الفصل 25

الفصل 25: عمتي، لا يجوز إطلاق مزحات غير لائقة

في تلك الليلة، وبعد مأدبة عامرة، جذبت غو هونغيو منغ تشانغتشينغ إلى غرفة عمّته

ومع أنها كبيرة مقامٍ إلا أنها امرأة في نهاية المطاف

وكان تزيين غرفتها أنيقًا، تفوح منه رائحة خفيفة منعشة تُبهج الحواس، تشبه حضورها

عمتي، أهناك ما تحتاجينه قال منغ تشانغتشينغ وهو يفرك وجهه

كان نادرًا أن يعود، لكنه لم يستطع الإفلات من نخب الشيوخ وأفراد العشيرة

ومع مستوى زراعته فالسُّكر غير وارد

وبعد رحلة طويلة كان يتوق إلى أن يستريح في غرفته

لكن ما إن همّ بالمغادرة حتى نادته عمته وأتت به إلى هنا

انزع ثيابك قالت غو هونغيو

هاه تجمّد منغ تشانغتشينغ لحظة، ثم قال عمتي، لا يجوز إطلاق مزحات غير لائقة

أيها الشقي دارت غو هونغيو بعينيها بلهو ثم نقرت برفق على رأس منغ تشانغتشينغ بيمينها وقالت أنت تُفرِط في الظن

افعَل كما أقول فحسب

حسنًا لم يملك منغ تشانغتشينغ إلا الإذعان

فهو قد يتجاهل كلام الآخرين بل ويردّه، لكن أمر عمّته مختلف

وما إن أزال الثياب حتى انكشف الجزء العلوي من جسده متناسقًا، لا عضلات متفجّرة، لكنه مُحكَم الهيئة، تنبعث منه مسحة جمال فني

حتى غو هونغيو شُدِهت للحظة

لكن مع النقاب على وجهها لم يستطع منغ تشانغتشينغ رؤية تعبيرها

وما لبثت غو هونغيو أن استعادت هدوءها

وسعلت بخفة وقالت اثبُت ولا تتحرك

وبينما تتكلم شكّلت غو هونغيو خُطى يدوية بسرعة البرق، ثم ربّتت أخيرًا على صدر منغ تشانغتشينغ

وفي لحظة ظهر تحت جلده نقش على هيئة زهرة لوتس

كانت اللوتس بيضاء نقية لا تشوبها شائبة

ولما رأت ذلك زفرت غو هونغيو مرتاحة وسحبت يدها، ثم نزعت نقابها

وكان من العسير وصف جمال وجهها

وبشرتها كالياقوت، رقيقة لا عيب فيها

وعيناها كَماءِ الخريف، آسرتان

وقد كان منغ تشانغتشينغ قد تَكهّن من قبل لِمَ ترتدي غو هونغيو النقاب دائمًا

في البداية ظنّ أن جمالها طاغٍ فتريد أن تصون نفسها من أطماع الناس

ثم أدرك لاحقًا أن الأمر ليس كذلك

وكأن هناك سببًا آخر وراء ذلك

عمتي، ما هذا قال منغ تشانغتشينغ متحيّرًا

إنها طريقة لكشف التقنيات الشيطانية ردّت غو هونغيو بلهجة عابرة أنا أعرف مؤهلاتك جيدًا، وفي الظروف العادية يستحيل بلوغ عالم وصل المسام خلال عامين فقط

ولحسن الحظ أنك لم تسلك طرقًا مختصَرة ولا مارست تقنيات شيطانية

عمتي، يبدو أنك لا تثقين بي تمامًا قال منغ تشانغتشينغ مبتسمًا ابتسامة مُرة

وفَهِم أنها لما طلبت منه نزع الثياب فور قدومه فلعلها ظنّت أنه يمارس أساليب شيطانية

ابتعدتَ عن البيت عامين، وأنا لستُ إلى جانبك، فمن يدري قالت غو هونغيو وقد ارتخت ملامحها، ثم قلّصت أنفها الجميل وشبكت ذراعيها

ولم تكن أكبر بكثير من منغ تشانغتشينغ، فهي في الثلاثينيات فقط

وربما كان جمالها الفِطري أو عنايتها بنفسها هو ما أكسبها مسحة الخلود

لا أثر للشيخوخة عليها، بل جاذبية ناضجة

وماذا لو أني فعلًا مارستُ تقنيات شيطانية نظر منغ تشانغتشينغ إليها بنبرة غريبة

رفعت غو هونغيو حاجبيها وتبادلت مع منغ تشانغتشينغ نظرة ثابتة

ولبثا صامتين طويلًا

ثم هزّت كتفيها

موقع مركز الروايات هو المصدر الأصلي لهذه الرواية. خالٍ من الإعلانات، ومتابعتك هنا تمنح المترجمين الحافز لترجمة أعمال أكثر.

