252
الفصل 252: أنظار العالم، ومعركة درجات الداو
بينما كانت القوى العظمى في قارة الخالدين الساقطين ما تزال تحت وطأة الصدمة من ظهور “ظاهرة درجة الداو” المفاجئ…
في أعماق “ساحة معركة العوالم النجمية” الغامضة والبعيدة،
كانت هناك قاعة إلهية عظيمة، مشيّدة من معدن سماوي مجهول، تطفو في الفوضى اللامتناهية—
قاعة تفتيش السماء الإلهية.
داخل تلك القاعة، جلس شخصان فقط متقابلين في وضع التأمل.
كان أحدهما يرتدي درعًا قرمزيًا، تنتفخ عضلاته ككتل من الفولاذ، وتفيض منه هالة عنيفة أشبه بسجنٍ من القوة البدائية، كإله حربٍ قديم خرج من جحيم المعارك.
إنه من عالم السماء العليا الذي يقوم على مبدأ “الجوهر” — عالم القرمز.
أما الآخر فكان يرتدي رداءً سماويًا أزرق بلون السماء بعد المطر، تنساب منه هالة ضبابية خفيفة كالدخان، وكأن وجوده اندمج مع أرجاء الكون ذاته.
ذلك الرجل من عالمٍ سماوي آخر يُعنى بـ“الطاقة” — عالم الزُّرقة.
كلاهما من كبار المندمجين مع الجسد والروح، حُراسٌ موكلون بمراقبة العوالم كافة، وصدِّ ما يُعرف بـ“شياطين ما وراء النجوم” الأسطورية!
وأمامهما، كان مرآة برونزية عتيقة تطفو في الهواء.
سطحها يعكس صعود وسقوط العوالم، وميلاد واندثار المليارات من النجوم.
إنها أداة داو من الدرجة السابعة — مرآة تفتيش السماوات العُظمى!
وفجأة!
دون أي تحذير، تموّج سطح المرآة العتيقة بأمواجٍ ذهبية، تحمل في طياتها مفاهيم سامية من “الفوضى” و“الوَحدة”!
“هممم؟!”
فتح كلا العابدين الجليلين أعينهما في اللحظة ذاتها!
اشتعلت أنظارهما بنورٍ سماوي يخترق المجرّات، وتشبثت أبصارهما بتلك التموجات الغامضة في سطح المرآة!
“إنها… ظاهرة درجة الداو!”
قال صاحب الدرع القرمزي بصوتٍ يفيض حماسةً لا تُخفى.
“تأسيس داو بدرجة الداو! لقد ظهر حقًّا!”
“كيف يمكن ذلك؟!” صاح الآخر، ذو الرداء الأزرق، مذهولًا.
“وفقًا لحساباتنا، لم يحن وقت ظهور ‘درجة داو’ أخرى بعد! أيُّ عالمٍ أنجب هذا العبقري أولًا؟!”
تبادل الاثنان النظرات، ثم أطلقا قوّتهما السحرية الهائلة في المرآة في آنٍ واحد!
“ابحث!”
بدأ ضوء المرآة يدور، يطوف خلال أبعاد لا تُحصى، حتى استقر أخيرًا على مصدر الاضطراب.
“هل هو عالم الزُّرقة؟ أم عالم القرمز؟”
لكن ما إن ظهر الجواب أمامهما…
حتى تجمّدت ملامحهما، ممزوجةً بصدمةٍ عميقة واستنكارٍ لا يوصف!
“قارة… الخالدين الساقطين؟!”
…
وفي الوقت نفسه، في أرجاء ساحة المعركة النجمية،
أحسّ عدد لا يُحصى من العباقرة الذين كانوا يقاتلون وحوش النجوم أو مزارعين من عوالم أخرى،
بالهزّة التي انبثقت من أصل السماء والأرض!
وعلى رموز هوياتهم، ظهرت أسطر من حروفٍ قانية اللون، جعلت قلوبهم ترتجف رعبًا!
“تأسيس داو بدرجة الداو… قد ظهر!”
“لاااااا!!!”
صرخت مُزارعة سيفٍ من عالم الزُّرقة، وقد كانت قد أنهت للتوّ حياة وحشٍ نجمي بضربةٍ واحدة،
لكنها، عند رؤية تلك الكلمات، أطلقت صرخة يائسة، تمزّق القلب!
لقد كانت تكبح زراعتها بالقوة منذ ثلاثين عامًا كاملة، في انتظار هذه اللحظة العظيمة!
