الفصل 1
# الفصل 1: مجموعة الضوء لموهبة بداية المستنسخ
“أين أنا”
تجمّعت بؤبؤاه المبعثران ببطء. رمش تشين تيان وهو يتلفّت حوله في حيرة
تلمع الجدران الفولاذية بضوء بارد. أشخاص بزيّ أسود موحّد يصطفّون في تشكيل مربّع، منتظمين، جادّين، وصامتين كتماثيل بلا حياة
ألستُ قبل قليل ألعب في البيت وكيف انتهى بي المطاف إلى هنا
فتح تشين تيان فمه لا إراديًا ليقول شيئًا، وفي تلك اللحظة طفت ذاكرة مخبوءة عميقًا في دماغه
أنا ألفا 7 ستار، مكرَّر ميداني من الجيل الثالث، الرقم التعريفي 89757
مهمتي أن أكون وفيًّا للإمبراطورية، وفيًّا للجيش، وأن أطيع أوامر رؤسائي، وأحمل السلاح، وأقضي على كل الأعداء المتسللين
كانت الدفقة المعلوماتية الوجيزة كقطرة ماء اندمجت في ذكريات تشين تيان التي تتجاوز العشرين عامًا دون أن تُحدث أدنى تموّج
مكرَّر، إمبراطورية، أسلحة
أطرق تشين تيان جفنيه، وتصاعد من أعماقه توتّر شديد وذعر
لقد انتقلت إلى عالم آخر
وهذه الهوية يبدو أنها أشبه بلحمٍ للمدافع
طَق طَق طَق
كسر الصوت الحاد لخطوات أحذية الجلد الصمت
“أيها المجنّدون الجدد، أهلًا بكم في هذا العالم القاسي”
وقف ضابط طويل عريض المنكبين أمام التشكيل. لم يستخدم أي جهاز تضخيم، لكن صوته العميق الرنان وصل بوضوح إلى آذان الجميع
“أنتم آلات حرب صنعتها الإمبراطورية. الولاء والتضحية قدركم الفطري”
“من اليوم فصاعدًا، ستحملون أسلحتكم، وتقاتلون من أجل الإمبراطورية، ومن أجل الناس، وتكتبون سطورًا باقية من مجد الإمبراطورية بدمائكم وحياتكم”
“تحيا الإمبراطورية”
بدت هذه الجملة الأخيرة كأنها لامست زرًا عميقًا في أرواحهم
في لحظة، اشتعلت عيون كل المكرَّرين بالحماسة والانفعال، وتعالت هتافاتهم المنتظمة حتى كادت تقتلع السقف
“تحيا الإمبراطورية”
……….
البرج القيادي الشاهق، كعملاقٍ فولاذي، ينتصب في قلب المعسكر. أضواء المؤشرات يومض بعضها في أعلى البرج، تبث باستمرار تدفّقات معلومات إلى السفن الحربية والتحصينات الدفاعية المحيطة
تتفرّع تحت البرج القيادي ممرّات عريضة في كل الاتجاهات. رُصّفت الأرضية بألواح معدنية ثقيلة، وتتنقّل المركبات المجنزرة والآليات الماشية ذهابًا وإيابًا بكثرة، تاركة آثارًا عميقة أو سطحية على الألواح
طَق طَق طَق
قاد الضابط آلاف المكرَّرين خارج الثكنة. بدا الحشد بالزيّ الأسود كطوفان، فاجتذب الأنظار على الفور
“هذه هي الدفعة الثالثة من المكرَّرين، أليس كذلك لماذا عددهم أقل بكثير من الدفعتين السابقتين”
“هذا يدل على أن قسم الإمداد تحت ضغط هائل، بالكاد يستطيع تحمّل تصنيع حتى هذا النوع من لحم المدافع”
“الوضع يزداد قتامة. إن استمر الأمر هكذا، أخشى أننا سنضطر إلى التراجع”
“آه، كم مات من الناس. إن اضطررنا في النهاية للتنازل عن أرضنا لأولئك الأوركيين المقززين فلن أستطيع تقبّل ذلك”
وصلته الأحاديث البعيدة. اكتشف تشين تيان أن وظائف هذا الجسد متفوقة على نحو استثنائي: بصره حاد، يرى الحصى الصغيرة على بعد عشرات الأمتار؛ وسمعه مرهف، يلتقط الهمسات من مسافة بعيدة؛ وبنيته قوية—فقط بقبض يده يشعر بقوةٍ دافقة في داخله
في حياته السابقة، لكان نسخة مخفّفة من كابتن أمريكا؛ كانت كل الميداليات الأولمبية ستكون سهلة كالتقاط شيء من جيبه
لكن هنا، فهو ما يسميه الآخرون—لحم مدافع
“هاها، ريموند، وصلتَ في الوقت المناسب”
