الفصل 235

الفصل 235: أنتِ وأنا مقدّران للقاء… أختي، دورك

ولما رأى ذلك قطّب منغ تشانغتشينغ قليلًا

ما الأمر؟ لماذا يفرّ أسرع

ألم يكن موقفي وديًّا بما يكفي

يبدو أن إبداء حسن النية ليس كافيًا بعد

عليّ أن أرفع الوتيرة ليشعر هذا «الصديق المقرّب لمرة واحدة» بـ«إخلاصي»

وبهذا الخاطر صبّ منغ تشانغتشينغ نية سيفه في سيف السماء القرمزية

هوووو

أطلق السيف أزيزًا منتشيًا

لوّح بسيفه فارتجّ الفراغ وانفجر ماء البحر، ليندفع إلى ارتفاع 3,000 قدم

تبًا، كاد قلب شو فنغتشيوان يتوقف رعبًا

ألم نكن سنصبح صديقين؟ لماذا يزداد شراسة

نص الحاكم الدموي: انسلاخ الزيز الذهبي

عضّ شو فنغتشيوان على أسنانه وعيناه تمتلئان بعزم، مفعلًا تقنية سرية كلفتها باهظة وآثارها الجانبية شديدة

دوووم

قبل أن تصل ضربة السيف بلحظة انفجر شو فنغتشيوان فجأة إلى عدد لا يُحصى من قطرات الدم تناثرت في كل اتجاه

دمدم دمدم دمدم

سُحقت معظم القطرات بضوء السيف وتلاشت كأن لم تكن

هذه التقنية السرية… أعاد منغ تشانغتشينغ سيفه إلى غمده وبريق الاهتمام في عينيه

هذه أول مرة يرى فيها تقنية هرب كهذه، إنها باهرة فعلًا، فلا خيط يدل على موضع وعي شو فنغتشيوان بين قطرات الدم

لكن لا بد أن لهذه التقنية كلفة ثقيلة، ومن يدري كم سيحتاج كي يتعافى

فحين تكون هناك وسيلة لإنقاذ الحياة يتقدم البقاء على كل شيء

من بعض الوجوه، لفنون الشيطنة مزاياها، تمتم منغ تشانغتشينغ

في الواقع، لا تحمل فنون الشيطنة العليا آثارًا جانبية كثيرة، إنما شروط مزاولتها صارمة، بخلاف الفنون الدنيا التي يقدر أيٌّ كان على ممارستها بغير حدود

ربما أجرب واحدة أو اثنتين لاحقًا، على أن أختار الأشد نفعًا

وما إن فكّر بهذا حتى اختفى من مكانه

لم يكن لديه وقت لمطاردة كل قطرة دم على حدة، وإن ظل متيقظًا

هبّت نسائم البحر، وعاد الصمت إلى العالم

بعد مقدار عود بخور، ظهرت قطرة دم في الفراغ فتبدلت ببطء إلى رأسٍ بشري

إنه شو فنغتشيوان

لكن حاله واهنة، وطاقته كفتيل شمعة يتراقص على وشك الانطفاء

تبًا، يا لها من خسارة

من يدري كم سأحتاج لأتعافى

لقد غدا هذا الذهاب إلى البحر الوحشي مضيعة كاملة

التوى وجه شو فنغتشيوان حقدًا، منغ تشانغتشينغ، أقسم عليك بعداءٍ لا ينطفئ

حسنٌ، سمعتك، فجأة شقّ السكون صوت هادئ

انكمشت حدقتا شو فنغتشيوان وبرد العظم في جسده

وأدار رأسه ببطء

فرأى قامة باسقة وابتسامة دافئة كربيع، لكنها في عينيه أبرد من شتاء

كيف…، بهر شو فنغتشيوان

لو أنك اختبأت أطول قليلًا لربما رحلت، قال منغ تشانغتشينغ مبتسمًا، لقد خمّنتُ فقط أنك ستلجأ إلى حيلة صغيرة وتختبئ على مرأى العين، فصدق الحدس

يبدو أننا حقًّا أصحاب قدرٍ على اللقاء

موقع مركز الروايات يقدم هذه الرواية دون أي إعلانات مزعجة، ووجودك معنا هو دعم للمترجمين والقراء العرب.

