الفصل 10: إذا ظهرت في العاشر، ستخسر
دخلتُ الكهف ببطء عبر الممر
كان الداخل جيد التهوية، ولم يكن مظلمًا بسبب الضوء المتسرب من فتحات في أعلى الكهف هنا وهناك، ومن التصميم والبناء المتقن كان واضحًا أن هذا المكان من صنع صنّاع بارعين حقًا
كنت أمشي ببطء داخل الكهف، ولما تجاوزت نقطة معيّنة شعرتُ بأن ما حولي يهتز قليلًا
سشششش
عرفتُ في لحظة، لقد تفعل أعلى مستوى من الهجوم الذي لا يلتقطه إلا الخبراء ذوو الحواس الحادّة
وحين فكرت في الأمر بدا ذلك طبيعيًا، لِمَ عجز من ماتوا هنا عن الهرب؟ إن كان اجتياز البوابة صعبًا كان يمكنهم الانسحاب والرحيل، لكنه مات لأنه لم يستطع الخروج من هذا الحصن، تدخل فتسير مطمئنًا، لكن إن لم تخترق البوابة تتحول الأرض إلى تشكيل جحيمي لا يمكنك الخروج منه أبدًا
إلى أي مدى سرتُ على هذا النحو
ظهرت ساحة كبيرة إلى حد ما
وعند مدخل الساحة نُصِب نصب يشرح البوابة الأولى
1 اقطع جميع الأعداء من دون استخدام طاقة السيف أو قوة السيف
2 إن لم تنجح ضمن الوقت ستحصل على فرصة أخرى بعد عشرة أيام
3 من كان مستعدًا فليقف داخل الدائرة الحمراء
عشرة أيام لاحقًا؟ ماذا آكل حتى ذلك الحين
تطلعت حولي فوجدت على الجدار جرّة مملوءة بحبوب بييغوكدان، حبوب كبح الجوع
إن أكلت هذا الطعام عديم المذاق عشرة أيام سأُجنّ
من دون تردد وقفت في وسط الدائرة الحمراء المرسومة في منتصف الساحة
بعد قليل ارتفعت دمى خشبية على هيئة بشر من الأرض في كل اتجاه مع صرير معدني، وقد طُلي بالأحمر الموضعُ الواجب قطعه، لبعضها أعناق، ولبعضها أذرع، ولبعضها سيقان
جسدي تحرك بمحض الانعكاس
في اللحظة التي خرجوا فيها قفزت وحددت غريزيًا أيَّ موضعٍ أقطعه أولًا
فوووش فوووش فوووش
سقطت الدمية الخشبية مقطوعة
لم تكن الدمى ثابتة في مكان واحد، فقد بدأت الصفائح في الأرض تتحرك وتبدّل مواضعها
وفي ذاك الازدحام بدأت بعض الدمى تهبط ثانية
لا
فهمت الأمر، إن فاتتني تلك الدمية الهابطة فلن تصعد مجددًا، وفي تلك اللحظة تفشل المحاولة
لذلك قطعت أولًا الدمية التي كانت تهبط
وكما توقعت تحركت الدمى الأخرى بسرعة وسدّت طريقي إلى قطعها
قفزت فوقها ولوّحت بسيفي
فجأة
انفصلت دمية كانت على وشك أن تفوتني
ومع مرور الوقت صارت الدمى أسرع حركة، في البداية ظننتها بوابة لاختبار خفة القدم، لكنها لم تكن كذلك، هذه البوابة كانت اختبارَ حُسن الحكم
ما الذي أقطعه أولًا
