7
الفصل السابع: شراء سيف!
“تهانينا، أخي هو!”
“مبارك، أخي هو! لقد بلغت مرحلة إتقان تصلب الجلد! انظروا بين جميع طلاب الأكاديمية الجدد، من يستطيع مجاراته؟!”
خارج قاعة التدريب، كان بعض الأتباع ينتظرون بلهفة. وبمجرد أن سمعوا الضجة اندفعوا مسرعين إلى الداخل، وجوههم مكسوّة بالتملّق، يتسابقون لسكب عبارات المديح بلا حساب.
أحدهم، ذو أنف حاد وملامح تشبه القرد، لم يفوّت الفرصة فأضاف بسرعة:
“أخي هو لا يُبارى! فليس أنه اخترق إلى مرحلة جديدة وحسب، بل لا تنسوا أنّ فن السيف الرعدي لديه قد بلغ قبل أشهر مرحلة الإنجاز الأصغر! بين جميع الطلاب الجدد، من يملك موهبته وقوته؟!”
ازدادت ابتسامة غاو هو غرورًا، حتى كادت شفتاه تصلان إلى أذنيه. لقد استسلم تمامًا للذة أن يكون محطّ الأنظار، مستمتعًا باحترامٍ لا يمنحه سوى القوّة.
إتقان تصلب الجلد!
وفن السيف الرعدي في مرحلة الإنجاز الأصغر!
من بين هذه الدفعة من الطلاب، لم يكن هناك شك في أنّه رقم واحد بلا منازع.
وبينما كان غارقًا في نشوة تفوّقه، خطرت في ذهنه صورة فاتنة ببرودها وسحرها الأخّاذ: لين تشينغياو.
ذلك القوام الرشيق، وذلك السموّ البعيد عن عالم البشر… لمع في عينيه بريق طمعٍ واستحواذ. مثل هذه الجوهرة، لا يليق امتلاكها إلا به، غاو هو!
ومع ذلك، كان يدرك أن لين تشينغياو ليست مجرد فتاة ذات جمال أخّاذ، بل وراءها عشيرة لين، إحدى أعرق وأقوى العائلات في المدينة، بعيدة كل البعد عن مستوى عائلته المتواضعة. لن يفوز بها إلا إذا أصبح أقوى بكثير… قويًا بما يكفي لتهتز حتى عشيرة لين أمامه.
أما ذلك التافه الذي صادفه في قاعة التدريب اليوم؟ ذاك الفتى الفقير الذي تجرأ على تحدّيه… ما اسمه؟ آه نعم، دونغفانغ يوي مينغ؟
حتى اسمه لم يستحق أن يعلق في ذاكرته، ولا حتى صورة مشوشة لوجهه!
في نظره، لم يكن سوى نملة يمكن سحقها في أي لحظة، حجرًا مزعجًا على قارعة الطريق، لا يستحق ثانية من تفكيره. أما المبارزة التي حُددت بعد شهر؟ فهي ليست سوى صرخة نملة قبل الموت.
غاو هو، كانت أهدافه أعلى بكثير: لين تشينغياو، آفاق أعظم في درب فنون القتال، ومكانة فوق جميع الناس!
أما ذلك الفاشل، فلا يستحق حتى أن يقع بصره عليه.
في هذه الأثناء، خرج دونغفانغ يوي مينغ من مهجع الطلاب، يحمل في قلبه شغفًا لامتلاك سلاح. لم يكن الحماس الناتج عن حصوله على النقاط قد خمد بعد، لكن الواقع البارد كان ينتظره.
أخرج جهازه الشخصي شبه المعطّل، وحدّق في الرصيد المعروض: ثلاثمئة وخمسون رصيدًا اتحاديًا.
هذا كل ما ادّخره بعد عيشٍ مقتّر، مع بعض المعونات البسيطة التي حصل عليها سابقًا.
“آه…” لم يملك إلا أن يزفر تنهيدة ثقيلة. بهذا المبلغ الضئيل، ليس فقط أنّ شراء موارد تدريب أمر مستحيل، بل حتى سلاح بسيط يعد حلمًا بعيد المنال.
توجّه إلى السوق المؤقت داخل الأكاديمية؛ منطقة تجارية صغيرة نشأت بشكل عفوي بين الطلاب. هنا، يعرض البعض مواد وحوشٍ عاديّة اصطادوها، أو أعشابًا طبية منخفضة الجودة جمعوها، أو معدات قديمة لا يحتاجونها، مقابل أرصدة اتحادية أو نقاط مساهمة. كانت الأجواء نابضة بالحياة.
الهواء يعبق برائحة خليط من لحوم وجلود وعظام الوحوش العادية ذات الرائحة الزنخة، ممزوجة بعطر الأعشاب الطازجة، مشكّلة رائحة مميزة لهذا المكان. لم يلتفت يوي مينغ لكل ذلك، بل مرّ بين البسطات بعينٍ متفحّصة حتى وقعت عيناه على الأكشاك المخصّصة لبيع الأسلحة.
