251

الفصل 251: تنفّس الفوضى

“شخص أقوى مني؟ إلى أي مدى نتحدث هنا؟”

[إنه من المستوى 18.]

تنفّس إيثان الصعداء، فذلك لم يكن فارقاً كبيراً.

“أيها النظام، أخبرني، كم يوجد من الأشخاص الأقوياء الذين يعيشون على الأرض؟ الرسميين وغير الرسميين، وما هي مستوياتهم؟”

[الحاكم هو الكيان الأقوى هنا. أما غير الرسميين، فهناك بعض من المستوى 16، بل وحتى من المستوى 17 يعيشون على هذا الكوكب.]

“وما المميز في الأرض؟ لماذا يقيم فيها هذا العدد الكبير من الكائنات القوية؟”

[سيدي، تقع الأرض في مركز فم كائنٍ من بُعدٍ أعلى، وكان على وشك ابتلاع الواقع الأساسي بأكمله في لقمةٍ واحدة.

لكن بعض الكائنات العليا الأخرى ساعدت البُعد الثالث على ختم ذلك الوحش، وكانت الأرض النقطة المحورية في ذلك الختم. فإذا دُمّرت الأرض، لانكسر الختم وانطلقت الوحوش.

لهذا السبب تُراقَب الأرض عن كثب من قِبل جميع الفصائل، ولم يجرؤ أحد على غزوها يوماً، حتى الفصائل الشريرة.]

“هكذا إذن… لا عجب أن الأرض مكان آمن إلى هذا الحد.”

عاد إيثان إلى غرفته وبدأ يفكر. على الأرجح هناك أبعاد شريرة مثل البعد المظلم أو ما يشبهه ترغب في تدمير الأرض، ولهذا وُجد حارس من المستوى 18 يشرف على الكوكب.

سيتعلّم كل شيء تدريجياً، لكن أولاً، عليه أن يتقن أسلوب تنفّس قاتل الشياطين.

في اليوم التالي، وكالعادة، أوصلتهم آنا إلى المدرسة.

دخل إيثان، فوجد ريو هناك بالفعل، وبرفقته شاب يشبه إيثان تماماً.

“لنذهب، هو سيتولى كل شيء هنا.”

خرج إيثان و ريو معاً، وتوجها مجدداً إلى الغابة. هناك أعطاه ريو أسلوب تنفّس العنصر الصاعق.

أخذ إيثان التقنية وبدأ يقرأها.

[دينغ! تم اكتشاف أسلوب تنفّس عنصري جديد. هل ترغب بالاستيعاب؟]

وبالفعل، تفعّل استيعابه اللامحدود.

نظر ريو إليه واقفاً ممسكاً بالمخطوطة.

“أسلوب التنفّس هذا يستمد قوته من دمنا وحيويتنا، ولا يعتمد على أي مصدر طاقة خارجي. الطاقة تُولَّد داخل أجسادنا، لذا علينا أن نتغذى جيداً حتى لا نُرهق أجسامنا.”

ثم بدأ ريو يريه كيفية استخدام التقنية.

لكن إيثان لم يكن بحاجة لذلك، فسأله: “هل أحضرت جميع أساليب التنفّس؟”

تجمّد ريو لوهلة، إذ كان في منتصف شرحه، وكاد ينسى أن إيثان يريدها كلها.

“عليك التركيز على عنصرك أولاً. يمكنك الاطلاع على البقية لاحقاً، فقد تُشتّتك.”

لوّح إيثان بيده قائلاً: “لا تقلق حيال ذلك. هل أحضرتها أم لا؟”

أخرج ريو ست تقنيات تنفّس عنصرية أخرى وسلّمها له.

أخذها إيثان جميعاً وقرأها دفعة واحدة.

ظهر إشعار من النظام يطلب منه استيعابها، لكنه رفض. كان يريد أولاً ابتكار أسلوبي تنفّس عنصري الزمكان، ثم يستوعب “تنفّس الفوضى” دفعة واحدة.

كل أسلوب تنفّس احتوى على خمس حركات على الأقل.

قال ريو بعدها: “هذه هي أساليب التنفّس العنصرية الأساسية فقط. لكن هناك عباقرة في الجمعية ابتكروا تقنيات استثنائية مثل تنفّس الشمس والقمر، وتنفّس الصوت، وغيرها. يمكنك الاطلاع عليها عندما تزور الجمعية.”

اهتم إيثان بتلك التقنيات أيضاً.

“ريو، أرغب في التدرب عليها اليوم. سنلتقي غداً، حسناً؟”

أومأ ريو، وافترقا.

بدأ إيثان يفكر: هل يقتل أولئك مصّاصي الدماء الآن، أم يتركهم لأخته؟ لقد ترك جيش الظلال داخل ظلها، لذا كانت بأمان.

بعد تفكيرٍ قصير، قرر أن يعلّم إيرينا أسلوب قاتل الشياطين، فعملية استيقاظ روحها القتالية ستستغرق عامين، أي أن لديها الوقت الكافي.

ذهب إيثان إلى ضفة نهر وجلس متربعاً.

