الفصل 230
الفصل 230: لو رثتني نسمات الربيع رحمتها، أكنتُ أعود فتى من جديد
«إنها نية محطَّمة جُمِعت قسرًا» فكّر دونغمن شيانغتشونغ
بدا أن هذا الشيخ كان يومًا مبارز سيف مرهوبًا، لكنه واجه خصمًا أقوى منه فسُحقت نية سيفه
«برغم أنها نية سيف بعشرة أضعاف، فهي في الواقع بالكاد تضاهي التسعة أضعاف» قال في نفسه، ورفع يده اليمنى بوجه هادئ
عادَت وحوش سحابة الرعد الست، ولم تعد تُحاصر يون بوجويه، فهذه الوحوش وحدها لا تكفي لهزيمته
«إذا كان الأمر كذلك، فسأمنحك ختامًا يليق بك»
ومن نظرات يون بوجويه، بدا أن دونغمن شيانغتشونغ فهم شيئًا ما
شكّل ختمًا بكفّيه، فاهتزّ الهواء مجيبًا
وإذا بزئيرٍ مرعب يخرج فجأة من كيس الوحش الروحي لديه، وغطّت السحب الرعدية السماء
وبدويٍّ عظيم، قفز كائن هائل والتفّ في الأعالي — مخلوق يشبه التنين
له قرن وحيد في رأسه، وقشور تغلّف جسده، وطاقة رعدية تدور حوله
في عالم الزراعة الروحية، كانت التنانين كائنات أسطورية لم تُر منذ آلاف السنين، ولذا غدا الجياو البديل الأمثل في قلوب كثيرين
والجياو قويّ حقًا، يحمل خيطًا من دم التنين
زأر الجياو الرعدي، وتأجّجت عيناه الأربع بعنف، كأنه يزمع تدمير كل شيء
«جياو إذًا» ومضت في عيني يون بوجويه لمحة حنين
تذكّر أن خصمه السابق كان يملك جياو كذلك، وقد فاز يومها
«يا للأسف» فكّر يون بوجويه
لو لم يكن هناك جياو رعدي، ولو لم يكن مُقعَد القوى، لكانت فرصه أعظم بكثير، أما الآن
«في هذا العالم، كم مرة وجدتُ الزهور تتفتح، لكن حين أصل يكون الربيع قد انقضى» تمتم «لو رثتني نسمات الربيع رحمتها، أكانت لتتركني فتى من جديد»
قسا بصره، وتطاير شعره الأبيض، واشتدّ حدّه
ارتجف السيف في يده — يينغه — وتناثرت منه شظايا
كانت هذه كل قوته، ضربته الأخيرة
«ومع نسمات الربيع… يجيء زمجر الأسد» بدا يون بوجويه كأنه يتّقد، وشقّ بسيفه بكل ما أوتي
«حسَنًا فعلت» هتف دونغمن شيانغتشونغ
وزأر الجياو الرعدي جوابًا، وانطلق بقوة رعده الكاسحة
امتلأ الفضاء بالبرق، واصطدم بضوء السيف
وفي لحظة، اهتزّ العالم من حولهم، واجتاحت الموجات القتالية الأطراف
وكان نوابغ الجزيرة قد ابتعدوا مبكرًا، يرقبون المشهد بدهشة، فما كانوا يتوقعون أن لدى دونغمن شيانغتشونغ جياوًا رعديًا
كم هو قوي هذا الجياو، وكم هو نادر
ليس بوسع أيٍّ كان ترويض مثل هذا الوحش
لكن ما كان أشد إدهاشًا هو نية السيف العشرية لدى الشيخ ومهارته الساحقة في السيف، فما أصله يا ترى
دوّت الرعود واصطدمت طاقة السيف، وثبتا كأنهما على تعادل
لم يتراجع طرف، لكن سرعان ما اشتد البرق وضغط على نور السيف
«لقد خسر» تنهّد بعض النوابغ وهزّوا رؤوسهم
هذه النسخة متوفرة عبر موقع مركز الروايات فقط. موقعنا بلا إعلانات وقراءتك هنا تشجع المترجمين على الاستمرار.
