الفصل 260: ما أسماؤكم؟
مرّ وقت منذ تناولتُ وجبةً مع أبي
أحبُّ هذا الوقت، نلعب البادوك أو نأكل، هذه اللحظة التي أحادث فيها أبي صامتًا بهدوء
أنا أمزح كثيرًا عادةً، لكنّ هذه اللحظة على الأرجح هي التي تمسُّ جوهري أكثر من سائر اللحظات، لأنني عشتُ عمري كلّه بهدوء
ألم يكن التدريب شاقًا
لم يكن شاقًا بدنيًا، لكن كان صعبًا تحمّلُ مللِ التكرار
وكيف تحملتَه
بعدها صفّيتُ ذهني، هذا التكرار سيكون عملي طوال حياتي، وإن أفلتُّ من هذا الملل فسيكون مللٌ آخر بانتظاري على أيّ حال، فلنُنجزْه إذن، وفي المحصّلة بدا كأن التكرار والملل قد صارا جزءًا منّي
ابتسم أبي، لم تكن سخرية، بل كانت ابتسامة تهنئةٍ صادقة على أنني وجدتُ الطريق الصحيح
شرحتُ لأبي بتفصيلٍ كيف فسّرتُ «الطريقة الأولى»، وما مررتُ به من محاولاتٍ وأخطاء، وكيف دأبتُ على ممارستها مرارًا
ومع أنّ كلامي بدا كأنني مُندفعٌ أتفاخر، فإنني في الحقيقة كنتُ أنقل المعلومات لأبي
أرجو أن تُسجّلها
سوف يُقارن أبي تفسيري بتفسيره ويحاول أن يضع «طريقة» أفضل، فليفعل
لم أعُدْ لأصير أقوى من أبي أو لأهزمه، لقد عدتُ كي نعيشَ معًا أنا وأبي
إن كنتَ فرغتَ من الأكل فلنخرجْ نهضمْه
تبعتُ أبي إلى الخارج، وقال وهو ينظر إلى قمة جبل دايتشون البعيدة
فلنتسابقْ أيُّنا يصل أولًا
لسببٍ ما اقترح أبي مباراةَ خِفّةٍ خفيفة
ألستَ تذكر أنّي قلتُ: إذا حقّقتُ إنجاز المشي السريع فلنشتبكْ في نزال
كيف ترى نفسك، أتثق بها
بالطبع أثق، وللعلم فقد سقط المازون كلّهم أمامي
انطلقْ أولًا
إذنْ لن تفعل سوى أن تُطارد ظهري راكضًا
وما إن أنهيتُ كلامي حتى اندفعتُ أولًا، فإذا فعلتُ هذا فحتى لو فزتُ فسيكون لأبي ما يقوله
انطلقتُ بسرعةٍ لاهثة كالعاصفة
أتُراه حتى أبي، صاحب خِفّة الخطو التي بلغت العلا، يستطيع اللحاقَ بهذه السرعة؟ كانت السرعةُ حدّ أن تُثير السؤال
عندها تمامًا خُيّل إليّ أنّي أسمع ريحًا عاتية خلفي
وحين أدرتُ رأسي رأيتُ أبي إلى جواري
كان أبي واقفًا منتصبًا في الهواء يطيرُ وثوبُه يرفرف، لم تكُن السرعةُ هي المشكلة
يا له من مظهرٍ أنيق
بينما كنتُ أركض بكلّ ما أوتيتُ، كان أبي يطير بكِبرياء وثقة، وقد لاءمته تقنيةُ طيران الشيطان السماوي التي بلغت العلا كأنها خِفّةٌ فُصّلت لأبي
نعم، لا يكفي أن تكون أنيقًا، ولا يجوز أن تكون بطيئًا
ركضتُ بكلّ ما عندي، ومع أني ظننتُ أني أسرعُ من الضوء فإنّ الذي بلغ القمّة أولًا كان أبي
خسرتُ، خسرتُ في الأناقة وخسرتُ في السرعة، وحتى «سيد الريح» لا يُجاري الشيطان السماوي
وبينما أنحنيتُ برأسي قال أبي
