الفصل 199
كان الفرق واضحًا
إحدى الجهتين تتحدّث عن التقنية والهيئة والمعنى
والأخرى تتحدّث عن الإجهاز بقوةٍ متفوّقة
إن ركّز أحدهما على فنّ السيف، فالآخر كتلة غرائز
كلاهما مهمّ، وكلاهما لازم
لم يتجنّب راغنا استعمال الحركات الغريزية
ولم يتجنّب ريم استعمال صورٍ من فنّ السيف
“لكلٍّ منهما سماتٌ مميّزة”
إذًا فهناك ما يُتعلّم
وفوق ذلك، كان بين الاثنين قاسمٌ مشترك
سواء أكان فنّ سيف، أم غرائز، أم خطوات، أم هجمات، أم دفاعًا
“الدقة”
كمن يُدخِل خيطًا في ثقب إبرة
أو كمن يغرس شوكةً في حبّة أرز
إن وُجدت نقطة اشتراكٍ بينهما فهي الدقة في تبديل الوقفة واليدين والخطوات حتى وهما في قلب القتال
“أيها الأوغاد”
كان الحسم قد تقرّر منذ زمن
ووجهُ لصّ الرمح شحب إلى لون الموت
وخفت صوته حتى صار همسًا بلا قوّة
بدا كأنه يستشعر موته الوشيك
شعر بفارق المهارة في كل ذرةٍ منه
وكذلك كان حالُ الخمسة الذين يواجهون ريم
انكسر سيفان في يدَي اثنين منهم فاستلّا خنجرين
أما من رمى خنجرًا باغتنامِ فُرجة فارتدّ عليه الخنجر واستقرّ بين حاجبيه فمات في الحال
أوّل من سقط ميّتًا ارتجف قليلًا ثمّ برد جسده الآن
ومن الأربعة الباقين الذين اندفعوا قُطع ذراعُ أحدهم
كان ذلك يحدث مع أن الضربات خُفِّفَت عمدًا ليُري إنكريد
وفي الأثناء اضطُرّت اللصة التي حاولت إطلاق السهام من فوق شجرة أن تتوقّف كلما أحسّت بنظرة إنكريد
ضاق إنكريد ذرعًا بذلك، فرمى خنجرًا آخر فأصاب ساعد اللصة
كان مشغولًا بمراقبة الاثنين، وهذا التشويش كان مزعجًا
“آخ”
تألّمت اللصة على الشجرة وأنّت
اندفع لصّ الرمح، وعروق عينه كأنها انفجرت، يذرف دموعًا دموية
وفي لحظته الأخيرة غامر بحياته، فرمى رمحه وحاول أن يُمسك براغنا
عندها أظهر راغنا تخصّصه الحق، لا فنّ السيف المصقول الذي كان يُريه حتى الآن
تحوّل نصل سيفه العسكري إلى ومضة ضوء، شقّت جسد اللصّ斜ًّا
كانت ضربة هابطة باستعمال أسلوب السيف الأوسط
تناغم القوّة والمهارة قطع الجسد البشري كما يُقطع القش
ثمّ تحرّك بسرعةٍ إلى الجانب ولكم وجه لصةٍ تمسك بسيفٍ دقيق
بام
“أغ”
تطايرت بضع أسنانٍ في الهواء
وما إن ترنّحت اللصة تضمّ وجهها حتى وجّه راغنا قطعيةً أفقية
شط
طار رأسُها في الهواء
ولم يتوقّف راغنا عند هذا
كأنه تبادل المواقع مع ريم، أخذ يُجري أسلوب السيف الأوسط على نحوٍ خشنٍ ودقيقٍ معًا، دقيقٍ وقويٍّ في آن
“صرير”
للوهلة الأولى تُخيَّل اللصة ذات البشرة البنية رجلًا
واندفعت رُمحُها
تفاداها راغنا بخطوة
خدعةٌ لا يراها المرء إلا لأنه قرأ مسار الرمح الطائر وسرعته بإتقان
وبينما يتفادى الرمح الطائر خطا خطوةً جريئة إلى الأمام وأتبعها بضربةٍ هابطة
