238

الفصل 238: إخضاع الجميع تحت قيادته

في لحظة واحدة، ارتقى إيثان إلى مستوى الرتبة 17.

وما إن تحوّل، حتى أطلق ضغطه الهائل على أولئك الـ123 شخصاً الواقفين أمامه.

بوووم!

سقطوا جميعاً على الأرض، عاجزين حتى عن تحريك عضلة واحدة.

بغضّ النظر عن أي مستوى كانوا فيه، فإن ضغط كائن أسمى يعمل دائماً بالطريقة ذاتها.
كما أنّ رتبة 2 يمكنها قمع رتبة 1، فإنّ الأمر لا يختلف مهما علت المراتب.

عادةً، الكائن في رتبة 16 يكون أشبه بتجسيد للقانون نفسه، إذ تتحول كل ذرة في جسده إلى قانون، فيصبح هو القانون بذاته. لكن الكائن الأعلى هو من تجاوز هذا الحد.

وبالتالي، لم يكن الأمر مهماً، فقمع الضغط يبقى دائماً متشابهاً.

“ماذا؟! كيف يمكن لهذا أن يحدث؟ كيف يمكن أن يوجد شخص بهذه القوة؟ نحن الحكّام المطلقون لهذا العالم، فكيف يوجد من هو أقوى منا؟ هذا ببساطة مستحيل!”

كان هذا هو الفكر الوحيد الذي يسيطر على عقولهم حينها.

وفي البعد الذي تقع فيه نقابة المغامرين، فتح سيد النقابة عينيه وهو يحدّق في إيثان.

“أوه؟ لقد أصبح في رتبة 17؟ لكن لماذا لم أشعر بشيء حينها؟ كان يفترض أن تكون قوته حول رتبة 15، لكن حتى مجاله كان أقل. الآن حين أتذكر، لم أستطع حتى إدراك مستواه وقتها. كل ما عرفته عن قوته هو لأنه أخبرني بذلك بنفسه. من يكون هذا الفتى؟ ما أصله؟ هل هو قادم من تلك الحقيقة العليا؟ احتمال وارد…”

ألقى إيثان نظرة هادئة عليهم وقال:
“سأسأل للمرة الأخيرة: هل ستخضعون لي أم لا؟ وإلا فسأقتلكم جميعاً. لدي طرق أخرى أيضاً. لكن إن وافقتم، فستكون خدمتكم لمدة سنة واحدة فقط.”

ابتلعوا ريقهم بصعوبة.

لقد أدركوا أنّه جاد. ذلك الوحش من رتبة 16 الذي هاجمهم سابقاً كان خادماً له، وقد صُنع من نوع خاص من الطاقة. وكانت لديهم قناعة سيئة بأن هذا الرجل قادر على تحويلهم إلى شيء مشابه.

أراد أحدهم أن يجيب، لكن عضلاته كانت مشلولة فلم يستطع.

نظر إليه إيثان وأرخى ضغطه.

وما إن تحرر حتى قال على عجل:
“أوافق!”

وكما يحدث دائماً، ما إن ينهار واحد حتى يتبعه الآخرون.

أرخى إيثان ضغطه عنهم جميعاً، فقبلوا واحداً تلو الآخر.

وهكذا، بات جميع ذوي الرتبة 16 تحت قيادته.

الخطوة التالية كانت معرفة مواقع عوالمهم لمهاجمتها.

في هذه المرحلة المبكرة، كان الجميع ما يزال يخطط لاستخدام ذكائه للحصول على النفوذ والقوة، ثم يبدأ الهجوم بعد عام. هذا ما كان سيحدث في الأيام العادية… لكن إيثان لم يكن عادياً.

وجوده كله كان شذوذاً، وانتظار شيء طبيعي منه ضرب من الغباء.

وبما أنّه شاذ، فقد قرر أن يفعل شيئاً شاذاً هو الآخر. فمَن لديه الوقت للبحث عن أدلة بينما يملك نظاماً يعرف كل شيء؟

“إحم، إحم… أيها النظام، أعطني إحداثيات تلك العوالم.”