قفز رجل يرتدي زيًّا فضيًا من مركبة مجنزرة سوداء، وأسرع إلى مقدمة التشكيل قائلًا للضابط
“أحتاج أيادي لتحميل الجثث إلى المشرحة. دع هؤلاء المكرَّرين يقومون بالعمل من أجلي”
“حسنًا”
أومأ ريموند موافقًا. ففي المعسكر، كانت معالجة الجثث مهمةً أساسية تتقدّم حتى على تدريب المجنّدين
“جيد، إذن اتبعوني”
قفز الرجل ذو الزي الفضي بخفّة إلى قمة المركبة التي يبلغ ارتفاعها خمسة أمتار، برشاقة طائر، فأدهش تشين تيان تمامًا
ما هذا
نسخة خارقة من كابتن أمريكا
“الجميع، اركضوا للأمام”
صاح الضابط ريموند بصوت عال، ثم قاد الفريق ملتحقًا عن كثب بالرتل. وبعد نحو 20 دقيقة، وصلوا أمام ثكنة ضخمة
“انقلوا كل الجثث إلى الداخل”
طنين طنين طنين
امتدت أذرع آلية من المركبة، تنتزع الجثث من الداخل وتضعها ببطء على الأرض
اصطفّ المكرَّرون في طابور، يأخذ الواحد منهم تلو الآخر الجثث من الأرض ويحملها إلى الغرفة المخصّصة داخل الثكنة
سرعان ما جاء دور تشين تيان
حمل في حضنه رجلًا لم يتبقَّ من جسده سوى نصفه. لطّخ الدم الأحمر الداكن صدره، وتسربت رائحة الدم النفّاذة إلى أنفه حتى كاد يتقيأ
لكنّه تحمّل الضيق، وكغيره من المكرَّرين أكمل العمل بلا تعبير
الجثة الأولى، الجثة الثانية
تدريجيًا، وجد تشين تيان نفسه يعتاد العمل. حتى لو كانت الجثة في حضنه ممزّقة بشدة، وحتى لو كانت أمعاؤها مكشوفة، لم يعد رد فعله بالقوة التي كانت في البداية
كان هذا أمرًا لا يمكن تخيّله من قبل
“أيمكن أن يكون حدس هذا الجسد المستنسخ يؤثر فيَّ”
عضّ تشين تيان شفته، ثم قرفص ليلتقط الجثة التالية
عندها رأى كرةً خضراء من الضوء طافت فجأة من الجثة. ظنّ أنه يتوهّم، لكن في الثانية التالية طارت كرة الضوء نحو صدره
بَف
اندمجت كرة الضوء في جسده. تجمّد جسد تشين تيان ثانية أو اثنتين، ثم نهض ببطء وهو يحمل الجثة بلا تعبير
“الاسم: إحساس مطلق بالسلاح الناري (أخضر)”
“النوع: موهبة سلبية”
“الوصف: يتمتّع الحامل بإتقان فطري للأسلحة النارية، ويستطيع توقع مسارات الأهداف استنادًا إلى البيئة لتحقيق إصابات دقيقة”
ظهرت عدة سطور أمام شبكيته
خفض تشين تيان رأسه قليلًا، يخفي الدهشة والحماسة اللتين اندلعتا في عينيه
“كنت أعلم، كيف لمنتقلٍ بين العوالم ألا يمتلك ميزة ذهبية”
بوصفه لحمَ مدافع في نظر الآخرين، كان متشائمًا بشأن مستقبله، يظن أن النجاة في هذا الجوّ الحربي القاسي ستكون صعبة عليه
لكن يبدو الآن أنّ هناك دائمًا منفذًا
هذا الميدان المغمور بالدم والموت قد يكون مكان فرصةٍ له أيضًا
أسرع تشين تيان في خطاه، وضع الجثة في المشرحة، ثم وجد طابورًا أقل ازدحامًا واصطفّ فيه ليتناول الجثة التالية
كان رجلًا هزيلًا يرتدي درع قتال من جلدٍ فضي. من مظهره بدا وكأنه بلا إصابات، لكن حين رفعه تشين تيان اكتشف أن عظامه شبه كلّها محطّمة. بهزةٍ خفيفة يخرج من داخله خشخشة كأن العظام تحتكّ ببعضها
ولحسن الحظ، جلب له هذا الرجل كرتي موهبة
إحداهما خضراء، والأخرى بيضاء
“الاسم: استشعار الخطر (أخضر)”
“النوع: موهبة سلبية”
“الوصف: من يملك هذه الموهبة أشبه بعرّافي ساحة المعركة، يلتقط الأخطار القريبة بحدسٍ حاد ويتفاعل في الوقت المناسب”
…
“الاسم: إحساس منخفض بالسيف والشفرة (أبيض)”
“النوع: موهبة سلبية”
“الوصف: يمتلك صاحبها فهمًا وإتقانًا استثنائيين للأسلحة القاطعة، ما يتيح مساراتٍ أشد دقة للشفرة وحركاتٍ سلسة وطبيعية في التأرجح”