وبأسلوب السيف الأوسط هبط سيفُ راغنا على رأس اللصة
طخ
تهشّم رأسُها كتفّاحةٍ ليّنة
وانتهى الأمر
قتلهم جميعًا
وبعد أن فرغ من ذلك نفض راغنا الدم عن سيفه بهدوء وأدار رأسه
وطبيعيّ أن وُجهتُه كانت إلى إنكريد
“هل شاهدت جيدًا”
سؤالٌ صامتٌ يُفهم من غير كلام
أومأ إنكريد
الدقة، ومعنى فنّ السيف، والقوة التي تمنحها الهيئة
لافتة طريقٍ إلى ما أمامه
سُرّ إنكريد بذلك
وأهمّ من ذلك أنه لم يكن ختامًا عند راغنا
“لماذا أنهيتَ أولًا”
لا يُدرى لماذا يعدّ ذلك سببًا للغضب، لكن ريم فجأة انفجر غضبًا ولوّح بفأسه
وبعد ضرباتٍ قويّةٍ عدّة أجبرت الخصم على دفاعٍ محض، زاغت عينا لصّ آخر
كان هناك مكرٌ بلا ريب
تخلّى ريم عن أسلوب القوة الغاشمة، وأخذ يُلوّح بفأسه ببطءٍ وعلى نحوٍ رسمي
“خطوة، إيماءة، وقفة”
ثمّ هبط نصل الفأس
لم يكن القصد أخذ روح الخصم
تنبّه إنكريد لهذا، أمّا اللصوص فلم يفطنوا
رفع اللصّ ذو الشوكة الثلاثية رمحه ليصدّ الفأس
وفي الأثناء دار لصّ آخر إلى الجانب وفتح فمه
“ففف”
كانت رمالًا مسمومة
خبّأها في فمه ثمّ قذفها الآن
لا بدّ أنها كانت سلاحًا سرّيًا، لكن ريم كان مستعدًا وتراجع خطوة
“تبًّا”
تمتم اللصّ ذو الشفتين الزرقاوين يائسًا
قهقه ريم
“أنت فاضح نفسك يا وغد”
ثمّ رقص نصل الفأس وشقّ عنق اللص
طعن أحدهم فجأة عنقَ رفيقه
“أبقِ حياتي وسأخبرك بكل شيء”
محاولةٌ أخيرة يائسة
“حقًا؟ حسنٌ، ستتحمّل كل شيء إذن”
ألم يقل إنه سيخبر بكل شيء
كانت أذنا ريم غير أذني غيره
خاصةً يسمع ما يريد سماعه
“هاه؟ نعم؟”
“من أين أبدأ؟ من يدك؟ أم قدمك؟”
“…ماذا”
“سأقطّعك
قليلًا قليلًا”
أشار ريم بالمسافة بين الإبهام والسبابة وهو يقبض على الفأس
“…ماذا”
لم يفهم اللص
وظلّ ريم مبتسمًا ثم لوّح بفأسه
طَخّ، طَخّ
طار الرأس وانهار الجسد
“أمزح فقط
ليست لدي هوايةٌ سيّئة كهذه”
مع أنه بدا كمن قد يفعل
هكذا فكّر إنكريد وهو يراقب ريم الذي استدار وتكلم
“هل شاهدت جيدًا”
ذلك السؤال الواحد كشف كل شيء
كان راغنا وريم يقاتلان ببطءٍ ليُظهرا لقائدهما
“هذان الاثنان”
كم سيُبدِيان لو أظهرا كل ما عندهما
ما إن يظنّ أنه لحق بهما حتى يظهر أنهما تقدّما خطوة
حين لم يكن يدري شيئًا ظنّهما مجردَ جنديين نخبة
وحين بلغ هو مستوى جنديٍّ نخبة أدرك أنّ لديهما مهاراتٍ تتجاوز رتب الجنود
وبينما يخطو نحو أحلامه بمهارةٍ من المستوى الخاص
“قادران على قتل شبه فارس”
أي إنهما يمتلكان على الأقل قوّةَ شبه فارس
قال ريم إنه لا يقدر على قتل الجميع في كل مرة
لا يدري إنكريد
عندما قال ريم ذلك خُيِّل إليه أنه قادرٌ يقينًا على القتل إن امتلك وسائل أخرى
ولم يخطر بباله احتمال الهزيمة
