241
الفصل 241: القوة الإلهية لجسد الداو، اختراق بكلمة واحدة
«عظيم!»
ابتهج وو تشينغ حين رأى دونغفانغ يويمينغ يوافق، فأسرع على الفور لترتيب الأمور.
وسرعان ما انتشر خبر «المحاضرة العلنية للمعلّم الفطري الجديد» في أرجاء حرم نائب العميد.
لكن معظم الطلاب الذين سمعوا بالأمر لم يُبدوا أي حماسة، وبعضهم بدا عليه الفتور بوضوح.
«معلّم جديد؟ ومن مستوى الفطرية؟»
«آه، لا بد أنه مجرد فطري من الدرجة الدنيا لم يستطع إثبات نفسه عند العجوز الأعظم، فتم رميه إلى هنا.»
«بالضبط! مع أن سعادة نائب العميد يعاملنا جيدًا، إلا أن الذراع الصغير لا يستطيع ليّ الفخذ الكبير. سمعت أن كثيرًا من الناس انتقلوا سرًا إلى جهة العجوز الأعظم.»
«لنذهب ونلقي نظرة فقط، نحن متفرغون على أي حال. اعتبروه من باب حفظ ماء وجه نائب العميد.»
… في غابة خيزران منعزلة.
جلست تشو يوتانغ متربّعة، تتأمل بهدوء وتمارس تقنيتها.
【بما أنني هنا، فسأستفيد إلى أقصى حد.】
【بموهبتي، أينما كنت، لن أكون أدنى من الآخرين! طالما واصلت التدريب بجدّ، ففي يوم ما…】
وفجأة ركضت أخت كبرى نحوها.
«أختي الصغرى تشو! بسرعة! المعلّم الجديد ‘دونغفانغ’ سيعطي محاضرة علنية! هيا بنا جميعًا!»
كانت تشو يوتانغ تودّ الرفض، لكن لسببٍ ما، ارتسمت في ذهنها صورة ذلك الرجل بثيابه الخضراء الذي سحق أحد الأساتذة العظماء بضربة كف واحدة فوق سماء مدينة يونشوي الإمبراطورية.
هزّت رأسها، محاولةً طرد تلك الفكرة المستحيلة.
【كيف يمكن أن يكون…】
لكنها في النهاية نهضت.
【لا بأس، من الجيد أن ألقي نظرة.】
… حين وصل العشرات القلائل من الطلاب إلى القاعة البسيطة، ما رأوه زادهم خيبة.
على المنصة وقف شاب طويل مستقيم القامة، بدا أصغر عمرًا من معظمهم.
«مستحيل؟ بهذا الشباب؟»
«هل تمزحون معنا؟! أهو فعلًا معلّم فطري؟»
«انتهى الأمر، انتهى الأمر، لا أمل على الإطلاق. بهذا السن الصغير، أي خبرة تدريس لديه؟»
«هل يعقل أنه عبقري فذ لا يظهر إلا مرة كل عشرة آلاف سنة؟»
امتلأت وجوه الجميع بإحباطٍ لا يُخفى.
وفي تلك اللحظة تحديدًا، دخلت تشو يوتانغ القاعة، وما إن وقعت عيناها على ذلك الوجه الهادئ المألوف حتى شعرت وكأن صاعقة ضربتها!
【إنه… إنه هو؟!】
【دونغفانغ ري؟!】
أصيبت بذهول كامل!
كما لمح دونغفانغ يويمينغ أيضًا في الحشد تلك الهيئة الباردة العنيدة، فارتسمت في عينيه لمحةُ دهشة.
【لم أتوقع مصادفة كهذه.】
فاض في قلب تشو يوتانغ شعور لا يوصف من البهجة، لكن في اللحظة التالية اجتاحتها موجة قلق أشد أغرقتها تمامًا.
【هو… لماذا جاء إلى هنا؟!】
【أما يعلم كم هو خطر الانحياز لجهة نائب العميد؟!】
【العجوز الأعظم شي تيانشونغ خبير حقيقي في مرحلة تأسيس الأساس! لا يُقهر!】
… نظر وو تشينغ إلى وجوه الطلاب اللامبالية تحت المنصة، فغمره الأسى. تقدم بسرعة، وحشد طاقته بالقوة، ثم أعلن بصوت مرتفع:
«أيها الطلاب! هذا هو المعلّم الجديد الذي استقدمتْه أكاديميتنا، المعلّم الزميل دونغفانغ ري! رجاءً، صفّقوا له!»
تعالت بعض التصفيقات المتفرقة هنا وهناك.
مع أن الطلاب لم يعلّقوا أي أمل، إلا أن الطرف الآخر كان خبيرًا فطريًا على أي حال، وكان الاحترام الأساسي واجبًا.
ابتسم وو تشينغ بخجل، تنفّس الصعداء، وأشار بيده إلى دونغفانغ يويمينغ.
«المعلّم دونغفانغ، يمكنك… يمكنك البدء الآن.»
لكن دونغفانغ يويمينغ لم يبدأ كما توقعوا بشرح طويل عن خبراته في التدريب.
بل اكتفى بأن جال بنظره الهادئ على الحاضرين وقال ببطء:
«واحدًا تلو الآخر.»
«ماذا؟» ذُهل وو تشينغ، غير فاهم مقصده.
حتى الطلاب بدوا في حيرة.
