الفصل 1
الفصل 1: البداية بموهبة ذي العمر الطويل
عالم الروح تايشو، طائفة شنشوان
مدينة سؤال ذي العمر الطويل
نُقلت دفعة جديدة من براعم ذوي العمر الطويل من مدن مختلفة، ثم خضعوا لاختبارات، وأُرسلوا إلى أقسام مختلفة داخل الطائفة
بحسب نتائجهم، يمكن لبعضهم أن يصبحوا تلاميذ القسم الداخلي، وبعضهم تلاميذ القسم الخارجي، ومن اجتازوا الحد الأدنى يمكنهم أن يصبحوا تلاميذ الخدمات، أما من فشلوا فلا يبقى أمامهم إلا البحث عن طرق أخرى
ففي النهاية، طائفة شنشوان لا تحتفظ بالضعفاء
في تلك اللحظة، احتشد آلاف الشبان في ساحة، يهمسون لبعضهم، وبلغت الهمسات أذن هان شوانجي
نظر هان شوانجي إلى الشبان والشابات من حوله، بثياب شتى، بعضهم أنيق المظهر من عائلات مرموقة، ذوو سَمْتٍ لافت وثقة عالية، وآخرون بثياب قطنية بسيطة وقلق بادٍ في العيون
“انتقال؟”
كان هان شوانجي مثل غيره متوترًا قليلًا، لكن لسبب مختلف
فبعد سنوات طويلة من قراءة الروايات، وجد أن واقع انتقاله مقبول تمامًا، بل شعر ببعض الحماس في داخله
وبعد اندماج ذكريات حياتين، ازداد حماسه، إذ كان هذا عالم الزراعة الروحية حيث يستطيع الأقوياء أن يعيشوا زمنًا طويلًا جدًا، ويتقنوا تعاويذ قوية، ويركبوا السحب والضباب، ويبدوا قادرين على كل شيء
لكن عالم الزراعة الروحية ليس حكاية خيالية، فحوادث ذبح المدن على يد وحوش ياو ومزارعين شيطانيين ليست نادرة، وحتى عندما وصل إلى مدينة سؤال ذي العمر الطويل، سمع هان شوانجي بعضهم يقول إنهم تعرّضوا لهجوم مزارعين شيطانيين في الطريق إلى المدينة وكادوا يموتون
وبينما كان هان شوانجي يرتّب ذكرياته، خيّم الصمت فجأة على الساحة كلها
وتجمعت أنظار لا تُحصى فوق الرؤوس
رفع هان شوانجي رأسه فرأى شابًا وسيماً يصل ممتطيًا سيفًا، مهيبًا أنيقًا وثوبه يرفرف، وعلى الرغم من أنه لم يعرف مستوى زراعته، فإنه بدا كأنه سيد سيف من ذوي العمر الطويل
لمع في عيني هان شوانجي شوق، فهذا مدهش حقًا
أي مستوى بلغ هذا المزارع
هبط الشاب على المنصة، وقال بصوت ثابت
“ظهرت نتائج دفعتكم، ثلاثة عشر منكم اجتازوا خط رتبة A ويمكنهم أن يصبحوا تلاميذ القسم الداخلي، ومئتان وتسعة وأربعون بدرجة B ويمكنهم أن يصبحوا تلاميذ القسم الخارجي، وألفٌ تالون يمكنهم أن يصبحوا تلاميذ الخدمات، والباقون غير مؤهلين، جرّبوا العام المقبل”
وما إن انتهى صوته حتى أخرج كثيرون ألواح اليشم ليتحققوا من نتائجهم بحماس
“نجحت، نجحت أنا تلميذ في القسم الخارجي”
صاح أحدهم وهو يرفع لوح اليشم عاليًا
وخرّ آخرون على الأرض يولولون ويضربونها بكلتا اليدين
“تبًا، كنتُ قريبًا جدًا، قليلًا فقط كان يفصلني عن النجاح”
بحسب معايير الأعوام الماضية كان سيتمكن من دخول الطائفة
لكن لسوء الحظ، كانت ملَكات هذه الدفعة أعلى بكثير في المتوسط، فانخفض ترتيبه
أخرج هان شوانجي لوح اليشم بتوتر
فهذا هو الفاصل في دخوله طائفة ذوي العمر الطويل من عدمه
هيا
إنها لحظة انعطاف في المصير
وجاء في لوح اليشم بوضوح
“الرقم 987، المنشأ شيا العظمى، إقليم يُونغ، الاسم هان شوانجي”
“الجذر الروحي الدرجة الصفراء العالية، التوافق خشب ونار، التقييم C+”
“طبيعة القلب صمد على جسر مساءلة القلب لمدة ساعة، التقييم C (متوسط)”
“قدرة الاستيعاب أتقن تقنية الزراعة الروحية لتكثيف الطاقة الروحية إلى مستوى الإتقان خلال نصف شهر، التقييم B-”
