الفصل 241: عودة العشرة إلى واحد، الضربة الأقوى، الخاتمة

كان يينغ يراقب لين شوان بهدوء

وكان لين شوان يحدّق في يينغ، أو بالأحرى في الجزء من أمّ الضباب السفلي داخل جسد يينغ

عندها فقط أدرك أن عُشر الثانية فحسب مرّ منذ ترقّيه إلى الفئة العاشرة

وكان حواره مع الجذوة، الذي بدا طويلًا، في الحقيقة خاطفًا كالبرق

وهنا فقط أدرك المسؤولية الهائلة التي يحملها

لا عجب أن لديه عشر نسخ تدريب

اتضح أن هذه النسخ العشر كلها ذواته الفاشلة في كل إعادة تشغيل للكون

لقد فشل عشر مرات بالفعل

قال يينغ فجأة: لقد جعلتني أشعر بالخوف، وهذا خطأ كبير

لم يقل لين شوان شيئًا، بل استدعى مباشرة جميع نسخ التدريب في ذهنه

فورًا ظهرت خيوط ضوء باهرة على الأفق

ورفع الجميع أبصارهم غريزيًا نحو السماء

وبالتدقيق تبيّن أن تلك الخيوط ليست إلا وحوشًا منفردة

كان هناك تنانين وأسود وسلاحف تماسيح… باختصار، لا بشر أحياء

لكن هذه الوحوش ما إن تطير حتى تتفكك لحومها وأنسجتها، كاشفة عن أنقى قواها الجوهرية

لقد كانت في الحقيقة هيئات بشرية تشتعل لهيبًا

لم تكن أشبه بمخلوقات لحم ودم، بل تجمعات من طاقة خالصة

وما صدم يي ليجيانغ والقائد العام والقائد الأعلى وغيرهم أكثر هو أنه رغم ضبابية وجوه هذه الهيئات البشرية، فإنك إن دققت رأيت شبهًا ما بوجه لين شوان

تمتم كودو وهو يحدّق في السماء: ما الذي يحدث بالضبط

هووش هووش هووش

حلّقت تلك الهيئات المتقدة نحو لين شوان بسرعة مذهلة

ثم اندفعت مباشرة إلى جسده

كان جسد لين شوان في تلك اللحظة كأنه فرن عملاق يشع نورًا وحرارة

واحترقت ثيابه

وتفجّر الضوء أيضًا من ملامح وجهه

وارتفعت هالته بعنف في تلك اللحظة

الفئة العاشرة الدرجة الثانية، الفئة العاشرة الدرجة الثالثة، الفئة العاشرة الدرجة الرابعة… حتى دخلت النسخة العاشرة جسده، فقفز مستواه مباشرة قفزة هائلة من الفئة العاشرة الدرجة التاسعة

فارتقى إلى الفئة الحادية عشرة الدرجة الرابعة

وفي إحساس جي رويويه وسيد قصر كونلون وأطلس وغيرهم

كان لين شوان في تلك اللحظة قد صار كالشمس على الأرض

يشع نورًا بلا حدود

فكل طفيليات الضباب السفلي ضمن نطاق 10,000 متر صرخت وتفككت فورًا

كما تقشّر الضباب الأسود على جسد يينغ بوصة بعد بوصة تحت هذا الضوء الحارق المتوهّج

قال يينغ وقد استعاد السيطرة على جسده للتو: اقتلني… اقتلني

نظر إلى لين شوان، إلى هذا الشخص الذي بدا وكأنه مكوَّن من ضوء وحرارة خالصين، وتوسّل بإخلاص

فبالنسبة له، أن يُستعمل وعاءً في حالٍ مغيَّبة كهذه أسوأ من الموت

حتى حين كان المولودون المظلمون أقوياء لم يتذلل قطّ ليتحوّل وعاءً لهم

ففي عينيه لم تكن جمعية الخلاص والمولودون المظلمون سوى قوى خارجية تُستغل، لا أسيادًا له

