكب مجاراته إطلاقًا

فحيح، تحركت كل العناكب القريبة وطوقت تشين تيان لاعتراضه، كما صعد بعضها إلى الأسطح، تتراكض بأرجلها الثماني وتلاحقه عن قرب

“أنت تبحث عن حتفك”

مدّ تشين تيان يده كأنه يسحب بندقية سوداء رفيعة من الضباب، ولم يحتج إلى التصويب؛ أطلق طلقة عابرة فنسف رأس عنكبوتٍ في الأسفل

زادت نقاط التطوّر بمقدار 869، وطافت كرة نور خضراء لتلج جسده

[الاسم] حرير العنكبوت (أخضر)

[النوع] موهبة سلبية [الوصف] يمكنك إنتاج حرير العنكبوت، وتُحدَّد خصائصه بحسب قدراتك أنت

جال في جسده طاقة غريبة، وفي لحظة شعر تشين تيان أنه حاز قدرةً جديدة

سبايدر مان؟

انبعثت صورة كلاسيكية في ذهن تشين تيان؛ كان سبايدر مان بطلًا من مارفل يحبه كثيرًا من قبل، طيبًا شجاعًا قادرًا على السير على الجدران

لكنّه الآن أقوى منه بكثير

وبالطبع فالمقصود هنا نسخة الأفلام؛ أمّا القصص المصوّرة والرسوم المتحركة فحديثٌ آخر

دويٌّ متتالٍ، كان تشين تيان يركض ويطلق النار، ولم تمسّه الخيوط المنطلقة من كل اتجاه البتة، وعرض مهارة مراوغة مثالية؛ بدا كأنه يمشي على حبل مشدود، لكنه في الحقيقة ثابت كخبير قديم، وكل طلقة تصيب الرأس

“رائع”

أعاد تشين تيان تعبئة الذخيرة سريعًا وعيونه تلمع فرحًا؛ فهذه العناكب ليست ضعيفة، ومعظمها فوق الفئة الثانية، أما الأكبر حجمًا فبقوة الفئة الثالثة

لكن أمام “القتل الخفي” صارت أصدافها الصلبة كأنها ورق هش يتحطم عند الاصطدام

كان كل عنكبوت يمنحه بضع مئات من نقاط التطوّر، وبعضها يتجاوز الألف

وفي دقائق قليلة فقط كان قد أطلق النار وقتل عشرات العناكب، حاصدًا 50,000 نقطة تطوّر

يبدو أن مئات العناكب دخلت بلدة الضباب، ولو قتلها كلها فقد تصل نقاط التطوّر إلى عدة مئات الآلاف

“لنمرح قليلًا معكم”

ارتسم تقوّس طفيف على شفتي تشين تيان واشتعلت رغبته في القتال

لكن في تلك اللحظة انقسمت العناكب المطاردة فجأة؛ فبعضها تابع ملاحقته، وبعضها الآخر تسلّق المباني العالية والمنازل السكنية

“كما توقعت، هناك مَن يسيطر عليها عن بُعد”

لمع البرد في عيني تشين تيان، واجتاح جسده خيطٌ دقيق من طاقة نفسية، ولربما لم يكن ليلتقطه من قبل، لكن بعد تناوله أوراق الشجرة العظمى المضيئة، تفجّرت طاقته النفسية وازدادت حساسيته، فأمكنه التقاط هذا الاضطراب العابر

وبالنظر إلى وضوح تقسيم العمل لدى جيش العناكب وأهدافه المحددة، تيقّن أن شخصًا يختبئ في مكانٍ ما ويدير كل شيء بصمت

وفوق ذلك، فلا بد أن العقل المدبّر ساحر نفسي ذو طاقة نفسية مرعبة للغاية

دويّ متتابع

سرّع تشين تيان وتيرة إطلاقه، وانفجرت رؤوس العناكب المحمية بهياكلها الخارجية مثل بطيخٍ ناضج، ناثرة سائلًا كثيفًا نتن الرائحة على الطريق

فحيح متصل

تابعته العناكب خلفه مطلقة صرخاتٍ حادّة من فمّياتها، وتحوّلت أرجلها الثماني إلى خطوطٍ تلمع من شدّة السرعة، فازدادت سرعتهـا فجأة

انطلقت الخيوط نحو تشين تيان كالسّهام، لكنه تفاداها جميعًا بسهولة

دوّيّ قصير

بآخر طلقة، قضى تشين تيان على كل العناكب التي كانت تلاحقه

وقف تشين تيان على السطح، ورغم أن الضباب يحجب الرؤية، فإن حسّ استشعار مصادر الحرارة، مع دمج حرارات العناكب والبشر، عرض له المشهد بوضوح في ذهنه

تابع دائمًا من المصدر الأصلي: موقع مركز الروايات. مكتبة بلا إعلانات وقراءتك معنا تضمن استمرار الترجمة.

