الفصل 21

الفصل 21: اليد البرونزية السماوية، الموهبة [جلد سميك]!

بعد مغادرة الطائفة، اندفع مِنغ تشانغتشينغ سريعًا باتجاه عائلته

أما وسيلة تنقله فكانت حصانًا روحيًا درّبته الطائفة طوال عامين ونصف

وبفضل قدرته على التحمل، يستطيع قطع 700 إلى 800 ميل بسهولة من غير أن يلهث

على ما يبدو مرّ عامان منذ آخر عودة لي، تمتم مِنغ تشانغتشينغ وهو يحدّق في امتداد السماء والأرض الشاسع، وشعورٌ خافت يتحرك في قلبه

لم تكن ثمة أسباب كبرى لعدم العودة؛ الأساس أن تقدمه في الزراعة كان بطيئًا، فكان يحسّ أنه لا يفي بموارد عائلته، أما الآن وقد اخترق إلى مستوى وصل المنافذ، فلن تكون هناك مشكلة، بل تُعدّ عودة مظفّرة

خالتي، طافت صورةٌ ما في ذهن مِنغ تشانغتشينغ

إنها الرئيسة الحالية لغرفة تجارة أسرة مِنغ، ترتدي دائمًا قبعة خيزران وثوبًا أسود

دقةً في التعبير، ليست خالته على الحقيقة، فبحسب شيوخ العشيرة هي الأخت الصغرى لأمه

وهي أيضًا مقاتلة في مستوى وصل المنافذ، ولولا سند الخالة لابتلعت غرفتهم التجارية عائلاتٌ أخرى قبل أكثر من عشرة أعوام

وعلى مر السنين، بفضل دعمها ظل يتمتع بموارد العائلة من غير نقصان

هيا بنا، لملم أفكاره وامتطى حصانه الروحي نحو البعيد

—

بعد ثلاثة أيام، جبال بايون

تمتد لمئات الأميال، شامخة عتيقة، ذُرى خطرة ومنحدرات موحشة، وتستوطنها وحوش شيطانية

باختصار، مكان خطِر، ولا يجرؤ الناس العاديون على دخوله ما لم يكونوا مقاتلين

كان قُطّاع طرق بايون الأحدث ظهورًا بين العصابات، وبقوةٍ شداد نهبوا وقتلوا كثيرًا من قوافل التجار المارّة

فانتشر الذعر، ولم يعد أحد يجرؤ على عبور هذه الناحية

ولكيلا يُرصدوا، لجأ قطّاع طرق بايون إلى الدهاء وأخفوا معقلهم بإحكام شديد

لكن لسوء حظهم، أمام طائفة تاي شوان لا يكفي هذا الدهاء

فمتى استُهدفوا سيُعثر عليهم في وقت يسير

ثم تُدرج قضيتهم ضمن المهام تدريبًا لتلامذة الباب الداخلي

دويّ

تحطم باب المعقل الشاهق فجأة إلى شظايا لا تُحصى، تطايرت في كل اتجاه، فأطاحت ببعض اللصوص الذين لم يسعفهم الوقت للتفادي، فغمرهم الدم

مخبؤون بعمق لا بأس به، جاء صوت بارد لا مبالٍ

وعند الباب المهدّم، ولج فتى بثياب بيضاء يمشي الهوينى تحت ضوء الشمس، يمسك سيفًا بيد، وشَعره الأسود يتراقص بخفة

هالة جبارة عمّت المكان كله

هجوم عدو، تعالت صيحات الإنذار بلا انقطاع

وسرعان ما احتشد اللصوص مكتظّين، يربو عددهم على المئة بسهولة، متفاوتي القوة، وأكثرهم في مستوى صقل القنوات ما بين الطبقتين الثانية والثالثة، ولا يتجاوز ذووالطبقات السابعة أو الثامنة بضعة عشر

أما مستوى وصل المنافذ فلم يُرَ منهم أحد بعد

إنه من تلامذة طائفة تاي شوان، لاحظ بعضهم هيئة ثياب مِنغ تشانغتشينغ فخيم الخوف في أصواتهم

في ولاية تيانلينغ، تُعد طائفة تاي شوان قوة مهيمنة إلى جانب وادي شمس اللهيب وبوابة الروح العملاقة ومدينة الريح والسحاب

