الفصل 30

الفصل 30: تسجيل في قاعة سيف تونغتيان، بنية السيف السامية

قمة تونغتيان، إحدى القمم الثلاث عشرة لطائفة شِنشُوان، ظلّت دائمًا بين الأقوى

تنتشر هنا قمم تعلو إلى 10,000 قدم، والـطاقة الروحية وفيرة، بل وتتجاوز قمة لينغشيو

ما إن وصل هان شوانجي إلى سفح قمة تونغتيان حتى رأى مزارعي الإنفاذ في قمة تونغتيان يحافظون على النظام

لم تكن الهالة المنبعثة من كل واحد منهم ضعيفة؛ فعلى الأقل هم جميعًا في مرحلة النواة الذهبية

لقد جذبت مناظرة سيف أسرة شيا العظمى كثيرًا من المزارعين النوابغ من طوائف شتّى، إضافة إلى المزارعين الأحرار من كل الأنحاء

كان فيهم من هو حادّ مكشوف، وفيهم من تفوح منه هالة باردة؛ فتداخلت هذه الهالات وجعلت الأجواء صاخبة

على قمة عالية مجاورة للقمة الرئيسة لتونغتيان، نُصبت ثمانية منصات لمناظرة السيف كملاعب عند منتصف الجبل، بينما أحاطت بها أبنية شاهقة ومنصات كثيرة كمناطق للمشاهدة

لم يمض وقت طويل حتى بدأت مناظرة السيف رسميًا

صعد هان شوانجي مع الحشود إلى الجبل وبلغ منصة مرتفعة

انقسمت مناظرة السيف إلى مجموعتين: مجموعة التنين الكامن، ومجموعة التي لا نظير لها

كانت مجموعة التنين الكامن منصّة أكثر للشباب، إذ لا يُسمح إلا للمزارعين دون 100 سنة بالمشاركة

أما مجموعة التي لا نظير لها فليست عليها قيود في الزراعة الروحية ولا في العمر؛ وطبعًا، عمومًا، لا يأتي مزارعو مرحلة تحوّل الروح وما فوقها للاشتراك لمجرد المتعة

ما إن جلس حتى سمع كثيرين يتناقشون فيمن سيفوز بمجموعة التنين الكامن، بينما في مجموعة التي لا نظير لها فقد اعترف كثيرون سلفًا بأن نانغونغ وينجيان من طائفة السيف السماوي هو الأقوى في هذا العصر؛ إذ ذاع اسمه لأكثر من 100 سنة بلا هزيمة واحدة

ومن بين المتنافسين الكثيرين، رأى كثيرون أن لو فنغ من قمة تونغتيان تملك حظوظًا كبيرة للفوز؛ فهي حفيدة سيد قمة تونغتيان، موهبتها استثنائية، وقد تلقت التوجيه على يد أساتذة مشهورين منذ صغرها، غير أنّ تلاميذ الطائفة السماوية للسيف من الجيل الحالي أقوياء أيضًا، فبقيت النتيجة موضع ترقّب

بوصفه تلميذًا حقيقيًا مُرَقّى حديثًا، لم يتوقع كثيرون من لو فان أن يحقق الكثير، إذ دخل لتوّه مرحلة النواة الذهبية، فيما اقترب آخرون من مرحلة روح الوليد؛ فالهوة في الزراعة الروحية كبيرة جدًا

تجاوز عدد المشاركين في مجموعة التنين الكامن الألف، وقد شاهد هان شوانجي تحديدًا المباراة الأولى للو فان

وكما يليق بمن عرّفه سابقًا أنه ابن حظ، فمع أنّ مرتبته الظاهرة لم تتعدَّ المستوى الرابع من مرحلة النواة الذهبية، فإن إرادة سيفه عالية جدًا، تكاد تبلغ الإنجاز الكبير، وجسده المادي يعادل قمة النواة الذهبية، ما يوضح أنه زرع تقنية صقل جسد عميقة؛ لعلّ نتائجه النهائية ستكون جيدة للغاية

في المباراة الأولى، وكما هو متوقع، فاز لو فان بسهولة

أما بقية المباريات فلم يشأ هان شوانجي مواصلة مشاهدتها؛ فذلك بالنسبة إليه إضاعة للوقت تقريبًا

«الأفضل أن أجد موضعًا للتسجيل» فكّر هان شوانجي في نفسه

كانت هناك بطبيعة الحال أماكن مشبعة بالطريق على قمة تونغتيان؛ وقد سجّل سابقًا في مواضع عدّة ونال كثيرًا من المكافآت المتعلقة بطريق السيف، ولهذا تقدم طريق سيفه بهذه السرعة

وهذه المرة نوى الذهاب إلى المنطقة الأساسية لقمة تونغتيان

سرعان ما تخطى هان شوانجي كثيرًا من المزارعين الدوّارين ووصل إلى قمة جبل

ومن بعيد بدا هذا الجبل كأنه سيف ذو عمر طويل هبط إلى العالم البشري، وعلى قمة هذا السيف قاعة فخمة، شكلها كسيف عملاق مقلوب، مهيبة شامخة

ومن خلال عين دونغشو السماوية، استطاع هان شوانجي أن يلمح هالات قوية عدّة مختبئة في عمق القاعة، ما يدل بوضوح على أنهم حرّاس

