الفصل 18
الفصل 18: التوجيه العكسي، العون المتبادل، «خطوات السيف»!
في الإقليم الجنوبي كان لكل ولاية تصنيف التنين الخاص بها
وكان المجموع مئة موضع
وباعتبار الطائفة قوة كبرى داخل ولاية تيانلينغ فإن خسارة ستة تلاميذ دفعة واحدة كانت فعلًا خسارة كبيرة
لا عجب أنهم قرروا فتح العالم السري مبكرًا لتعزيز قوة التلاميذ
“العالم السري سيفتح، ومن المرجح أن يذهب نوابغ القسم الداخلي أيضًا”
ارتسمت بسمة خفيفة على شفتي منغ تشانغتشينغ
فبالنسبة له، رغم أهمية المواهب الطبيعية والكنوز، فإن تكوين الصداقات يأتي أولًا
في الأيام العادية كان هؤلاء النوابغ ينقطعون للزراعة الروحية ونادرًا ما يخرجون
أما الآن فقد وجد أخيرًا فرصة
ومع ذلك، قبل فتح العالم السري كان لا يزال بحاجة إلى تحسين قوته بسرعة
كما ذُكر من قبل
القوة هي المفتاح لصنع الصداقات
“شكرًا لك يا كبير تشين، على إخباري، وإلا ربما فاتني الأمر” قال منغ تشانغتشينغ وهو يعود إلى وعيه
لقد كان على وشك العودة إلى عائلته للتو، فلو انغمس طويلًا لربما فاته الأمر
في الواقع كانت أملاك العائلة غير بعيدة عن الطائفة
فهي تستغرق ذهابًا وإيابًا أكثر قليلًا من عشرة أيام
“أمر بسيط لا يستحق، لا تقلق يا صغير منغ” قال تشين فانغ مبتسمًا
وفي قلبه كان أكثر سرورًا، فقد بدا أن تذكيره كان في محله
نقاط إضافية!
كل انطباعاته عن منغ تشانغتشينغ كانت من رواية سون هايشان من قبل
لكن بعد أن رآه اليوم بعينيه لم يعد لديه أي شك
كان هذا المنغ تشانغتشينغ استثنائيًا
وهو لا يزال الآن في طور التفتح ولم ينل بعد كثير اهتمام من الطائفة، لكنه في المستقبل سيغدو حتمًا شخصية متألقة في الطائفة
لذا كان عليه أن يُحسّن علاقته به بسرعة
وإلا فسيغدو حقًا في المستقبل “لا أحد” في نظره
لم يكن منغ تشانغتشينغ يعلم ما يفكر به تشين فانغ
ولو علم لانفجر ضاحكًا
يا للطف، إنهم فعلًا يرفع بعضهم بعضًا، أليس كذلك
كان يحتاج إلى رفع وُدّ صديقه، وصديقه أيضًا يرفع وُدّه
طريف حقًا
تَعاضُد متبادل
“أوه، بالمناسبة يا صغير منغ، لدي طلب محرج قليلًا…”
بهتت ابتسامة تشين فانغ وبدا عليه شيء من الحرج
“تفضل يا كبير تشين” قال منغ تشانغتشينغ
“إنه فقط… آه…”
بدا تشين فانغ مترددًا ثم عضّ على أسنانه وقال: “عندي بعض الشكوك في فن سيف الريح والرعد، هل يمكنك أن تُرشدني”
وأثناء كلامه عقد تشين فانغ قبضتيه تحت كُمّيه
وللأمانة شعر بقليل من الخجل في قلبه
فقد جاء أساسًا ليرشد منغ تشانغتشينغ
ومن ذا كان يتوقّع أن ينقلب الأمر
كان فهمه محدودًا، وشيخ جناح النصوص المكرمة لا يمكنه أن يُدرّسه في كل مرة، والآن ثمة فرصة مثالية أمامه، ولو فوّتها لندم
ورغم أن فتحه فمه مُحرِج فهو نَقْص في مكانته بصفته أحد كبار الطائفة
