1
الفصل الأول: النقاط، الغش!
كان دونغفانغ يوي مينغ يسير في الطريق العريض المؤدي إلى الأكاديمية، خطواته أسرع بثلاث مرات من المعتاد. كانت أشعة الشمس تنهمر فوق المتاجر المصطفة على جانبي الشارع وبين الحشود الصاخبة، غير أنّه لم يعر لتلك المناظر اليومية أي اهتمام هذه اللحظة.
فجأة!
انطلقت أمامه شخصيتان كالسهمين المنفلتين من قوس، والريح العاتية التي خلّفاها بعثرت خصلات شعره.
كانا شابين يرتديان ملابس قتالية ضيقة، جبيناهما بارزان قليلًا، وعيونهما حادة، وحركاتهما قوية ورشيقة كالتنين والنمر. هالة من القوة تفوق البشر العاديين تشع من جسديهما!
— «مقاتلون…» ضاق بصر دونغفانغ يوي مينغ، واندلعت نار غامرة في صدره.
في هذا العالم، كان المقاتلون طبقةً مميّزة! يمتلكون قوة تفوق غيرهم، ومكانة أعلى، وقادرون على مواجهة الوحوش المتوحشة التي تزداد شراسة خارج أسوار المدن. بل وأكثر من ذلك… تقول الأساطير إنّ سادة القتال العظماء قد يعيشون حتى مئتي عام! يا له من عمر يبعث على الحسد!
لكن يديه انقبضتا، واشتعلت النار في قلبه أشد. حسد؟ لا! لم يكن مجرد حسد!
هو، دونغفانغ يوي مينغ، لم يكن من هذا العالم أصلًا! لقد كان مسافرًا عبر العوالم! والأهم… أنّه يمتلك وسيلة غش خارقة! نظام يُدعى “إضافة النقاط”، بسيط ووحشي: ما دام لديه نقاط، يمكنه رفع إتقان أي تقنية قتالية أو أسلوب تدريبي مباشرة!
نقطة واحدة كل يوم! ومنذ أن انتقل إلى هذا العالم، كان يكدّسها كأشد البخلاء حرصًا، لا يجرؤ على إهدار واحدة. والآن، كان قد جمع ألف نقطة كاملة! ألف نقطة تكفي لرفع أي فن قتالي عادي إلى ذروته على الفور!
لكن الأيام الماضية كانت أشبه بالعذاب! ففي هذا العالم، تُعامل الفنون القتالية ككنوز ثمينة، وليست سلعة رخيصة تُشترى من السوق. من دون علاقات أو خلفية عائلية، كان يملك وسيلة غش تقلب الموازين، لكنه عاجز حتى عن الحصول على أبسط تقنية لتقسية الجسد! كمن يجلس على جبل من الذهب دون أن يستطيع إنفاقه!
لكن اليوم… سيتغير كل شيء!
اليوم هو يوم افتتاح الأكاديمية الموحّدة لفنون القتال! مؤسسة أنشأتها الإمبراطورية لتدريب المقاتلين المبتدئين ومواجهة جحافل الوحوش! هنا، سيجد أخيرًا الفنون القتالية الحقيقية! ألف ليلة ويوم من الانتظار والتوق… وألف نقطة صارت على وشك أن تجد غايتها!
بهذا التفكير، كاد دونغفانغ يوي مينغ أن يعجز عن كبح الصرخة في صدره، فسار بخطوات أسرع، يكاد يركض. الحماس! حماس لا يُوصف تدفق في كل خلية من جسده!
— «صرير—»
دفع الباب الثقيل لقاعة التدريب، فانفجرت ضجة في أذنه. في قاعة ضخمة مترامية، كان المئات من الشبان والشابات، مثلُه تمامًا، يجتمعون بوجوه مفعمة بالأحلام القتالية، يغمرهم مزيج من الترقب والرهبة.
… (مقتطفات من أحاديث الطلاب حول مستقبل المقاتلين، العائلات الثرية، والفجوة بين العامة وأبناء النفوذ) …
وفجأة، خيّم الصمت على القاعة! حتى أن سقوط إبرة يمكن سماعه. التفتت الأنظار إلى المدخل.
امرأة دخلت.
ترتدي زيًّا قتاليًا أحمر ناريًا، ضيقًا يُبرز قوامها الساحر. وجهها آية من الجمال، بشرتها بيضاء كالثلج، غير أنّ عينيها الحادّتين كشفرات السيوف وشفتيها المزمومتين بعثتا في القاعة هيبةً لا تقبل الاقتراب.
خطواتها الرنانة على الأرضية الصلبة—«طَق، طَق، طَق»—كانت تتردد في قلوب الحاضرين.
— جميلة!
— فاتنة!
— قوية!
هذه الكلمات ارتسمت في عقول الجميع. حتى دونغفانغ يوي مينغ ذُهل للحظة، قبل أن يتبدل شعوره بتوق أشد: هذه لا بد أن تكون مُدرّسة الفنون القتالية!
وقفت على المنصة، ونظرة حادة واحدة منها جعلت الجميع ينتصبون بغير وعي.
قالت ببرود وسلطة لا تقبل النقاش:
— «اسمي تشين رو شوانغ، وسأكون مُدرّستكم في الفنون القتالية الأساسية لعام كامل.»
بإشارة من يدها الرقيقة، طارت مئات الكتيبات النحيلة، لتستقر بدقة أمام كل طالب.
— «هذا هو كتاب [تقنية قَشْر الجلد]، الخطوة الأولى في تقسية الجسد: تقسية الجلد. أمامكم شهر واحد!»
ثم اشتدت نظراتها وقالت بصرامة:
— «خلال شهر واحد، عليكم تنشيط دمكم وطاقتكم لبلوغ مرحلة تقسية الجلد! من يفشل…»
توقفت لحظة، ثم أعلنت بحسم:
— «سيُطرد من الأكاديمية! طريق القتال لا يقبل الضعفاء!»
عمّ السكون التام.
التقط دونغفانغ يوي مينغ الكتيب النحيل بين يديه، أحس بخشونة الورق، وقلبه يكاد ينفجر خفقانًا.
— لقد جاء! أخيرًا جاء!
عيناه اشتعلتا حماسة، كأنهما تريدان أن تحرقا الكتيب نفسه.
ألف نقطة، تتحفز للانطلاق!
بلوغ تقسية الجلد؟ في شهر؟
— بالنسبة لي… ثانية واحدة تكفي!
هل البطل انتقل لعالم مشابه للصين القديمة أو لعالم ما بعد الكارثة أو ماذا؟
انتقل لعالم اخر به اندلاع الوحوش يعني مثل ذئب تحول و له قوة خارقة للفنون القتال
بداية جديدة خلونا نبدأ ان شاء الله +شكرا على الترجمة بشكل عام