ليس كبرياءً ولا زهوًا، بل تقييمٌ واقعيّ، وموقفٌ انكشف بلمحةٍ خفيّة
وكان راغنا كذلك
وأودين وجاكسون على المنوال نفسه
أربعتهم وحوش
أُعجب إنكريد بحظّه
“أربعة وحوش”
أربعة معلّمين
أربع مرّاتٍ للتعلّم
أليس هذا أفضل ما يكون
“هممم”
وبينما كان إنكريد يُعجب في داخله ويهزّ رأسه، كانت دونباشيل التي شهدت القتال كلّه واقفةً وفمها فاغر
قطرة
سال لعابٌ إلى الأرض
بلغ بها الذهول أن لم تنتبه إلى فمها المفتوح
“العشرة أصحاب النصل الأسود”
فريقٌ من عشرة يتولّون معظم المهام، أعظم قوّةٍ بعد قائد الفرع
وكان خصومهم هؤلاء
وفوق ذلك فإن صاحب الرمح ذاك كان قد انتقل من كونه مرتزقًا وصنع لنفسه اسمًا معتبرًا كمرتزق
كان يتباهى بأنه قادرٌ على مقارعة أيّ أحدٍ دون مرتبة شبه فارس، وقد نجا من خصومةٍ مع تابعِ فارسٍ حقيقي، فكسب سمعته
“لقد لعبوا بهم لعبًا”
وكانت لدونباشيل عينان أيضًا
رأت مهارة راغنا
وواضحٌ أن فنّ سيفه خارق
لا، بل بلغ حدّ التلاعب
أدركت دونباشيل أنها لا تستطيع قياس مهاراتهم بمعاييرها
ولمّا رآها ريم في صدمتها قال
“أغلقي فمك، رائحته كريهة”
عندها فقط أطبقت دونباشيل فمها
اقترب إنكريد من اللصة التي في فخذها وثقبٍ في ساعدها
تكلمت اللصة وهي تتلوّى كالدودة تحت الشجرة
“أ-أقدر أن أكون نافعة
إن أبقيت حياتي أستطيع… حقًا”
ما الذي تهذي به تلك الضخمة
أكان لفظ “لصة” يستحضر في ذهنه صورة امرأةٍ حسناء
إن كان كذلك فهناك خللٌ في رأسه
هذه امرأةٌ على طريقة اللصوص حقًا
سنٌّ أمامي أسود مفقود، وبشرةٌ خشنة إلى حدّ التهديد، وعينان تفوح منهما رائحة العطش للدم
ورائحةٌ حامضةٌ كأنها لم تغتسل منذ أيام، يمتزج بها نتنٌ خفيف للبول
وقد بلّلت ثيابها، وهي تحدّق في إنكريد
بِمَ يصف ذلك
أيرى حياةً في عينيها
أم يلتقط فيها شرارةَ النجاة
قبل زمنٍ غير بعيد رأى عيني دونباشيل فأبقى حياتها
ولم يندم إنكريد على اختياره آنذاك ولم يُطِل التفكّر فيه
لم يكن الأمر صوابًا أو خطأً، بل تصرّف تبعًا لشعوره
ولم تبدُ في عيني دونباشيل يومها أيّ علامةِ شرّ
أمّا الآن
طخ
غرز سيفه في عنق اللصة
فطلب الرحمة في حالتها لا يختلف عن طلب العلاج
كانت جراحها بالغةً بما يكفي لتحتاج علاجًا فوريًا لتنجو
ومواضعُ إصابة الخناجر كانت حرجة
في الفخذ والساعد معًا
كان قد رمى الخناجر ليقيّد حركتها، يقطع العضلات اللازمة للحركة
باختصار، كان طلب الرحمة هنا شبيهًا بقول: “ادعُ الكاهن الأكبر حالًا” أو “احملوني واعتنوا بعلاجي”
والخصمُ لصّة
وحتى لو بدا اسم “النصل الأسود” براقًا، فإلى أيّ جماعةٍ معتبرةٍ تنتمي أصلًا
غير مرجّح
بل بعيد
وكان اسم عصابة هذه اللصة أصلًا شيئًا مثل “النصل الأحمر” أو “النصل الدامي”
