5
الفصل الخامس: اختر تقنية السيف!
يمكن الحصول على نقاط المساهمة عبر إنجاز المهام التي تصدرها الأكاديمية، أو المساهمة لصالح السلالة الإمبراطورية، أو تسليم مواد الوحوش الضارية النادرة. أما الاعتمادات الفيدرالية، فهي قد تشتري بعض الموارد الأساسية، لكن التقنيات الجوهرية للزراعة، والمهارات القتالية، وحتى الحبوب الطبية القيّمة، فلا تُكتسب إلا بنقاط المساهمة!
قال دونغفانغ يوي مينغ في نفسه:
«يبدو أنني إن أردت الحصول على تقنيات أكثر تقدّمًا في صقل الجلد، أو الاستعداد لاحقًا لمقايضة طريقة صقل الجسد، فعليّ أن أجمع نقاط المساهمة بأسرع ما يمكن!»
«لا بد لي من إيجاد مهمة!»
فتح على الفور قسم “قاعة المهام”، فامتلأت عيناه بسيل من الإعلانات المتنوعة:
-
تنظيف ساحة التدريب، نقطة واحدة في اليوم. — ضئيلة جدًا، تم رفضها!
-
مساعدة الكيميائي في معالجة المواد الطبية، يشترط الإلمام بعلم العقاقير، 5 نقاط في اليوم. — لا أستطيع، تم رفضها!
-
مهمة مبارزة، يشترط بلوغ عالم القوة الداخلية… — لست مؤهلًا، تم رفضها!
راح يفلترها واحدًا تلو الآخر بصبر. هدفه واضح: مهام ذات مخاطر قابلة للسيطرة، مكافآتها مجزية نسبيًا، وتناسب قوته الحالية.
وسرعان ما لفت انتباهه إعلان معين:
“تجنيد: عضو مؤقت في فرقة دوريات أمن المدينة.”
الوصف: القيام بدوريات يومية في مناطق محددة، الحفاظ على النظام، طرد الوحوش الدونية الصغيرة، وتسجيل أي حالات غير طبيعية.
المتطلبات: بلوغ مرحلة الإنجاز الصغير في صقل الجلد على الأقل.
المكافأة: 3 نقاط مساهمة يوميًا. عند مواجهة وحش دوني وقتله، تُحتسب مكافأة إضافية وفقًا لرتبته.
أضاءت عينا دونغفانغ يوي مينغ:
«الإنجاز الصغير يكفي… وأنا أصلًا في مرحلة الكمال من صقل الجلد (حد جلد البقر)، ما يعني أنني أحقق الشرط تمامًا!»
«ثلاث نقاط في اليوم… أي 90 نقطة في الشهر! هذا جيد جدًا! فضلًا عن المكافآت الإضافية عند قتل الوحوش!»
«ثم إن الدوريات داخل المدينة أقل خطورة من خارجها. صحيح قد نصادف وحشًا يتسلل من الثغرات، لكنها فرصة مناسبة لاختبار قوتي!»
قدّر أن النقطة الواحدة تعادل نحو مئة اعتماد فيدرالي من حيث القدرة الشرائية. أي أن الأجر اليومي يعادل 300 اعتماد، وهو دخل معتبر يكفل حياة مريحة مع قدرة على الادخار.
«هذه هي فرصتي!»
ضغط على زر “التقديم” دون تردد.
فانطلقت نافذة حوار من المحطة الطرفية، رسالة آلية من الجهة المانحة:
“تم استلام الطلب. مهام الدوريات تنطوي على درجة معينة من الخطر. أحيانًا تظهر وحوش دنيوية فقدت السيطرة أو تسللت إلى المدينة. هل تؤكد مشاركتك؟ تذكير: كل عام، يسقط بعض أفراد الدوريات ضحايا لهذا!”
رغم نبرة اللامبالاة الروتينية، فقد عكست الرسالة بوضوح حجم المخاطر.
ابتسم دونغفانغ يوي مينغ ابتسامة واثقة:
خطر؟! أي خطوة في درب فنون القتال تخلو من الخطر؟ إن كنت جبانًا، فما جدوى الزراعة أصلًا؟ كان الأجدر بي أن أعود وأفلح الأرض!
كتب كلمتين بلا تردد: «أؤكد!»
جاء الرد فوريًا، جافًا وبنبرة إدارية:
“حسنًا. شجاعة تستحق التقدير… أو ربما مجرد تهور. عليك الحضور إلى محطة دوريات بوابة المدينة الشرقية غدًا في الثامنة صباحًا، وابحث عن القائد وانغ.”
وبدا أن المحادثة أوشكت على الانتهاء، لكن عيني يوي مينغ تلألأتا، وأسرع يكتب:
«انتظر! لدي سؤال آخر.»
— «تفضل.»
— «المهمة تشترط الإنجاز الصغير مقابل 3 نقاط يوميًا. لكنني لست في الإنجاز الصغير، بل… الإنجاز الكبير! ووفقًا للوائح، ألا يفترض أن تُرفع المكافأة؟»
تعمّد ألا يذكر أنه في الكمال، فمرحلة الكمال —خصوصًا بتمييزاتها مثل جلد البقر، جلد الحجر، وجلدة اليشب— نادرة وغامضة بالنسبة للطلاب الجدد. التصريح بها قد يجلب انتباهًا غير مرغوب فيه. أما مجرد قوله “الإنجاز الكبير”، فهو كافٍ لإثارة الانتباه!
