مركز الروايات

مرحباً 👋 يبدو أن JavaScript غير مفعّل في متصفحك. يرجى تفعيله لمتابعة قراءة الفصول والاستمتاع بتجربة الموقع الكاملة.

تلميح سريع: من إعدادات المتصفح → الخصوصية والأمان → إعدادات الموقع → JavaScript → السماح للموقع.

مركز الروايات
  • الرئيسية
  • جميع الروايات
  • discord
  • مركز الروايات – من نحن وسياساتنا
    • صفحة سياسة الخصوصية
    • تواصل معنا
    • من نحن
الخيارات المتقدمة
تسجيل الدخول إنشاء حساب
  • الرئيسية
  • جميع الروايات
  • discord
  • مركز الروايات – من نحن وسياساتنا
    • صفحة سياسة الخصوصية
    • تواصل معنا
    • من نحن
الوضع الآمن للعائلة
الوضع الآمن للعائلة
  • مهارات القتال
  • أكشن
  • فانتازيا
  • فنون قتالية
  • نظام
  • محاكي
  • حسم في القتل
  • قتال
تسجيل الدخول إنشاء حساب
Prev
Next

الفصل 186

  1. الرئيسية
  2. الفارس الذي يتراجع إلى الأبد
  3. الفصل 186
Prev
Next
زورونا على ديسكورد واقترحوا أي رواية تحبّون نترجمها على الموقع: للانضمام اضغط هنا

 

بعد مغادرة إنكريد صار ريم ومعه الجميع أكثر اجتهادًا مما كانوا عليه منذ زمن طويل

بدل إزعاج الجنود المارين أمضى ريم وقتًا أطول يلوّح بفأسه منفردًا، يبذل جهدًا متواصلًا ويتصبب عرقًا بلا توقف

وكان راجنا على المنوال نفسه، وكذلك أودين، والجميع باستثناء جاكسون الذي أمضى وقتًا أطول خارج الثكنات ولم يكن ينضم إلا أحيانًا

وهكذا استمرّ النزال المعلّق على حافة الحياة والموت، وكان قاسيًا بحق

«تبًّا»

نقر جميع الجنود بألسنتهم وهم يشاهدون، إذ رأوا ريم وراجنا وأودين وحتى قائدة سرية الجنية يقاتلون، فشعروا بثقل اليأس يحطّ على أكتافهم

هل يستطيع أحدٌ ممن يشاهدون أن يعضّ على الناب ويعزم على اللحاق بذلك المستوى

«ألديهم مسّ من جنون»

حتى تورّيس من حرس الحدود قطّب جبينه عميقًا

«هذا لا يُحبط فحسب»
لقد عكست شكواه شعور الثكنة كلها، أيمكن حقًا تصديق أنهم سيبلغون تلك المهارة بمجرّد التلويح بسيوفهم كل يوم

حتى قائدة سرية الجنية لم تكن متخلفة عن الركب

«لديك بعض المهارة»

قالها ريم، لكنها لم تكن «بعضًا» فحسب، فلولا «الإرادة» لكان يسع المرء أن يصدق أنه في مستوى فارسٍ مبتدئ

كيف لشخص بهذه المهارة أن يكون قائدة سرية

ثمّة من يخدمون كأفراد فصيلة عاديين مع مثل هذه المهارة، لذا فمستوى قائدة سرية الجنية كان في الواقع مقبولًا

وبسبب هذا الاضطراب منحهم آمر الكتيبة ميدان تدريب مستقلًا

وكانت قائدة سرية الجنية قد اقترحت ذلك بنشاط

«يبدو أن أجواء الثكنة قد تدهورت»

وبعد تقريرٍ بسيط كهذا أُقيم ميدان التدريب على عجل

وكان الأمر في محلّه، فحمّى التدريب التي أجّجها إنكريد خمدت لاحقًا

وليس من السهل خلق مثل هذا المناخ حتى لو حاول المرء، لكن بضع نزالات عنيفة فعلت ذلك