الحكم السريع الدقيق أولًا، وتقنيات المشي ثانيًا
كانت البوابة معقدة وصعبة، لكنها لم تكن من الدقة بحيث تتجاوز حدسي ومهارتي
قطعتُ جميع الدمى واجتزت البوابة الأولى بسلام
وكان شيء واحد مؤكدًا، لو كانت مهاراتي كما كانت قبل ارتجاعي لما اجتزت هذا العائق الأول أبدًا، حتى لو ركضت وتدحرجت وطرت وأحدثت جلبة لفشلت
عندها استطعت فهم سبب إعادة الاختبار بعد عشرة أيام
كثير من المتحدّين سيفشلون في هذا التحدي الأول وسيحتاجون إلى الدراسة والتدريب عشرة أيام على الأقل لينجحوا
ولن يجد الحل إلا من تذكّر بدقة كيف تتحرك الدمى وأي دمية تهبط إلى الأرض وفي أي لحظة، أما المتحدي البطيء فسيضطر إلى المحاولة مرة بعد مرة
وعند رؤية هذا العائق الأول يغدو مفهومًا أن متوسط زمن الاختراق إلى سوتشيون-دونغ هو ثلاث سنوات
دررر
ما إن اجتزت البوابة الأولى حتى انفتح باب حجري يقود إلى البوابة الثانية
سرتُ ببطء نحو البوابة الثانية، وعندها، قبل أن أغادر البوابة الأولى، اكتشفت كتابة على الجدار، كانت كتابات تركها على الجدار قرب المخرج من سبق ومات هنا
— نجحت بعد تسع محاولات هاهاها
— أنا فعلتها بعد ست عشرة مرة
— هذا جنون
— نجحت بعد 37 محاولة، الدموع في عيني من طول المعاناة
— هل سأموت هنا؟ لا أستطيع حلها، أشعر بالحنق على أبي
— تبًا حاولت الرجوع لكن لا طريق للعودة
— أنا واثق أنني الأفضل لأنني نجحت بعد ست محاولات فقط
وبينها رأيت في الأسفل خطًّا مألوفًا
— أحمق
كان والدي هو من اجتاز هذه البوابة قبلي
هاهاها
لم أتمالك نفسي وانفجرت ضحكًا، لعل والدي اجتازها من المحاولة الأولى
ومع ذلك، وبدقّة، هم أجدادنا، لذا تجرّأتُ وبدأت أتهكم عليهم
يا أبي، أنا أيضًا اجتزتها من المحاولة الأولى هاهاها
ومشيت هكذا حتى وصلت إلى الفضاء الذي فيه البوابة الثانية
وكالعادة كان هناك نصب قائم في الساحة الثانية
1 استخدم السيف المعلّق على الجدار لتشطر الحجر إلى قطعتين خلال ساعة واحدة، ويمكنك أيضًا استخدام طاقة السيف أو قوة السيف
2 إن لم تنجح ضمن الوقت ستحصل على فرصة أخرى بعد عشرين يومًا
3 من كان مستعدًا فليقف داخل الدائرة الحمراء
هذه المرة المحاولة التالية بعد عشرين يومًا
وبحساب بسيط فهذا يعني أنها أصعب بمرتين من البوابة الأولى
أن أصمد عشرين يومًا على حبوب كبح الجوع؟ ليتني أموت
موقع مركز الروايات يقدم هذه الرواية دون أي إعلانات مزعجة، ووجودك معنا هو دعم للمترجمين والقراء العرب.