[آه! يا سيّد، إن كنت ستغشّ، فلماذا شاركت من البداية؟]

“ماذا تعني بالغش؟ إيثان هانت لا يغش أبداً. لا تتفلسف كثيراً. أنت السبب في أنني فقدت اهتمامي بهذا الاختبار.”

[أنا السبب؟ وماذا فعلتُ أنا؟]

“لقد أخبرتني عن الحقيقة العليا. ومنذ ذلك الوقت لم أعد أريد تضييع وقتي في هذه الألعاب الطفولية.”

[لكنّك أنت من سألني، لم أفعل شيئاً.]

“حسناً، كفى ثرثرة. أعطني المواقع الآن.”

[حسناً! إليك الإحداثيات.]

سرعان ما انغرست في عقل إيثان إحداثيات كل العوالم التي جاء منها المشاركون.

“والآن صنّفها لي من الأضعف إلى الأقوى.”

فقد قرر البدء بمهاجمة الأضعف أولاً.

نظر إيثان إلى الجميع وقال:
“سنهاجم عالماً ما. استعدوا.”

أصيبوا بالذهول.

“الآن؟! أيّ عالم؟”

رمقهم إيثان بنظرة باردة:
“لا داعي للأسئلة. فقط استعدوا لعالم مدمر.”

“أمر سيّدنا.” أجابوا جميعاً.

أومأ إيثان برأسه.

كان ينوي البقاء هنا لتجهيز جيش قوي، لكن يبدو أنّ ذلك لم يعد ضرورياً.

ثم حدّق بأحد رجال رتبة 16، كان على هيئة بشرية لكن أصله أفعواني.
“أأنت الأفعى الكونية؟”

فأجابه الرجل بهدوء:
“نعم يا سيدي، أنا الأفعى الكونية.”

أومأ إيثان وبفرقعة بأصابعه.

وفجأة ظهر أليكس أمامه. لكن بمجرد وصوله، سقط أرضاً وهو يتقيأ دماً. كان جوّ هذا المكان جحيماً لا يُطاق. مات أليكس على الفور.

قال إيثان معتذراً: “أوه، آسف.” ثم بسط مجاله عليه مستخدماً الشفاء، ليعيده جديداً.

نظر الأفعى الكونية إلى أليكس بدهشة وقال:
“هذا الفتى يحمل دمي! كيف يعقل ذلك؟ هل هي المصادفة؟ كنت أعاني من فقدان وريث، وها هو أمامي!”

أومأ إيثان: “نعم، ولهذا يطارده الكثير من الأعداء.”

على الفور تحولت عينا الرجل إلى عيون أفعوانية، تماماً كما يحدث مع أليكس حين يدخل وضع القتال.

“مَن يتجرأ على أن يصبح عدواً لوريثي؟ سيدي، أظنّك لست واحداً منهم.”

ابتسم إيثان: “أنت محق. أليكس هو جنرال في مملكتي. أردت فقط أن أذكّرك بلطف. الآن لنمضِ.”

شعر أليكس وكأنّ ما يراه ليس سوى حلم.

وإلا فكيف يمكن تفسير هذه المواقف العبثية التي وقع فيها؟

لقد قتله الضغط للتو، كان متأكداً من ذلك. لكنه الآن حيّ دون شك. ثم إنّ ضغط الدم الذي شعر به من ذلك الرجل كان هائلاً، كالفرق بين قطرة ماء ومحيط شاسع.

وقد سمع أيضاً حديثهما، الرجل يناديه بوريثه! وتلك العيون… كيف لا يتعرف عليها؟

إذاً أنت تقول له إنه يقف الآن أمام الأفعى الكونية الأسطورية نفسها، وأنّ هذا الكائن الخرافي يعامل الملك بكل احترام؟

لا بد أنّه حلم، لا يوجد تفسير آخر.

ومجدداً، فرقع إيثان بأصابعه، فاختفى أليكس.