فهذه «الوحوش» موجودة في هذا العالم

وبفضل هؤلاء الوحوش اجتاحت الثكنة موجة مفاجئة من الكآبة

والذي كان يتكاسل فوق سريره صار مختلفًا بوضوح

راجنا عبقري بين العباقرة

كيف له أن يلوّح بسيفٍ بهذه الحِدّة من وضعيةٍ «مكسورة» هكذا

وحاول تورّيس تقليد الحركات خلسةً فسقط أرضًا

لقد كان فعلًا لا يُستنسخ بمجرد المشاهدة

وماذا عن ريم

لم تكن شخصيته مزعجة فحسب، بل كانت مهارته بالفأس طاغية أيضًا

كان يبدّل الأيدي وهو يلوّح بالفؤوس بقوة، وحتى الضربة الأولى بدا صدّها عسيرًا

ثم هناك «الكتلة» التي صدّت كل ذلك

«يا أخي، لتكن نهايتك هانئة»

كلماته هادئة لكنه يلهج بالقتل على الدوام، ولم يقف الأمر عند هذا

ولم يكن يتخلّف حتى حين يقاتل بيديه العاريتين، وأحيانًا كان يمسك بهراوة، لكن أسلوبه الأساسي قتالٌ بالأيدي

كان أودين سيّدًا في الفنون القتالية

له سجلّ في حروب سابقة بليّ رقاب جنود الأعداء كعيدان الذرة وكسرها كالأغصان

«لتنضم إلى مصيرك المحتوم»

لقد كان شخصًا مروّع المهارة

ويليه جاكسون الصامت واسعُ العينين، الذي لا يفتر عن تلويح سيفه

وفي الختام كانت قائدة سرية الجنية تكمل المجموعة

ومشاهدة هؤلاء كانت تستنزف دافعية كل الجنود

هؤلاء أناس لم يدرّبوا أنفسهم كما ينبغي، ومع ذلك كان بريق موهبتهم خانقًا، موهبة تبهر حقًا

وفي هذه الحال عاد إنكريد

كان ريم خلال هذه المدة قد صقل مهارته بنزالات حياةٍ أو موت، ولأول مرة منذ زمنٍ أخذ يلوّح بفأسه لأجل غدٍ أفضل، استعدادًا للمستوى التالي

بل حتى قبل هذه النزالات كان واثقًا أنه قادر على مواجهة فارسٍ مبتدئ مثل آسيا، وربما قتله أيضًا

فإن «الإرادة» التي يستعملها الفرسان المبتدئون مهارةٌ بدنية في نهاية المطاف، وعلى الأقل لن يسقط سريعًا

وحتى لو جاء فارسٌ مبتدئ نادرٌ عالي المهارة، فمع أنه قد لا ينتصر بسهولة، إلا أنه لن يُرسَل إلى القبر بضربةٍ واحدة

شحذ ريم حواسه، وبذل جهدًا ليحسّن مهارته

وكان راجنا كذلك، فقد بلغ مستوى لا تنطبق عليه كلمة «كسول» بعد الآن

كان يقبض على سيفه ويُلوّح به صباحًا ومساءً شاردًا في التفكير، ليس غفوةً بل تأمّلًا حقيقيًا

ومع هذا كله

«ألا تنكسر التآزرية»

كان ريم نصفَ جاد، فإن تجاوزوا هذا الحدّ فلا بد أن يموت أحدهم، وإن كان مجرّد منافسةٍ ودّية فينبغي أن تتوقف هنا

ومع ذلك

«قليلًا بعد»

هوى سيف إنكريد من أعلى مستهدفًا تاج رأس ريم، ولما لوّح ريم بفأسه ليصدّ انحنى السيف وانقضّ

وبدا هذه المرة كطائرٍ جارح يهبط كصقرٍ يصطاد فريسته

لوّح السيف بتسارعٍ مفاجئ حتى كاد يفلت من عين ريم

وبشقّ الأنفاس التقط أثره وصدّ من جديد

طنين الصدمة المعدنية

«اللعنة»

ابتسم ريم بلا وعي، متى عاش تجربةً كهذه وهو ينازل قائد فصيلته

سابقًا كان الأمر ممتعًا نعم، لكنه متعةٌ وحسب، كرقصةٍ لطيفة النغمة

أما الآن

فقد تزاوج الحماس والبهجة

أراد أن يشعر بالمزيد

«فقط قليلًا بعد»