وقفتُ عند الدائرة الحمراء في وسط الساحة عازمًا على النجاح
طَق
ارتفع من الأرض منضدة حجرية، وعلى المنضدة كرة حديدية بحجم رأس رجل بالغ
يقولون لي: اقطع هذه الكرة الحديدية
الوقت المُعطى ساعة واحدة
إنها مدة طويلة جدًّا لقطع كرة حديدية واحدة، وبما أن لا بد من سبب لذلك أخذت أتفحص الكرة الحديدية ببطء
سطحها الأملس لم يكن من حديد عادي، بل حجرًا مصنوعًا اصطناعيًا
ومن المؤكد أنه أقوى من الحديد المصبوب، وحين رفعتها كانت ثقيلة إلى حد أنني لم أستطع رفعها من دون استخدام قوتي الداخلية
وعلى الجدار عُلّقت مئات السيوف المعدّة للاختبار، من كل صنف، سيوف طويلة وخناجر قصيرة، سيوف ثقيلة وأخرى خفيفة، وحتى سيف ليّن يلف على الخصر، حقًّا كانت كل أنواع السيوف
إنه تحدٍّ غير سهل، فاختر بحكمة وجَرِّب مرات عديدة
سرتُ ببطء وأخذت سيفًا معلّقًا على الجدار، كان سيفًا حديديًا عاديًا مصنوعًا بإتقان
وقفت أمام الكرة وثبّتُّ ذهني، ثم هويت بسيفي بقوة
انكسر السيف وطار بصوت رنّان، أما الكرة فلم تَبدُ عليها خدشة، كان معدنًا قويًا حقًا
نظرتُ إلى الكرة مجددًا، كرة حديد لا يبدو عليها شيء خاص للعين
جلبتُ السيف ثانية ولوّحتُ به لكن بالجرس هذه المرة
وهذه المرة أيضًا لم ينكسر إلا السيف وبقيت الكرة سليمة
كما توقعت، لن يجدي هذا
جلبت سيفًا جديدًا وحقنته بالقوة الداخلية
أآآه
في الحال تلألأ من السيف ضوء أزرق، لقد أطلقتُ طاقة السيف
وفي هذا العمر قبل الارتجاع كنت أستطيع استخدام طاقة السيف، لكني لم أكن أستطيع توليد قوة السيف، ولم أتعلم خفايا قوة السيف إلا بعدما بلغت الثلاثينيات
هذه أول محاضرة بعد الرجوع
لون طاقة السيف يختلف من مقاتل إلى آخر، وحتى لو درسوا الذهن نفسه فلكل واحد لونٌ يختلف قليلًا، لطالما راقني ذلك
وأنا أحب هذا اللون الذي يشعّه سيفي، هذا الأزرق اللطيف الذي يبدو تارة كالبحر وتارة كالسّماء
وفي اللحظة التي كنتُ أقطع فيها الكرة ببطء بطاقة السيف
استعدتُ قوتي الداخلية بسرعة بسبب إحساس مفاجئ بعدم ارتياح اجتاحني، وعندها اختفت طاقة السيف عن السيف
أليس هذا سهلًا أكثر من اللازم
للوهلة الأولى ظننتها تجربةً تقيس هل يستطيع المتحدّون استخدام طاقة السيف إذ لا تُقطع الكرة بسيف حديدي، وأرى أن قوة السيف قد تكون صعبة، لذا هو اختبار لا تفلت منه حتى تتعلم قوة السيف
لكن إن كان المتحدي متأخرًا لكنه قادر على استخدام طاقة السيف فسيقطع ويمر
بوابة بهذه البساطة
وعلى الجانب الآخر من يعجز عن توليد قوة السيف فالوصول إلى حالة توليدها صعب جدًا
إحداهما سهلة أكثر من اللازم والأخرى صعبة أكثر من اللازم، هناك خلل في التوازن
لذلك، احتياطًا، ذهبتُ لأرى ما تركه الأسلاف على الجدار من كتابات
— بحسب الفحص هناك وجهان لعدد الأيام
— حاولت تسعًا وثمانين مرة أن أقطعها من دون استخدام طاقة السيف، لكني فشلت في جميعها وفي النهاية قطعتها بطاقة السيف
— أنا قطعتها من دون استخدام طاقة السيف
— كيف بحق السماء؟ لا أصدق ذلك
— تبًا، مهارتي في السيف لا تقطعها، لا أستطيع إطلاق طاقتي، ماذا أفعل
— مضى مئتا يوم وأنا أدرس قوة السيف، مجرد رائحة حبوب كبح الجوع تجعلني أتقيأ