“موهبة خاصة لا يوجد”
“التقييم العام C+
الترتيب العام 478، يمكن أن يكون تلميذ خدمات”
“لا بأس، لقد اجتزتُ خط تلميذ الخدمات”
تنفّس هان شوانجي الصعداء
إن الطاقة الروحية في هذا العالم وفيرة، ولكل إنسان قابلية للزراعة
لكن هذا لا يعني أن الزراعة بلا عتبات
فقدرة الاستيعاب والخلفية والبنية الجسدية وموهبة الجذر الروحي كلها عتبات
ومن بينها، تُقسّم ملَكة الجذر الروحي التي لدى الجميع إلى خمس درجات سماوي وأرضي وعميق وأصفر وعادي، والفارق بين كل درجة وأخرى كبير، ويمكن القول إنها تحدد سقف المرء إلى حد ما
وكانت درجته الصفراء العالية تُعد جيدة، وأقوى بكثير من ذوي الجذور الروحية العادية
كما أن طبيعة قلبه وقدرته على الاستيعاب لم تكونا سيئتين، ولم تجرّاه إلى الأسفل، بل إن قدرته على الاستيعاب أقوى من كثيرين، لذا يمكن اعتباره تلميذ خدمات مميزًا
“أنا راضٍ، الانضمام إلى طائفة كبرى كالوصول إلى شاطئ آمن”
لم يَفْتُر عزْم هان شوانجي لأنه صار تلميذ خدمات فقط
فطائفة شنشوان إحدى الطوائف الأربع الكبرى لذوي العمر الطويل في شيا العظمى، تاريخها طويل وأُسسها عميقة، وحتى دخولها كتلميذ خدمات أفضل بأضعاف من أن تكون مزارعًا منفردًا، وقد كان كثيرون يكافحون للدخول، إذ كانت ملَكة الجذر الروحي وقدرة الاستيعاب وطبيعة القلب كلها نقاط تقييم
وكان هان شوانجي قد فهم منذ زمن أن تلاميذ الخدمات في طائفة شنشوان يمكنهم الزراعة أيضًا، ولا يُعاملون كعمّال فحسب، وإن كانت مزاياهم ومعاملتهم أضعف بالفعل
أما تلاميذ القسم الداخلي فليس من الصعب عليهم إيجاد معلم بعد الدخول، بل ويُخصَّص لبعضهم قمة للداو
وأما تلاميذ الخدمات فيُرسَلون إمّا إلى قمة الخدمات داخل الطائفة، أو إلى مناطق خارجية كوادِي الدواء والحقول الروحية وجبل الوحوش الروحية، وإيجاد معلم يعتمد على الحظ، فقد يتخذ بعض التلاميذ الأكبر سنًا مريدين، لكن مواردهم محدودة
وبعد إعلان النتائج، فرح بعضهم وحزن آخرون
“تبًا، أنت تلميذ رتبة A”
“كما هو متوقع من نابغة عائلة تشاو من لينتيان”
كان تلاميذ رتبة A لافتين في الحشد، وقد بدأ كثيرون بالفعل بالتقرّب منهم، وكان أحدهم من خلفية بسيطة مرتبكًا قليلًا وهو محاط بالناس
ويُعلم أنه قبل إعلان النتائج كان مجرد فتى فقير مغمور، لكنه الآن تحوّل فجأة إلى محظوظ كابن العالم السماوي
وبعض من جاؤوا من عائلات زراعة روحية رأوا أنهم مجرد تلاميذ خدمات فتبدلت ملامحهم
فما إن تُسند إليهم صفة تلاميذ خدمات حتى تقلّ حصة العائلة من الموارد لهم
أما هان شوانجي فظل هادئًا بوصفه مجهولًا
وفي الوقت نفسه شعر ببعض الضياع، فمع أن الزراعة الروحية جميلة ورائعة
كيف لفتًى قروي على حقيقته أن ينافس الآخرين
في اليوم التالي
صعد هان شوانجي مع الشبان والشابات الذين اجتازوا المعايير إلى سفينة الطائفة الطائرة، ولاحظ بوضوح أن بعض تلاميذ رتبة A ليسوا معهم
وعلم من غيره أن أولئك التلاميذ لفتوا أنظار شخصيات مهمة من القسم الداخلي ليلة البارحة فاتخذوهم تلاميذ، فارتفع نجمهم منذ البداية، بل إن بعض ذوي رتبة B وجدوا من يقدّرهم
ولم يشعر هان شوانجي بأي ظلم، فالعالم السماوي للزراعة الروحية يجعل الموهبة عاملًا حاسمًا، وتغيير المصير بمواجهة العالم السماوي يبدو سهلًا في القول، لكن الواقع أن قلة قليلة من عشرة آلاف مزارع يحققونه، ومن الطبيعي أن تُفضّل الطائفة صقل التلاميذ ذوي الموهبة العالية