وكانت الفأس التي يلوّح بها لاختبار قوته تضيق الفجوة شيئًا فشيئًا

ومن منافسةٍ إحمائية بلا رهانات انتقلت إلى نزالٍ تُعلَّق فيه الأعناق

خدش

في الفسحة بين الفأسين المتقاطعين نفذت طعنة عبر ثغرةٍ صغيرة فخدشت وجنته

مجرد خدش، بالكاد خدش

لكنه لم يُصدّ، فانكمشت شفتا ريم في ابتسامة ملتوية، وشعر أنه يكاد يجنّ من الفرح

طغى الحماس على عقله، كأن شيئًا جديدًا يفيض من كل موضعٍ في جسده

تفعل «قلب القوة العظمى» فألهب جسده كله

خفق قلبه ولوّح بالفأس بشراسة

وكانت لحظةً انتقل فيها من نزالٍ مُخاطِرٍ بالحياة إلى نزالٍ بكل شيءٍ على المحك

في تلك اللحظة غامت عينا إنكريد وسقط سيفه إلى الأرض كسلسلةٍ قُطعت

صُعق ريم

«تبًّا»

لم يكن لديه وقت ليستعيد فأسه، وكاد أن يشقّ جمجمة قائد فصيلته

لحظةُ يأس

ارتطام

سدّ سيفٌ مسار الفأس، ثم قبضت يدان على ذراعه العضلية

وأخيرًا أمسكت يدٌ غليظة بمعصمه الأيسر الذي همّ أن يتحرك تلقائيًا

كانوا راجنا ثم جاكسون ثم أودين على التوالي

«أتريد أن تفتك به من أوّل نظرة»

«تبًّا، من حاول أن يفتك بأحد، كنت سأقف نظيفًا ومحكمًا، لِمَ تدخّلتم»

كان تبجّحًا وعرفوه جميعًا، فقد رأى راجنا وأودين وجاكسون الأمر عيانًا

لقد تغيّر قائد فصيلتهم

عاد بمستوى لم يتوقعوه ولم يحتسبوه

كانت ضربات سيفه واثقة محسوبة، وتفكيره الاستراتيجي حاد، وتناسق جسده تحسّن، وتبدّلت سرعات رد الفعل وقدراته البدنية على نحوٍ لافت

وأدرك جاكسون فورًا ما الذي أتاح هذه النقلة

«حسّ المراوغة»

كان مسرورًا جدًا، لا سيما بتمكّن إنكريد منه بهذا القدر

فهزّ جاكسون رأسه استحسانًا

أما راجنا فرأى أمرًا مختلفًا

«أسلوب سيفٍ مصقول»

فلم تكن مسألة سيفٍ فحسب، بل تغيّرت جودة التقنية، وطريقة حمله للسيف والتفكير فيه تطورت

«لقد مزج قوّته بأسلوب السيف»

لم يعد مجرد تابعٍ للتعليمات، بل تعلّم الفروسية بفهمٍ عميق

أفي شهرين فقط

حتى لو بذلت الضفدعة كل ما لديها طوال الرحلة، أيمكن صنعُ تقدمٍ كهذا

كان راجنا أعلم من أيّ أحدٍ آخر بأن قائد فصيلتهم قد تغيّر وسيظلّ يتغيّر

وما احتاجه إنكريد كان موهبةَ التحكم بجسده، وقد راكم الآن مهاراتٍ من هذا الطراز

لم تكن ملاحظة راجنا رديئة

لكن هذه المرّة وحده أودين هو من أدرك تغيّرات جسد إنكريد على وجه الدقة

«يُدخل السرور إلى قلبي يا أخي القائد»

لقد كانت حالة بدنية مرضية حقًا، درجةُ التدريب والقدرات الرياضية المحسَّنة

وما الأساس الذي أقام كل هذا

القاعدة التي مكّنته من تعلّم «حسّ المراوغة»، تلك التقنية الخاصة بأخ القط الضال

«تقنية العزل»

بين الرهبان الذين يركّزون على التدريب البدني تُعرف هذه باسم «تقنية العزل»، وأصلها من طرائق تدريب الرهبان الجسدية