حتى صاحبُ الخِفّة سريع
ومع أنه ما كان يعترف بفنونٍ قتاليةٍ أخرى قطّ، فإن «فونغشين سابو» كان فنًّا قتاليًا يعترف به أبي
ثم خرج من فم أبي كلامٌ غير متوقَّع
إن بلغتَ العلا في فنّ طيران الشيطان السماوي فستُحقق النتيجةَ نفسها
كان ذلك إقرارًا بي، وله سببٌ أيضًا يجعل أبي يقول هذا لي وهو يدعوني إلى مباراةِ خِفّة
سأُعلّمك فنّ طيران الشيطان السماوي
فهمتُ السبب، لأنه بسبب ما رويته آنفًا عن «الطريقة الأولى»، فإذا تلقيتُ منه شيئًا فعليّ أن أُعلّمه أيضًا، هذه هي نفسي، فأبي لا يأخذ شيئًا مجرّدَ أخذٍ
شكرًا لك يا أبي
وتمدّدتُ في مكاني
إن كنتَ على مستواك الحالي وقد أدركتَ معنى الخِفّة في أقصاها، فستتعلّمه بلا عُسر ولن يطول الوقتُ حتى تتقنه، والآن أَصغِ جيدًا
وعلّمني أبي فنَّ طيران «تشونما» في الحال، وبعد أن تأكّد مرارًا أنني حفظتُه تمامًا انتهى تلقينُ العبارات
انحنيتُ لأبي انحناءةً عميقة
أنا سعيدٌ جدًا يا أبي
وليس سببُ سعادتي مجرّد أن فنّ طيران الشيطان السماوي أفضلُ تقنيات الخِفّة في عالم الفنون القتالية، ولا لأنه صار ممكنًا أن أؤدي خفّةً أسرع بدمج تقنية الطيران مع «فونغشين سابو»
سعادتي لأنّها اللحظةُ التي أرثُ فيها كلَّ فنون أبي القتالية، من «تسع تقنيات شيطان النار» و«دفاع الشيطان السماوي» إلى «طيران الشيطان السماوي»، هذه لحظةُ تلقّي جوهر الفنون التي تعلّمها أبي، وكان قلبي يخفق
قفْ، انهضْ
نعم
وقفتُ مع أبي كتفًا إلى كتفٍ على جرف قمّة جبل دايتشون
ومن هناك رأيتُ بانوراما طائفة الشيطان السماوي في البعيد
لمّا صرتُ سوجياوجو صعدتُ إلى هنا مع أبي
ونظرتُ إلى أبي الواقف بجانبي، وفكّرتُ في شبابه وتخيلتُ جدّي واقفًا إلى جواره
كان حلمُ أبي أن يصير رجلَ فنونٍ قتالية
كانت حقيقةً لا أعرفها
وبعد لحظةٍ سألتُ أبي
وماذا عن حلمِ أبيك
لم يُجِب أبي بشيء، وأنا أعلم، أنّ أبي يحلم بتوحيد عالم الفنون القتالية، وأبي يعلم أيضًا أنني أعلم ذلك
قلتُ شيئًا يصعب قوله، لكنه شيءٌ لا بدّ أن يُقال ولو مرّة
حتى لو حقق أبي العملَ العظيم وهو توحيدُ عالم الفنون القتالية، ونال ثناءَ الناس كلّهم واحترامَهم في الدنيا… فلن ينال احترامي
كان هذا كلامًا قد يُغضِب، لكن أبي لم يقل شيئًا، لأنه بات يعرف جيدًا ما يختلج صدرَ ابنه
وصامتَين حملقنا في طائفة الشيطان السماوي البعيدة، وإلى الأفق والسماء وراءها
ثم قلتُ بنبرةٍ مرِحة لأُخفّف وطأة الجوّ
