الفصل 249
الفصل 249: ثمرة روح الأمنيات من الطبقة الثانية القوة القمعية المتحطمة
«هذا الشخص قوي» لمعت عينا منغ تشانغتشونغ
الهالة المنبعثة منه طغت تمامًا على قادة الأقاليم الأربعة
«جاء في الوقت المناسب» ارتسمت بسمة على وجه منغ تشانغتشونغ
كانت إرادته التي لا تنحني على بُعد شعرة من الاكتمال
ولكي يجسر هذه الفجوة كان يحتاج إلى هزيمة من هو أقوى من القادة الحاضرين وقد ظن أنه سيضطر إلى البحث عن خصم كهذا لاحقًا
وإذا بطريق الشياطين يقدّم له واحدًا على طبق من ذهب
هدية من القدر نفسه
«السيد سيكونغ سأباشر إنضاج شجرة الروح العظمى» اقترب شبح الدم فجأة
«تابع» أومأ سيكونغ ووكه
عند سماع ذلك اضطرب خاطر منغ تشانغتشونغ
إنضاج شجرة الروح العظمى
ما هذه الطريقة
أيمكن لطريق الشياطين حقًا أن يُرغم الشجرة على الإثمار مجددًا
تردد وقرّر ألا يتحرك فورًا
وفوق ذلك لم يشرع طريق الشياطين في ذبح مواهب الأقاليم الأربعة في الأسفل
لا ضرر من الانتظار قليلًا
«سأحسب لك هذا الفضل وفي المستقبل قد تحظى بمكان في المقاطعة الوسطى لكن للأسف القدر قاسٍ فعبقري لا ينمو لن يكون عبقريًا أبدًا» رمى سيكونغ ووكه نظرة إلى منغ تشانغتشونغ وقد انحنى طرف فمه بابتسامة ساخرة
لزم منغ تشانغتشونغ الصمت مركزًا نظره على شبح الدم
فحسب سيكونغ ووكه صمته يأسًا وظن أن منغ تشانغتشونغ قد سلّم أمره للمصير
فاتسعت ابتسامته فقد كان يستمتع بمشاهدة هذا النوع من اليأس
في الأسفل سرت الكآبة في قلوب كثير من مواهب الأقاليم الأربعة وظهرت النداهة في عيونهم
كانت القوة القمعية طاقة قائمة على القواعد ولم يتوقع أحد أن يمتلكها معسكر الشياطين ومن دون هذا التشكيل ما كان سيكونغ ووكه ليصمد أمام منغ تشانغتشونغ أصلًا
أما الآن فقد غدا حتى منغ تشانغتشونغ عاجزًا
مثل سمكة على لوح تقطيع تنتظر مصيرها بدا المستقبل معتمًا تمامًا
«يا عم المعلم…» رفعت مو شياويو نظرها إلى منغ تشانغتشونغ
ومع ذلك لم تشعر بخوف كبير فقد نبع سكونها من ثقة عميقة به
فعلى الرغم من صمته لم يكن في سلوكه أدنى أثر للخوف
«متى ننفذ في هؤلاء الأبرار يا سيد سيكونغ» اقترب حامل نعش
كان النعش على ظهره قد بدأ يتشقق وتنبعث منه كثافات من طاقة الجثث
«لا عجلة سيفتح البحر البري بالكامل بعد نصف يوم» أجاب سيكونغ ووكه بهدوء
«لنتفرج على السرّ من طائفة شيطان الدم وكيف يُنضج هذه الشجرة الروحية العظمى»
«مفهوم» أومأ حامل النعش
فالنصر بات في متناولهم
يمكنهم أن يتركوا هؤلاء الأبرار ينقعون في اليأس أطول قليلًا وسيُقدّر لهم ذلك في طائفة شياطين الشهوات الست
ومض شبح الدم إلى قاعدة شجرة الروح العظمى
وبالمقارنة مع الشجرة الشاهقة بدا شبح الدم بحجم نملة
«يا للأسف» تمتم شبح الدم بأسف
من الآن فصاعدًا لن يكون في البحر البري شجرة روح عظمى
ومن دون تردد شكّل أختام يديه
وارتجف جسده بينما اندفع سيل من الدم
وفوقه تكاثف الدم بحيرة دموية فسيحة
امتلأت بنقمة شرسة تكاد تُلمس
