246
- الرئيسية
- نقاط فنون القتال: الكمال في ثانية واحدة
- 246 - قوة تأسيس القاعدة، وآثار الأصدقاء المفقودة
الفصل 246: قوة تأسيس القاعدة، وآثار الأصدقاء المفقودة
“هاه……”
أطلق دونغفانغ يوي مينغ زفرة طويلة.
تلك الهالة لم تعد مجرد ضباب أبيض عادي، بل تحولت إلى سهم غازي أبيض فائق التركّز، انطلق بسرعة خارقة ليترك ثقباً لا قرار له في صخرة ضخمة على بُعد مائة قدم!
تلك هي قوة تأسيس القاعدة!
كان يشعر بوضوح أنه قد خضع لتحوّل جوهري كامل!
فالطاقة الروحية داخل جسده قد تبدّلت إلى طاقة أعلى مرتبة وأكثر كثافة تُعرف بـ”المانا”!
نوعيتها وكميتها باتتا أقوى بمئة ضعف على الأقل مما كانت عليه حين بلغ ذروة الإتقان الفطري!
وفي بحر وعيه، تحولت أفكاره الإلهية إلى محيط ذهبي لا متناهٍ!
بمجرد خاطرة واحدة، يستطيع تغطية مساحة تمتد مائة ميل، يرى أدق التفاصيل، وحتى الزهور الطائرة أو الأوراق المتساقطة يمكنها أن تُؤذي الناس بقوته!
أما جسده، فبعد أن خضع لعماد “قاعدة الحاكم السماوي”، صار وكأنه مصبوب من الذهب الإلهي، لا يُقهر ولا يُدمَّر!
وامتد عمره فجأة إلى حد مذهل — خمسة آلاف عام!
وقف هناك هادئاً، معلقاً في الهواء، كأنه عالمٌ قائم بذاته، لا ينتمي إلى هذا الوجود، بل… فوقه!
【أهذا هو تأسيس القاعدة حقاً؟】
قبض دونغفانغ يوي مينغ قبضتيه، شاعراً بتلك القوة الرهيبة التي تغلي في جسده، قوة قادرة على تدمير العالم، غير أن قلبه ظل ساكناً لا اضطراب فيه.
كل أفكاره وتركيزه انصبّا على أمر واحد.
【السرّ المكنون لتسعة الجحيمات…】
【شي تشينغ…】
لم يتردد أكثر. ومض جسده فجأة، وتحول إلى خيط من الضوء الذهبي يشق السماء، منطلقاً بسرعة تفوق ما كان عليه بعشر مرات، نحو الاتجاه الذي حدده له لين بوأن!
…
بعد نصف ساعة فقط،
كان دونغفانغ يوي مينغ قد قطع عشرات الآلاف من الكيلومترات، ووصل إلى الموقع المحدد على الخريطة لـ”السرّ المكنون لتسعة الجحيمات”.
كانت أرضاً شاسعة سوداء كالفحم.
التربة بلون محترق غريب، لا تنبت فيها نبتة واحدة.
والهواء مشبع بهالة شريرة خافتة تُضرب لها القلوب رهبةً.
لكن……
ظل دونغفانغ يوي مينغ معلّقاً في السماء، يطلق وعيه الإلهي الجبّار كشبكة غير مرئية تجتاح الأرض الميتة تحته مراراً وتكراراً.
لا شيء.
لا مدخل إلى السرّ المكنون، ولا أثر لاضطراب مكاني، ولا حتى أنفاس كائن حي واحد!
كأن ما يُسمّى بـ”السرّ المكنون لتسعة الجحيمات” قد تبخّر من وجه الأرض، وتلاشى بلا أثر!
هبط قلب دونغفانغ يوي مينغ فجأة!
ما الذي يحدث؟!
【أيعقل أن لين بوأن… قد كذب عليّ؟!】
【لا… هذا مستحيل.】
نفى الفكرة فوراً.
فهو واثق أن العجوز، بعد أن شهد قوته بعينيه، لم يكن ليجرؤ على خداعه بمثل هذا الأمر.
【إذن… أين الخطأ؟】
أجبر نفسه على كبح القلق في صدره، ورفع طاقته الروحية إلى أقصى حد، باحثاً في مدى أوسع.
وسرعان ما اكتشف بلدة صغيرة مؤقتة تبعد قرابة مائة ميل، يقطنها عدد كبير من الناس.
…
في حانة داخل تلك البلدة.
كان أحد التلاميذ النواة من طائفة تيانشينغ، وقد بلغ مرحلة متقدمة من الإتقان الفطري، يجلس محاطاً بعدد من المزارعين المستقلين، كما يُحيط القمر بالنجوم.
“الأخ لي! إنك مذهل حقاً! تمكنت من الفرار من ذلك السرّ المكنون لتسعة الجحيمات دون أن تُصاب بخدش!”
“نعم! نعم! سمعت أن أكثر من مائة شخص دخلوا السرّ هذه المرة! وفي النهاية لم يخرج منه أحياء سوى واحد أو اثنين من كل عشرة!”
ابتسم الأخ لي بزهو، ورفع كأس الخمر واحتساها دفعة واحدة، ثم قال بنبرة متعالية:
“همف! مجرد سرّ لتسعة الجحيمات، وما شأنه؟ لولا بعض الحوادث غير المتوقعة، لكنت قد…”
لكن قبل أن يُكمل تباهيه،
دوّى صوت هادئ في أذنه من العدم:
“أين هو السرّ المكنون لتسعة الجحيمات؟”
قطّب الأخ لي حاجبيه فور سماع الصوت!
كان مستمتعاً بمجلسه، فقُطع عليه الحديث، فاستشاط غضباً!
استدار ليصرخ، لكن ما إن التقت عيناه بتلك النظرة العميقة كأعماق السماء المليئة بالنجوم، حتى جمدت الكلمات في حلقه!
نزل عليه ضغط لا يُوصف، كأن روحه تجمّدت في مكانها!
“س…سيدي…” خرج صوته مبحوحاً وجافاً من شدّة الرعب. “أنت… تسأل عن هذا…”
“أين هو؟” سأل دونغفانغ يوي مينغ مجدداً بصوت بارد.
“أُجيبك يا… يا سيدي!” قال الأخ لي مرتجفاً، وقد خارت قواه تماماً. “ذلك… السرّ المكنون… اختفى فجأة… قبل ثلاثة أيام!”
“ماذا؟!”
هبط قلب دونغفانغ يوي مينغ إلى القاع!
أمسك بتلابيب الرجل وسأله بعنف: “اختفى؟! ماذا تقصد باختفى؟!”
“سيدي، ارحمني!” صرخ الأخ لي مرتجفاً حتى كادت روحه تفر من جسده. “السراديب القديمة مثل هذا السرّ، بطبيعتها شظايا فضاء غير مستقرة! في أي لحظة… قد تنهار تماماً وتختفي نتيجة نفاد الطاقة! هذا… هذا أمر لا يمكن التنبؤ به!”
أفلت دونغفانغ يوي مينغ قبضته.
وجال ببصره البارد على وجوه الموجودين في الحانة.
كل من وقعت عليه عيناه انتفض رعباً، وأطرق رأسه دون أن يجرؤ على النظر نحوه!
لكن ردّ فعلهم كان كافياً لتأكيد الحقيقة.
أغمض دونغفانغ يوي مينغ عينيه ببطء.
وفي عقله، برزت صورة تلك الفتاة العنيدة الباردة الملامح.
【شي تشينغ…】
【هل ما زلتِ… على قيد الحياة؟】