راقبه لين شوان وهو ينساب نحوه ببطء

ورفع يده ووضعها على صدر يينغ

بوم

وتحوّل جسد يينغ إلى رماد على الفور

قال آخر كلمتين ثم اختفى تمامًا: شكرًا… لك

لقد مات يينغ، الذي سحق ممر العالَمين براحة كف، وقتل السيد المكرم للنور والملك الجليدي وكوكبة من نخبة القبائل داخل الممر، بهذه السهولة

فقوة الفئة الحادية عشرة أبعد بكثير مما تحتمله الفئة العاشرة

وأطلق الضباب الأسود المقيم على جسد يينغ صرخة حداد لا توصف تحت ضياء لين شوان المتوهّج

سمع همهمة: أنت… أنت، أتذكرك

لم تدم هذه الصرخة سوى لحظة قبل أن تتلاشى ببطء

رفع لين شوان بصره نحو السماء العالية

وبدا أن نظره يخترق القُبة السامقة، فيرى ذلك الظل الهائل الشرير

قال لين شوان ببطء: الجميع، سيصل قريبًا، استعدوا

لم يكن صوته عاليًا، لكنه انتشر في أرجاء الأرض كلها

فتحرك الجميع غريزيًا

أخذ جرعات، إصلاح العتاد، استعادة الحياة… وفي أقل من ساعة

رأى الجميع ستارة سوداء من السماء تهبط نحو الأرض

وكانت محمّلة بإحساس خانق

وبالتدقيق لم تكن السماء، بل ضبابًا أسود كثيفًا واسعًا

وكان هذا الضباب مختلفًا تمامًا عمّا ظهر سابقًا

فالضباب الأسود الذي ظهر الآن ذا سواد لا تسعه الألفاظ

سواد يحمل شرًّا خالصًا وفناء

صرخ كثير من الضعفاء وسرعان ما انقلبت أعينهم إلى سواد محض، ثم انفجرت وسقطوا للخلف

وما لبث أن نما الضباب الأسود تلقائيًا داخل أجسادهم

وفي طرفة عين تحوّلوا طفيليات ضباب سفلي

وظهرت طفيليات الضباب السفلي أيضًا عند قدمي لين شوان

وبقيادة جي رويويه وأطلس وغيرهما شرع الجميع يجزّون أسنانهم ويطهرون أتباع عرق الضباب السفلي هؤلاء

وارتفع لين شوان إلى الأعلى

وبعد خفوت وجيز تفجّر فجأة نورٌ ساطع

وانطلقت من جسده أشعة بلا نهاية سارحة في كل اتجاه

وفي لحظة وصلت من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، ومن أقصى الشرق إلى أقصى الغرب

وأضاءت الأرض كلها

فالضباب الأسود المتولّد تلقائيًا، تحت هذا الضوء، صرخ من جديد واحترق وتلاشى

بوم بوم بوم

والسماء المظلمة تواصل الهبوط

وظهرت داخل السماء ملامح وجهٍ عملاق

له أنف وله عينان

لكن اجتماع الملامح كان مشبعًا بأقبح شرّ في العالم

يكفي أن يلمحه المرء طرفة حتى يشعر برعب لا يُقاوم، فيشيح بوجهه ولا يجرؤ أن ينظر ثانية

وتحت هذا الضغط الهائل لم يجرؤ حتى الأقوياء مثل جي رويويه وسيد قصر كونلون وأطلس على التحديق فيه

أما الضعفاء الذين تجرأوا على لقاء نظرة هذا الوجه الضبابي الأسود فانفجرت رؤوسهم فورًا كالقنابل