وهكذا صيغ جسد إنكريد

«لا بد أنها شملت قدراتٍ تجديدية»

كانت القدرة الدرامية على التعافي أحد أسباب إعادة تشكيل جسده

وكان ذلك مشهدًا مُبهجًا آخر

وأخيرًا كان ريم مفعم الدهشة

«متى بلغ هذا المستوى»

كان مفاجئًا إدراك مدى ما بلغه إنكريد

ذاك المجنون الذي طلب نزالًا عند لقائه الأول صار الآن مجنونًا متقنًا

لقد ترقّى إلى مجنونٍ استثنائي بحق

ووجد ريم هذا ممتعًا للغاية

وهل يهم كيف تحسّنت مهارات إنكريد

«لا»

لا يهم

وبدا أن القادم سيكون ممتعًا

ولم يكن ميدان التدريب المنفصل الذي مُنحوه مغلقًا تمامًا

فالسياج مليء بالفرجات ولا يتجاوز صدرَ بالغ، إنه حدٌّ فحسب

ومن خلف الحدّ كان بعضهم يراقب النزال

جنود فقدوا دافعهم وروحهم

وكان من بينهم «فينجانس»

«أوغاد غِلاظ»

كان ريم وبقية فصيلة المجانين حقًا جماعةَ وحوش

وإذ رأى فينجانس إنكريد في طليعة هذه الجماعة لم يفهم كيف آل به الأمر إلى تلك المكانة

لقد عاد إنكريد، ورآه فينجانس يثبت أمام ريم ويصمد

وكان يعرف بدايات إنكريد جيدًا، بل ربما أكثر لأنه لم يكن يستلطفه

لقد كان إنكريد جنديًا عاديًا لا ميزة له، «أدنى» جنودٍ كما كان يُقال عنه كثيرًا

«هرِمٌ عديم الموهبة»

لكن ماذا عن الآن

لم يدرْ ماذا تغيّر في النزالات، لكنه شعر بأن الجوّ مختلف، شعورًا التقطه بجسده كله

ريم وإنكريد وفصيلة المجانين من حولهما ومشاعر فينجانس نفسه، كل شيءٍ مختلف

بما في ذلك أن فينجانس الذي كان قد فتر عزمه أدرك الآن أن جذوته التي خمدت لم تكن إلا نار معسكرٍ انطفأت مؤقتًا

«أستطيع أنا أيضًا»

كان الأمر غريبًا، فعندما ينظر إلى ريم أو راجنا أو أودين يشعر أنهم وحوش، ولكن حين ينظر إلى إنكريد يرغب في محاكاة جهده

يريد أن يقف على المستوى نفسه، أن يقف بجواره

أكان ذلك لأنه شاهد جهد إنكريد طوال هذه المدة، أم لأنه يألفه أكثر قليلًا

لم يدر، ولم يثقل كاهله بأسئلةٍ كهذه

لم يبقَ سوى رغبة

«تدريبٌ خاص اليوم»

«نعم»

أجاب فصيلة فينجانس الذين كانوا يراقبون بصوتٍ واحد

ولم يكن فينجانس وحده، بل شعر جميع الجنود الشيءَ نفسه، فالجنود الذين شاهدوا قتال إنكريد امتلؤوا بعزمٍ متجدّد

ولعلّ حمّى التدريب التي اكتسحت الثكنة في اليوم التالي كانت حتمية

كان إنكريد قد نازل ريم يوم عودته

«أظن أني دفعت نفسي أكثر من اللازم، ما زلت غير معتادٍ تمامًا»

كانت العينان الشاردتان والحال الضعيف نتيجة الإفراط في تشغيل «قلب القوة العظمى»

ومع ذلك فقد بذل ريم كل ما لديه

«ربما استعمالك له أكثر سيجعلك تألفه، أليس كذلك»

وعلى الرغم من قوله كان ريم نصفَ مقتنع، فهل أتقنه أحدٌ غيره إلى هذا الحد

يبدو لا، بل وعلى ما هو أبعد من المحاكاة كان إنكريد أول من «هضمه» إلى هذا المدى

وفي اليوم التالي تبارى مع راجنا

«من أين تعلمت أسلوب سيفك»