وبالاعتماد على تلك التقنيات، بدأ في فهم أسلوبي الزمان والمكان. كما أنشأ بعض النسخ المساعدة لتسريع تقدّمه.

بعد أربع ساعات، ابتكر النسخ الأساسية من أسلوبي تنفّس الزمان والمكان.

ثم كتبها على الورق وقرأ جميع أساليب التنفّس التسع دفعة واحدة.

[دينغ! تم اكتشاف تسعة أساليب تنفّس عنصرية. هل ترغب بالاستيعاب؟]

“نعم.”

[دينغ! تم تفعيل الاستيعاب اللامحدود. لقد استوعبتَ أسلوب تنفّس الفوضى.]

ابتسم إيثان. كان هذا متوقعاً. لقد ابتكر أسلوب “تنفّس الفوضى” الذي يتألف من عشر حركات، كل حركة مرتبطة بعنصر من العناصر، بينما الحركة التاسعة تتعلق بعنصر الزمان.

أما الأخيرة فكانت “حركة الفوضى”، الشكل الأسمى.

1. اللظى الأبدي (النار) – لهب لا ينطفئ يلتهم كل ما يعترض طريقه.
   اللظى الأبدي معناها اللهيب الذي لا ينطفئ أبداً، أو النار الخالدة.

2. المدّ الجارف (الماء) – حركة انسيابية متكيفة كالأمواج التي تغمر الشاطئ.

3. سخط الجبّار (الأرض) – ضربة لا تتزعزع تحمل ثقل الجبال.

4. ريح قاصفة (الهواء) – قوّة سريعة حادة تشقّ السماء.

5. صاعقة الهبوط (البرق) – ضربة انفجارية تهوي بسرعة خاطفة.

6. الستار الهادر (الظلام) – تقنية خانقة تبتلع العدو في الظلال.

7. الفجر الساطع (الضوء) – قوّة مُبهرة مُطهّرة تطرد كل دنس.

8. الشقّ السماوي (الفضاء) – قطع بُعدي يمزّق الواقع ويفصله.

9. مرثية الزمن (الزمان) – تقنية مدمّرة تُعطّل الزمن نفسه، فتضرب قبل أن يتمكن العدو من الرد.

10. الفوضى البدئية (الفوضى) – أصل كل الأشياء، حيث تذوب العناصر وتعود إلى العدم.

كانت هذه هي الأشكال العشرة لأسلوبه في التنفّس.

بعدها بدأ بالتدرب عليها. كل شكل كان يضاعف قوته الأساسية خمسين مرة.

فما الحاجة إذن إلى تسعة أشكال؟ كان الغرض هو تعدد الاستخدامات، والأهم أنه يستطيع دمج أي عدد منها؛ فإذا جمع ثلاث حركات، حصل على تضخيم بمقدار مئة وخمسين ضعفاً، أما الشكل الأخير فيمنحه تضخيماً بمقدار ألف ضعف.

كان هذا الأسلوب لا نظير له. ومع مستوى قوته الحالي، كان ذلك التضخيم أمراً جنونياً، والأدهى أن هذا التأثير سيظل يعمل حتى لو أصبح سيد بُعد أو كائناً من بُعد أعلى.

أسلوب تنفّس قاتل الشياطين كان بالفعل شيئاً فريداً لا مثيل له.

بعد أن تدرب لبعض الوقت، عاد إيثان إلى المدرسة.

هناك، رأى الشاب الذي يشبهه يحاول التقرب من شقيقته في المقصف.

تجمّد نظر إيثان وبرُدت عيناه. لم يكن يسمح لأي فتى بالاقتراب من شقيقته الصغيرة، وذلك الوغد كان مصّاص دماء.

اقترب منه وقال ببرود: “أيها التافه، ابتعد عن أختي، فهي لا تحتاج صديقاً مثلك.”

ساد الصمت أرجاء المقصف. كان إدوارد أكثر فتى وسامة في المدرسة المتوسطة، فاحش الثراء، يأتي كل يوم بسيارة رولز رويس، وكل الفتيات كنّ يتمنين مجرد التحدث إليه مرة واحدة.

لكن اليوم، جاء شقيق الفتاة الجديدة ليقول إنها لا تحتاج صداقة إدوارد! الأمر أربك الجميع.

تفاجأت إيرينا هي الأخرى، فقد كانت منزعجة مسبقاً من هذا الفتى الذي لا يكفّ عن محاولة التقرب منها، وهو ما لم تكن تطيقه.

سألته: “أخي، ما الذي تفعله هنا؟”

قال إيثان: “دعينا نأخذ إذناً ونخرج للتنزه، وإلا فلن تسمح لنا أمّنا بذلك لاحقاً.”

كان ينوي تدريب شقيقته.

لكن عيني إدوارد احمرّتا غضباً من الإهانة، وغادر المدرسة غاضباً.

✦ ملاحظة المترجم: إن كنت تستمتع بالقصة، فلا تنسَ أن تترك تقييماً أو تعليق—فهو يساعد أكثر مما تتخيل!