من دون تردد، قفز تشين تيان إلى الأسفل وواصل المطاردة بلا هوادة

لكن قبل أن يقطع خطوتين تبدّل وجهه فجأة، وارتمى إلى الأرض متدحرجًا إلى الأمام بسرعة

طعنة مكتومة

غرز ذراعٌ سوداء تشبه النصل في الأرض، فشقّت الخرسانة المتصلبة كما لو كانت قطع توفو

اندفع تشين تيان مرتكزًا على الأرض ونهض، وحدّق أمامه بجدية

كان فرسُ صلاةٍ أطول من الإنسان البالغ، أسود بالكامل، رأسه حاد كطرف السهم، وعيناه أزرقان عميقتان كأنهما لهيبان غريبان، أطرافه قوية متينة، ومخالبه الحادّة منحنية كالمناجل تلمع بضوءٍ باردٍ مريب

وبرزت من ظهره ومفاصله أشواكٌ بأطوال مختلفة، وعلى ظهره زوجان من أجنحةٍ رقيقة كأجنحة الزيز، شفافة وحادّة

“يا لها من سرعة”

امتلأت عينا تشين تيان باليقظة؛ فقبل قليل التقط مصدر حرارة غريبًا لكنه كان ضعيفًا جدًا، يكاد يندمج بالبيئة

وما إن لاحظه حتى تفجّر ذلك المصدر بسرعة مرعبة وانقضّ إلى جانبه في طرفة عين، مكبّلًا إياه على حين غرة

ولحسن الحظ أنه يمتلك غرائز وحش بدائي قديم؛ تحرك جسده قبل دماغه، ومنحته دحرجةٌ أمامية في الوقت المناسب تفادي الضربة القاتلة

صفير خاطف

تحرّك فرس الصلاة ذو النصل مجددًا؛ انثنت مفاصله قليلًا ثم اندفع عن الأرض كالنابض، ولوّحت سواطِره الأمامية بعنف كأن برقًا ومض أمام العين

استبدل تشين تيان على الفور “القتل الخفي” بـ”نصل الصقيع الأسود”، ورفع النصل أفقيًا فوق رأسه ليواجه الذراع الشبيهة بالنصل وجهًا لوجه

طنين معدني رنان، انكمشت حدقتا تشين تيان، وتلألأ البرق تحت قدميه وهو يتراجع بسرعة خاطفة

وفي اللحظة التالية سمع تمزقًا؛ تمزق ثوبه العلوي وكُشف عن جرحٍ متعرج في صدره حتى إن العظم الأبيض بدا خافتًا

“سريع جدًا”

لم يملك تشين تيان إلا أن يصدم؛ فهو نفسه مشهور بسرعته وانفجاره، لكن سرعة هذا الفرس فاقت سرعته بكثير، ولو لم يستخدم ومضة الرعد التساعية في الوقت المناسب لما كان الأمر مجرد إصابة الآن

بل كان قد قُطع نصفين مباشرة

صفير حاد

وصلت الذراع الشبيهة بالنصل على الفور بسرعة هائلة تُخلّف وراءها صورًا لاحقة، والغريب أنها لم تُصدر صوتًا

ردّ تشين تيان بضربة “نصل الرعد الدوّار” بقبضة معكوسة، يلتف حول النصل ضوء كهربائي أرجواني ذهبي عنيف وهو يهوي نحو الذراع النصلية، وفي الوقت نفسه أخذ جرح صدره يلتئم بسرعة

أُوقفت الذراع اليسرى الشبيهة بالنصل بواسطة “نصل الصقيع الأسود”، فلحقت بها الذراع اليمنى مباشرة لتجتزّ رأس تشين تيان

دوّي هائل

هوى برق سماوي أرجواني ذهبي من السماء وضرب فرس الصلاة مباشرة على رأسه فجمّده لحظة، وانغرزت الذراع اليمنى الشبيهة بالنصل في درعٍ برقي تشكّل للتو

ومع أن الدرع البرقي قُطع بسهولة كالتوفو، إلا أنه منح تشين تيان فسحة تفاعل قصيرة جدًا

دفع تشين تيان الأرض بقدميه متراجعًا بسرعة

طارده فرس الصلاة كظله، وشفرته المزدوجة تهاجم نقاط حياة تشين تيان كعاصفة

دمدمة خاطفة

انفجرت الكهرباء، وتوهّجت خطوطٌ من البرق الأرجواني الذهبي حول تشين تيان كأنها سجنٌ من الصواعق

هذه تقنية من “مهارة سجن ظل الجحيم الرعدي”: رعد سماوي بلا نهاية، تُكثّف سجنًا من البرق، وداخل هذا السجن يتعرض العدو لهجماتٍ متواصلة من الصواعق، وبالطبع فإن الحفاظ على السجن البرقي يستهلك قدرًا كبيرًا من طاقة المُطلِق

هبط “زِيشياو، الرعد السماوي” على فرس الصلاة ذي النصل فأبطأ حركته قليلًا، ومع ذلك ظلّ اندفاعه حاد الزخم

كان شكله كالشبح، يفرض ضغطًا هائلًا على تشين تيان

حفيفٌ متصل، حمل جيش العناكب الحشود واندفع نحو سهل الضباب، بينما الشخص الوحيد القادر على إنقاذهم علق في مكانه أمام فرس صلاة

رمق تشين تيان الأجنحة الشفافة خلف فرس الصلاة، ولمعت عيناه، وفي اللحظة التالية تمزقت ثيابه من الخلف، وانبسط زوجٌ من الأجنحة السوداء الكبيرة فجأة

بخفقٍ واحد لتلك الأجنحة السوداء اجتاح هواءٌ قويّ المكان، وانطلق تشين تيان كالسهم يشق السماء، يخترق حاجز الضباب بسرعة قصوى ويصعد إلى علو شاهق

هذا المشهد فاق توقّعات فرس الصلاة بوضوح، لكن رد فعله كان سريعًا أيضًا؛ دفع الأرض بركبتيه وقفز في الهواء، وراحت أجنحته الشفافة تهتز بسرعة وهو يتبع تشين تيان عن كثب