الفصل 229
الفصل 229: سيف التنين الطويل ينهض في مجال غابة الجنوب، ويحمل سمعة سيئة منذ 800 عام
مرّ الوقت
بعد نصف ساعة عمّت الجزيرةَ رائحةٌ عطرة كثيفة، بدت وكأنها تحمل قوة غامضة، ما جعل كل من استنشقها يرتجف جسدُه وتتجاوب قواه الداخلية بعمق
كان هذا أمرًا غير مسبوق
«أداة عظمى من الدرجة الثانية»
توهّجت عيون الجميع بالرغبة
فهي أثمن بكثير من الأدوات العظمى العادية، وتملك قوة غامضة لا يفوقها إلا عناصر الدرجة الثالثة، لذا فهي البديل المثالي لكثيرين
دويّ
من دون تردد تحرك الجميع، مُظهرين ما أخفوه من قوة، وانطلقوا بأسرع ما يستطيعون
«ابتعدوا» ابتلع مبارز الشمال حبة قرمزية، فغدت هالته شرسة جامحة، وصار كل ضربة سيف منه تشع ببرودة قاتلة
تردد بعض المقاتلين القريبين وتراجعوا، غير راغبين في مواجهته مباشرة
ومع أنه ليس بقوة هان يوانجين، فإنه ما يزال مرهوبًا، إذ يملك 7 طبقات من معنى السيف، ومع دفعة الحبة الغامضة كان يقترب بسرعة من الصفوف العليا
«حبة طغيان الدم تشيانيوان» رفع دونغمِن شيانغتشونغ حاجبيه «إنها حبة نادرة من الدرجة السابعة، جماعتكم كريمة فعلًا»
غالبًا ما تأتي الزيادات المؤقتة في القوة مع آثار جانبية كبيرة، وحبة كهذه آثارها جسيمة
لكن في ظرف كهذا يمكن تفهّم الأمر
سريعًا اقترب مبارز الشمال من الزهرة العظمى من الدرجة الثانية، ولم يعد يفصله عنها سوى أمتار قليلة، وغدا شكلها واضحًا
لكن ما إن ارتسم الفرح على وجهه حتى عصفت به ريح عاتية هابطة
تبدل وجهه وتراجع على عجل
فقد ظهر في المكان وحش ضخم بستة أطراف وقشور زرقاء داكنة، تتلألأ عليها أحيانًا ومضات من البرق
«وحش سماء السحب الرعدية» تعرّف عليه مبارز الشمال
إنه وحش بحري خاص بالبحر الشرقي، يحمل دم تنين الرعد ويملك بطبيعته قوة البرق
زئير
حطّ خمسة وحوش من سماء السحب الرعدية أخرى، لتطوّق مبارز الشمال
«السيطرة على 6 وحوش دفعة واحدة» توتر المبارز
فتقنيات ترويض البحر الشرقي مشهورة، وغالبًا ما يُقاس التفوق بعدد الوحوش التي يسيطر عليها المقاتل
وعادةً ما تكون السيطرة على ثلاثة من هذا المستوى أمرًا خارقًا، فكيف بستة
كان دونغمِن شيانغتشونغ يطفو في الأعلى مسترخيًا، يمسك مروحة ريشية ويُهوّي لنفسه برفق
«مع أنها منافسة داخل سر عجيب، فلنجتنب الدماء غير الضرورية، تراجعوا كي تُعفوا أنفسكم»
لا توجد قواعد تمنع الإصابات البليغة أو الموت في مثل هذه المنافسات على الكنوز، لكن ما دام المسار مستقيمًا يفضّل معظمهم التحفّظ والتوقف قبل القتل
إلا إذا كان الخصم من المسار الشيطاني
«ما زال القول مبكرًا» لم يُبدُ مبارز الشمال نية للتراجع
فمع زيادة قوته بفضل الحبة ازدادت ثقته
«سيف صرخة الروح، ضربة قطع الجليد» أخذ نفسًا عميقًا وانقضّ نحو دونغمِن شيانغتشونغ، قاصدًا أسر القائد أولًا بدل التشابك مع الوحوش
زئير
كانت وحوش سماء السحب الرعدية سريعة أيضًا، فأعادت تموضعها في لحظة حول دونغمِن شيانغتشونغ، وبقي واحدٌ لحراسة الموضع
وأحاطت الخمسة المتبقية بالمبارز، مطلقةً قدراتها الفطرية القوية، وبعضها يكاد يضاهي تضخيم المعنى الحقيقي