يا أبي، لو سمّيتَ أصدقائي، كنتُ أفكّر هل من اسمٍ مُلفت، على ثيمة الأشباح خطرت لي أسماءٌ مثل «شبح الليل»، و«شبح الدم»، و«الشبح الأبيض»، و«الشبح السماوي»، لكنّها بدت كئيبة، فاخترنا أسلوبًا أرقّ، على ثيمة القمر، «القمر الباهر»، و«آخر قمر»، و«القمر الفضي»، و«هيُوول»، أو على ثيمة اللون…
عندها بالضبط تمتم أبي
الشمال والجنوب والشرق والغرب
ارتجفتُ لحظة
أتُمازحني
نظر إليّ أبي بوجهٍ خالٍ تمامًا من الابتسام
على الأقل ليس «مايلان غوغجوك» ولا «تشونغ فونغ مْيونغ وول»، بل «شمال جنوب شرق غرب»
لم أعلم أ意كان يعني: لا تُغْدِقْ أسماءً لا لزوم لها على «الماجون»، أم لأنني ذكرتُ توحيدَ الفنون القتالية آنفًا، أم لأنه حقًّا يرى الشرقَ والغربَ والجنوبَ والشمالَ أسماءً حسنة
الشمال والجنوب والشرق والغرب
عاد فقالها كأنه يُثبّتُها
وماذا عساني أفعل إذا كان أبي على هذه الحال
آسفٌ يا ماجون خاصّتي
آه، هذا الاسمُ يرنّ جميلًا، دونغ-غوي، سيو-غوي، نام-غوي، بوك-غوي، سهلُ الحفظ أيضًا، مناسبٌ تمامًا، وإذا سأل أحدٌ فقلْ إن أبي هو من سمّاهم، وأنا فخورٌ بذلك أيضًا
لقد بانَ كلُّ ما هو باسمِ أبي، ومع ذلك لم يتراجع أبي أبدًا
وفي النهاية ثُبّتت أسماءُ «الماجون الأربعة» على: الشرق والغرب والجنوب والشمال
بعد أن نزلتُ من جبل دايتشون قصدتُ مباشرةً «تونغتشونغك»
لأسمع من القائد سيما مينغ ما الذي ينبغي أن أفعله لاحقًا
لمّا دخلتُ «تونغتشونغك» حيّاني الجنود الذين لقيتُهم تحيةً مهذّبة
تلك نظراتٌ ودودة، وبحكم طبيعة عملهم هؤلاء يعرفونني أكثر من غيرهم، لذا يلزمني أن أُصغي لتبدّل نظراتهم
وحين دخلتُ غرفةَ عمليات جناح «تونغتيان» بعد المرور عبر طبقاتٍ من الأمن المشدّد كان سيما مينغ مجتمعًا بالجنود في قاعة الاجتماعات
وبعد أن بلّغ الجنديُّ الذي حيّاني سيما مينغ أن يتركني أتمهّل حتى يفرغ من الاجتماع انتظرتُ نهاية الاجتماع في غرفة التخطيط
كان المكانُ هناك يعجُّ بالحركة
تتوالى الرسائل عبر عشرات الفتحات في أحد الجدران، مقسّمةً بحسب الأقاليم، والجنود يُصنّفونها بحسب القضايا
بعضهم يجري حاملًا ملفات، وآخرون يُسطّرون بجدٍّ شيئًا ما، وجنديٌّ آخر ينقل أعلامًا من عشرات الألوان مغروسةً على الخريطة الطبوغرافية للسهول الوسطى إلى مواضع أخرى، لا أحدَ غيرُ مشغول
عالم الفنون القتالية هادئ، لكن هذا المكان ساحةُ قتال، لا، ولعلّه بكونه ساحةَ قتالٍ يكون عالمُ الفنون القتالية هادئًا
وبعد حين خرج سيما مينغ من الاجتماع وفوجئ برؤيتي
يا سوجياوجو، متى وصلتَ
أتيتُ منذ قليل، وقلتُ لهم ألا يُقلقوني إذ سأنتظر حتى ينتهي الاجتماع
فلنذهبْ إلى مكتبي
تحدّثْ هنا، جميلٌ أن أرى الجنود في عملهم، أشعر أن عليّ أن أعمل أكثر