لكن بعد الانفجار لم يتناثر أحمر ولا أبيض، بل ضباب أسود خفيف

وهذا الضباب لا يجد مأوى تحت ضياء لين شوان المتأجج، فيحترق رمادًا

دوّى صوت: أتذكرك… لطالما تذكّرت

عادت تلك الذكريات البعيدة إلى ذهني

لقد قتلتك عشر مرات، لماذا لم تمت بعد

وزأر وجه الضباب الأسود غاضبًا

وهاج الضباب الأسود اللامحدود مع زئيره كموجٍ هادر

راقبه لين شوان صامتًا

وبعين البصيرة الكاملة رأى معلومات أمّ الضباب السفلي

الاسم: أمّ الضباب السفلي

العرق: عرق الضباب السفلي

المستوى: الفئة الحادية عشرة، الدرجة الثامنة

المهنة: لا شيء

المهارات: الجسد الأثيري، الجسد الأبدي، جسد الضباب، الافتراس، الضغط الذهني… العتاد: لا شيء

الوصف: أقوى كيان تكوّن من تجمّع عرق الضباب السفلي خلال إعادة التشغيل العاشرة للكون

قالت أمّ الضباب السفلي زاعمة: ومع ذلك… إن استطعتُ قتلك عشر مرات أستطيع قتلك إحدى عشرة مرة

أشعر أنك ضعيف كما كنت في المرات العشر السابقة

هزّ لين شوان رأسه

أنت مخطئة

لقد أعيد تشغيل هذا الكون عشر مرات للعثور على إمكانية هزيمتك بين احتمالات لا حصر لها

لم أجدها في المرات العشر السابقة، لكن هذه المرّة وجدتها، وجمعت كل تلك الإمكانيات سويًا

في هذه الإعادة وجد ثلاث مهارات

تجسيد خارجي، وخمس حواس تخترق السماوات، وعين البصيرة الكاملة

وفي الإعادات العشر السابقة لم يحصل قطّ إلا على واحدة أو اثنتين من هذه المهارات الثلاث، ولم يجمعها كلها

وتأنسن وجه الضباب الأسود وسكن

وكأنه يتأمل ما وجده لين شوان

مدّ لين شوان يده وأشار

وفي اللحظة التالية ظهرت إلى جانبه خمس هيئات بشرية أيضًا تشتعل لهيبًا وينفث الضوء من ملامحها

ارتبكت أمّ الضباب السفلي

لكنها ما لبثت أن تحسستها فأدركت الحقيقة

فقوة تلك الهيئات الخمس أضعف بوضوح من قوة لين شوان

سخرت أمّ الضباب السفلي: ألاعيب

وظلّ تعبير لين شوان هادئًا

فتجسيد خارجي سرّ من أسرار قصر كونلون في عالم الجبال والبحار

يتيح للمستخدم أن يشكّل مباشرة خمسة أفتار ترث 100% من سماته ومهاراته

لكن له حدوده طبيعيًا

فإن عالم الجبال والبحار ليس إلا عالمًا واحدًا في الكون، لا الكون كله

أما هو فيستطيع الآن أن يمتص جميع نسخ تدريبه عائدًة إلى جسده، فيحوز قوة ذواته العشر الماضية

وهذه القدرة لا يسع تجسيد خارجي محاكاتها

لذا كانت الأفتار التي كوّنها تجسيد خارجي أضعف من لين شوان الحالي بكثير

قال: ومع أن اجتماعهم الخماسي ليس بقوتي منفردًا، إلا أن هذا يكفي لتجاوزك

وأخذ نفسًا عميقًا ودمج أيضًا الأفتار الخمسة التي كوّنها تجسيد خارجي في جسده

طنين طنين طنين

موقع مركز الروايات هو المصدر الأصلي لهذه الرواية. خالٍ من الإعلانات، ومتابعتك هنا تمنح المترجمين الحافز لترجمة أعمال أكثر.

