الفصل 9
الفصل 9: هل تمزحين معي؟ لقد تجاوزتِ إلى مرحلة وصل المنافذ؟
مرحلة وصل المنافذ
جسد الإنسان يملك تسعة أبواب
تقابلها تسعة عوالم
عند أصحاب الموهبة الجيدة تكون حواجز باب وصل المنافذ ضعيفة نسبيًا وسهلة الكسر مثلها مثل المسارات الرئيسية للطاقة
قال منغ تشانغتشينغ وهو ينهض ببطء ويمطّ جسده ثم يسمع طقطقة العظام كأنها حبوب تنفجر: «أن أتجاوز إلى مرحلة وصل المنافذ خلال خمسة عشر يومًا فقط أمر لم أكن لأتخيله من قبل»
ثم هزّ منغ تشانغتشينغ رأسه قليلًا وهو ينظر إلى القوارير والجرار بجانبه وقال: «لكن الموارد التي استهلكتها كانت كثيرة فعلًا»
كلما كانت الموهبة أفضل تسارعت وتيرة امتصاص الحبوب والطاقة العنصرية الطبيعية وارتفعت نسبة الاستيعاب
في ما يزيد قليلًا على عشرة أيام كانت الموارد التي جلبها قد أوشكت على النفاد
«بعد مدة ينبغي أن أعود إلى العشيرة» هكذا فكّر منغ تشانغتشينغ في نفسه
الاحتماء بالعشيرة كان مريحًا فعلًا
فالمرء لا يحتاج إلى كسب الموارد بنفسه
«لكن قبل ذلك عليّ دخول القسم الداخلي أولًا» ارتدى منغ تشانغتشينغ رداءً أبيض نظيفًا وفتح الباب وخرج
كان اليوم نهاية الشهر
سيفتح وادي الدمى أبوابه
بالنسبة إلى تلاميذ القسم الخارجي كان وجود وادي الدمى أشبه بحاجز لا يمكن تجاوزه
يسد الطريق بقوة
وعادة حتى لو تجاوز المرء إلى مرحلة وصل المنافذ فلن يتحداه فورًا
ذلك لأن الدمية من المستوى الثاني قوية جدًا
تكاد تضاهي مقاتلًا في مرحلة وصل المنافذ
كما أن ضرباتها عنيفة جدًا
أُصيب كثيرون واضطروا إلى التعافي زمنًا طويلًا فضاع عليهم وقت كثير من الزراعة
ومع ذلك كان منغ تشانغتشينغ واثقًا بقوته
فمع تقنية السيف إضافة إلى تقنيتين قتاليتين من رتبة كاملة لم يكن يظن أن وادي الدمى قادر على إيقافه
راح يصفر لحنًا صغيرًا وربط سيفه على خصره ووضع يديه خلف ظهره وتقدّم
على الدرب الضيق تقدمت هيئة رشيقة
ترتدي ثيابًا فضية وذات وجه حسن وشعر أسود ينساب
إنها باي سوسي
بدت لا تختلف عن السابق
لكن الأمر لم يكن كذلك
فقد تجاوزت زراعتها إلى المستوى الثامن من مرحلة تقسية العروق
أن تتجاوز مستويين خلال خمسة عشر يومًا فقط أمر مرعب للغاية
«أيتها الفتاة يبدو أن حظك كبير، تخرجين مصادفة فتجدين عشب روح العنصر
وفوق ذلك عمره مئة سنة»
خرج صوت عجوز وفيه تنهيدة لا إرادية
وعلى الرغم من أن عشب روح العنصر ليس نادرًا جدًا فإنه يبقى نفيسًا
وخاصة للمقاتلين منخفضي المستوى
أتذكّر في ذلك الوقت أنه من أجل عشب عادي كادت تُهلك نفسها عملًا وكدًّا
أحيانًا تكون الحياة مقارنة لا أكثر
قالت باي سوسي بابتسامة حلوة: «حظي كان جيدًا في الآونة الأخيرة»