فالشيخ هرِم أكثر من اللازم، بعيد عن ذروة عافيته، ونيته فيها علّة
وإلا لكان من العسير الجزم بمن سيظفر
استرخى وجه دونغمن شيانغتشونغ
حينها دوّى صوت هادئ «السيف أربعة وعشرون»
فانفجر نور السيف الذي كان مكبوتًا بقوة لا تُرد، وقلب الموازين ومزّق الصواعق
لم يستطع الجياو الرعدي أن يتفادى في حينه، فتعرّض لإصابة بالغة، وتقهقر وقشوره متحطمة ودمه يسيل
«ما الذي يحدث» تغيّر وجه دونغمن شيانغتشونغ «مهلًا، ذلك السيف… ليس سيفه» وفي طرفة عين، انقشعت السحب الرعدية، وانكشف شخص طويل القامة بثوب أبيض وخلفه نية سيف شاهقة
هالته الطاغية هزّت الفضاء
«إنه أنت» تعرّف عليه دونغمن شيانغتشونغ على الفور
إنه ذروة نابغة الإقليم الجنوبي الحالي
دون أن يتجاوز العشرينات، أتقن نيتين قتاليتين، إحداهما رفعها إلى عشرة أضعاف كاملة
إمكانه وقوته مرعبان، وموسوم بخطر عال
«أيها الأخ الأكبر يون» أسرع منغ تشانغتشينغ ليسند يون بوجويه، وناوله سريعًا حبوبًا نفيسة
وزفر براحة
لحسن الحظ أنه وصل في الوقت المناسب
فبعد ثوانٍ قليلة ربما كان يون بوجويه قد سقط
فقد استنزفت تلك الضربة الأخيرة كل ما لديه
ولو أن شابًا هو من أطلقها، لاكتُفي بإرهاق زائد يمكن جبره بالراحة
أما يون بوجويه وقد بلغ آخر العمر، فهو كشمعة في مهب الريح، لا يطيق هذا العبء، ولو طال لحظة لأزهق روحه
«أيها الأخ الصغير» تراخت رِجلَا يون بوجويه، ولان تعبيره
وأخرج صندوقًا من اليشب من خاتم التخزين
«فيه زهرة مكرمة من المستوى الثاني، وإن كنتُ واثقًا أنها لا تهمّك» ناوله إياه «تذكّر أن تعيدها إلى الطائفة، فلعلّي لا أعود»
وما إن أنهى حتى خفتت هالته، وغمر جسده وهج الموت، لكن وجهه خلا من الأسى، وامتلأ بالرضا
فهكذا خاتمة تلائمه، إذ ستجعله يلقى قريبًا إخوته القدامى، لا سيما شخصًا بعينه
«أيها الأخ الأكبر يون، دعنا نؤجّل هذا الحديث، وركّز على التعافي الآن، ولا تنس ما قاله أخونا الكبير الثاني، حتى لو رحلت، فعليك أن تعود إلى الطائفة» ذكّره منغ تشانغتشينغ بحزم، مدركًا ما يجول في خاطره
«الأخ الثاني، هه…» ارتسمت ملامح غريبة على وجه يون بوجويه، ثم تنهّد بخفوت وأومأ، وجلس متربعًا ليتمسّك بالحياة زمنًا أطول
«نابغة الإقليم الجنوبي، منغ تشانغتشينغ» تقدّم دونغمن شيانغتشونغ ببطء، تتقد عيناه بروح القتال
وخلفه نهض الجياو الرعدي المصاب بشدة من جديد، وأخذت جروحه تلتئم بسرعة بوسيلة سرية ما
«إيّاك أن تقتله، فهو… من نسل صديق قديم» أوصل يون بوجويه أفكاره إلى منغ تشانغتشينغ، وصوته واهن
«مفهوم» أومأ منغ تشانغتشينغ
في الحقيقة، كان اختيار يون بوجويه واضحًا — أن يموت مقاتلًا في أواخر أيامه
وقف الجياو الرعدي إلى جانب دونغمن شيانغتشونغ يزمجر في وجه منغ تشانغتشينغ بنظرة موغلة في العداء، كاشفًا عن كرهه
فحتى الآن لم يسبق له أن نال جراحًا بهذه الفداحة، وكلها بضربة سيف واحدة