257

الفصل 257: الشرافيم ذوّو الاثني عشر جناحًا

أومأ إيثان برأسه وغادر الغرفة.

قال:
“تحققوا من عائلة مورياتي وأعدائهم. أريد تقريرًا خلال يومين.”

وقف ألكسندر وانحنى نحو إيثان المغادر.

كانت هالة إيثان أقوى حتى من بقايا الحاكم التي وجدوها في أحد الأطلال القديمة.

لكن تلك لم تكن سوى لمحة بسيطة من قوته. لو أطلق إيثان هالته الكاملة، لَدمّر الكون بأسره.

بعد مغادرته الغرفة، اتجه إلى ديف وسأله:
“هل نرحل الآن؟”

لم يسأل ديف شيئًا عن الاجتماع، إذ لم يكن بينه وبين إيثان أي علاقة مباشرة.

ركبا السفينة الطائرة، فانطلقت محلقة في السماء.

قال ديف باحترام:
“شكرًا لك يا سيد هنت لكونك حاميًّا لي.”

ابتسم إيثان وهو يحدّق في البعيد وقال:
“إنها علاقة أخذٍ وعطاء. وفّرتَ لي المال، فأصبحتُ حاميك. وفي النهاية لم تكن بحاجة إليّ أصلًا. أظن أنك أهدرت مالك يا سيد جونسون، هاهاها.”

لم يُجب ديف بشيء آخر، وعادا إلى المطار.

أراد ديف أن يُوصل إيثان إلى منزله، لكن إيثان قال إنه سيسير بمفرده.

بعد أن ودّعه، اختفى إيثان فجأة وظهر في الفضاء الخارجي قرب كوكب الأرض.

بدأ بمسح الكوكب بأكمله، فقد شعر سابقًا بأن هناك شيئًا غير طبيعي.

ثم اكتشف أن الأرض كانت محصورة داخل واقع بديل داخل الواقع الأصلي.

ويبدو أن هذا من فعل حاكم الأرض، وهو كائن من المرتبة الثامنة عشرة، الذي أنشأ هذا الحاجز لحماية الأرض من أي ضرر.

ذلك لأن أي كائن أعلى من المرتبة السابعة عشرة ممنوع من الاقتراب من الأرض، وفق قانون وضعه الحكام الأسمى للواقع الأصلي. فلو حدث مكروه للأرض، فسينفك ختم ذلك الوحش الخماسي الأبعاد، ويؤدي ذلك إلى نهاية الواقع الأصلي بأكمله.

وفوق ذلك، لم يعد هناك كائنات بُعدية أعلى قادرة على احتوائه إن تم إطلاقه.

بعد أن أنهى فحص الكوكب، عاد إيثان إلى سطح الأرض مجددًا.

كان يشعر بأن هناك لغزًا غامضًا يتحرك في الخفاء، لكنه لم يتمكن من تحديده.

يجب أن يكون هناك كائن قوي تجاوز المرتبة الثامنة عشرة، ويُحتمل أنه عدوّ خفي.

مع أن إيثان لم يبلغ قوة كائن من تلك المرتبة، إلا أن حدسه وقدرته على الإدراك كانا أعمق منهم. فقد لاحظ أن الواقع البديل بدأ يتصدع ببطء، وهذا مؤكد.

إما أن الحاكم من المرتبة الثامنة عشرة غير موجود حاليًا على الأرض، أو أنه لم ينتبه إلى التغيير.

كان إيثان قد سمع بالأمس عن ما يُسمى بـ الأبعاد المظلمة، وبعض الأبعاد الأخرى التي تشكل فضاءات ثلاثية الأبعاد.

أما الواقع الأصلي فهو البعد الرئيسي، الذي يسيطر عليه حكام أقوياء يقمعون بقية الأبعاد.

وربما يحاول أولئك من الأبعاد المظلمة تدمير الأرض خفية دون علم الحاكم، ليطلقوا بعد ذلك ذلك الوحش المحبوس.

أدرك إيثان أنه بحاجة إلى معلومات أكثر عن هذا الأمر، ولم يكن ليسمح بحدوثه، فالأرض كانت تحمل مكانة خاصة في قلبه.

