الفصل 254: البارحة كأنها اليوم
قررتُ أن أتقبّل نصيحة «سوما المتطرّف» بقلبٍ منفتح
أن أتراجع خطوة عن «فنّ سيشيون السري»
طبعًا لم يكن الأمر سهلًا كما قال، فنحن مقاتلون نمضي دائمًا إلى الأمام
وأول ما اخترته هو تقليل وقت تدريب «فنّ سيشيون السري» واستعمال ذلك الوقت لممارسة «قونغ النيران التسع السحري»
نعم، ليس هذا وقت انشغالي بفنون قتالية أخرى
بهذا الخاطر ركّزتُ على «قونغ النيران التسع السحري»
والحقّ أنه لولا «فنّ سيشيون السري» لَرُمتُ أن أتعلّم «قونغ النيران التسع السحري» طول اليوم
لقد كان «قونغ النيران التسع السحري» فعلًا فنًّا عميقًا راقيًا، وبقدر ما كان صعبًا كان له سحرٌ يجذب القلوب
ولم أستطع الآن مقارنته بأي فنٍّ قتالي آخر، فالقوة الداخلية التي نلتُها عبر تدريب التأمّل فاقت كثيرًا طريقة التأمّل المعتادة
لو كان والدي أمامي الآن لضحك وقال مازحًا
ـ أتقول إنك كنتَ تتعلّم هذا الفنّ الجيّد وتُخفيه عن نفسك
وقعتُ في غرام تدريب «قونغ النيران التسع السحري»
وكنتُ ما أزال أدرّب جسدي على الاعتياد تمامًا على «طريقة تنفّس النيران التسع» أكثر من تدريب الحركات، وكان ذلك وحده ممتعًا
هذا لا يعني أنني فقدتُ الاهتمام بـ«فنّ سيشيون السري»، بل كلما تعلّمتُ «قونغ النيران التسع السحري» أدركتُ أنني بحاجةٍ إلى «فنّ سيشيون السري»
ثم أدركتُ مرةً أخرى
أن تقليل وقت التدريب ليس هو الجواب للتراجع خطوة
هذه الطريقة خاطئة
عندما بلغتُ مسكن «هيولتشون دوما» من طائفة «نامدو» كان يقرأ كتابًا
وقفتُ على مسافةٍ أراقبه
وغريبٌ أن مراقبة «هيولتشون دوما» جالسًا عند النافذة يقرأ تبعث في نفسي سكينة، لعلّي أريد أن أقرأ كتابًا لكنني لا أقرأ كثيرًا فأكتفي بالرضا بالإنابة
في تلك اللحظة جاءني صوته عبر النقل الداخلي
ـ كُفّ عن التلصّص وتعال
ـ يرسل رسالةً مترامية، أأنت أيضًا تتدرّب على «تشونريجيونميول»
ـ ومَن يقول غير ذلك
تقدّمتُ نحو «هيولتشون دوما»
قلت: أما زلتَ مشغولًا، هذه أول مرة أرى «سوجيوجو» في هذا التراخي
قال: أنا مشغول
قلت: ومع ذلك
قال: مهما كنتُ مشغولًا أليس هذا مكاني، إلى جوار شيخنا
أسندتُ ساعدَيّ إلى إطار النافذة
قلت: بصراحة لديّ فراغ هذه الأيام
قال: إن أذنتَ لي أعلّم فسأبحث عن عمل
قلت: لا يعجبني، إذ ذاك ستنهمر الأمور دفعةً واحدة، دعني أرتاح حين أستطيع
قال: إذن استرح، لِمَ جئت
قلت: أشعر بأكبر راحةٍ وأنا مع الشيخ، جئت لأرتاح
هزّ «هيولتشون دوما» رأسه لكنه بدا مسرورًا بوضوح
ودخلتُ الغرفة وألقيتُ مزحةً بلا سبب
قلت: ما أروع هذا، كيف تبقى رائحتك طيّبة مهما تقدّمتَ في السن
قال: لا حاجة إلى إطعام السمكة التي اصطدتها
قلت: ليست مُداهنة، بل حقيقة
ونظرتُ إلى الكتب على الرف، وحفظتُ عناوين ما بدا مثيرًا فيها، أنوي شراءه لاحقًا وأضعه على رفّي، وإن اشتريتُه فسأقرأه يومًا ما
