12

الفصل 12: مال منعش وذكاء حاد!

قال وانغ تشين بنبرة هادئة، لكن تحمل سلطة لا تقبل النقاش:
“إجمالي نقاط المساهمة الإضافية التي حُسبت لدونغفانغ يوي مينغ هذه المرة بلغ على الأقل 20 نقطة. سيتم خصمها من رصيدك. وستُطرح من نقاط مساهمتك في الشهر المقبل! أي اعتراض؟”

تقلّب وجه تشانغ منغ بين الأخضر والشاحب، لكنه في النهاية لم يستطع إلا أن يبتلع مرارته، مطأطئ الرأس وهو يجيب بيأس:
“…لا اعتراض.”

كان يعلم أن هذا عقاب القائد له، وفي الوقت نفسه تعويض ووسيلة لكسب ودّ دونغفانغ يوي مينغ.

اليوم حقًا حاول أن “يسرق دجاجة فخسر الأرز”، خسران مضاعف! ومن هنا ازدادت كراهيته لدونغفانغ يوي مينغ عمقًا.

بينما كان دونغفانغ يوي مينغ يصفّر بلحن نشاز، عاد في مزاج ممتاز إلى كوخه… عفوًا، إلى مسكنه البسيط.

لم يكد يجلس حتى رنّ جهازه الشخصي بإشعار جديد.

فتح الشاشة فوجد أنه إشعار من مركز إدارة نقاط المساهمة في الأكاديمية:

“الطالب المحترم دونغفانغ يوي مينغ، لقد أنهيت مهمة دورية أمن المدينة (مؤقتة) وحصلت على 6 نقاط مساهمة أساسية. مكافأة إضافية: لقتلك ثلاثة من الوحوش الدنيا – جرذان الجيفة (الهائجة)، تُمنح 30 نقطة مساهمة. مجموع نقاط المساهمة المستلمة: 36 نقطة. إجمالي رصيدك الحالي: 36 نقطة.”

“واو! دخلت لحسابي بالفعل؟” أضاءت عينا دونغفانغ يوي مينغ، ولم يستطع إلا أن يتمتم إعجابًا. هذه الكفاءة أفضل بكثير من بعض المؤسسات البطيئة في حياته السابقة!

نظر إلى الرقم 36 على اللوحة. رغم أنه ليس بالكثير، إلا أنه كان أول “وعاء ذهب” يجنيه بجهده منذ قدومه إلى هذا العالم! شعور رائع لا يوصف!

وبما أن لديه الآن نقاط مساهمة، دخل فورًا إلى موقع الأكاديمية الداخلي، متجهًا مباشرة إلى قسم “مكتبة تبادل تقنيات الزراعة” ليبحث عن تقنيات أكثر تقدمًا في تقسية الجلد.

لكن بمجرد أن رأى الأسعار… أصيب بالصدمة!

• طريقة تقسية الجلد بخشب اللازورد: 50 نقطة!

• تقنية تقسية الجلد بالصلب : 80 نقطة! – يعني صخر او شئ من هذ القبيل

• فن جوهر تقسية الجلد بالحديد الجليدي: 100 نقطة كاملة!

كانت هذه التقنيات أعلى بمرتبة واضحة من الطريقة الأساسية، لكن أسعارها حلّقت عاليًا—ما بين ضعفين إلى خمسة أضعاف السعر العادي! والأسوأ أن بجانبها جميعًا ملاحظة صغيرة: “يتطلب موارد خاصة لتعزيز نتائج الزراعة.”

“كلها باهظة الثمن للغاية…” تمتم دونغفانغ يوي مينغ بأسف، يضغط لسانه بين أسنانه. هذه الـ36 نقطة التي كسبها بشق الأنفس لم تكفِ حتى لشراء أرخص طريقة متقدمة!

“لا بأس…” هدّأ نفسه سريعًا. “على أي حال، أنا بالفعل طلبت من تشيان جينغمينغ أن يحضر لي شيئًا، سأنتظر وأرى. ماذا لو اشتريت واحدة هنا ثم جلب لي نفس التقنية؟ حينها سأكون خاسرًا كبيرًا!”

مفكرًا بهذا، أرسل رسالة مباشرة إلى تشيان جينغمينغ:

“زميل تشيان، لقد حصلت اليوم على نقاط مساهمة. متى ستعطيني تقنية تقسية الجلد المتقدمة التي وعدتني بها؟”

وتعمّد ألا يذكر كم نقطة لديه، ليبقي لنفسه خط رجعة.

لم تمضِ فترة طويلة حتى وصله الرد، وكان غير متوقع في بساطته:

“الزعيم الكبير دونغفانغ! لا تقلق! لقد رتّبت التقنية لك بالفعل، أضمن أنها ممتازة! غدًا! بحد أقصى غدًا بعد الظهر، سأوصلها بنفسي إلى مسكنك!”