هذا ليس قولًا يليق بمن خرج تَمامًا من عُزلة التدريب، ارتَحْ الآن
وليس ذلك قولَ من بيده كثيرٌ من المهام ليوكّلَها إليّ، أليس كذلك
ونظرتُ إلى سيما مينغ مبتسمًا
كيف كان تدريبُك
ما إن خرجتُ حتى لم أحلق لحيتي وهرعتُ لأتباهى أمام أبي
وكلمةُ «أتباهى» احتوت كلَّ النتائج
سوف يُخفَّف عنك
وذلك بفضل الجندي الذي نسّق جداولنا الخارجية، لا بد أن لديكم عملًا كثيرًا لتكلّفوني به، فما الذي أبدأ به
أول ما ينبغي عليك هو زيارةُ منطقتَي هونام وكانغسو، فهونام أولُ مكانٍ يصطدم عند اندلاع حربٍ مع تحالف موريم، وكانغسو نقطةٌ استراتيجية لمواجهة تحالف السادة، لذا فأول ما على سوجياوجو أن يفعله أن يزور هاتين المنطقتين ويلتقيَ القادة المحليين هناك
حسنًا
سأبعث إليك كتاب المهمة الرسمي صباحَ الغد
حسنًا، سأراك عند عودتي
وكنتُ على وشك أن أستدير خارجًا فقال سيما مينغ
سيكون لزعيم الطائفة أثرٌ عظيمٌ في مصير طائفتنا لاحقًا
ابتسمتُ وقلتُ له
ولذلك أنوي زيارتك كثيرًا
كان ذلك حين خرجتُ من «تونغتشونغك» وأخذتُ أمشي نحو مقامي
على زقاقٍ هادئ ظهر أمامي رجلٌ مُقنّع، الخارجُ من التخفّي كان هْوي، قائدُ حرس «قصر الشيطان السماوي»
يا عمّي
يا سوجياوجو
نادِني «غوك-آه» كما كنتَ تناديني وأنا صغير
لا يسوغُ ذلك
سرّني أن أراه بعد زمن
كم مضى منذ رأيتُك آخر مرة، لقد كَثُر الشيب في رأسك
أنا أيضًا أتقدّم في السنّ
ذلك لأنّ العناية بأبي شاقّة، إنه مُتطلّب، أليس كذلك، إنك لا تكفّ عن مضايقتي، أليس الأمر كذلك
إنه أحبُّ ما في حياتي
وهذا هو هْوي الذي أعرفه حقًّا، رجلٌ مهمته الوحيدة الحراسة، رجلٌ أبوه كلُّ شيءٍ عنده
لقد حملتَني يومًا في يومٍ ثلجيّ
ولمّا ضحك هْوي انحنى البريق داخل القناع كالقمر
أتذكر ذلك
بالطبع، كم كان الأمرُ رائعًا يومَها
وبعد تبادل التحايا كشف هْوي سبب قدومه إليّ
رجاءً اصطحبْ حُرّاسًا معك حين تغادر الطائفة هذه المرّة
لم أستطع أن أجيب فورًا، فقد كنتُ أنوي الذهاب وحدي أصلًا، وقد جاءني وهو يتوقّع ذلك
صراحةً، ليس الأمر من أجل سوجياوجو، وأنا أعلم أن مهاراتي كحارس تُصبح عبئًا عليك في الواقع
قال هْوي كلامَه من غير مواربة
أنا أفدي صغاري، فأولئك الصغار سيغدون حُرّاسًا عظامًا إن لازموا سوجياوجو، لقد كنتُ أراقب أفعال سوجياوجو مؤخرًا، سوجياوجو الذي رأيتُه كان بحرًا، بحرًا فسيحًا يسع كلَّ تلامذتي
وبما أعرف من طبعه لم يكن هيّنًا عليه أن يأتيني ليقول مثل هذا، وذاك كم يعني له «حرسُ الشيطان السماوي» وتلامذتُه
لقد ماتوا جميعًا معنا يومها
