235
الفصل 235: نقابة المغامرين
وصلوا إلى العاصمة.
انشغل إيثان مباشرة بالتخطيط لخطواته التالية. أرسل ظلاله للبحث عن أماكن وجود المرشحين الآخرين، لكنهم لم يتمكّنوا من العثور على أي شيء على الإطلاق. جميع ظلاله الذين أرسلهم لهذه المهمة كانوا من المستوى السابع فما فوق، قادرين على التحرك بسرعة هائلة، ومع ذلك لم يعثروا على أي معلومة مفيدة.
كل ما وجدوه كان مجرد ممالك بشرية عشوائية، وملوكها لم يكونوا أقوياء على الإطلاق.
لكن لم يقترب أحد منهم من النقابة، فقد منعهم إيثان من ذلك.
قال متسائلاً:
“ما هذا المكان؟ أين هؤلاء المرشحون؟ هل علينا أن نهاجم عشوائياً؟ أعني، نحن جميعاً بوجوه وهالات مختلفة.”
كان عليه أولاً أن يجد المرشحين، وبعدها سيتمكّن من الهجوم. ولأجل ذلك، احتاج إلى معلومات تفصيلية عن هذا العالم، وليس مجرد معلومات سطحية قرأها في المكتبة. كان بحاجة إلى معرفة أعمق بكثير.
وكان يعرف تماماً المكان الذي سيجد فيه تلك المعرفة. لكن عليه الانتظار حتى عودة أليكس.
ربما لن يتمكّن أليكس من جلب الكثير من المعلومات، لكن حتى القليل منها قد يساعده في معرفة شيء عن زعيم النقابة.
عاد أليكس عند الظهيرة.
قال: “جلالتك، لقد جمعت المعلومات التي طلبت مني جمعها. لكن هناك الكثير من المشاكل.”
كان إيثان يحتسي كوباً من الشاي وهو يصغي إلى التقرير.
“أولاً، أظن أن زعيم النقابة هذا لا وجود له.”
نظر إليه إيثان بعينين يملؤهما الاهتمام وقال: “أوه؟ ولماذا تعتقد ذلك؟”
أجاب أليكس: “تحدثت مع الكثير من المغامرين داخل النقابة. لم يسبق لأحد أن رأى زعيم النقابة. كل شيء يُدار من قبل نائب الزعيم فقط.
وثانياً، مقر النقابة الرئيسي يقع في عمق شديد تحت الأرض، ويشبه مكان عبادة شيطانية.
كما أنني لم أشعر بأي هالة قوية هناك، كلهم مجرد ضعفاء. وحتى نائب الزعيم لم أستطع العثور عليه.”
تنهد إيثان. لم يحصل على أي معلومة تفيده. يبدو أنه سيتعيّن عليه الذهاب بنفسه.
قال لإليكس: “حسناً، اذهب ودرب الجنود.”
ثم اختفى على الفور، مما جعل عيني أليكس تتسعان بدهشة. وبعد لحظة، تنهد أليكس وغادر الغرفة.
في هذه الأثناء، ظهر إيثان في غابة. وبفضل مجاله العقلي، كان قادراً على تغطية مساحة تعادل 4 مليارات كون، وهي مساحة شاسعة للغاية. لذا لم يكن العثور على هذه الغابة أمراً صعباً عليه.
كان هذا هو المكان الذي تقع فيه النقابة. لكن إيثان أدرك أن هذا المكان مجرد واجهة، وأن النقابة الحقيقية موجودة في بُعد آخر، حيث يقيم الأعضاء الدائمون. أما هذا المكان فمخصص للمبتدئين غير المؤهلين ليصبحوا أعضاء دائمين.
ومع ذلك، لا بد أن هناك نقطة اتصال بين هذا العالم الزائف والبُعد الحقيقي. وعليه أن يجد تلك النقطة ليتمكّن من الدخول إلى مقر النقابة الحقيقي.