عاد إلى منزله، ووجد أن كل شيء كما تركه، إذ كان قد أبقى نسخة من نفسه هناك لتفادي أي خلل.

الآن أراد أن يستعيد روحه القتالية المسروقة من عدوه، كما كان ينوي أن يُهدي حجر المصير إلى جده.

لم يكن بحاجة إلى تلك الروح القتالية لنفسه، لكنه أراد أن يمنحها إلى إيرينا، لتصبح لديها روح قتالية مطلقة.

حتى لو لم تظهر لها روحها الخاصة عند بلوغها الثانية عشرة، فلن تقلق، وإن استيقظت لديها روح أخرى، فستمتلك روحًا مزدوجة، وهو أمر عبقري نادر الحدوث في التاريخ.

كان بإمكانه استخدام قانون الكارما لتتبع موقع روحه القتالية، لكنه فضّل أن يوكل ألكسندر بهذه المهمة، وإلا لاضطر إلى شرح الكثير لعائلته.

ثم أغمض عينيه وبدأ في اختراق المستوى السادس من مملكة الثقب الأسود.

وفجأة، بدأ الثقب الأسود الفطري داخله في التوسع حتى تضاعف خمس مرات قبل أن يتوقف.

[البيانات:]
الاسم: إيثان هنت
اللياقة الجسدية: ألف وسبعمائة وخمسون في مقياس عالم الفوضى
الروح: ألف وسبعمائة وخمسون في مقياس عالم الفوضى
الموهبة: الفهم اللامتناهي

لقد اخترق مرتين في يوم واحد.

لكن لم يكن لديه خيار آخر. كان عليه أن يصبح أقوى ما يمكن، فالأرض في خطر داهم.

بعد اختراقه، لم يتوقف، بل واصل استيعاب القوانين. خطته كانت أن يخترق مرتين إضافيتين خلال يومين.

في تلك الأثناء، ذهب ألكسندر مباشرة إلى التحالف القتالي.

فهو لم يكن فقط رئيس اتحاد الأعمال العالمي، بل أيضًا رئيس الجمعية القتالية الأرضية.
لم يكن على الأرض سوى خمسة قدّيسين قتاليين، وكان ألكسندر أقواهم.

حال وصوله، استدعى نائب الرئيس.

قال:
“السيد هولمز، أود التحقيق في عائلة مورياتي وأعدائهم.”

ما إن نطق بهذه الجملة حتى تغيّر لون وجه نائب الرئيس تمامًا.

فكر في نفسه:
“لماذا يهتم الرئيس فجأة بعائلة مورياتي؟ هل علم بأمر ما؟ هل هو أيضًا يبحث عن الروح القتالية المطلقة؟”

نعم، كان نائب الرئيس ماكسيم هولمز من سلالة عائلة هولمز، وخصمًا لعائلة مورياتي منذ القدم.

كانت عائلة مورياتي بالنسبة له لا شيء، لكنه لم يتحرك بنفسه حتى لا يثير انتباه القدّيسين الآخرين، خصوصًا الرئيس.

لكن بعد تسعة عشر عامًا، لماذا يسأل الرئيس الآن؟ هل لجأت إليه عائلة مورياتي وأخبرته بالأمر؟

إن كان كذلك، فهذه مصيبة.

فتظاهر بعدم المعرفة وسأل:
“أي عائلة مورياتي تقصد، سيدي الرئيس؟”

تنهد ألكسندر قائلًا:
“هذا ما أريد معرفته. لكن لن يكون من الصعب تتبعهم. سألتك فقط لأرى إن كنت تعرف شيئًا.”

تنفس ماكسيم الصعداء. يبدو أن العائلة لم تذهب إلى الرئيس، وربما كان يسأل عن أمر آخر.

فقال:
“ولماذا تريد معرفتهم؟”

أجاب ألكسندر بجدية:
“لا أستطيع الكشف عن السبب، لكنه أمر في غاية الأهمية. وسأحرك الجمعية بأكملها للعثور عليهم.”

ابتلع ماكسيم ريقه بصعوبة. كان الأمر أكثر خطورة مما ظن.