إذا كان هذا طلبَ هْوي الذي كرّس عمره كلَّه لأبي، فليكنْ، ليس اثني عشر حارسًا، بل 1,200
سأذهب معهم
طأطأ هْوي رأسه بأدب
شكرًا لك
لا، يا عمّي
وانحنيتُ أنا أيضًا بأدبٍ لهْوي
ولمّا رفعتُ رأسي كان هْوي قد اختفى، فهو ليس من طبعِه أن يردَّ الكلامَ بالكلام، لذا سيحاول يومًا ردَّ دَين اليوم
يا عمّ هْوي، لستَ محتاجًا لذلك، أنت وتلامذتُك قد سددتموه بأرواحكم
كان حُرّاسي يتدرّبون في ساحة التدريب
وبعد أن راقبتُهم قليلًا أدركتُ إلى الداخل
فتوقّفوا عن التدريب وحيّوني جميعًا بصوتٍ واحد
نُحيّي سوجياوجو
وكان في التحية العالية روحٌ كبيرة
هل دأبتم على التدريب بلا انقطاع خلال المئة يوم الماضية
تقدّم جُوك-يون وأجاب
نعم، تمرّنا بلا أن نفوّت يومًا واحدًا
ولكن لماذا لا أرى إلا ستّةً منكم
لا ندري متى سنُكلّف بمهمّة الحراسة، لذا قسّمنا الوقت إلى نوبةِ نهارٍ ونوبةِ ليل، ونبدّل الليلَ والنهارَ مرةً كلَّ شهر
أي إنّ نوبة الليل تعني التدريب من المساء حتى الصباح، وقد بدا لي ذلك حقًّا رائعًا
وبما أنّ زمنًا مضى دون أن أراهم نظرتُ أولًا في عيني «جُوك-يون»
وأدركَ أنه لا جدوى من الرفض، فنزع «جُوك-يون» العصابة مطيعًا
قلتُ وأنا أحدّق في العينين الحمراوين الباهتتين
مستوى فنونك الشيطانية ارتقى إلى طبقةٍ أعلى
ففوجئ «جُوك-يون»
صحيح، أحقًا أدركتَ ذلك فقط من لون عينيّ
اللونُ مختلفٌ عمّا كان
في الحقيقة مع أنّني أنظر إلى «دوكْيُو» كلَّ يوم، لم أنتبه
وقد تميّز الفرقُ عبر «فنّ عين الحقيقة»
وسببُ انجذابي المتكرّر إلى عينيه كان أيضًا «فنَّ العين»، فقد تمرّنتُ على فنّ العين الإلهي لنفسي، لكنه تمرّن على «عين الشبح» من أجل الآخرين، وكان ذلك «الآخر» في النهاية أنا
ومع أنّها اختياراتٌ ونُصُبٌ، فإن التضحيةَ بالعينين لأجل الآخرين ليست هيّنة أبدًا
دفعتُ طاقةً صافية في عينيه وضبطتُهما
أحسّ بشيءٍ مختلف
بمَ تشعر
تضاءل الألمُ كثيرًا
إن كان كذلك فلعله تبدّلٌ في الطاقة الداخلية، إذ صارت أكثرَ وقارًا ونقاءً
ستخرجون معي من الطائفة غدًا، وسيصل كتابُ المهمة الرسميّ من «تونغتشونغك» في الصباح الباكر
وأشرقَت وجوه «الجيش الأحمر» وجنود الحراسة، وأخيرًا مهمّتهم الأولى
وانتقلت موجةُ حماسٍ وفرحٍ لا تُخفى، جميلٌ إلى حدّ أنه لو خلّفتُهم لكان مُصابًا كبيرًا
شكرًا لثقتكم بنا
اعتنوا بي بدءًا من الغد، سأضع ثقتي فيكم فحسب
وبإجابةٍ جهوريةٍ انحنى «الجيش الأحمر» وجنود الحراسة تحيةً، نعم، لنخرجْ الآن، ولنَنمُ ونَعُدْ
وفي صباح اليوم التالي غادرت عربتان الطائفة
وكان ذلك أولَ خروجٍ رسميٍّ لي سوجياوجو ومعي حراسةٌ مُعتمَدة