ومضى يومان، عبروا فيهما جبالًا وبحيرات، حتى رست السفينة الطائرة أخيرًا على منصة قمة جبل، والغيوم تحفّ بالمكان، وتبدو القمم متماوجة من كل صوب، وعلى قمم كثيرة قصور وفناءات وكهوف روحية
ومع أن هان شوانجي كان يعلم منذ زمن أن طائفة شنشوان طائفة كبرى، فإن رؤية هذا المشهد الفخم بعينه كانت صادمة للغاية
نزلوا من السفينة الطائرة
وسارت المجموعة بقيادة شاب إلى ساحة الطائفة
فالتلاميذ الجدد جميعًا يجرون قسم الالتحاق في يومهم الأول
وبعد القسم يعني ذلك أنك انضممت رسميًا إلى طائفة شنشوان
وفي تلك اللحظة وصل كل التلاميذ الجدد إلى ساحة الطائفة
وفي وسط الساحة انتصب تمثال الأستاذ المؤسس، يُصوّر شابًا وسيماً كأنه حي، كأن روحًا تسكنه
وعند التمثال وصل بعضهم باكرًا، وهم تلاميذ رتبة A الذين غابوا سابقًا، يرتدون الآن زيّ تلاميذ القسم الداخلي، ويتقدمون إلى وسط الساحة بوقار، وتتدلى من خُصر بعضهم أدوات روحية، لكل منها هالة غير عادية ولمعان ساطع
“ذلك يي بينغ آن، لم أتوقع أنه حقق اختراقًا إلى الطبقة الثالثة من تكثيف الطاقة الروحية، رأيتُه قبل ذلك في الطبقة الثانية من الزراعة”
بدا أن أحدهم عرف أحد تلاميذ رتبة A، وفي عينيه حسد
“لا حاجة للتفكير، على الأغلب هذه موارد منحها له معلمه الذي قبله حديثًا”
“جيّد أن يكون لك سند”
“هم فقط ذوو ملَكة جيدة”
حافظ هان شوانجي على هدوئه، لكنه في أعماقه اغتبط بمثل تلك المعاملة، فمن لا يريد بداية كهذه
“يا تلاميذ طائفة شنشوان، أقسموا الآن
على التلميذ أن يجعل القضاء على وحوش ياو والمزارعين الشيطانيين وحماية الأحياء جميعًا مسؤوليته
وعلى التلميذ أن يحمل محبة عظيمة، يزيل الشر أولًا ثم يطلب العمر الطويل… وإن وقع خرق، قَبِل طوعًا بعقوبة الطائفة
على التلميذ أن يتذكّر هذا القسم، وقد أُدي هنا”
ولمّا فرغ تلاميذ القسم الداخلي والقسم الخارجي من قسمهم جاء دور تلاميذ الخدمات
بعد قليل
جاء دور دفعة هان شوانجي، فاجتمع جمعٌ حول التمثال وبدأوا يؤدون القسم
فجأة دوّى صوت في أذن هان شوانجي
“【رُصد المضيف في موضع ذي هالة الداو، الشروط مستوفاة هل تُسجّل】”
“تسجيل… نظام”
ارتجف قلب هان شوانجي، ونظر حوله على سجيته فلم يجد شيئًا غير عادي
أيمكن أن تكون هذه هي الميزة الذهبية التي جاءت مع انتقاله
سأل هان شوانجي في سرّه بحذر
“هل هناك شروط للتسجيل وتوقيع الدخول”
“【يمكن للمضيف التسجيل في أي موضع ذي هالة للداو في هذا العالم، لكن مرة واحدة في اليوم】”
“موضع ذي هالة للداو”
تأمل هان شوانجي قليلًا ولم يطِل التوقف، وأثناء أداء القسم تمتم في ذهنه
“أيتها المنظومة، سجّلي الدخول”
“【تهانينا للمضيف على نجاح التسجيل أمام تمثال الأستاذ المؤسس، والحصول على السِّمة «موهبة ذي العمر الطويل»】”
“【لقد نُفدت هالة الداو في هذا الموضع ولا يمكن التسجيل فيه مجددًا】”
“【المضيف هان شوانجي】”
“【الزراعة الروحية بلا رتبة】”
“【تقنية الزراعة الروحية طريقة شنشوان لتكثيف الطاقة الروحية】”
“【السِّمة موهبة ذي العمر الطويل】”
“【موهبة ذي العمر الطويل】 【مصطلح في عالم الزراعة الروحية لذوي المواهب من الدرجة العليا، تمتلك جذرًا روحيًا لذوي العمر الطويل يفوق الجذر الروحي السماوي كثيرًا، وملَكة توافق كاملة مع جميع السمات، ما يجعلك مناسبًا لزراعة أي تقنية من تقنيات الزراعة الروحية】”