قلت: أكلّ هذا قرأتَه
قال: لا أشتريه لأجعله زينة كما يفعل غيري
قلت: قال أحدهم إن القراءة تبدأ بشراء كتاب
قال: أتحبّ النظر إلى الكتب على الرفوف أكثر من قراءتها
قلت: سأقرأها كلّها يومًا ما، وسأقرأ أكثر منك يا شيخ
قال: وتظن أن هذا كلّ ما قرأتُه
فوجئتُ ونظرتُ إلى «هيولتشون دوما»
قال: اسمك «مازون»، فماذا تفعل إن فتحتَ مخزنًا سريًا فوجدتَ كتبًا مكدّسةً حيث ينبغي أن تكون الأسلحة أو الإكسيريات
قلت: إن طار السيف صدَدتُه بكتاب
في البدء لم يكن يناسبني ذلك، أمّا الآن فصورتي وأنا أحمل كتابًا تلائمُني أكثر من «نصل الموت العظيم»
قال: هناك شاي مُعدّ طازجًا، إن رغبتَ فاشربْ
قلت: وعلى سيرة ذلك، لقد رغبتُ بشدّة في كوب شاي
جلستُ إلى الطاولة وشربتُ الشاي
قلت: لماذا طعم الشاي الذي يصنعه الشيخ ألذّ وإن كان الشاي نفسه
قال: لأنك تريد أن تُدلّل الشيخ
تظاهرتُ أنني لم أسمع ولامستُ منضدة «داتاك»
قلت: سأضع مثل هذه المنضدة في غرفتي
حينها سأل «هيولتشون دوما» فجأة
قال: أهناك ما يقلقك
فهو يعرفني أكثر من أي أحد، فسألته وأنا أقلب الفنجان
قلت: هل تراجعتَ خطوةً يومًا
قالت عيناه مبتعدتين عن الكتاب نحوي
قال: عن ماذا
قلت: عمّا يريده الشيخ أكثر من كل شيء
وبعد أن فكّر لحظةً في مقصدي أجاب بثبات
قال: لا
كأن حياته لا تعرف سوى السير قُدمًا
طبعًا عند من لا يعرفه يبدو «هيولتشون دوما» كذلك، فذاك الشيخ المشاكس لا يبدو ممن يتراجعون عن شيء
لكنّه كان قد تراجع بضع خطوات
حين قبلني
بل كنتُ أنا الذي يمضي قُدمًا، فلأفتح باب قلبه مضيتُ مباشرةً إلى «هيولتشون دوما» وهو قبلني وتراجع
ولو أنه مضى قُدمًا من أجلي لكان شكل علاقتنا مختلفًا
قال: لِمَ تسأل هذا فجأة
قلت: كنتُ أتساءل كيف يمكنني أن أتراجع خطوةً واحدة فقط
و«هيولتشون دوما» وقد خبر ما قبل الولادة وما بعدها قد حدس ما أعنيه
قال: هل قرأتَ كتابًا يخبرك كيف تتراجع خطوةً فقط
قلت: أيوجد شيءٌ كهذا
وعادت عيناه إلى الكتاب، ثم عادت إليّ، وكنتُ فضوليًا أيضًا
قال: بما أن طفلًا ذكيًا مثلك يقلق، فالهدف ليس عاديًا على ما يبدو
قلت: إنه فنّ قتالي
وسيظن «هيولتشون دوما» أن ذلك هو «قونغ النيران التسع السحري»، لأنه قلقٌ جاءني بعد أن صرتُ رئيس طائفةٍ صغيرة
قال: فلماذا تنأى عنه
قلت: لأنه معقّدٌ وصعبٌ إلى حدٍّ علِقْتُ معه، فسأراقب الفنون القتالية على بُعد قليل، أظن أنني لأني أريده بشدّة لا يطاوعني
قال: أم أنّك لستَ شديد التطلّع إليه
قلت: على الأرجح لا، فأنا واثقٌ من اجتهادي
وبعد لحظة سأل «هيولتشون دوما»
قال: أليس سعيُك للابتعاد عن الفنّ القتالي كي تجد طريقةً له… اقترابًا منه في الحقيقة
فاض بي خاطرٌ من البصيرة في تلك اللحظة
ولم أتمالك نفسي فنهضتُ من مكاني
قلت: صدقتَ، لم أكن أتراجع، بل كنتُ أتشبّث به أشدّ تشبّث