— كذبٌ القول إنها قُطعت من دون استخدام طاقة السيف
— أصوّت لكونه كذبًا
وما أردت رؤيته كان ما تركه والدي من كتابة
وكما توقعت كانت كلمات والدي في النهاية
— هذا جنون
هاهاها، سمعتُ أنك شتمت الأسلاف، هذا الرجل يجد صعوبة في التظاهر بالوقار
لكن هذه المرة أضاف كلمة بجانبها
— إن استعرضتَ تخسر
إن غضبتَ تخسر؟ لماذا أضاف هذا؟ لو كان والدي لشتم عند العائق الأول وابتلع الأمر
إن غضبت؟ إن ثرت؟ إن
سريعًا عدت إلى اللوح الحجري الأول
اشطر الحجر إلى قطعتين خلال ساعة واحدة، ويمكنك أيضًا استخدام طاقة السيف أو قوة السيف
جملة لفتت نظري
يمكنني استخدام طاقة السيف أو قوة السيف
ليست «استخدم»، بل «يمكنك»، أي أنك تشطره وحسب، وإن لم ينجح الأمر فحينها «يمكن» أن تستخدمها
وعند التفكير فيها فالمدة المعطاة طويلة جدًا، ساعة واحدة تكفي لشطر مئاتٍ من مثل هذه الأحجار، وأخيرًا فإن عدد السيوف المعلّقة على الجدار مبالغ فيه كذلك
آه، إذن هذه البوابة يجب شطرها من دون استخدام طاقة السيف أو قوة السيف
وحين كتب والدي «إن غضبتَ تخسر» كانت كتحذيرٍ من إطلاق طاقته، فعندما تُطلق طاقة السيف يخرج من السيف وهج ساخن
وهناك أمر يعزّز هذا الظن
أليست مهلة إعادة المحاولة عشرين يومًا، ما يعني أنها أصعب من البوابة الأولى
إذًا ينبغي شطرها وحسب
شكرًا لك يا أبي
وعلى أي حال إن لم أكن سأستخدم طاقة السيف فلا وقت لدي لأُضَيّعه
عدت أمام الكرة من جديد
وحين فكرت أن عليّ شطرها من دون طاقة السيف بدت الكرة مختلفة
كيف يمكنني شطر هذه يا ترى، طوليًا؟ عرضيًا؟ جانبيًا؟ بمائل؟ أم بسيف سريع؟ أم بسيف ثقيل
جرّبت أمورًا شتى بالسيوف المعدّة، لكن ما يحدث هو انكسار السيوف فقط دون أن تُشطر الكرة
وبعد أن فشلت قرابة ثلاثين مرة استسلمت وجلست مسندًا ظهري إلى الجدار
لا بد أن هناك طريقة
يمضي الوقت بلا توقف ولم يتبقَّ الآن حتى لحظة
أأجرب ثانية بعد عشرين يومًا
كنت في حالة شبه يأس
أأشطرها بطاقة السيف وأعبر
لكن بما أن والدي ترك رسالة عمدًا لم أستطع اختيار الطريق السهل
إنه صعب، صعب
وبينما أنا جالس في ذاك اليأس أطلقت من غير قصد نفَسًا من الطاقة، كان تمرينًا تعلمته من أبي في الجبال
امتدت شعاع طاقة من جسدي ولمس الكرة
ليتك كنت خنزيرًا بريًا، لقطعْتُك بضربة واحدة
غمرت الطاقةُ الكرة، وأخذتُ أستشعر سطحها ببطء
وفجأة اتسعت عيناي
ها
كان على سطح الكرة خطوط دقيقة، خطوط لا تُحَسُّ بالعين ولا باللمس باليد
استشعرتها بكل تركيزي، وبدأت طاقتي تطوّقها كطائر يضم بيضة وتحاول أن تتّحد بالكرة
استمر الخط في الالتفاف على الكرة حتى التقى نقطة البداية ثانية
نهضت من مكاني وسرت نحوها ببطء، وما زالت طاقتي متصلة بيني وبين الكرة
أغمضتُ عينيّ، واستشعرت الكرة بالطاقة وحدها، ثم سددتُ ضربة السيف بدقة على ذلك الخط
فوووش
لم تكن الضربة قوية، ركزت على إصابة الخط على الكرة بلا خطأ
وفي اللحظة التالية حدث أمر مدهش
طَق
انشقت الكرة نصفين، كان ذلك الخط بمثابة نقطة حاسمة تفصل الكرة بدقة
وكان شيء أعجب بانتظاري
مرة أخرى
انحدرت حبّة واحدة من الفراغ داخل الكرة المشطورة