وخارجها لا يجرؤ أحد على استفزاز تلامذة هذه القوى بسهولة

لا ترتاعوا، دوّى صوت أجشّ فجأة

هبطت ثلاثُ هيئات من السماء، ووقفت أمام الجميع بمواجهة مِنغ تشانغتشينغ

كانوا زعيم قُطّاع طرق بايون ورجلين من أتباعه

أما اسم الزعيم الدقيق فمجهول

وعلى أي حال كان الغرباء يدعونه اليد البرونزية السماوية

وذلك لأن تقنيات قبضته خارقة، فإذا أطلقها بدت قبضتاه كأنها تُفرِغ نحاسًا مُذابًا

وليس أن قوته عاتية فحسب، بل إن دفاعه مروع أيضًا

حتى عند اصطدامه بالأسلحة يتعذر جرحه

وكانت زراعته عند الطبقة السابعة من مستوى وصل المنافذ

أعلى من مِنغ تشانغتشينغ بثلاث طبقات

ولذلك لما اختار مِنغ تشانغتشينغ هذه المهمة حاول تلامذة قاعة المهام ثنيه

لكنهم في النهاية لم يفلحوا

فاكتفوا بنصيحته أن يتحرك ضمن حدوده

فالمقاتل عند هذا المستوى يكاد يوازي تلامذة الباب الداخلي

والفارق بين المراتب كبير جدًا، فيصعب قتله

بل قد تَهلك على يديه

غير أن مِنغ تشانغتشينغ ليس تلميذًا داخليًا عاديًا

فسواء فن ريح ورعد السيف أو خُطا السيف فقد بلغ بهما مرتبة الإتقان التام، فضلًا عن هالة السيف

وعند بذل كل ما لديه، فليس ذوو الطبقات السابعة أو الثامنة أو التاسعة من مستوى وصل المنافذ فحسب من تُقطَع رقابهم

ما لم تكن لديهم أوراق خفية كثيرة

تلميذ طائفة تاي شوان، الطبقة الرابعة من مستوى وصل المنافذ

قوّمَت اليد البرونزية السماوية حالَ مِنغ تشانغتشينغ بوجه أكثر ارتخاءً

فلو كان مقام الواصل أعلى منه لما قال كثيرًا، ولساق أتباعه إلى الانسحاب

أما طبقة رابعة فحسب من مستوى وصل المنافذ

ولا حتى من طبقته

فما زال ممكن المعالجة

يبدو أن طائفة تاي شوان قد عدّتنا بالفعل مهمة تدريبية

قهقهت اليد البرونزية السماوية ببرود وقالت: غير أن مجيئك وأنت في الطبقة الرابعة دليل على أنك لا تعرف كيف تُكتب كلمة الموت

أتراك تظنني واحدًا من أولئك الحُثالة في الخارج

أتراك قادرًا على تجاوز طبقتك بسهولة

كلامٌ كثير، أتراك تدرك أنك على وشك الهلاك ولن تسنح لك فرصة للحديث لاحقًا، تكلّم مِنغ تشانغتشينغ بهدوء وملامحه ساكنة

وفي الوقت نفسه كان يتفقد ألواح شخصيات هؤلاء الثلاثة

المعلومات الأساسية

[الاسم: اليد البرونزية السماوية (لين تيه)]

[العرق: بشري]

[الزراعة: الطبقة السابعة من مستوى وصل المنافذ]

معلومات السمات

[جذر العظم: الدرجة الرابعة]

[الفهم: عادي]

[الموهبة: جلد سميك]

[فنون القتال: قبضة البرونز الدموي الشيطاني (إتقان تام)]

همهم: لديه موهبة فعلًا، تفاجأ مِنغ تشانغتشينغ قليلًا

والمقصود بالموهبة أجزاء في الجسد تختلف عن الناس، وليست سلالة دموية ولا بُنية خاصة، ولا تُقارَن بهما

تمامًا مثل يدا باي سوشي الماهرتين

أتراه لا يدري بموهبته هذه

إن جلد سميك يبدو من فئة صقل الجسد، ولو تمرّس تقنيات صقل الجسد لكان أثرها عليه أوضح بكثير من غيره

لكن اليد البرونزية السماوية يمارس تقنيات القبضة

ومن الواضح أنه لا يعلم

وهذا في الواقع مألوف، فالمواهب ليست كالبُنى الدموية في الوضوح

وكثيرون قد لا يدركونها أصلًا

ليست موهبة سيئة، ارتمت ابتسامةٌ خفيفة على شفتي مِنغ تشانغتشينغ

وباتت نظرته لليد البرونزية السماوية ألطف قليلًا

فإن ظفرتُ بهذه الموهبة، فحسبُ دفاع فن جسد البرونز أن يغدو قابلًا للمضاهاة ببداية المستوى الغامض، أليس كذلك