واندفعتُ لأعانق «هيولتشون دوما»
قلت: إن أردتَ أن تعانق أحدًا فعانقْ الشيخ، يا شيخ
قال: لا تقترب، هذا مقزّز
ودفعني بهالةٍ هوائية وأجلسني ثانيةً عند «الداتاك»
ثم قلّد صوتًا مصطنعًا وقال
قال: يا سيّد «سوجيو»، احفظ جسمك
وأجبتُ وأنا أرتشف ما بقي من الشاي
قلت: لا، سأُلقي عني أكثر، لقد وجدتُ الجواب
قلت: عودة الابن الضال، لقد عدنا معًا
حدّق بي الثلاثة في «حلقة التدريب الليلي»
كنتُ مشغولًا فلم أشارك، لكنني حضرتُ اليوم فجأة
قال لي «إيان»
قال: مع أنك صرتَ رئيس طائفة صغيرة ما زلتَ تعقد جلسات الليل
قلت: نعم، وإن صرتَ الزعيم فهل ستستمر
قال: لا نحبّ ذلك
لقد أدركتُ شيئًا بفضل «لوح هيولتشون»
ولكي أتراجع خطوةً عن «فنّ سيشيون السري» قلّصتُ وقت تدريب الفنون القتالية وحاولتُ البحث عن طرق أخرى
وأما الخلاصة التي بلغتُها الآن فهي أن أفعل الشيء نفسه كما من قبل
تمامًا كما كنتُ قبل أن أتعلّم «قونغ النيران التسع السحري» أو «فنّ سيشيون السري»
وحتى ذاك الوقت كنتُ أدرّب الفنون القتالية بجدّ، أمّا الفرق الآن فهو أنه لم يكن هناك عبءٌ في التدريب، كنتُ أصطدم بالمازون بقوة، وأتدرّب قدر ما يتّسع وقتي، كان ذلك طبيعيًا ولم يكن هناك ضغطٌ بأن أبلغ شيئًا في زمنٍ محدّد
وفي هذا المسار ظللتُ أقوى وأتحسّن
يجب أن أتراجع، ليس عن الفنون القتالية، بل عن الضغط والعجلة، أستمر كما قبل فسيحدث الأمر في حينه
قلت: علّموني بعد انقطاع
ولكي نمضي كما ينبغي خلع «الفرس» قميصه، ولم أرَ منذ زمن ذاك الوجه المخيف بعضلاتٍ كاملة
وخلعتُ قميصي أنا أيضًا، فإذا قورنتُ به فذراعاي وجسدي كأنهما لجديعٍ صغير
وشعرتُ بالأسف نحو «الفرس» لأنني قصّرتُ في تدريب الفنون القتالية، ولهذا توسّلتُ أن أكون تلميذه
وبدأتُ أبسط «قبضة بيوكريوك سورا» مع «الفرس»، ولولا قلقي بشأن «فنّ سيشيون السري» لما خطرت لي فكرة تدريب فنون «الموريم»
وكان «إيان» و«تشون سو-هي» يتفانيان في التدريب إلى جانبنا، وقد ترقّت مهارة «إيان» مرةً أخرى في غضون ذلك، وقد عرفتُ من هذه اللحظات القليلة كم يبذل من جهدٍ في التدريب
ولمّا التقت أعينُنا لحظةً وأنا أبسط الحركة تبسّمتُ لـ«إيان»، فابتسمتْ قليلًا بدورها
و«تشون سو-هي» فُوجئت وهي ترى «الفرس» بهذا التعبير وكأنها تقول: «أرأيتَ فتاةً تتملّح للتوّ يا سيد الفرس»، لقد صُدمت لأنها أبدتْ رأيًا كهذا لذلك «الفرس» الصعب من غير أن تشعر
وتظاهر «الفرس» أنه لم ينتبه ومضى في التدريب
وبينما نحن نتدرّب إذ
قررررع
انطلق دويُّ رعدٍ من قبضتي
ولم أفاجأ أنا وحدي، بل «إيان» و«تشون سو-هي» اللتان تتدرّبان إلى جواري أيضًا
قلت: أ意ا ترى كان الصوت من قبضتي
قالت: نعم، خرج الصوت من قبضتك
وكان الجميع مندهشين، لكنني كنتُ الأكثر دهشة