【ما الأمر؟】
【واحدًا تلو الآخر؟ لأي شيء؟】
وحدها تشو يوتانغ، وهي تنظر إلى ذلك الرجل الهادئ، شعرت لسببٍ ما بثقة لا تفسير لها تتصاعد في قلبها.
«أنتِ، تعالي.»
وقع نظر دونغفانغ يويمينغ على تشو يوتانغ.
فالتفتت أنظار الجميع نحوها.
أراد وو تشينغ أن يتكلم، لكنه تردد ثم صمت في النهاية.
أخذت تشو يوتانغ نفسًا عميقًا، وتحت أنظار الحشد المليئة بالفضول والشفقة، مشت ببطء نحو المنصة.
فكّرت قليلًا ثم قالت: «ما أمارسه هو 《الكتاب الحقيقي لتقسية الجسد السماوي》 من تحالف السماء المحلِّقة، ومعه…»
لكنها لم تكمل.
إذ قاطعها دونغفانغ يويمينغ على الفور:
«تقنيتك جيدة، لكن للأسف، سلكتِ الطريق الخطأ.»
«أنتِ تكبحين نية القتل بالقوة، وتحاولين استخدام ‘السكون’ للتحكم في ‘الحركة’، لكنك لا تدركين أن مفهوم ‘السماء المحلِّقة’ الذي تمارسينه يجب أن يكون بطبيعته قاهرًا لا يُوقف!»
«استخدام اللين لكسر الشدة ليس إلا أسلوبًا صغيرًا. لكنه ليس داوُكِ!»
بوووم—!
كانت هذه الكلمات كصواعق صدمت قلب تشو يوتانغ بعنف!
تجمدت تمامًا!
لأن كل كلمة قالها دونغفانغ يويمينغ كانت تصف حالتها بدقة مذهلة! لم يخطئ في أي تفصيل!
ضج الطلاب تحت المنصة، نصفهم يصدّق ونصفهم يشك!
【مستحيل! هل عرف ذلك من نظرة فقط؟】
【لا بد أنه يتفاخر!】
حتى وو تشينغ أصيب بالذهول!
【هو… لم يستخدم حتى تقنيات الروح للفحص! أيتحدث هراءً؟】
لكن في اللحظة التالية، مدّ دونغفانغ يويمينغ يده بخفة.
وأشار نحو تشو يوتانغ.
《تقنيات الروح من الدرجة الأولى العليا – تجليات الكون اللامتناهية》!
فجأةً، انبثق مفهوم عميق شامل، كأنه قادر على تطويع جميع مظاهر الوجود، وهبط بصخب!
رأت تشو يوتانغ نسمة لطيفة في بصرها تتحول إلى ريحٍ عاتية؛ ومن الريح نشأت سحب وضباب؛ ومن السحب تساقط المطر والندى؛ اجتمع المطر والندى فكوّنا جدولًا، اندفع الجدول حتى تحوّل إلى… محيط هائج مصغّر!
ذلك المحيط كان مختلفًا تمامًا عن مفهوم «السماء المحلِّقة» المتجبّر!
فهو تارةً هادئ، وتارةً عنيف، يحتوي كل تقلبات «الماء»!
«هذا… هذا…»
حدّقت تشو يوتانغ في المحيط، شاعرةً وكأن الباب الموصد في قلبها حول «المفهوم الحقيقي للماء» قد انفتح فجأة في هذه اللحظة!
«دع الطاقة تتدفق عبر الدانتين، لتستقر في عمقه…»
كان صوت دونغفانغ يويمينغ هادئًا، لكن يحمل قوة سحرية عجيبة؛ كل كلمةٍ فيه بدت وكأنها تحمل صوت الداو العظيم، مشيرة مباشرةً إلى أصل ممارستها!
«إذن… إذن هذا هو الأمر…»
تمتمت تشو يوتانغ، والضباب في عينيها يتبدد شيئًا فشيئًا، ليحلّ مكانه صفاءٌ غير مسبوق ولمعانٌ باهر!
«بوووم—!»
انطلقت من جسدها هالة قوية لم تعد قابلة للكبت، كالرعد!
ذلك الحاجز الذي أقلقها لشهور تحطّم في لحظة، كما لو كان ورقة!
اكتمال القوة الداخلية!
نجاح بخطوة واحدة!
ساد الصمت القاعة بأكملها!
حدّق الجميع في المشهد مذهولين، وقد تعطلت عقولهم عن التفكير!
كادت عينا وو تشينغ أن تخرجا من محجريهما!
لم يكن الأمر أنهم لم يروا «اختراقًا فوريًا» من قبل!
لكن ذلك كان يحدث حين يبلغ الطالب أقصى تراكم، ولم يبقَ سوى شعرة فاصلة! أو قيل أن أحد أساتذة النواة الذهبية يلقي محاضرة بنفسه، مستخدمًا صوت الداو السامي ليُحدث إلهامًا للطلاب!
أما هذا الشاب… فقد أشار بإصبع وحسب… فدفع بعبقرية فطرية منجزِة كبرى لتخترق في الحال؟!
أي… أي وحش هذا بحق السماء؟!
التعليقات على الفصل "241"
YOU MAY ALSO LIKE
حبيت هذي الرواية الشي الوحيد المستفز انو تحس مافي عمق في شخصية البطل بس يمشي وين ما ياخذه المؤلف ،جيدة لتمضية الوقت و مافي مشاعر مزعجة و انا اقرء ، شكرا للمترجم بانتظار الفصول الجاية🩵