الفصل 15

الفصل 15: تكوين صداقات بالعكس!

وهو يتطلع إلى البعيد

كانت هناك سبع قمم شاهقة قائمة بين العالم السماوي والأرض

مهيبة وعصية على التسلق

تشيع هيبة عظيمة شاسعة يتخللها عبق قديم عميق

في ولاية تيانلينغ، كانت طائفة تاي شوان تُعَد طائفة عتيقة جدًا، وبحساب زمن التأسيس وحده فهي تتجاوز طوائف من مستواها، ويُقال إن عمرها يمتد لآلاف السنين

تلك هي القمم السبع الرئيسية، هل قررت إلى أين ستذهب الآن؟ سأل سون هاي شان

قمة الروح، قال منغ تشانغتشينغ وهو يسحب بصره ببطء، إذ إن قمة الروح سِلك مكرّس لزراعة السيف، ومن الطبيعي أنها الأنسب لي

حسنًا، إذن سأصحبك إلى قمة الروح، قال سون هاي شان وهو يومئ، ولم يُبدِ أي دهشة حيال ذلك

وبإرشاد سون هاي شان، وصل منغ تشانغتشينغ أخيرًا إلى قمة الروح

غير أن ما رآه على القمة، من مبانٍ ومناظر، كان مشبعًا بإحساس خافت من الحدّة

كأنه جبل من السيوف

ومع ذلك أدهش منغ تشانغتشينغ قليلًا أن الطريق يكاد يخلو من التلاميذ السائرين

كان المكان موحشًا بعض الشيء

مقارنة بالطائفة الخارجية، فعدد تلاميذ الطائفة الداخلية أقل بطبيعة الحال، قال سون هاي شان وهو يمرر يده على لحيته البيضاء كأنه التقط خواطر منغ تشانغتشينغ، وغالبًا ما يكونون إما في عُزلة يتدرّبون أو خارجين في مهام، لذا نادرًا ما تراهم على الطرقات

وعند سماع هذا، فهم منغ تشانغتشينغ

بالفعل

ففي سلوك طريق الدرب، إن لم تتقدّم تتراجع، فأين المتسع للتجوّل في الخارج

فيما بعد سيكون هذا مسكنك، قال سون هاي شان وهو يتوقف أمام فناء

حسنًا، هزّ منغ تشانغتشينغ رأسه، فمقارنة بالطائفة الخارجية بدا هذا الفناء أوسع بكثير، ويلائم هوية تلميذ من الطائفة الداخلية

هذه ثياب وطُغراء تلاميذ قمة الروح، قلب سون هاي شان يده اليمنى فظهرت قطعتان في كفه

خاتم تخزين؟ رفع منغ تشانغتشينغ حاجبه قليلًا، فهذا شيء نادر وثمين جدًا، لكن حسب ما يعرفه فإن خواتم التخزين تحتاج إلى مزارعين في مستوى شقّ البحر لاستعمالها، ويستلزم ذلك طاقة حقيقية، غير أن سون هاي شان كان بوضوح عند مرحلة وصل المسام فقط

بدّد أفكاره ولم يُطِل الوقوف عندها، ففي هذا العالم العجيب أشياء كثيرة ليست مطلقة

ومدّ يده فتناول القطعتين

سأتولى بقية الإجراءات عنك، أنت ركّز على الزراعة الروحية فحسب، قال سون هاي شان مبتسمًا، فلِتلميذ عادي ما كان ليُبدِي كل هذا الصبر

لكن ماذا نفعل ومنغ تشانغتشينغ يملك مثل هذا الاحتمال، لقد أدرك طاقة السيف، ومآله في المستقبل لا بد أن يكون عاليًا

وقدر من الحماسة الآن يُعَد استثمارًا في الغد، غير أنه كان قد شاخ، ويبدو أن ما تبقى من غده قليل

وفوق ذلك، هذه تقنية السيف التمهيدية التي يقدر جميع تلاميذ قمة الروح على زراعتها

فن سيف الريح والرعد من المستوى الغامض في مرحلته الأولى، قال سون هاي شان وهو يخرج كتيّبًا آخر

وحين وقعت عينا منغ تشانغتشينغ على الكلمات الأربع الكبيرة على الغلاف أشرق بصره فجأة

مهارة قتال من المستوى الغامض

وفي الخارج تُعَد كنزًا يورَّث عبر الأجيال

وحتى في اتحاد العائلة التي ينتمي إليها لم يكن لديهم إلا نسخة واحدة

لكن شروط زراعتها كانت قاسية للغاية

ولذلك لم يمارسها قط منذ صغره حتى كبره

بما أنها مهارة تمهيدية، ينبغي أن يقدر الجميع على تعلمها، وفي هذه الحال فالأمر بسيط، ارتسم قوس خفيف على شفتي منغ تشانغتشينغ، فمع وجود النظام، أن أتدرّب وحدي؟ تلك أضعف الطرق فحسب

