الفصل 242
الفصل 242: هونغشويه؟ متى أصبحت على هذا القرب من سيدة الجناح الشابة
بعد وصول هان يوانتشن مسح الجمع بنظره، فلم يجرؤ أحد على ملاقاة عينيه
ومع ذلك قطّب قليلًا
لم يكن يتوقع أن يكون أول الواصلين
منطقيًا، شخص مثله، الأقوى، ينبغي أن يدخل متأخرًا دخولًا مهيبًا كما في حكايات لا تحصى، لكن الواقع جاء على العكس تمامًا
مع هذا لم يتوقف عند الأمر، إذ لزمه الاستمرار في ضبط حالته
اليوم لا ينوي فقط نيل الثمرة الروحية العظمى، بل كذلك الهيمنة على هذا الجمع ليصبح الأول في الأقاليم الأربعة، اسمًا يطار صيته في العالم
وسيكون ذلك أيضًا خطوته الأولى لترسيخ سمعته في المقاطعة الوسطى
لقد لبثت المقاطعة الوسطى عاليًا فوق غيرها زمنًا طويلًا، تزخر بالموارد والمواهب، فلا تكترث بالمواهب العادية أصلًا
—
ومع مرور الوقت أخذت شخصيات أخرى تصل تباعًا
انظروا، راهبا صحراء الغرب التوأم صرخ أحدهم بدهشة
خلال الأيام القليلة الماضية غدا راهبا صحراء الغرب أشهر بكثير من يويه تشينغتشان
كلاهما أظهر إتقان القصد الكامل، فصارا أقوى ممثلي الصحراء الغربية، قادرين على منافسة هان يوانتشن
يبدوان متطابقين تقريبًا باستثناء لون الشعر، فهذا أحمر وذاك أسود
وأجسادهما الطويلة الممشوقة، بارتفاع يقارب مترين، تشد أرديتهما إلى هيئة مبالغ فيها
وكلاهما يميل إلى الصمت، فحين وصلا اختارا مكانًا بعيدًا ليجلسا متربعين، كأن لا شأن لهما بعالم الناس
وسرعان ما تجمّع حولهما نوابغ آخرون من الصحراء الغربية
ومع الوقت تكوّنت أربعة معسكرات واضحة: السهل الشمالي، صحراء الغرب، إقليم الجنوب، والبحر الشرقي
كلٌّ احتل ركنًا يطوّق شجرة الروح العظمى الشاهقة
في تلك اللحظة اقتربت شخصية أخرى ببطء
كان دونغمن شيانغتشونغ، ينضم إلى معسكر البحر الشرقي
أثار وصوله بعض الجلبة، إذ شاع خبر هزيمته على يد مينغ تشانغتشينغ، لكن ما أثار فضول الناس أكثر هو السؤال: هل حقًا بلغ مينغ تشانغتشينغ قصدين كاملين
أراد بعضهم السؤال، لكن برودة ملامح دونغمن شيانغتشونغ صدّتهم
وفي معسكر الصحراء الغربية وصلت يويه تشينغتشان أيضًا
جذبت هيئتها اللافتة أنظارًا كثيرة
وبStrictly speaking، فحسن يويه تشينغتشان وأناقتها لا تضاهيهما بين النوابغ، لكن جفاءها جعل وقعها أقل جاذبية عند بعضهم
ولولا ذلك لطار كثير من النوابغ في إثرها ولعًا
لماذا لم يصل مينغ تشانغتشينغ، بطل إقليم الجنوب، بعد
يبدو أن معسكر الجنوب الوحيد غير المكتمل
اتجهت كل الأنظار نحو معسكر الجنوب
وبالمقارنة كان الأضعف، فلا ممثلين لديه بامتلاك القصد الكامل
وبدا على كثيرين من معسكر الجنوب حرجٌ ظاهر
فبطل الإقليم السابق كان قد بلغ القصد الكامل، لكنه ارتقى إلى رتبة أعلى بعد أن وجدت طائفته أداة عظمى من الدرجة العليا
فبقي الجمع الحالي أضعف من نظرائه في الأقاليم الثلاثة الأخرى
والوحيد الذي يتصدّى للمشهد هو مينغ تشانغتشينغ
وأخيرًا وصل مينغ تشانغتشينغ مع فريقه وانضم إلى معسكر الجنوب
هونغشويه ابتسم مينغ تشانغتشينغ ابتسامة خفيفة ومَال برأسه نحو يو هونغشويه
ارتجفت عيناها رِقّة واحمرّ خدّاها قليلًا
لم ينادها أحد بهذه الطريقة من قبل
حتى والدها لم يكن يدعوها إلا بـ شُويه إر
هذا الاسم الغريب اللطيف حمل إلى قلبها فرحًا خافتًا
فعلى الأقل في عيني مينغ تشانغتشينغ لم تكن مجرد واحدة من الحشد، بل لها وزن عنده
تبادل الآخرون نظرات الدهشة، ولا سيما نوابغ الجناح ذي الألوان التسعة المزججة
هونغشويه
منذ متى صارت سيدة الجناح الشابة على هذا القرب من هذا الرجل
ومن منظور الغريب بدا الأمر كأن بينهما شيئًا… من العاطفة
وما أدهشهم أكثر
أن سيدة الجناح الشابة لم ترفض هذه المخاطبة
بل بدت… خجلى
انتهت اللعبة تبادلوا نظراتٍ فهِمة
ألم تقل سيدة الجناح الشابة إنها ستسترد كبرياءها يومًا ما
يبدو الآن أنها تخسر على أكثر من وجه
ومجيء مينغ تشانغتشينغ جذب بطبيعة الحال انتباه المعسكرات الأخرى
بعضهم راح يُمحّصه، وبعضهم تحمّس
فالأول يريد أن يتحقق من صحة شائعة القصدين الكاملين
أما الآخرون فقد شهدوا معركته السابقة ويريدون منه أن يثبت دعواهم آملين أن يُخرس المشككين
مينغ تشانغتشينغ فتح دونغمن شيانغتشونغ عينيه وارتجفت شفتاه
لا يزال يذكر هزيمته قبل أربعة أيام، وقد سحقه حينها القصدان الكاملان
وقد استنزف ذلك كثيرًا من قدرته القتالية
حتى إنه ابتلع حبوبًا نفيسة ليتعافى في الوقت المناسب لحدث اليوم
همهمت يويه تشينغتشان ورمت مينغ تشانغتشينغ بنظرة باردة
والآن وقد حضر أبطال الأقاليم الأربعة كلهم أوشكت المنافسة النهائية أن تبدأ
وتركزت عيون الجميع على الوميض المتلألئ في قمة شجرة الروح العظمى
لا بد أن تلك هي الثمرة الروحية العظمى همس مينغ تشانغتشينغ وهو يضيّق نظره
فالضياء المتفجّر من الثمرة يشعّ هالة سماوية تبعث المهابة في كل من يراها
—
في هذه الأثناء وعلى بُعد مئتي ميل ظهرت عدة شخصيات
أخيرًا حانت اللحظة قال رجل هزيل يحمل نعشًا ضخمًا على ظهره
كان مظهره كجمرة تحتضر، لكن حضوره يشعّ وعيدًا
انتظروا فقط حتى يرونا قهقهت شخصية حمراء كالدم إلى جواره ضاحكةً ضحكة موحشة
كان هذا شُويه يوتسي، أقوى أبناء الجيل الشاب في طائفة شيطان الدم
وفي يده نبتة ذابلة، نسخة مقلدة من عشب الفضة ثلاثي الألوان، لكنها الآن بلا حياة