ومع الزمن إذ أكثروا الفساد واسودّ دمهم صاروا يُعرَفون بـ”النصل الأسود”
ومن كان قوّةً أساسيةً في عصابةٍ كهذه فهو نذلٌ دنيء مهما كان جنسه
وطبعًا لعب الحدسُ دورًا، لكنها دنيا قتالٍ وقتل
عالمٌ يعجّ بالمعارك والوحوش واللصوص
ومن ههنا يمكن وصف كثيرٍ منهم بخبراء الذبح
حتى إنّ للفرسان الحقيقيين لقبًا شاتمًا “آلاتِ ذبح”، ولم يرَ إنكريد—وهو يدنو من تلك المرتبة—حاجةً إلى تجاهل وصفٍ كهذا
انتزع إنكريد سيفه
لا ضغينةَ باقية
بل هزّ الدم عن نصله واستدار مبتعدًا
“أهكذا إذن ينتهي”
سأل ريم
وبدا أقلّ شراسةً من قبل، كأنه لان قليلًا
تساءل إنكريد لماذا كان ريم عدوانيًا في الآونة الأخيرة، لكنه بدل أن يسأله قال ما ينبغي قوله
“يبدو أن مقرّهم يغلي فوضى”
“وما الذي يحدث أيضًا”
أمال ريم رأسه بينما سأل راغنا
لم يكن إنكريد أحمق
كان قد استشعر التوتّر قبل أن يشرح كرايس
ولِمَ لا
حتى قبل مغادرة المعسكر كان هناك شعورٌ بالقلق
قد يفوت بعض الغافلين ذلك، لكن حتى شخصًا مثل “الانتقام” لاحظ الأمر على نحوٍ خافت
“أهناك أمرٌ جارٍ هذه الأيام
ألا يبدو الجوّ غريبًا لكم”
لقد سألوا
شعر إنكريد بذلك أيضًا وفهم مصدر ذلك الإحساس
“إنهم لا يأتون”
من بين من كانوا يطلبون منازلاتٍ بين الحين والآخر فصيلٌ واحد اختفى فجأة
وحدةُ حرس الحدود
وعلى الرغم من اسم “وحدة حرس” فهي قوّةٌ عسكرية تُنشَر للعمليات الخاصة
وكان قائد وحدة حرس الحدود يحمل علنًا رتبة قائد سرية
وفي الحقيقة هو أعلى ضابطٍ بعد قائد الكتيبة ماركوس
“إذًا فمن الواضح من الذي سيحرّكهم”
وهنا برزت استنتاجاتُ كرايس المتأنّية
“خطوة جريئة من هذا الرجل، ماركوس”
دعك من مسألة متى صار قائد الكتيبة “هذا الرجل”
“أظنّه ينوي القضاء على “النصل الأسود” أولًا
يصرف الأنظار إلى مكانٍ آخر”
وأثناء كلامه تحوّلت عينُ كرايس إلى إنكريد
وواضحٌ مَن سيكون الطُعم الذي يجذب الأنظار
“الهجوم من الخلف
مدهش
أليس دهاءً حقيقيًا عنده”
قدرة كرايس على ملاحظة ذلك كانت لافتة
وهكذا خُلص إلى أن إجراءاتٍ أعنف ستجري في مقرّ “النصل الأسود”
وكان حدس إنكريد وتوقّعات كرايس صوابًا
“أتظنّ أنك ستعيش في هذه الأرض بعدما تُعادي “النصل الأسود””
تكلم قائد الفرع المسؤول عن هذه المنطقة وهو يتقيّأ دمًا
قَطر الدمُ القرمزي من فمه
وكان يشعر كأن أحشاءه تحترق، جسديًا ونفسيًا
قد تضرّرت أعضاؤه الداخلية
“ومَن يبالي”
كان قائد حرس الحدود يقلب سكينًا في يده بلامبالاة
دارت السكينُ في يده تعكس ضوء المشاعل
كانت سكينًا حادّةً مُرعبة
ظنّ قائدُ حرس الحدود أن قائد الفرع قد يدّخر حِيَلًا خفيّة
فلا حاجة للاقتراب أكثر
“كلاب المملكة المأجورون”