كانت معظم المعروضات أسلحة قديمة وفائضة عن حاجة الطلاب، أو أسلحة معيارية وفرتها الأكاديمية. أغلبها سيوف وسكاكين. ووفقًا لتصنيف الأكاديمية، فإن الأسلحة المناسبة لمقاتلي مرحلة ترويض الجسد تُقسّم إلى الدرجة E والدرجة D والدرجة C، مع تفاوت في جودة المواد وحدة الشفرات.
التقط يوي مينغ سيفًا طويلاً من الدرجة E بدا في حالة مقبولة، وجرّبه. كان ثقيلًا في يده، يلمع بريقه المعدني الرخيص تحت أشعة الشمس، وفي نصله بعض الخدوش الصغيرة.
“بكم هذا؟” سأل ببساطة.
تثاءب البائع، وهو طالب قديم ذو ملامح كسولة، ورفع جفونه قليلًا قائلًا:
“سيف معياري من الدرجة E، أقل سعر: خمسمئة رصيد اتحادي، ممنوع الفصال.”
خمسمئة!
ارتجف فم يوي مينغ قليلًا، وأعاد السيف إلى مكانه بصمت.
رصيده البائس لا يكفي حتى لشراء أسوأ سيف!
يا له من مشهد مهين! لم يسبق أن شعر بالحرج بهذا الشكل من قبل. لديه تقنيات سيف متقنة ونقاط تدريب تقارب الألف، لكنه لا يملك حتى سلاحًا يمسك به!
وبينما كان عبوسه يزداد، يفكر إن كان عليه أن يعمل عملًا إضافيًا وضيعًا لكسب بعض المال، سمع صوتًا مموّهًا خلفه:
“ياااه، الطالب دونغفانغ! أترى الأسلحة؟ هل تنوي الشراء؟”
استدار يوي مينغ، فإذا بـ تشيان جينغمينغ يقف خلفه، مرتسمًا على وجهه ذلك الابتسامة الماكرة المعتادة، فيما تدور عيناه الصغيرتان في فضول.
“لا فائدة من النظر. لا أملك ثمنها.” قال يوي مينغ ببرود، ظانًا أن الآخر جاء مجددًا ليعرض عليه مسحوق “كيو تي” المشبوه الذي يبيعه.
ابتسم تشيان ابتسامة أوسع، وخفض صوته قائلًا بغموض:
“ومن قال إن عليك أن تدفع ثمنه الآن؟ إن كنت في ضائقة، فأنا، تشيان، ذو علاقات واسعة! يمكنك الاقتراض… والفائدة قابلة للتفاوض!”
“اقتراض؟”
تفاجأ يوي مينغ، فلم يخطر له هذا الخيار قط. في هذا العالم لم يكن له أقارب أو أصدقاء، ولم يكن سوى طالب فقير التحق بالأكاديمية حديثًا. من قد يقرضه المال؟ ثم إنّ تشيان ليس بالوجه الخيّر الذي يقرض بلا مقابل.
لكن ضائقته الحالية دفعته أن يسأل بدافعٍ غريب:
“كم… يمكنك أن تُقرض؟”
“همم؟! ردّ فعل غريب…” تمتم تشيان في نفسه.
كان يتوقّع أن يتردّد يوي مينغ، ويسأل مرارًا عن الشروط والفوائد، ويظهر حذرًا شديدًا.
لكن هذا الفتى… بدا متحمسًا بل ومرحّبًا! هل يعتقد أنّ بإمكانه سداد الدين بسهولة؟ أم أنه لا يعرف مخاطر الاقتراض أصلًا؟
ومع ذلك، فالصفقة صفقة، وتشيان لن يُفلت فريسته. فرك كفيه وسأل بحذر:
“الأمر يعتمد على حاجتك. بضع مئات؟ ألف؟”
لكن يوي مينغ، وقد انحصر تفكيره في تحسين قوته سريعًا كي يتمكّن من قبول المهام وكسب نقاط المساهمة، لم يعد شديد الحساسية تجاه المال، فأجاب مباشرة:
“ليس كثيرًا… لِنقل ثلاثين إلى خمسين ألف رصيد اتحادي كبداية.”
فكّر أنّه بهذا يمكنه شراء سيف جيد وبعض تقنيات التدريب المناسبة.
“بفففف—!!”
كاد تشيان يبصق دمًا من شدّة الصدمة!
اتسعت عيناه وهو يحدّق في يوي مينغ وكأنه يواجه كائنًا غريبًا:
“ثلاث… ثلاثون إلى خمسون ألفًا؟!”
ارتفع صوته مذعورًا:
“يا طالب دونغفانغ! هل تظنّ الأرصدة الاتحادية كأنها رؤوس ملفوف؟! تطلب ثلاثين إلى خمسين ألفًا دفعة واحدة؟! كيف ستسددها؟!”