الفصل 24: يحيا شبح الدرع!
السور الغربي للمدينة
في بداية المعركة كانت منغيا في موقف ضعيف، ورغم أن لو لو ليست سوى مقاتلة المستوى 3، الرتبة 9، فقد أظهرت قوة قد لا يحققها مقاتل المستوى 4، وردّت هجمات عدد كبير من وحوش المستوى 4
كان منجل أسود ضخم يدور كالمروحة، وكلما مرّ تحطمت الدروع وتناثرت الأشلاء
ارتاع يانغ وي والمشرفون الثلاثة الآخرون مما رأوه
نحن جميعًا في المستوى 3، الرتبة 9، فلماذا تبدين قوية على نحو مبالغ فيه كأنك تناولتِ منشطات
حين أُجلي مقاتلو الإنبات بسرعة من العالم السري وانضموا للقتال عند السور الغربي، مالت كفة المعركة سريعًا لصالح منظمة الإنبات
فوق ذلك، جعل المقاتل ذو الثياب السوداء الوحش الأخطبوطي العملاق يشعر بالخوف، فلم يجرؤ قط على الانضمام إلى القتال
وفي النهاية، ملكٌ أمام ملك، وقائد أمام قائد، وجندي أمام جندي، فلم يتمكن أقوى الطرفين من الحسم حتى الفناء
عوى وحش المستوى 7 بغضب وغاص في البحيرة، وكأن كثيرًا من الوحوش فقدت عمودها الفقري فاختفت في الماء
كانت لو لو مضرّجة بالدماء، ووجهها باردًا، تحدّق في البعيد
رأت الأمواج الزرقاء طبقة بعد طبقة تختفي من القريب إلى البعيد متجهة نحو نهر كانغجيانغ
من الواضح أن تلك الوحوش دخلت نهر كانغجيانغ من بحيرة دونغهو وعادت في النهاية إلى العالم السري لمدينة الغرقى في بحر الصين الشرقي
زفر المدير الثاني بخفة قائلًا: اثبتوا… عودوا فورًا للدفاع عن السور الشرقي
أفاقت لو لو هي الأخرى، وأعادت المنجل العملاق إلى خانة التخزين، وكانت أول من اندفع نحو السور الشرقي
وبالمقارنة، لم يكن يانغ وي والمشرفون الثلاثة على هذا القدر من الاستعجال، فاكتفوا بالمشي ببطء
أما أولئك المقاتلون فلم يكترثوا بحياة الروّاد أو موتهم، فمهمتهم دائمًا هي استكشاف العالم السري، ولذا عادوا إليه مباشرة بعد انتهاء معركة الدفاع عن السور الغربي
قال يانغ وي وهو يرمق ظهر لو لو ساخرًا: لِمَ الجري هكذا، لا أخبار حتى الآن عن سقوط السور الشرقي، إذن لا بد أنه صامد
تمتمت لو لو بقلق: آمل ألّا يموت كثيرون
لكنها حين وصلت رأت مشهدًا صادمًا
شخصٌ يقف شامخًا فوق جثث مجموعة من وحوش المستوى 3
أشرقت الشمس، غير أن وهجها ابتلعه الدرع الأسود الحالك
في تلك اللحظة بدا كأنه حارس أسود عظيم
ومن دون هذه الوحوش من المستوى 3 التي تقود الطريق، عجزت البقية من المستوى 2 والمستوى 1 وحتى الأضعف من المستوى 0 عن الصمود، فهلكت بنيران أبراج الدفاع والروّاد واللاجئين
هتف الروّاد واللاجئون له
يحيا شبح الدرع
في تلك اللحظة بدا كأنه العماد الداخلي لكل الطبقات الدنيا
شبح الدرع
تنهدت لو لو بهدوء، ولم تدرِ أكان زفيرها إعجابًا بشبح الدرع أم عجزًا أمام منغيا
قال صوت المدير الثاني بقربها: هذا الرجل ممتاز حقًا، لست أدري هل ستنجح معي سياسة رمي المال
قال المقاتل ذو السواد وقد ظهر عند المدير الثاني على حين غرّة: تُنفق الأموال هكذا
قال المدير الثاني: …لقد شتمتني
هزّ المقاتل ذو السواد رأسه وقال: إنما أسدي لك نصيحة
لم تستطع لو لو منع ضحكتها
وسرعان ما عرفوا تفاصيل معركة السور الشرقي من أفواه الروّاد
كان شبح الدرع قد استدعاه لين شوان
لقد خاض شبح الدرع المعركة كاملة تقريبًا بمفرده
تجرأ أن يقفز وحده إلى قلب حشد الوحوش
وتجرأ أن يقاتل وحده أكثر من عشرة وحوش من المستوى 3
بلغ دفاع السور الشرقي حد الانهيار، ولمّا انضم شبح الدرع انقلبت الموجة
قالت لو لو: سيدي، هل يمكن للمنظمة أن تمنح شبح الدرع بعض المكافآت