ظهرت وجوه ملتوية واختفت كأنها تلعن بوحشية
«إنها قبيلة الهمج» انكمشت حدقات الحشد
ولجمع هذا القدر من الدم لا بد أن يكون معسكر الشياطين قد أفنى قبيلة الهمج
قبيلة الهمج عِرق قديم كان في انحسار منذ زمن بعيد
وبعد الحروب القديمة تمزقت أراضيهم فلم يبق لهم إلا أن ينحصروا في البحر البري الصغير
وبرغم عيشهم على الحافة تفادوا الاندثار — حتى الآن
«تقول الشائعات إن شجرة الروح العظمى كانت يومًا الشجرة المكرمة لتحالف المئة عِرق ومرتبطة بهم أوثق ارتباط وكانت قبيلة الهمج إحدى تلك الأعراق» علّق دونغمن شيانغتشونغ وقد بدت معرفته بالتاريخ والأساطير
«لا شك أن معسكر الشياطين يستخدم جوهر أرواح قبيلة الهمج وسرّ طائفة شيطان الدم لإنضاج الشجرة»
«إنضاج» ذهل الحشد
أيمكن أن يجعل هذا حقًا شجرة الروح العظمى تُثمر ثانية
انهارت بحيرة الدم إلى التربة في الأسفل وامتصتها شجرة الروح العظمى
فعادت الشجرة التي خبا وهجها فتألقت من جديد والتهمت جذورها لهيبًا أبيض
واحترقت الشجرة بكاملها وارتفعت النيران إلى السماء
«ما هذا» لمعت عينا منغ تشانغتشونغ
لم تكن هذه الطريقة مجرد إنضاج بل كانت تخريبًا متهورًا يلتهم الشجرة بالكامل
وبعد هذا سيصير البحر البري قفرًا
نهج شيطاني مألوف
وبعد لحظات تحولت شجرة الروح العظمى إلى رماد وبقيت تسع كرات ضوء طافية
كل واحدة منها ثمرة روح أمنيات لكنها أضعف من التي بحوزة منغ تشانغتشونغ — بوضوح ثمار من الطبقة الثانية
لكن حتى ثمار الطبقة الثانية نادرة إلى حد بعيد
«تسع ثمار روح أمنيات» شهق الحشد
يمكن لهذا الغنيم أن يُنمّي تسعة خبراء قمة يبلغ كل منهم رتبة المركيز المختوم
سارع شبح الدم إلى جمع الثمار في صناديق من اليشم وقدّمها إلى سيكونغ ووكه
«يا سيد سيكونغ ها هي» قال شبح الدم باحترام
«ممتاز ستحصل كل طائفة من طوائف الشياطين على واحدة بعد أن نغادر» قال سيكونغ ووكه برضا
لقد أثبتت طريقة طائفة شيطان الدم فاعليتها
«والآن حان وقت التعامل معكم» نظر سيكونغ ووكه إلى الحشد
وانفجرَت مواهب معسكر الشياطين في ضحكات باردة واسودّت وجوه معسكر الأبرار يأسًا
لم يتوقع أحد أن تنتهي رحلة البحر البري على هذا النحو
فطريق الشياطين الذي كان في موقف دفاعي طويلًا صار الآن يمتلك تشكيلًا جارفًا
«يا للأسف…» حدّق دونغمن شيانغتشونغ بالفطرة نحو منغ تشانغتشونغ
يا له من عبقري لا نظير له قد كُتب له أن يبلغ العلا فإذا به الآن موعود بالفناء هنا
«اقتلوهم» أمر سيكونغ ووكه وهو يلوّح بيده
وتأهبت مواهب الشياطين للانقضاض
لكن في تلك اللحظة اخترق السكون صوت هادئ
«ظننت رحلة البحر البري شارفت على نهايتها من كان يظن أن هناك مفاجآت أخرى»
ماذا
تجمد الجميع والتفتوا نحو مصدر الصوت وانكمشت حدقاتهم بقوة
منغ تشانغتشونغ الذي كان ساكنًا تحت القوة القمعية راح الآن يستقيم في وقفته
بل رفع يده وفرقع كتفه باسترخاء
طقطق طقطق طقطق
تحطمت القوة القمعية من حوله مثل خيوط هشة