الفصل 11
الفصل 11: عدم الارتطام بالجدار الجنوبي حتى يموت القلب
عند سماع هذا، التفت الجميع نحو مصدر الصوت، وفي البعيد كانت تقترب قَامَتان نحيفتان، يتقدّمهما فتى بثياب بيضاء، أنيق رشيق، تفوح منه هيبة نجيب شاب
الأخ الصغير منغ
هتف أحد الواقفين، وكان شيا هان نفسه، وقد التأمت إصاباته منذ زمن بل وحقق تقدمًا، ولن يطول الأمر حتى يفكّر في اختراق مرحلة توصيل المنافذ، فهو عالق في المستوى التاسع من مرحلة صقل العروق منذ سنين
متجاهلًا أنظار من حوله، وضع منغ تشانغتشينغ يده اليمنى على السيف الطويل في خاصرته، ومشى ببطء إلى أمام الشيخ
سلامٌ على الشيخ
انحنى منغ تشانغتشينغ قليلًا، فحتى شيخ التلاميذ الخارجيين مكانته رفيعة جدًا في الطائفة ولا يجوز إظهار أدنى قلة احترام له
بعد إتمام التحية، نظر منغ تشانغتشينغ إلى جانب الشيخ، فظهر فورًا لوح معلومات ذلك الشخص
المعلومات الأساسية
[الاسم، سون هاي شان]
[العرق، بشري]
[الزراعة الروحية، المستوى التاسع من مرحلة توصيل المنافذ]
معلومات السمات
[عظم الجذر، من الدرجة الرابعة]
[الفهم، عادي]
[فنون قتالية، رمح شاقّ السحاب إتقان جزئي، خطوة الثماني بوصات إتقان جزئي]
السمات عادية فحسب، ويبدو أنه من دون فرصٍ استثنائية فإن البنية من الدرجة الرابعة لا تتجاوز غالبًا المستوى التاسع من مرحلة توصيل المنافذ، ومع بعض الحظ قد يخطو إلى مرحلة شقّ البحر، لكن هذا حدّه الأقصى، هكذا فكّر منغ تشانغتشينغ مع نفسه، ولو كانت بنيته السابقة من الدرجة الخامسة لكانت إنجازاته أدنى من ذلك
رمح شاقّ السحاب يبدو فنًا قتاليًا عميقًا من الرتبة الدنيا، وأما الفنون العالية فلا يتدرّب عليها إلا تلاميذ الطائفة الداخلية، وقد حاول منغ تشانغتشينغ بطبيعة الحال أن يفهم أحوال الطائفة الداخلية، فمتى دخلها المرء فموارد الزراعة الروحية والفنون القتالية هناك تفوق بكثير ما لدى الطائفة الخارجية، ولا وجه للمقارنة أصلًا
مرحلة توصيل المنافذ
تفحّص الشيخ منغ تشانغتشينغ صعودًا وهبوطًا، وقال، لقد بلغت فعلًا مرحلة توصيل المنافذ
عند سماع كلمات الشيخ، صُعق شيا هان ثم بدا غير مصدّق، ألم يبلغ منغ تشانغتشينغ المستوى الثامن من مرحلة صقل العروق قبل مدة قصيرة فقط، كم مضى منذ ذلك
من هالتك يبدو أنك اخترقت لتوّك
حوّل الشيخ نظره وقال بلهجة عابرة، لم يثبت بعد، أليس هذا مجازفة كبيرة
القبضات والأقدام بلا عيون، فضلًا عن الدمى
احذر أن تُصاب بإصابة خطيرة فتفقد المستوى الذي بلغتَه بشق الأنفس
وما إن فرغ الشيخ من الكلام حتى ضجّ الجمع الهادئ من قبل
ماذا، اخترق لتوّه ويجرؤ على المجيء إلى هنا، أجنون هذا
هتف أحدهم بلا تمالك
نعم، أتظن أن وادي الدمى مجرد عرض، وأن اجتيازه سهل
ألم تر أن جاو تشن ومن معه فشلوا أيضًا
إنه متغطرس حقًا، يحلم
في تلك اللحظة تفوّه بعضهم بسخرية، كما ابتسم جاو تشن والآخرون بالجوار بازدراء، فحتى هم، وهم يعدّون قدامى مرحلة توصيل المنافذ، لم ينجحوا، فكيف بمن اخترق لتوّه
عُد أدراجك
نبّه الشيخ بلطف وهو يهمّ بإغلاق الممر، لكن منغ تشانغتشينغ استوقفه
يا شيخ، أريد حقًا أن أجرّب هذا الممر
عند سماع ذلك، لمعت خيبة خفيفة في عيني الشيخ، فقد رأى أمثالَ هؤلاء كثيرًا، يحسبون أن مجرد بلوغ مرحلة توصيل المنافذ يتيح لهم عبور وادي الدمى، إنهم متغطرسون يبالغون في تقدير أنفسهم
حسنًا، الأمر عائد لك
عاد صوت الشيخ إلى الفتور، وتنحّى مفسحًا الطريق
شكرًا لك يا شيخ
فهم منغ تشانغتشينغ ما دار في خلد الشيخ، لكن لا حاجة للشرح، فالوقائع ستثبت كل شيء
أخرج سيفه الطويل ببطء من خصره، ثم خطا منغ تشانغتشينغ، والسيف بيده، بقدمه اليمنى إلى الممر البارد
إن هؤلاء مزعجون حقًا
ومع ازدياد أصوات التشكيك والسخرية من حولها، تجعّدت حاجبا باي سو شي الجميلان بانزعاج، فهي صديقة للأخ الكبير منغ، ومن الطبيعي أنها لا تحتمل هذا الكلام، فالأخ الكبير منغ ليس عاديًا، وبإتقان فنّين قتاليين إلى حد الإتقان التام ففرصته كبيرة لعبور وادي الدمى
ما رأيك يا معلّم
سألت باي سو شي في قلبها
استنادًا إلى ما سبق، فهذه الدمية من المستوى الثاني ليست دمية عادية بوضوح، فدفاعها وقوتها كلاهما جيد، لكن هذا الفتى أتقن فنَّين إلى حد الإتقان التام، لذا ينبغي أن ينجح في العبور، غير أن العملية قد تكون صعبة وقد يتعرّض حتى لإصابة
أصدر الصوت العتيق حكمًا منصفًا
ومنذ أن هزّها مستوى منغ تشانغتشينغ قبل قليل وهي صامتة حتى الآن، فلم يعد بوسعها أن تخاطبه كيفما اتفق كما كانت تفعل، فقد ثبت خطؤها مرتين
نعم، أرى ذلك أيضًا
هزّت باي سو شي رأسها بقوة
الأخ الصغير منغ
حدّق شيا هان هو الآخر في هيئة منغ تشانغتشينغ، لكنه على خلاف الآخرين كان يرجو بطبيعة الحال أن ينجح منغ تشانغتشينغ، غير أن الأمر صعب