مكتوب لنا أن نصبح أصدقاء

أنا… لم يستطع شو فنغتشيوان تقبّل الواقع فأغمي عليه

وظل رأسه الوحيد يطفو في الفراغ في منظرٍ يدعو للشفقة

أتتظاهر بالموت، قطّب منغ تشانغتشينغ وجذب سيفه ولوّح به نزولًا

وحين قارب النصل جلد شو فنغتشيوان توقف على مبعدة شعرة

يبدو أنه أغمي عليه فعلًا، أعاد منغ تشانغتشينغ سيفه إلى غمده

وإذا فكرتَ في الأمر وجدته منطقيًا، فبعد استعمال التقنية السرية بات شو فنغتشيوان ضعيفًا أصلًا، ثم انكشفت حيلته

فانهار جسديًا وذهنيًا، ولم تبقَ له قوة، فانزلق إلى غيبوبة

طالما أن الوعاء محفوظ فالأمر بخير، ابتسم منغ تشانغتشينغ بمكر وأخرج صندوقًا من اليشم، ووضع الرأس فيه لينظر فيه لاحقًا

وعندها سيكون صديقه المقرّب قد تعافى في الغالب

ثم وضع منغ تشانغتشينغ الصندوق جانبًا وانطلق مسرعًا نحو جزيرة العِرق الفضي

لقد أخّرته هذه المصادفة زمنًا غير قليل، وعليه أن يعوّض ما فاته

كانت جزيرة العِرق الفضي شاسعة، تمتد قرابة ألف ميل

وبالنسبة للمقاتلين، لا سيما القمّة منهم، فمثل هذه المسافة تُقطع عادة في زمن وجيز

لكن سيرهم الآن كان بطيئًا إلى حدّ الألم

فكلما توغلوا قلّ الناس من حولهم

وواضح أن قوة الكبت تشتد أكثر فأكثر كلما مضوا إلى العمق

معظم الناس لم يعودوا يحتملون

لا أستطيع التقدم أكثر، تمتم نابغ شاب والعرق يغمره وظهره محني وساقاه ترتجفان كأنهما تحملان جبلًا عتيقًا

وتشارك من حوله شعوره بالإحباط

لقد قطعوا حتى الآن 500 ميل فحسب، وبقي نصف المسافة إلى قلب الجزيرة، لكنهم بلغوا حدودهم فعلًا

هذه الأداة العظمى ذات النجمتين، وبالأخص عشب عِرق الفضة ثلاثي الألوان، خارج متناولهم

يبدو أن نابغة الصحراء الغربية هذه أقوى مما ظننا

نظر كثيرون إلى الأمام، حيث كانت تقف هيئة ضبابية تدير ظهرها للجميع

بخطًى ثابتة وإن بطيئة، كانت تمضي بلا توقف

لم تكن سوى يويه تشينغتشان

وعادة لا تتخطى نوابغ الجيل الحالي نوابغ الجيل السابق، لكن يبدو أنه، عدا منغ تشانغتشينغ، فهذه شذوذ مماثل

لقد سبقت كثيرين من نوابغ الماضي وهي الآن في الصدارة

ولم يعد يفصلها عن عشب عِرق الفضة ثلاثي الألوان سوى 400 ميل

ستغيب عن أنظارنا قريبًا

وستكون الأداة لها

قبض من كان بقربها يديه بقوة

واصلت يويه تشينغتشان مسيرها البطيء وقد بلغت 600 ميل

وكانت قوة الكبت هنا مرعبة، وحتى هي كانت تتعثر، وقد بلغت قدماها على الأرجح غايات التحمل

هوو~

أطلقت يويه تشينغتشان نفسًا عميقًا

وكان ثوبها الفضفاض قد التصق تحت الجاذبية الهائلة كاشفًا عن قوامها الرشيق

أختي، دورك، همست يويه تشينغتشان في داخلها

حسنًا يا أختي، جاءها صوت رقيق

في الحال لانَت ملامح يويه تشينغتشان وامتلأت حنانًا، واندفع هالةُها، دافعًا قوة الكبت من حولها أقدامًا عدة إلى الوراء

أستطيع على الأرجح بلوغ النهاية، ابتسمت يويه يوشان ابتسامة آسرة، وبريق عينيها عميق كالماء لا يُقاوَم

ورفعت قدمها تواصل السير بسرعة