«من شبحٍ عابر»

ولم تكن مزحةً خالصة

وبعد ذلك نادرًا ما كان جاكسون ينضم إلى المنازلات

وعلّمه أودين قفلًا مفصليًا جديدًا

وغمر الفرحُ إنكريد أن يُحاط بهؤلاء الرفاق فور عودته

يا لها من متعة أن تمسك سيفًا وتتمرّن بلا انقطاع

ويا لها من نعمة أن تمضي قدمًا نحو ذاتٍ جديدة

حتى لو لم تتكرر «اليوميات» فهناك دائمًا ما يُكتسب

«خطيبة»

جاءت قائدة سرية الجنية أيضًا، وكالعادة قاد ذلك إلى نزال

وحينها فقط أدرك إنكريد أن قائدة السرية ماهرةٌ بالسيف كمهارة ريم

«الآن وقد صرنا في الرتبة نفسها، متى تحددان الموعد»

تساءل متى ستكفّ الجنية عن مزحاتها

ولم يكن ينوي قول شيء، فلا داعي لذلك

لقد صار هذا جزءًا من الحياة اليومية الآن

وكانت إيستير التي نامت يومين متتاليين لا تأتي إلا يومًا بعد يوم

أما كرايس فقد نجح في بيع بعض العملات القديمة التي حصل عليها مؤخرًا بسعرٍ طيب، وباع أيضًا بعض الأسلحة بسعرٍ مرتفع في قريةٍ رائدة، وبفضل هذه الصفقات صار الفريق في حالٍ ميسورة

وخلال استراحةٍ في المنازلة زار إنكريد الحداد

«مكسور؟ والدرع»

كان الدرع ممزقًا ومحبّبًا من الخارج، وفي داخله حلقات سلاسل كثيرة مكسورة، وباختصار لقد تضرر بشدة

أما سيفه فمكسور، تضرّر إلى حدٍّ لا يُصلح، لكنه حمله على أمل أن يُصهر ويعاد استعماله

«اثنان»

«حدث الأمر هكذا»

لقد قتل مئاتٍ من الغنولز، وكان من الحسن أن الأمر انتهى بهذا فقط

«ألديك زردٌ احتياطي»

سأل إنكريد، فتنهد الحداد وأومأ

«ليس الآن، لكن أستطيع صنع واحد، لقد وصلنا حديدٌ جيّد حديثًا»

أومأ إنكريد وسلّم السيف

كان سيفًا مما يُسمّى «سيفًا شيطانيًا»

«أتستطيع شحذه»

فحص الحداد السيف وقال

«لا يبدو شيئًا عاديًا، أالشفرة وحدها»

«لا، بدّل العُقّابة والمقبض أيضًا، ويبدو التوازن منحرفًا قليلًا»

أومأ الحداد، فالشفرة ممتازة لكن العُدَد فوضى

«وصلتنا جلود غزلان جيدة، سألفّ بها المقبض»

وافق على العمل، فهزّ إنكريد رأسه، ودفع مبلغًا مناسبًا، ومضى، ومرّ بدكان لحمٍ مجفف فأكل بضع قطع ثم أقبل المساء سريعًا

«ألن تأكل المزيد»

«حان وقت الرحيل»

ولم يستطع إنكريد أن يطلب من الحداد سيفًا جديدًا، فانتوى أن يشتري واحدًا من تاجرٍ مارّ

وشعر بغرابةٍ لكونه من غير سلاح

وشعر بفراغٍ عند خاصرته، فعلى الرغم من امتلاكه خنجرًا قصيرًا وسيفَ حرسٍ وسكينًا شعر بالخلاء

«الطقس لطيف»

لكن أجواء المدينة لم تكن كذلك، فبعد أن سأل بعض التجار المارين تلقى جوابًا سريعًا

«هناك شائعة بأن عصابة لصوص تستهدف المدينة، وكلامٌ عن تجمّع الوحوش من الجنوب، وفوق ذلك يقولون إن رسولًا جاء من مدينةٍ شرقية ملوّحًا بتهديدات»