وبلا حاجة للقول، فهم جميعًا أقوياء في مرحلة تحوّل الروح

«أهنا كان يقيم سيد السيف ذو العمر الطويل، الجد المؤسس لقمة تونغتيان؟» تمعّن هان شوانجي

كان سيد سيف تونغتيان خبير مرحلة الصعود العظيم؛ وموضع إقامة كائن كهذا لا بد أن يكون مكانًا عالي الرتبة مشبعًا بالطريق، وقد شاع أنه في أواخر أيامه غادر طائفة شِنشُوان وخبّأ إرثه داخل قاعة هذا الجبل على هيئة سيف

وعلى مر السنين لم ينجح في نيل الإرث من داخل القاعة إلا قلّة، لكن كل من نال إرثًا قفز شأنه بلا استثناء

وكان قصد هان شوانجي من المجيء إلى هنا ليس دخول القاعة لاقتناص الكنوز؛ إنما أراد التسجيل فحسب، فأي نية سيئة يمكن أن تكون له

حين دخل مرحلة تحوّل الروح أول مرة لم يجرؤ على قصد مكان كهذا

أما الآن، وقد اقترب من صقل الفراغ، فقد باتت قوته لا تُقارن، وواثقًا من ألا يُكتشف

هذه الرواية منشورة حصريًا على موقع مركز الروايات. موقعنا مجاني وخالٍ من الإعلانات، وقراءتك هنا تعني دعمًا مباشرًا للمترجمين.

كان كثير من التلاميذ متمركزين أمام القاعة وخلفها، ومع ذلك لم يستطيعوا اكتشاف وجود هان شوانجي، فدخل القاعة بسهولة

«يا نظام، سجّل» تمتم هان شوانجي في قلبه

دوّى صوت بارد في أذن هان شوانجي: «تهانينا للمضيف على نجاح التسجيل في قاعة سيف تونغتيان، والحصول على الإدخال: بنية طريق السيف السامية»

«يمكن التسجيل في هذا الموضع مرارًا»

«بنية طريق السيف السامية: تمتلك موهبة عالية للغاية في طريق السيف؛ يمكن فهم أي فن سيف في وقت قصير جدًا وبلوغ قمته»

«بنية طريق السيف السامية» خفق قلب هان شوانجي

هذه البنية أقوى ما يحلم به مزارعو السيف؛ فصاحبها يجد زراعة طريق السيف شديدة اليسر، ويفهم إرادة السيف أسرع بكثير من الناس، بل ولا يواجه عنق زجاجة في مقام طريق السيف

لو امتلك هذه البنية سابقًا لبلغ على الأرجح عالم إرادة السيف منذ زمن، لكن ليس متأخرًا الآن

ومقام طريق السيف جزء من قوته أيضًا، ولا يمانع في أن يكون أعلى

«وفوق ذلك يمكن التسجيل هنا مرارًا» ارتسمت ابتسامة على وجه هان شوانجي

هذا موضع إرث لا شك أنه يزخر بكنوز أخرى كثيرة

بعد التسجيل اختفى هان شوانجي في الحال من موضعه وبلغ منصة مشاهدة السيوف

في ذلك الوقت كانت المنافسات على أشدها

بمجرد نظرة واحدة كان بوسعه توليد بصائر كثيرة في طريق السيف

كانت لإرادة كل واحد خصائصه الفريدة في عينيه؛ ولم يكن عليه إلا أن يحتضن الجميع ويتعلم من مواطن القوة لدى الآخرين لتغدو إرادته في السيف أقوى

ومع ذلك كله، لم تظهر له بعد أي وسيلة لاختراق عالم عالم إرادة السيف

لم يكن هان شوانجي واثقًا مما يمثله هذا المقام حقًا ولا كيف يُبلغ

حتى خبير مرحلة الصعود العظيم مثل سيد سيف لينغشياو لم يبلغ هذا المقام، ما يبين مدى صعوبته

في اليوم التالي

دخل هان شوانجي خفيةً مرة أخرى إلى قاعة سيف تونغتيان للتسجيل

دوّى صوت بارد في أذنه: «تهانينا للمضيف على نجاح التسجيل في قاعة سيف تونغتيان، والحصول على تقنية إصبع: إصبع سيف البرّية العظمى»

«إصبع سيف البرّية العظمى» أومأ هان شوانجي قليلًا، وقَبِل المكافأة سريعًا، فطفَت في ذهنه كمّيات كبيرة من الذكريات والمعلومات

كانت هذه أقرب إلى فن سيف عميق جدًا منها إلى مجرد تقنية إصبع

تنتمي إلى مستوى الرتبة السماوية وتمتلك قوة هائلة

حتى هو لم يكد يقدر إلا على تنفيذ الحركة الأولى

«يمكن عدّها ورقة رابحة» فكّر هان شوانجي في نفسه

إن قوة تقنية الإصبع هذه عظيمة، لا تقل عن أي تقنية زراعة سماوية تعلمها من قبل

ومض الوقت ببطء

وفي الأيام التالية

عدا مشاهدته المباريات أحيانًا، كان هان شوانجي يسجل مرةً في قاعة سيف تونغتيان

ولا يسع المرء إلا أن يقول إنها فعلًا على قدر سمعتها كأرض إرث لمزارعي السيف؛ فالمكافآت تكاد تكون كلها متعلقة بطريق السيف وذات جودة عالية جدًا

وقد أعانه فهم كل فن سيف رفيع الدرجة على نحو ما

وكانت كنوز طريق السيف الكثيرة نافعة له أيضًا