“همم؟” نظر دونغفانغ يوي مينغ إلى الرد، والريبة تلوح في قلبه.
“هذا الرجل… لماذا أصبح فجأة مؤدبًا جدًا؟ ويناديني بالزعيم الكبير؟ ويوافق بسرعة على التسليم غدًا؟ لا بد أن وراء الأكمة ما وراءها…”

وبالفعل، تلتها رسالة أخرى بسرعة:

“هيهي، الزعيم الكبير دونغفانغ، الأمر هكذا… لدي طلب صغير، وأتمنى أن تساعدني.”

دونغفانغ يوي مينغ: “تكلّم.”

تشيان جينغمينغ:

“الزعيم الكبير رجل واضح وصريح! الأمر أنه بعد أسبوع سيكون هناك تجمع تبادل داخلي صغير في أكاديميتنا. أنا… أرجو أن ترافقني وتدعم الحدث! لا تقلق، لن يكون هناك أي متاعب، فقط حضورك، وسيكون هناك طعام وشراب فاخر!”

“تجمع؟” رفع دونغفانغ يوي مينغ حاجبه. “ما نوع هذا التجمع؟ ولماذا تحتاج دعمي؟” لم يكن أبدًا مولعًا بمثل هذه الأنشطة الاجتماعية.

لكنه فكر ثانية: “ولِم لا؟ في النهاية، مجرد حضور، ولن يأكلوني! طالما سيجلب لي تقنية متقدمة، لا بأس من الذهاب مرة واحدة.”

فأرسل ردًا مباشرًا:

“موافق.”

…

في هذه الأثناء، داخل قاعة تدريب فاخرة في مكان ما من الأكاديمية—

كان تشيان جينغمينغ ينظر إلى كلمة “موافق” في رد دونغفانغ يوي مينغ على جهازه، وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة ارتياح.

وبجواره وقفت طالبة… ضخمة البنية إلى حد مبالغ فيه. نعم، ضخمة! طولها يقارب مترًا وتسعين، كتفاها عريضان، وعضلات ذراعيها بارزة مفعمة بالقوة، تكاد تبدو أكثر صلابة من جاو تيينيو نفسه!

لو لم تكن ملامح وجهها تحتفظ بسمات أنثوية (وإن كانت خشنة)، ولولا الانحناءات البارزة على صدرها تكاد تتمزق من ضيق زيها القتالي، لكان من الصعب ربطها بكلمة “امرأة”.

سألت بصوت عميق وجازم:
“كيف؟ هل وافق؟”

“وافق! وافق!” أجاب تشيان جينغمينغ بسرعة، وهو يومئ برأسه مع ابتسامة متزلفة. “لا تقلقي يا أختي الكبرى شي، ذلك الصبي دونغفانغ يوي مينغ وافق بالفعل على حضور التجمع بعد أسبوع!”

“همم، جيد جدًا.” أومأت المرأة الضخمة المسماة الأخت الكبرى شي برضا، ثم ربّت على كتف تشيان جينغمينغ براحة يدها الكبيرة كالمروحة، بقوة جعلته يشعر وكأن عظم كتفه قد تحطّم.

قالت وهي تستدير بخطواتها الثقيلة التي تهزّ الأرض:
“بعد أن ينجح الأمر، ستنال مكافأتك.”

ظل تشيان جينغمينغ يراقب ظهرها وهي تغادر، ثم تنفس بعمق، وعرق بارد يغمر ظهره.

“يا إلهي… هالة الأخت الكبرى شي تزداد رعبًا يومًا بعد يوم…” مسح العرق عن جبينه، وما زال يشعر بخوف يعتصره.

فالأخت الكبرى شي شخصية بارزة في الأكاديمية، ليست قوية فحسب (ويُشاع أنها في قمة مرحلة صقل الجسد وعلى وشك اختراق مرحلة صقل العظام)، بل لها خلفية مرعبة، وكيان لا يمكن لطلاب عاديين مثله أبدًا أن يجرؤوا على إغضابه!

تمتم تشيان جينغمينغ لنفسه:
“سمعتُ أنه عندما دخلت الأخت الكبرى شي الأكاديمية أول مرة، كانت فتاة رشيقة جميلة… يا للأسف! لقد اختارت ممارسة طريقة بانو لفتح السماوات لتقسية الجسد، وحوّلت نفسها بالقوة إلى هذه الهيئة… يا للأسف، يا للأسف…”

لكن هذه ليست مشكلته. الأهم أنه نجح في إقناع دونغفانغ يوي مينغ بحضور التجمع، وبات بإمكانه رفع تقريره للأخت الكبرى شي! أما ما سيحدث بعدها… فليس من شأنه.