مدينة حرس الحدود مدينةٌ عسكرية تحدّ مملكة أسبن مباشرة

وعصابة لصوص تستهدف مكانًا كهذا، ذلك مستحيل إلا إن كانوا منظّمين جيدًا

ومع ذلك هناك دائمًا قطاع طرق مجانين، وقد سبّبوا مشكلات حتى أثناء نزاعاتٍ مع أسبن

ومسألة الوحوش حاضرة دائمًا

والشرق؟ فمدينة السيوف في الشرق، وليس نادرًا أن يثيروا المتاعب

لكن الشائعات كهذه قد تُحدث إشكالًا

فهناك قولٌ إن الشائعات المشؤومة إذا انتشرت زادت الجريمة وقلّت المؤن

يمكث المواطنون في بيوتهم، ويقلّ إقبال التجار القادمين من الخارج

وقد كان حرس الحدود يسيّرون حملاتٍ حين يكثر الوحوش

وكان إنكريد قد شارك في واحدةٍ من تلك المهام

حينئذٍ قتل «هاربي»، وكانت تجربةً مُرضية حقًا

وعلى الرغم من الشائعات القاتمة لم تَرِد أوامر رسمية من الأعلى

«سيتولّون الأمر»

فلكل قائدٍ مسؤولياته

وقد عُيّن آمرَ سرية، لكنه ما يزال غير رسميّ

وقيل إنه قرارٌ أحادي من آمر الكتيبة

ومن وراء ذلك النبلاء

وبدا أن هذه المدينة مليئة بأولئك الأفاعي الذين يتصرّفون كأن دمًا أزرق يجري في عروقهم

ومع أنه لا يُحبّ ذلك فلا يسعه أن يمشي ويطعنهم جميعًا

«لستُ ريم في نهاية الأمر»

وطبعًا فهذا أمرٌ غير ممكن

ولما عاد إنكريد إلى الثكنة رأى ريم

«نعم، لا أستطيع أن أعيش مثله»

«عيناك تبدوان غريبتين»

قال ريم

وكان ريم حدّ الإدراك مثل كرايس، ولا سيما في التقاط شعور أن أحدًا يذكره من وراء ظهره

«هل كنت تذمّني، تتجول في السوق، أم كنت تلعنني في سرك»

أحيانًا كان حدس ريم الحاد يجعل إنكريد يظن أنه ليس شخصًا عاديًا

وتصرّف إنكريد على وفق مبادئه، فإن كان الكذب يخفّف على المرء مشاعره فهو «كذبة بيضاء» مقبولة

«لا»

قالها وهو يهز رأسه

«فلماذا أشعر بالسوء إذن»

«لأن شخصيتك معوجّة» فكّر

«أتلعنني ثانية»

«لا»

كان هذا المكان المفعم بحدّة الإدراك والكاذبات البيضاء يشعر إنكريد بأنه بيته الآن

وكان آمر الكتيبة قد قال إنه سيكون جميلًا لو أحبّ المدينة، ومع أنه قد لا يكون حبًا متّقدًا، إلا أنه لم يكن يكرهها حقًا

Prev
Next

التعليقات على الفصل "الفصل 186"

5 1 vote
Article Rating
Subscribe
Login
نبّهني عن
Please login to comment
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
مركز الروايات
,,,

YOU MAY ALSO LIKE

5dKIQkwYfYsk2jW6XZH8g6YcyLLNKlZifjhwYcV23KA
رواية سادة الشتاء ابدأ بالاستخبارات اليومية
08.10.2025
Ok-1
اللص الأعلى: أستطيع سرقة كل شيء!
05.10.2025
my-attributes-are-increasing-infinitely
صفاتي تتزايد بلا حدود
12.10.2025
الخيميائي في هاري بوتر
الخيميائي في هاري بوتر
12.10.2025

© 2025 مركز الروايات. جميع الحقوق محفوظة. يمنع نسخ أو إعادة نشر أي محتوى بدون إذن مسبق.

Sign in

تسجيل الدخول

Lost your password?

← Back to مركز الروايات

Sign Up

Register For This Site.

تسجيل الدخول

Log in | Lost your password?

← Back to مركز الروايات

Lost your password?

Please enter your username or email address. You will receive a link to create a new password via email.

← Back to مركز الروايات

wpDiscuz