قال بتوتر:
“حسنًا، كما ترى مناسبًا. هل تحتاج إلى مساعدتي؟”

أجاب ألكسندر:
“لا حاجة لذلك الآن، لكن إن احتجت إليك فسأخبرك. يمكنك الانصراف.”

ما إن خرج ماكسيم من مكتب الرئيس حتى ذهب فورًا إلى قصر العائلة.

قال بقلق:
“ما التقدم الذي أحرزه شيرلوك؟ لقد قتلنا المالك الحقيقي للروح، فلماذا يستغرق وقتًا طويلًا في الاندماج؟ الرئيس يبحث عن عدوّ عائلة مورياتي، وإن علم بما فعلناه، سنُباد جميعًا!”

قال هذا لرئيس العائلة الحالي. وما إن سمع الجميع باسم ألكسندر حتى شحبّت وجوههم.

فقد كان استخراج الروح القتالية من شخص حيّ جريمة شنيعة، محرّمة بأمر من الرئيس نفسه.

لكنهم لم يكتفوا بذلك، بل استخرجوا أعظم روح قتالية في تاريخ الأرض…

“الشرافيم ذوّو الاثني عشر جناحًا.”

نعم، كانت تلك روح إيثان القتالية.
لقد علموا بوجودها منذ ولادته، إذ كان ماكسيم وقتها يمرّ بجزيرة قريبة، وشعر بهالة تلك الروح المهيبة.

فتحرّك فورًا، وأمر عائلته بمهاجمة عائلة مورياتي.

لم يستطع أن يتدخل بنفسه، لأنه لو فعل لانتبه إليه القدّيسون الآخرون، خاصة الرئيس.

سأله أحد أفراد العائلة:
“يا سلف، ماذا نفعل الآن؟”

فكر ماكسيم قليلًا ثم قال:
“لن يستغرق الأمر طويلًا حتى يكتشف ألكسندر الحقيقة، لذا سأضطر على الأرجح إلى مواجهته قريبًا.
لكن ماذا عن شيرلوك؟ كم من الوقت يحتاج بعد؟”

أجاب رئيس العائلة بعد حساب سريع:
“على الأكثر ثلاثة أيام.”

أومأ ماكسيم. سيتمكن من كبح تحركات الجمعية لثلاثة أيام على الأقل.

وبعد أن يكتمل الاندماج، فهو واثق أن الرئيس لن يتجرأ على معاقبة حامل الروح القتالية المطلقة لأجل عائلة قتالية من الدرجة الثالثة فقط.

وفي تلك الأثناء، أصدر ألكسندر أمرًا بتحريك الجمعية بأكملها للبحث عن المعلومات المطلوبة.

في اليوم التالي،

اخترق إيثان إلى المستوى السابع من مملكة الثقب الأسود.

[البيانات:]
الاسم: إيثان هنت
اللياقة الجسدية: سبعة عشر ألفًا وخمسمائة في مقياس عالم الفوضى
الروح: سبعة عشر ألفًا وخمسمائة في مقياس عالم الفوضى
الموهبة: الفهم اللامتناهي

وبينما كان يخترق، انقلب عالم الفنون القتالية رأسًا على عقب، فقد بدأ الجميع يبحث عن الحقيقة.

اشتد الضغط على ألكسندر، ولم يرغب في استعداء ذلك الوجود الشبيه بالحاكم، لكن العثور على المعلومات بدا شبه مستحيل.

أحدهم كان يخفي الحقيقة، ولا أحد قادر على فعل ذلك سوى أولئك القدّيسين الأربعة.

بدأ الشك يتسلل إلى قلب ألكسندر بأن أحدهم متورط في الأمر.

فاستدعاهم جميعًا إلى اجتماع عاجل.

وسرعان ما اجتمع القدّيسون الخمسة على الأرض.

قال ماكسيم متصنعًا الهدوء:
“أيها الرئيس، هل عثرت على ما تبحث عنه؟”

تحدّق ألكسندر إليهم بعينين باردتين وقال:
“من منكم يخفي الحقيقة؟ تكلموا الآن… وإلا فستكون العواقب وخيمة عليكم جميعًا.”