تفجّرت كلماتُ قائد الفرع حقدًا
لا بدّ أن لديه أسبابه، لكنها بلا صلة
شقّت سكينُ القائد الهواء
طَخ
استقرّت السكين المرمية بين حاجبي قائد الفرع، وسقط جسده إلى الخلف بوقعٍ مكتوم
“اجمعوا كل شيءٍ وأحرقوه”
حدث هذا فيما كان إنكريد يشقّ طريقه نحو موقع الكمين، منخرطًا في قتالٍ ضارٍ
قاد قائدُ حرس الحدود وحدته تحت ستار الظلام
وكانت وحدةُ حرس الحدود متفوّقةً في مثل هذه العمليات
وبينما كان اهتمام “النصل الأسود” منصبًّا على إنكريد وذاك النبيل نصف الأحمق، فانسينتو أو أيًّا يكن اسمه، كانوا يطوون المسافة ويتقدّمون مباشرةً نحو مقرّ “النصل الأسود”
كان المقرّ على سفح جبل
وكان عليهم التعامل مع وحوشٍ أيضًا، لذا كانت دفاعاتهم متينة
“إن كانت قوّتك ضعيفة فلهياكل الدفاع حدود”
وفوق ذلك كانت قوّتهم الأساسية غائبة
فالعشرة أصحاب النصل الأسود لم يُرَ لهم أثر
“الذين هربوا”
“يعرفون التضاريس أكثر من اللازم
لقد فقدناهم”
“ليس جيّدًا”
وبينما كان قائدُ حرس الحدود يصعد درب الجبل إلى وكر “النصل الأسود” ويفتش المغارة التي خبّؤوا فيها كنوزهم، هرب أكثر من عشرين لصًّا
وبدا أن أحد اللصوص في الطليعة متمكّنٌ إلى حدٍّ ما، لكنه فرّ بلا تردّد
“إن كان بأمر القائد…”
هذا ما أوحى بأن عصابة “النصل الأسود” ليست مجرد عصابة لصوصٍ عاديين
ومهما يكن، فقد ذهب الفارّون في طريقهم
لكن القائد ركّز على المُنجَز بدلًا من التلهّي بما فات القبضُ عليه
“لقد انتصرنا”
وقد نجحت خطة ماركوس ببراعة
كان أحدُ الفارّين من “النصل الأسود” قد أُرسل من المقرّ
“إنه هجومٌ مُباغت
هذا الفرع إلى زوال”
كان اللصّ الهارب يُفكّر
ما أفضلُ طريقٍ للهرب من هنا
“العشرة أصحاب النصل الأسود”
النظام المعتمد في المقرّ مُكرّرٌ في الفرع
قالوا إن عشرةً منهم خرجوا من هذا الفرع إلى كمين
ولئلا يُفسد قائدُ الفرع هذه المهمّة أرسل قوّاتٍ أكثر من اللازم
فبقي المقرّ عاريًا يسهل مداهمته
وترك اللصّ الهارب الوكر المشتعل خلفه وركض مباشرةً إلى موقع الكمين
ولحقه قرابة عشرين لصًّا
والخطة أن يتّحدوا مع “العشرة أصحاب النصل الأسود” ثم يفرّوا إلى القوة الرئيسية
لهاثٌ متلاحقٌ مذعور
هاه، هاه، نفَسٌ ثقيل
دفعوا بأجسادهم عبر الممرّ المختصر، دربِ جبلٍ وعر
وكان هناك دربُ غابةٍ مُخفى ببراعةٍ يقوم بدور طريق الهرب
وبعد اجتياز التضاريس الصعبة بلغوا موقع الكمين
“هذا مفيد”
كان هناك أناسٌ ينقّبون في متاع الجثث
بينهم أسودُ الشعر، وآخرُ أشيب، وأشقر
“دونباشيل”
عرف امرأةً بينهم
كانت من ذوات الدماء الحيوانية قد استأجرها مرتزقة
وكان أول من انتبه إلى خروجه من الأدغال رجلٌ ذو شعرٍ أشيب
“سيدي القائد، لدينا هدية”