قليلاً قليلاً طغت الكفة على مبارز الشمال، ومعها بدأت دفعة الحبة تخبو كما تخبو قوتها
فرقعة
وفي اللحظة التالية انتهز أحد الوحوش ثغرة في دفاعه وشق صدره، فارتطم بالأرض مغمىً عليه وقد انفجرت آثار الحبة الجانبية
وفي الأثناء، قرب الزهرة العظمى، ظل آخرون يقاتلون بضراوة، وكلٌّ يأمل انتهاز الفوضى لانتزاع الكنز
لكنهم توقفوا فجأة حين سمعوا صوت قَطع
لقد قُطفت الزهرة العظمى
ولدهشة الجميع كان يقف إلى جوارها شخص عاديّ المظهر، يضعها في علبة ياقوتية
إنه شيخ لم يلفت الأنظار من قبل، وقد نجح في الظفر بالكنز
«حصلت عليها» تلألأت عينا يُون بوجويه فرحًا
كان الأمر أسهل مما توقع، ولعله بسبب مظهره غير المهدِّد فلم يولِه أحد اهتمامًا
لكن التحدي الحقيقي الآن هو الحفاظ عليها
«ضع الزهرة العظمى» صرخ مقاتل قريب مندفعًا نحو يُون بوجويه
«حان وقت سَحب يِنغه» أدخل يُون بوجويه العلبة الياقوتية في خاتم التخزين، وأخذ نفسًا عميقًا وأغمض عينيه
ولما فتحهما من جديد تلألأ فيهما بريق حاد حاسم، كأنه شخص آخر تمامًا، تتفجر منه حيوية طاغية
«سيف التنين الطويل ينهض في مجال غابة الجنوب، ويحمل سمعة سيئة منذ 800 عام» استدار يُون بوجويه واستلّ سيفه، فانطلقت ومضة أخّاذة أنارت السر العجيب كله
سيفٌ خالص من دون أي تضخيم بالمعنى، ومع ذلك أرغم خصومه على التراجع مبهورين
«ذلك السيف» انتبه أحدهم
كان في يد يُون بوجويه سيفٌ متشقق، تغطي نصله شقوق لا تُحصى، ومع ذلك كان يشع هالة تقشعر لها الأبدان
«أثر مكرم ملطخ بالدم، سلاح ثقيل تالف» تمتم دونغمِن شيانغتشونغ وقد استُثير فضوله، فهذه الأسلحة الثقيلة نادرة للغاية، حتى إنه لا يملك واحدًا بعد، لكنه يتوقع أن تمنحه طائفته واحدًا عند بلوغه رتبة المركيز
«بهذا السيف وحده لن تكون ندّي» لوّح دونغمِن شيانغتشونغ بيده، فطوقت وحوشه الستة يُون بوجويه
«القائد إذًا» تمعّن يُون بوجويه في دونغمِن شيانغتشونغ، وقد كان الأقوى هنا بلا ريب، ولن تكفي يِنغه وحدها للفوز
«سلّم الزهرة» لوّح دونغمِن شيانغتشونغ مروحته بخفة، وهو يُقدّر أن عمر يُون بوجويه قارب على النفاد، وأنه قد لا يحتمل قتالًا حتى النهاية
لم يكن يرغب في قتله
«منذ 200 عام هزمتُ قائدًا من البحر الشرقي» رد يُون بوجويه، مستقيمًا ظهره المقوّس ببطء «إن لم أَخُنّي الذاكرة فاسمها كان دونغمِن بينغلان»
طَق
توقفت مروحة دونغمِن شيانغتشونغ في يده، وقطّب جبينه
«من أنت وكيف عرفتَ جدتي»
«هاهاها، أنا يُون بوجويه»
ضحك يُون بوجويه ورفع سيفه الطويل أمامه، وقد غدت هالته مفزعة
هدير
ظهر سيف هائل شامخ يملأ السماء بهيبةٍ تُرهب القلوب — ممتلئًا بـ 10 طبقات من معنى السيف
«10 طبقات من معنى السيف» ضاقَت عينا دونغمِن شيانغتشونغ
فهذا الاكتمال يكشف مستوى إدراك استثنائيًا، ويلمح إلى قابلية رتبة المركيز
لكن كيف لرجل في سنه أن يبقى على عتبة مرحلة الحياة والموت
«لا، انتظر» سرعان ما لاحظ دونغمِن شيانغتشونغ أمرًا غريبًا
فعلى الرغم من اكتماله، بدا معنى السيف متشققًا، كشظايا أُعيد لصقها قسرًا، تنبعث منه مسحةُ تكسّر وعدم انسجام