ظل وجه المدير الثاني بلا تعبير وقال: سأطرح الأمر، لكنه غالبًا سيُرفَض من المدير الثالث
ابتسمت لو لو بعجز وتذكّرت شخصًا آخر وقالت: ماذا عن لين شوان، هو الذي استدعى شبح الدرع، فينبغي أن تُصرف مكافأته
بدت على المدير الثاني أمارات تفكير
فبحسب روايات الروّاد الآخرين، كان أداء لين شوان في المعركة عاديًا، ومساهمته الكبرى الوحيدة أنه استند إلى صداقته فاستدعى شبح الدرع
هل تربطه علاقة وثيقة بشبح الدرع
اغتاظ المدير الثاني للاهتمام بلين شوان، فبما أن شبح الدرع لا يُؤخذ باللين ولا بالشدة، فلعل البداية تكون من لين شوان
قال المدير الثاني وهو يومئ: هذا لا ينبغي أن يكون صعبًا، لا تقلقي، ستصل المكافأة في غضون يوم على الأكثر
اندلعت المعركة للدفاع عن السورين الشرقي والغربي فجأة وانتهت فجأة
لكن بين كثير من الروّاد واللاجئين، ذاع اسم واحد
شبح الدرع
حين تخلّى المشرفون والمديرون عن السور الشرقي واندفعوا إلى السور الغربي، كان شبح الدرع من وقف وثبّت الناس للدفاع عن السور الشرقي
بعد أيام
وصلت مكافآت معركة الدفاع
ارتفع تقييم النجوم لكل رائد في السور الشرقي بنجمة على الأقل، ومن كانت مساهمته بارزة ارتفع بنجمتين
أما العتاد وكتب المهارات والرونات فكانت لها مكافآت أيضًا
نال لين شوان مكافآت وفيرة، إذ ترقّى في المنظمة بنجمتين من رائد ست نجوم إلى رائد ثمان نجوم، وكبرت غرفته الفردية من حجرة صغيرة مساحتها 10 أمتار مربعة إلى حجرة صغيرة مساحتها 20 مترًا مربعًا، ورغم أنها لا تزال صغيرة فإنها أوسع بكثير من ذي قبل
إضافة إلى ذلك حصل على عتاد أزرق نادر وكتاب مهارة أزرق نادر
غبطه سون تشيقوه وروّاد آخرون، فالعتاد الأزرق النادر وكتب المهارات الزرقاء النادرة مما قد لا ينالونه حتى بعد تدريب طويل في العالم السري، أمّا عند لين شوان فهذه الأشياء لا تستحق إلا التفكيك على طاولة الصهر
أما شبح الدرع فله مكافأة لافتة
شبح الدرع المتجول، نظرًا لمساهماتك البارزة في الدفاع عن السور الشرقي، يُسمح لك الآن بالانضمام مباشرة إلى فريق الإنبات ونيل صفة رائد عشر نجوم، إضافة إلى عتادين أزرقين نادرين وكتابَي مهارة أزرقين نادرين كمكافآت من الإنبات
حين دوّى هذا البث، ضجّ كثير من الروّاد واللاجئين في مدينة دونغهو
لقد قدّم شبح الدرع مساهمة جسيمة، أفلا يستحق إلا أن يكون رائدًا عشر نجوم، إنه يقدر على قتل هذا العدد من وحوش المستوى 3 بمفرده، كان ينبغي أن يُمنح مباشرة رتبة مقاتل
ظل البث كله متشبعًا بنبرة استعلائية
وكأنه يقول: تعال وكل
عقدت لو لو حاجبيها الجميلين حين سمعت البث
وبقليل من التفكير عرفت أن هذا من صنيع المدير الثالث
فكلما ازداد شبح الدرع قوة بدا الإنبات أكثر عجزًا
أما مساهمة شبح الدرع، أن يقتل وحده عددًا كبيرًا من وحوش المستوى 3
هناك كثير من مقاتلي المستوى 3 في الإنبات، ولسنا بحاجة إلى هذا وحده
حتى لو كان شبح الدرع شديد القوة، فكم مقاتلًا من المستوى 3 يمكنه أن يهزم، ثلاثة، أربعة، أم خمسة
استشاط تشو فِنگ غضبًا فأخذ يذرع مكتب أبيه ذهابًا وإيابًا وهو يلعن المدير الثالث ألف مرة في قلبه
وكما هو متوقّع، رفض شبح الدرع
رفض ليس فقط صفة رائد عشر نجوم، بل رفض أيضًا العتاد الأزرق النادر وكتب المهارات التي تلت ذلك
أنتم في الإنبات تعلنون من علٍ كأنكم تتصدقون، وأما أنا شبح الدرع فلن آكل صدقة
لم يأبه لين شوان بموقف منغيا
لقد انضم إلى الإنبات لينجو بأمان فحسب
وحين يصبح مقاتل المستوى 7 ويتمكن من التجوال بحرية في البراري، فسيخرج من الجبال