كانت تؤمن أنها الأوفر حظًا للحصول على “درجة الداو في التأسيس”!
لكنها لم تتخيل أبدًا… أن أحدهم قد سبقها!
للحصول على “مقعد الداو”، يجب أن تبدأ في نفس خط البداية مع أول من يُطلق “درجة الداو”!
بمعنى آخر—
قبل ظهور “داو فطري بدرجة الداو”، عليك أن تبقى أدنى من مرتبة الفطرية!
أما إن تجاوزتها قبل أوانها، فذلك يعني أنك تتنازل تلقائيًا عن أهليتك للمنافسة في هذا السباق الفريد من نوعه!
“سريع! بسرعة! عليّ التأسيس الآن! ما زالت لدي فرصة! ربما أستطيع المنافسة على ‘الجوهر الذهبي بدرجة الداو’!”
وفي تلك اللحظة، اتخذ عدد لا يُحصى من العباقرة، الذين كبحوا أنفسهم مثلها، القرار ذاته!
…
في قاعة تفتيش السماء الإلهية.
قال الرجل القرمزي، وهو يبتسم بازدراء خفيف، ناظرًا إلى الكوكب العتيق المتألق في المرآة:
“قارة الخالدين الساقطين… هاها، يبدو أن الأمر يزداد إثارة بالفعل.”
ثم التفت نحو الرجل الأزرق الذي اعتراه القليل من الاستياء، وقال بسخرية:
“ألم تكن القوى العليا لتلك القارة قد لجأت إلى عالمكم الأزرق حين تحطّم عالمهم القديم؟”
“بعد كل تلك العصور… أتُراك تخبرني أن وريثًا من أرضٍ مهجورة قد تفوّق على أحفادهم؟”
اكتفى الرجل ذو الرداء الأزرق بشخيرٍ بارد، دون رد،
لكن لمعةً خافتة من الظلمة الخفية ومزيجًا من الغضب والغيرة لمعا في عينيه.
…
وفي قارة الخالدين الساقطين نفسها، داخل أحد الثمانية أراضٍ المقدسة،
وتحديدًا في كهف الروعة الباطني، وهو تحالف أسسه أعتى العائلات القديمة—
كانت قاعة فخمة، تتلألأ بأنوارٍ سماوية لا تنتهي.
هناك جلست شابة فاتنة بثوبٍ أبيض بسيط،
تفيض منها هالة سماوية تجعلها تبدو وكأنها لا تنتمي لعالم البشر.
إنها لين تشينغياو.
رفعت عينيها نحو السماء التي أضاءتها ظاهرة “درجة الداو”،
ورغم بُعدها الشاسع، شعرت بقلبها يهتز للمرة الأولى منذ زمن.
ومضة خفيفة من الدهشة تسللت إلى عينيها الهادئتين.
“لم أتوقع… أن يظهر بهذه السرعة…”
وقفت ببطء.
“إن كان الأمر كذلك…”
“فلا داعي بعد الآن لكبح نفسي.”
“بوووم—!”
انفجرت من جسدها هالةٌ مرعبة، بلغت الكمال… بل وتجاوزته!
فطرية مكتملة!
وبعدها مباشرة، ومن دون أي استعداد، بل حتى من غير أن تهتز السماوات أو تتفاعل الأرض—
تكوّن داخل دَنتيانها أساس داوٍ مثالي، يشعّ بألوانٍ سبعة،
وفيه تتلألأ نجومٌ تُولد وتندثر!
تأسيس داو بدرجة الأرض!
…
وفي قاعة فتح السماء،
ارتجف جسد المرأة المحجّبة لحظة إحساسها بظاهرة “درجة الداو”،
وامتلأت عيناها ببريقٍ من الإثارة لا يوصف!
لكن ما لبث أن ظهر في أعماق عينيها بريقٌ من الندم الصامت عندما أدركت مصدر الظاهرة.
“ومع ذلك…”
“فهذا أمر حسن أيضًا.”
“على الأقل، هذا ‘التأسيس بدرجة الداو’ قد وُلِد هنا، في قارتنا المهجورة!”
ثم التفتت نحو الفتاة الجميلة الواقفة بجانبها، والتي تجمّدت مبهوتة أمام الظاهرة السماوية.
رفعت المرأة المحجبة صوتها بجدية غير مسبوقة:
“تشينغ’إير!”
“من الآن فصاعدًا، اتركي كل شيء آخر جانبًا!”
“بأي ثمن كان!”
“هدفك الوحيد—”
“…هو الجوهر الذهبي بدرجة الداو!”