وبعد اندفاع الأفتار الخمسة إلى جسده ازداد النور واللهاب الدائران حوله درجات أخرى

وكانت هذه الدرجات القليلة كافية ليتفوق لين شوان على أمّ الضباب السفلي

الفئة الحادية عشرة الدرجة التاسعة

قال: اضمحلي

ورفع يده، فانبعث منها خيط نور مبهر

واتسع النور فورًا واتسع واتسع

عشرة أمتار، مئة متر، ألف متر، عشرة آلاف متر

وخرج من يده عمود نور رهيب الطهر ملتهب

وفي اللحظة التالية اندفع نحو السماء المظلمة

بوم

فضربة واحدة حطّمت السماء المظلمة الشريرة

واحترق الضباب الأسود الجارف تحت هذا اللهيب الحارق الذي يرمز إلى الحياة حتى صار رمادًا

وامتلأ الهواء بصراخ أمّ الضباب السفلي المدوّي

انتظروا… انتظروا

إن قومي في كونٍ آخر، وسيعثرون على هذا المكان لا محالة، سيعثرون

ولم يطل الصراخ الحاد قبل أن يُفنى تمامًا

وتناثرت في السماء نقاط سوداء صغيرة، لكنها تلاشت كلها قبل أن تمسّ الأرض

فالمسحة الأخيرة من وجود عرق الضباب السفلي في هذا الكون مُحيت تمامًا

وبعد أن أنجز كل ذلك هبط لين شوان من السماء

وكانت حياته وطاقته وسُقياه قد استُنزفت تقريبًا في تلك الضربة الأخيرة

وانحسر الضوء على جسده إلى حالة باهتة جدًا بالكاد تُرى

وأسرع الجميع—جي رويويه ويي ليجيانغ ويي يوتشيو وغيرهم—ليسندوه

صرخت جي رويويه: لقد انتصرنا، لقد انتصرنا

وردّد الجميع: لقد انتصرنا

ودوّت الاحتفالات العالية في كل ركن من أركان الأرض

وزال أخيرًا دون أثر ذلك الكدر الذي كان يغشي قلوبهم دائمًا

قال لين شوان: أيها الجميع، حان وقت إعادة بناء الكون

إن جذوة اتحاد مصير البشر، من يدي، تشتعل من جديد

ونهض مبتسمًا بجدية مسنودًا بهم… وبعد أكثر من عشر سنوات

كان لين شوان يطفو فوق كوكب يبعد أكثر من مئة سنة ضوئية عن الأرض، يراقبه بصمت

وقد صار هذا الكوكب ملتقىً لعناصر النار

وبتوجيه مقصود بُني على هذا الكوكب حصن ضخم متين يستعد للحرب على الدوام

وفوق ذلك كانت معايير بناء الحصن ملائمة لأهل الأرض وأهل الجبال والبحار والكائنات العنصرية وأجناس البحر وأي كائن معروف في الكون

فلن يُعجز أي كائنٍ العيش على هذا الكوكب الحار

ولم يكن أحد يعرف لماذا يُفعل هذا

وفي هذا الوقت كان في الفضاء إلى جوار لين شوان جي رويويه وسيد قصر كونلون ويي ليجيانغ والقائد العام والقائد الأعلى وكوكبة من الشخصيات المهمة

قال لين شوان وعيناه ترنوان بعيدًا وهو ينظر إلى فراغ: هنا بالضبط

وكأنه يرى عبر الفراغ نزوع الشرّ الداكن المتلاطم

وقال بجدية: لقد اكتُشف هذا المكان بِنَزْغ شرٍّ من كونٍ آخر

سألت جي رويويه: ما رأيك يا لين شوان

قال وقد فكّر سلفًا: أرى أن رأيكِ يوافق رأيي

اقتلوا واندفعوا

حتى يسقط آخر فرد من عرق الضباب السفلي، وحتى تُصفّر التهديدات لهذا الكون تمامًا

فارتجف قلب جي رويويه وسيد قصر كونلون والآخرين قليلًا وقالوا: حسنًا

أصدروا أمر التعبئة للكون كله، لقد بدأ حرب الكونين

نهاية الكتاب

إذا أعجبتك «لديّ عشر نسخ تدريب»، فأضفها إلى مجموعتك: «لديّ عشر نسخ تدريب» تُحدَّث الأسرع