قلت: ما الذي حدث، والحق أنني أهملتُ الفنون القتالية مؤخرًا، ولم أفتح الكتاب إلا اليوم بعد حين، فلِمَ دوّى الرعد
ورماني «الفرس» بنظرةٍ معناها «وكيف لي أن أعلم»، ثم واصل التدريب صامتًا
أ意كنتُ قد صرتُ أقوى في الأثناء، أم لأنني تراجعتُ خطوةً عن الفنون القتالية من غير أن أشعر
شيءٌ واحدٌ كان أكيدًا
بعد أن تعلّمتُ «قونغ النيران التسع السحري» بدأت مهارتي في الفنون القتالية تتقلّب
قرّرررع
وهذه المرّة خرج دويُّ رعدٍ من قبضة «الفرس»، وكان أعلى من صوت قبضتي
قلت: لِمَ تصدر الصوت الآن بعد أن لم تُصدره حتى اللحظة، أما دفعتَه حين كنتَ تتدرّب
وتظاهر «الفرس» أنه لم يسمع احتجاجي ومضى في التدريب
قلت: لِمَ جعلتَه يحدث في اليوم الذي سمعتُ فيه الرعد أول مرة، أتغار
قرّرررع
وغرق كلامي في رعد «الفرس»
قلت: يا له من إفراط
قرّرررع
وأنا عائدٌ إلى البيت بجسدٍ مُتعَب تذكّرتُ شخصًا فغيّرتُ الوجهة
شخصًا ظننتُه مستيقظًا في مثل هذه الساعة المتأخرة، وحقًّا كان كذلك
قلت: ماذا تقول النجوم عنك
فأجاب «تشويما» وهو يطفو بقاربه في البحيرة ناظرًا إلى سماء الليل
قال: هكذا تقول النجوم، ذراعاك هما الأفضل في عالَم الفنون القتالية
ونظر إليّ «تشويما» باسماً بحرارة
قال: أ意جئت
وكنتُ على الشاطئ، فعبرتُ الماء سريعًا وصعدتُ القارب
قلت: الآن تستطيع أن تُظهِر مهارتك على تمامها
في يومِ اختياري خليفةً صلّيتُ أمام كلّ الأبالسة، والآن وقد صرتُ رئيس طائفة صغيرة فلا سببَ لأن أخفي مهارتي
قال: أنا لستُ ممّن يُخفون، بل ممّن يحبّون التقدّم ونيل الأنظار
قلت: وأنا كذلك في الحقيقة
قال: أتُرانا استعملنا نظام الأسماء نفسه على نحوٍ مختلف، في المرّة المقبلة فلنذهبْ نلفت الأنظار في الوسط
قلت: أعرف أماكن جيدة كثيرة، هيا
ومَن يعرف قدر ما أعرف، لنجلس على شرابٍ معًا في مكانٍ طيب المذاق بهيّ المنظر
وملأنا كؤوس بعضنا
قال: مباركٌ لك صيرورتك رئيس طائفةٍ صغيرة
قلت: كان عونُك عظيمًا، شكرًا لك
قال: لعلّها المرّة الخامسة
قلت: لقد سكرتَ يا أخي، أراك تَجلِد ذاتك ثانيةً
وشَرِبنا نخبًا معًا وأفرغنا الكأسين
قلت: واو، إنه طيّب
قال: أجل، لا بدّ من الشراب مع أخيك
وكان رائعًا أن أشرب معه بعد حين
تحدّثنا في شتّى الأمور وشربنا
وهيّأتُ له جوًّا ليقول بسهولةٍ إن الطريق مسدودٌ معه
وكان الحلّ غريبًا قليلًا
قال: اشرب، فالشراب هو الجواب، إذا سكرتَ زال كل شيء
قلت: أخي هو أفضل شخصٍ في الدنيا حقًّا
قال: اشرب، ففي الشراب حياة، وفيه قوة، وفيه كل شيء
وشربنا مرةً أخرى، وقد طال العهد منذ سكرتُ، فدخل الشراب كالماء
وحكى «تشويما» ألوانًا من القصص، واغتبنا المازون قليلًا، وذكر امرأةً لقيها في شبابه، وتحدّثنا في الفنون القتالية أيضًا
قد يبدو كأنه ثملٌ يهذي، لكنه لا يتجاوز الحدّ، لذا أشعر دائمًا بهذا، إن لحظة الخطأ عند السكران هي حين يكون صاحيًا