هاه؟ وافد جديد آخر؟

فجأة دوى صوت

استدار منغ تشانغتشينغ فرأى شخصًا يخرج من جانب فنائه

يبدو في السادسة والعشرين أو السابعة والعشرين

يرتدي رداءً رماديًا ويحمل سيفًا طويلًا على ظهره

جئت في الوقت المناسب، دعني أعرّفك، هذا منغ تشانغتشينغ، تلميذ رُقّي حديثًا من الطائفة الخارجية، قال سون هاي شان

إذًا فأنت أخ أصغر، أشرق وجه تشين فانغ بابتسامة، لقد اخترتَ قمة الروح بحكمة، فجوّ الزراعة هنا ليس صارمًا كغيره من القمم

تمامًا مثل الطائفة الخارجية

أنا تشين فانغ، كنتُ أيضًا من تلاميذ الطائفة الخارجية، ودخلتُ الطائفة الداخلية قبل عشر سنوات، قدّم تشين فانغ نفسه

الأخ الأكبر تشين، قال منغ تشانغتشينغ وهو يومئ قليلًا

وفي الوقت نفسه وقع بصره على لوحة السمات المعروضة إلى جوار تشين فانغ

معلومات أساسية:

الاسم: تشين فانغ

العرق: بشري

الزراعة الروحية: مرحلة وصل المسام، المستوى السادس

معلومات السمات:

جذر العظم: الدرجة الرابعة

الفهم: عادي

المهارات القتالية: فن سيف الريح والرعد (إتقان)، خطوات السيف (إتقان جزئي)، قبضة شقّ الفضاء (فهم أولي)

وبالنظر إلى بنية جسده، فهو فعلًا من الطائفة الخارجية، فكّر منغ تشانغتشينغ في نفسه

لكن حين وقع بصره على فن سيف الريح والرعد، لمعَت عيناه قليلًا

وكأنك تجد وسادة حين يغلبك النعاس

إنه فعلًا فن سيف الريح والرعد بمستوى الإتقان

فمهارات المستوى الغامض ليست يسيرة الزراعة، فهي تتطلب فهمًا عاليًا ووقتًا طويلًا

ولم يتوقع أن يجد واحدة جاهزة بهذه السرعة

لا بد من إضافته صديقًا

سمعتُ أنك تلقيت مؤخرًا إرشاد شيخ جناح النصوص وزرعتَ فن سيف الريح والرعد حتى مستوى الإتقان، قال سون هاي شان

نعم، قال تشين فانغ بفخر حين سمع ذلك

وفي الوقت نفسه وقعت عيناه على كتيّب فن سيف الريح والرعد في يد منغ تشانغتشينغ

إن واجه الأخ الأصغر منغ صعوبات لاحقًا، فلا تتردد في سؤالي، قال تشين فانغ مبتسمًا

لا تستهِن بالأخ الأصغر منغ، فقد أدرك طاقة السيف، ومستواه في الفهم لافت، هزّ سون هاي شان رأسه

تجمّد تعبير تشين فانغ فجأة، وراحت الدهشة تتسلل إلى عينيه شيئًا فشيئًا

طاقة السيف

كيف يكون هذا ممكنًا

واعلم أن حتى التلاميذ العباقرة حقًا هناك من لم يدركها بعد

وعليه يمكن تخيّل مدى صعوبتها

لكن هذا الأخ الأصغر القادم من الطائفة الخارجية قد أدركها

إنه حقًا عبقري

بل بالأدق هو عبقري أغفلته الطائفة

وها هو التنين المختبئ في الهاوية يخرج للعلن

ولا بد أنه سيحلّق عاليًا في المستقبل

ولحظةً خفق بصر تشين فانغ، ولم يعد عابرًا بل غدا مفعمًا بشيء من الحماسة

وكانت أفكاره قريبة من أفكار سون هاي شان

فمن الطبيعي مصادقة شخصية كهذه

لم أتوقع أن يوجد بين تلاميذ الطائفة الخارجية عبقري مثل الأخ الأصغر منغ، قال تشين فانغ بنبرة أكثر تواضعًا يخفي بها ما في صوته من اعتداد

أمام طاقة السيف، لم يعد فن سيف الريح والرعد الذي أتقنه أمرًا يُتباهى به حقًا

الأخ الأكبر تشين، أنت تُبالغ، ابتسم منغ تشانغتشينغ قليلًا

نحن جيران الآن، وإن احتجتَ أي مساعدة مستقبلًا فتعال إليّ بلا تردد، قال تشين فانغ، ورغم أنني أكبر منك بكثير، فاعتبرني صديقًا فحسب

طنين

[تشين فانغ أرسل إليك طلب صداقة] أشار النظام

توقّف منغ تشانغتشينغ لحظة بدهشة خفيفة

حسنًا، كان يفكر للتو كيف يضيف تشين فانغ كصديق، فإذا بتشين فانغ يبادر بالتقدّم بالطلب

لقد كانت مفاجأة سارة بالفعل