وماذا بوسعي أن أفعل قالت لقد ربّيتك ببذل وجهد، أفأتحوّل إلى حارس مستقيم وأقتلك بيدي طبيعي أنني سأسايرك

وبهذا انتهى الحديث

وانحنى طرفُ فم منغ تشانغتشينغ بابتسامة

حقًا، كانت أهمّ إنسانة لديه، تختار الوقوف إلى جانبه على الحق والباطل

لا تقلقي يا عمتي، لديّ الطريق القويم أسير عليه، فلا حاجة لسلوك درب الشيطنة قال منغ تشانغتشينغ بهدوء إن تقدّمي السريع في الزراعة يعود أساسًا إلى بعض المصادفات السعيدة

آه أومأت غو هونغيو فمع أن مؤهلاتك عادية، فإن المؤهَّل ليس مطلقًا في زراعة الفنون القتالية، فالحظ عامل حاسم أيضًا

ويبدو أنك يا فتى لك نصيب من الحظ تابعت ولِمَ لم يظهر من قبل

ربما لأن الوقت لم يحن بعد ابتسم منغ تشانغتشينغ ابتسامة خفيفة

وفي الوقت نفسه فعّل عين الاستبصار لديه

فقد كان مُحاطًا قبل قليل بأفراد العشيرة فلم تُتح له فرصة رصد حالة عمته

والآن أخيرًا تسنّى له ذلك، ففي ذاكرته كانت عمته غامضة جدًا، كأنها في غشاوة من ضباب

هممم

وكأن ماءً يجري، ظهرت معلومات حالة غو هونغيو إلى جانبها

المعلومات الأساسية

الاسم غو هونغيو

العرق البشر

الزراعة عالم وصل المسام، الطبقة السابعة مؤقتًا

معلومات الخواص

عظم الجذر الدرجة الثانية متضرّر

الإدراك متقدّم

الموهبة عينا الروح مُختومتان

الفنون القتالية فن «سيف القمر البارد الرشيق» في مستوى الإتقان التام

الفن السري «كفّ اللوتس لختم الشيطان»

ولما رأى ذلك قبض منغ تشانغتشينغ كفّيه بقوة، محاولًا أن يبقي ملامحه ثابتة

لكن في داخله كانت عاصفة هوجاء

فهذه لوحة حالة فاخرة للغاية

ولم يرَ مثل هذا الثراء إلا عند تلك الفتاة باي سو شي

ولا يحوزها إلا أندَر العباقرة

ولم يخطر بباله أن عمته تمتلك مثلها أيضًا

لكن بخلاف باي سو شي كانت كثير من خواص عمته ملحقة بزوائد

فعلى سبيل المثال كان وراء عالم الزراعة لفظ مؤقتًا

ماذا يعني هذا

فعالم الزراعة أمر واضح، هو ما هو

فلماذا يكون مؤقتًا

أيمكن أن يكون عالم عمته قد بلغ في ما مضى مرتبة عالية ثم هبط إلى هذا المستوى

ثم عظم الجذر، فهو من الدرجة الثانية، وهو ما يعادل ما لدى باي سو شي، ومع أنه صار الآن تلميذًا داخليًا فلم يرَ كثيرين على شاكلتها

وهذا يبيّن مدى نُدرته

وطبعًا لا يعني هذا أن طائفة تاي شوان لا تحوي عباقرة من هذا المستوى، بل لعله لم يلتقِهم بعد

ففوق التلاميذ الداخليين هناك التلاميذ الحقيقيون وغيرهم

وما يراه ويلامسه الآن ليس إلا طرف جبل الجليد من طائفة تاي شوان، أما البنية فهي أهم ما لدى المقاتل

فإذا تضرّرت استحال تقدّم الزراعة

ثم هناك الموهبة عينا الروح أيضًا في حالة خَتم

وبالجملة كان جليًا أن عمته قد أُضعِفت عمدًا