غَطس
وفي النهاية قفز «تشويما» إلى الماء فقفزتُ معه
وسبحنا في البحيرة وطَفونا نحدّق في سماء الليل
قال: ما يزال هذا المكان جميلاً
قلت: حين ألعب هنا «لعب ذوي العمر الطويل» أشعر كأن الوقت توقّف، فساعةٌ قبل الآن هي الآن، والآن هو ساعةٌ بعد، البارحة كاليوم واليوم كالغد
يا أخي، عليّ أن أُوقِف هذا الزمن
وربما لأننا نتحدّث عن الزمن خطر لي «فنّ سيشيون السري»
وبدأتْ أوعيتي الدموية تتبدّى متداخلةً في سماء الليل، وقد جرّبتُ طرقًا كثيرة حتى الآن، أُرسل «الجِنكي» من هذا العِرق إلى ذلك المكان، ثم من هنا إلى هناك، وما يزال هناك حالات كثيرة لم أجرّبها بعد
فكّرت: لِمَ تفكّر بهذا في لحظةٍ جميلةٍ كهذه
إنني ألهو مع «تشويما» لأتراجع خطوة عن «فنّ سيشيون السري»
غَطس
وغُصتُ في الماء مرةً أخرى
لكن في اللحظة التالية أخرجتُ رأسي ثانيةً من الماء
وتخيّلتُ الأوعية الدموية فوق النجوم وأطبقتها
ليس هنا، ولا هناك، فأين كان قبل قليل
ثم كان موضعٌ تطابقتْ فيه الأوعية والنجوم التي خطرت لي تطابقًا تامًا
فكّرت: وجدتها
وارتعد جسدي كلّه قشعريرةً
أ意هي مصادفة فقط، أم لا
ماذا لو شغّلتُ «الجِنكي» بترتيب تلك الكوكبات، بدا وكأن شيئًا سيحدث
أتُرى «فنّ سيشيون السري» صيغ وهو ينظر إلى كوكبات السماء
قلت: يا أخي
قال: ما الأمر
قلت: أظنني حللتُ المشكلة التي ذكرتُها قبل قليل
دهش «تشويما»، وسرعان ما ضحك وفرح
قال: ألم أقل لك، الشراب يحلّ كل شيء
قلت: سأسبقك، شكرًا لك يا أخي، لنتحدّث لاحقًا
واندفعتُ مباشرةً من الماء إلى الجو
ثم بدّلتُ الاتجاه في الهواء وطرْتُ نحو ضفة البحيرة
وسمعتُ صوت «تشويما» من خلفي
قال: هذا الأخ دائمًا هنا
وكان ضوء النجوم ينسكب على «الفرس» الطافي على الماء
بعد أن عدتُ إلى قاعة التدريب أعددتُ عودَي بَخور
وأشعلتُهما معًا، ثم وضعتُ أحدهما في المجمرة وأجريتُ «تقنية تشويه الزمكان»
وكان الفراغ الذي أنشأتُه خاليًا لزيادة التركيز وتقليل استهلاك الطاقة إلى أدنى حدّ
وهناك استحضرتُ «الأسطر التسعة» لـ«فنّ سيشيون السري»، وحرّكتُ «الجِنكي» بالترتيب الذي أدركتُه بعد النظر إلى الكوكبات، وهو مختلفٌ عمّا كان من قبل
هل نجح
لم أعلم أتمّ الأمر أم لا بعد
وبحالتي الحالية سأعرف حين أخرج من هنا وأقارن الأزمنة، حتى الفارق اليسير مهم، ما إن يبدأ «فنّ سيشيون السري»
أرجوك
كانت أمنيةً صادقةً أن أبلغ بأيّ وجهٍ «المراتب الاثنتي عشرة العظمى» من «قونغ النيران التسع السحري»
ولما احترق البخور مقدارًا حَللتُ «تقنية تشويه الزمكان»
فجأة
انقشع عالَم أوهام الزمكان وخرجتُ منه أمشي ببطءٍ نحو عود البخور الذي أشعلتُه
وركعتُ قُبالة المجمرة وجعلتُ عودَي البخور في عمقٍ واحد
وكان قلبي يرتجف بقدر ما ترتجف عيناي المُحدّقتان
كان عودا البخور يحترقان بطولَين مختلفين