كما توقع، ساد صمت للحظات من الطرف الآخر، كأنهم يتحققون من المعلومات. ثم ظهرت رسالة جديدة، بنبرة يملؤها شيء من الدهشة والجدية:
“الإنجاز الكبير في صقل الجلد؟ طالب جديد؟… تم التحقق. ممتاز! بما أنك بلغت الإنجاز الكبير، فمن الطبيعي ألا تُعطى أجرك على أساس الإنجاز الصغير.”
“ابتداءً من الغد، سيُرفع أجرك إلى 6 نقاط يوميًا! أي ضعف ما يتقاضاه أصحاب الإنجاز الصغير. وإن أثبتت أن قوتك تليق بالإنجاز الكبير، فهناك مجال لزيادة أكبر! تعال غدًا، وسأقيّمك بنفسي!”
ست نقاط في اليوم!
كاد قلبه يقفز من الفرح. ما هذا المكسب غير المتوقع! بمجرد تصريح بسيط، تضاعف راتبه! أي 180 نقطة في الشهر! وهو ما يكفي للحصول على طريقة صقل الجسد الأساسية وما يزيد!
رد بسرعة:
«شكرًا! سأكون حاضرًا في الوقت المحدد!»
أنهى الاتصال بمقر الدوريات وهو في غاية السعادة. لكن سرعان ما عادت أصابعه إلى الانزلاق على الشاشة:
«لقد منحتني مرحلة الكمال في صقل الجلد (حد جلد البقر) دفاعًا قويًا وقوة بدنية أساسية، لكن… ما زلت أفتقر إلى وسائل هجومية فعالة! اليدان العاريتان لها حدود، خصوصًا في مواجهة مخالب الوحوش الضارية وأنيابها… أحتاج إلى مهارة قتالية بالسلاح!»
دخل قسم “تبادل تقنيات الزراعة والمهارات القتالية”، وبدأ يتفحص. سيوف رشيقة، رماح مهيبة، قبضات كاسرة… قائمة لا تنتهي من المهارات حتى تداخلت في بصره.
وبعد تفكير في الظروف التي قد يواجهها في الدوريات، خصوصًا أن الوحوش غالبًا سميكة الجلد واللحم، ركز على تقنيات السيف؛ فالسيف بمداه الواسع وضرباته القاطعة يناسب القتال الميداني أكثر من غيره.
سرعان ما استوقفه اسم مهارة: «أساسيات السيف السريع – ثلاث عشرة حركة». سعرها ليس مرتفعًا: 10 نقاط فقط.
لكن حين فتح صفحة التفاصيل، أثارت تعليقات الطلاب فضوله:
-
«آه… هذه التقنية سهلة البداية، لكن بلوغ الإتقان فيها أشبه بتسلق السماء!»
-
«صحيح! يُقال إنها تتطلب سرعة هائلة في الحركة، حدة بصر، ورد فعل خاطف. وكلما تقدمت، صارت أصعب!»
-
«المشكلة… أنه حتى لو وصلت بها للإنجاز الكبير، فقوتها عادية، بلا ميزة تذكر مقارنة بمهارات السيف الأخرى!»
-
«بالضبط! مكمن قوتها الحقيقي يظهر فقط عند بلوغ الكمال الأسطوري. حينها يصبح السيف كالريح، كالرعد، يكاد لا يصمد أمامه أحد من نفس المرتبة!»
-
«الكمال؟ لا تحلم! سجلات الأكاديمية نفسها تؤكد أنه منذ سنوات طويلة، لم يتمكن أحد من بلوغ الكمال في هذه “الأساسية”. الجميع يتعثر عند عنق الزجاجة!»
-
«لذا فهي مجرد تقنية “عديمة الجدوى”! من الأفضل استثمار الجهد في سيف الأرض الصلبة أو سيف الرياح العاتية، فكلاهما أقوى بكثير عند الإنجاز الكبير!»
رمق يوي مينغ التعليقات بعينين تتلألآن. بدلاً من أن يُثنيه الكلام، زاد حماسه!
صعبة المراس؟ عنق زجاجة؟ قوتها متواضعة قبل الكمال؟ ولا تُظهر عظمتها إلا عند الكمال؟!
إنها صُممت خصيصًا لي!
الآخرون يخشون الصعوبة… وأنا معي نقاط الإحصاء!
الآخرون يهابون عنق الزجاجة… وأنا معي نقاط الإحصاء!
غيرهم قد لا يبلغ الكمال أبدًا… أما أنا، فبمجرد أن أجمع نقاطًا كافية، يمكنني أن أتجاوز الكمال نفسه!
ثم إن كونها “متواضعة” قبل الكمال يعني قلة المهتمين بها، وهذا يمنحني فرصة للتطور بهدوء بعيدًا عن الأعين. أما حين أبلغ الكمال، فستنفجر قوتها لتصبح ورقتي الرابحة الخفية!
مثالية!
قال بحزم: «أنتِ خيارتي!»
رغم أن 10 نقاط مبلغ “ضخم” بالنسبة له الآن (يعادل ألف اعتماد فيدرالي)، فقد عض على أسنانه وأكد التبادل.
ولأنه بلا نقاط مساهمة بعد، لم يجد خيارًا سوى الدفع بالاعتمادات الفيدرالية.
شاهد رصيد حسابه الضئيل يتبخر فجأة بمقدار كبير، فأحس بالوخز، لكن عينيه ازدادتا بريقًا.
لا تصطاد الذئب إلا بالتضحية! وهذه التضحية تستحق.
وبسرعة، وصل إلى جهازه النسخة الإلكترونية من “أساسيات السيف السريع – ثلاث عشرة حركة”.
ظهر أمامه هدف جديد…
الصقل… لا! بل نقاط الإحصاء!
التعليقات على الفصل "5"
YOU MAY ALSO LIKE