قال الصوت بنبرة فيها مزاح خفيف: «الغريب أنه منذ لقائك ذلك الشاب زادت الابتسامة على وجهك»
«كيف يكون ذلك» ما إن ذُكر الأمر حتى احمرّ وجه باي سوسي قليلًا بينما كانت تحتضن صندوق اليشم بقوة بين ذراعيها
قال الصوت وقد بدا عليه العجز: «يبدو أنك لم تصغي لما قلته لك حينها، انظري إلى نفسك الآن، تجاوزتِ مستويين في خمسة عشر يومًا فقط، وأعتقد أنك ستزرعين قريبًا حتى تصلي إلى مرحلة وصل المنافذ
عندها سيكون ذاك الشاب على الأرجح لا يزال عالقًا في المستوى التاسع من مرحلة تقسية العروق
أنتما مقدّران لعالمين مختلفين»
لم تُجب باي سوسي على هذه الكلمات
ثم قال الصوت: «ثم إن عشبَي روح العنصر اثنان فقط، لو أبقيتِ واحدًا لنفسك لكان أفضل بكثير، لكنك أصريتِ على إعطاء واحد لذلك الشاب»
وازداد الصوت حيرة: «هذا الشيء أثمن بكثير من حبة الإنعاش
إن معروف قطرة ماء يُرد بنبع يفيض»
قالت باي سوسي بجدية: «لولا حبة الإنعاش لما تمكنتُ من التعافي بسرعة والخروج لأختبر نفسي فأحصل على هذا العشب
أشياء كثيرة لها أسباب ونتائج
قلتِ إن موهبة الكبير منغ ليست جيدة، لذلك هو بحاجة إلى هذا العشب أكثر
ومع عشب روح العنصر سيتمكن الكبير منغ بالتأكيد من تجاوز مرحلة وصل المنافذ
وبهذا أكون قد رددت الجميل»
عند سماع هذا ازداد الصوت كآبة
فما شأن شخصية قوية في الطريق الشيطاني سيئة السمعة ودنيئة كهذه أن تنتهي بتلميذة نقية القلب إلى هذا الحد
حقًا إنه ابتلاء
قال الصوت ناصحًا: «اسمعي نصيحتي، موهبة ذلك الشاب ضعيفة جدًا، حتى لو أعطيته هذا العشب فأقدّر أنه لن يمتص منه إلا قليلًا وسيضيع معظمُه هدَرًا»
لكن باي سوسي أدخلته من أذن وأخرجته من الأخرى
وتظاهرت بأنها لم تسمع
فعلى الرغم من مظهرها الهادئ فإنها حازمة
ولها مبادئ
ولا تغيّر رأيها بسهولة
«هاه؟ الأخت الصغيرة باي»
فجأة دوى صوت فيه شيء من الدهشة
استدارت باي سوسي على الفور
ثم أضاءت عيناها فرحًا
«الكبير منغ
لم أتوقع أن أراك هنا»
قال منغ تشانغتشينغ مبتسمًا
إذ كان قد انعطف للتو ورأى باي سوسي شاردة الفكر
قالت: «نعم، كنت أفكر في البحث عنك أيضًا»
قال: «البحث عني؟ هل تحتاجين مساعدة في شيء»
ازدادت حماسة منغ تشانغتشينغ قليلًا وقال: «فقط أخبريني»
فهو ما زال مهتمًا بخصائص باي سوسي
قالت: «ليس الأمر كذلك، لقد جئتُ لأ…»
لكن صوتًا في ذهنها قاطعها
«هل تمزحين معي؟ هذا الفتى تجاوز إلى مرحلة وصل المنافذ»
انبعث صوت العجوز مصدومًا
فبالتذكر للقاء الأخير كان نفَس الفتى غير مستقر واضحًا أنه تجاوز للتو إلى المستوى التاسع من مرحلة تقسية العروق
وبهذه الموهبة من الصعب تصور متى سيحظى بتجاوز آخر
أما الآن
قالت باي سوسي مذهولة: «مرحلة وصل المنافذ» ثم لم تستطع إلا أن تتسع عيناها الجميلتان وتظهر الدهشة