لكن
أليست المكانة مسألة قوة
وفوق ذلك فصاحب الشأن هو الصغير منغ
شخصية مُدهشة حقًا، لا بد من الإعجاب بها
“بالطبع” تفاجأ منغ تشانغتشينغ قليلًا ثم ابتسم
أهذا يُعدّ ردًّا للجميل
فقد تلقّى من تشين فانغ فن سيف الريح والرعد بمستوى الإتقان، وبعد أن بلغ حدّ الكمال عاد ليُعلّمه
“شكرًا لك يا صغير منغ” تهلّل وجه تشين فانغ فجأة
ثم طرح شكوكه واحدة تلو أخرى
وبمستوى منغ تشانغتشينغ الحالي في السيف كان يسير عليه أن يُجيب عن هذه الأسئلة
بل أمكنه القياس والتوسيع
ما منح تشين فانغ إلهامًا معتبرًا
وبعد لحظات امتلأ وجه تشين فانغ بتعبير الوضوح والانشراح
ضمّ كفيه وانحنى لمنغ تشانغتشينغ
وكانت هيئته صادقة نابعة من القلب
“شكرًا لك يا صغير منغ على إنارتي، لولاك لبقيت عالقًا عند هذا المستوى خمس أو ست سنوات على الأقل
“أما الآن فلن أحتاج إلا إلى نصف سنة، وبعد نصف سنة سأدخل يقينًا مرتبة الإتقان”
ورغم أنه فهم بعض الأشياء فهي بعض فقط، فقد شرح منغ تشانغتشينغ كثيرًا، ولا تزال أمور عديدة لم يستوعبها كليًا وتحتاج وقتًا للتأمل
“يا كبير تشين، تبالغ في اللطف، ألسنا أصدقاء، لِمَ نُتعب أنفسنا بمثل هذه العبارات بين الأصدقاء
“إن بقي ما لا تفهمه مستقبلًا فتعال إليّ بلا تردد”
ابتسم منغ تشانغتشينغ ابتسامة خفيفة
ولما رأى ذلك تأثر تشين فانغ كثيرًا
فبعد قضائه سنين طويلة في القسم الداخلي رأى فعلًا غير قليل من النوابغ
لكن معظم النوابغ متكبّرون
إنهم كالغيوم في السماء، نادرًا ما يُنزِلون نظرهم إلى المخلوقات في الأسفل
أما هذا الصغير منغ فمختلف
يمتلك موهبة عالية ومع ذلك سهل المراس
بل شرح بصبر شكوكه في فنون السيف طوال هذه المدة
حقًا… نادر
طنين!
[ازدادت المودّة إلى نجمتين!]
[اكتسبت المهارة: «خطوات السيف» مستوى إتقان جزئي!]
[هل تريد الدمج فورًا؟]
دوّى صوت النظام في ذهنه
“لا”
اختار منغ تشانغتشينغ الرفض
فهو لم يفكر كثيرًا أثناء الشرح، بل كان يوضح الشكوك فحسب
ولم يتوقع أن ترتفع المودّة مباشرة
لكن حين فكّر وجد الأمر منطقيًا
فما قاله كان خلاصة المسألة
وكان العون لتشين فانغ كبيرًا بلا شك
ومن المنطقي أن ترتفع مودّة تشين فانغ
ومع أنه لم يسبق له الاحتكاك بمهارة “خطوات السيف” فإن اسمها يدل على أنها تقنية حركة بالأقدام، وهي تحديدًا الجزء الذي كان ينقصه في فنونه القتالية
جاءته كالوسادة لمن يُغالبه النعاس
فأتمّت ما كان ناقصًا
وفوق ذلك فإن فنون القسم الداخلي ليست مما يتعلّمه المرء لمجرد أنه يريد
فعدا الفنّ الأولي “فن سيف الريح والرعد” إن أردت تعلّم غيره فعليك أن تعتمد على نقاط المساهمة
ولعلّ تشين فانغ أنجز مهام كثيرة ليستبدل بهذه المهارة
أما هو فلم يُنجز أي مهام
ومع ذلك حصل عليها مسبقًا