وقف إيثان أمام كهف يبدو عادياً، لكن ما إن دخله حتى ظهر أمامه رجلان فجأة. ومع ذلك، أدرك إيثان أنهما خرجا من نفق تحت الأرض.
سألاه: “من أنت؟ وماذا تريد؟”
قال بهدوء: “جئت لأنضم إلى النقابة.”
تبادل الرجلان النظرات وسألا: “ما هي موهبتك كمغامر؟”
اكتفى إيثان بالتحديق فيهما، فبدأ جسداهما يرتفعان في الهواء رغماً عنهما.
قال ببرود: “هل أمتلك الآن القدرة على الانضمام؟”
ارتاع الاثنان بشدة. كيف يمكن لمبتدئ أن يجعلهم يطيرون؟
صرخا مذعورين: “نعم، نعم، أنت أكثر من مؤهل! من فضلك أنزلنا!”
أفلتهم فسقطوا أرضاً بقوة.
قال أحدهما بعد أن نهض: “من فضلك اتبعني.”
بدأ إيثان يتبعه. دخلا إلى النفق تحت الأرض، واستمر النزول لفترة. وبعد أربع دقائق وصلا إلى المقر الوهمي للنقابة.
أدرك إيثان على الفور سبب عجز مجاله العقلي عن اختراق هذه التربة: كانت محمية بتشكيل معقّد. لكن بما أنه دخل بالفعل، تمكن بسهولة من مسح المنطقة، وهذا ما فعله.
غير أنه بمجرد أن بسط قوته الذهنية، ظهرت أمامه خمس هالات قوية، جميعها تعود لكائنات من المستوى الثاني عشر.
قال أحدهم بلهجة صارمة: “لا داعي للمسح. يمكنك دخول النقابة الرئيسية. اتبعنا.”
لم يقل إيثان شيئاً ولحق بهم.
ظهر بوابة أمامهم ودخلوا من خلالها. لاحظ إيثان أنه منذ ظهور هؤلاء الخمسة استخدموا نطاقاً خاصاً لجعل أنفسهم غير مرئيين للآخرين، ولهذا لم يتفاعل أحد مع وجودهم.
خرجوا من الجهة الأخرى للبوابة، ليجد إيثان عالماً مختلفاً تماماً؛ أخضر يانع، هواء نقي، ومياه عذبة نقية.
هنا يقيم جميع الأعضاء الأقوياء في النقابة.
لم يكن إيثان في مزاج لتضييع الوقت، فأطلق مجاله العقلي مباشرة لتقدير قوتهم.
وجد المئات من الهالات القوية منتشرة في المكان، لكن لا أحد منهم تجاوز المستوى العاشر. أما الخمسة الذين رافقوه، فهم على الأرجح “مغامرون من الفئة الخاصة”.
امتد مجاله العقلي أكثر فأكثر، حتى وصل إلى غرفة سرّية داخل قصر ما. لكنه لم يتمكن من رؤية ما بداخلها، إذ كانت محصّنة تماماً.
سأل إيثان: “لمن هذا القصر؟”
أجاب أحدهم: “إنه قصر زعيم النقابة.
لا تقترب منه، فهو مكان محظور دون إذن.
والآن، تعال معنا لتسجل نفسك، فنائب الزعيم يريد مقابلتك.”
اتبعهم إيثان إلى قاعة النقابة الرئيسية.
كان المكان يعج بالمغامرين الذين يأكلون ويمرحون ويتبادلون الأحاديث.
وعندما رأوه، بدت عليهم الإثارة فوراً، كتلك التي تراود الأطفال عند حصولهم على لعبة جديدة.
شعروا أن إيثان مجرد لعبة للتسلية في حياتهم المملة. فلم يتمالك أحدهم نفسه وصرخ: “أيها المبتدئ، تعال إلينا بعد التسجيل، سنعطيك التعليمات للبقاء هنا!”
أدرك إيثان من نظراته أنه يريد العبث معه. ابتسم وقال في نفسه: “حسناً، لنلعب إذن.” ثم نظر إليه مباشرة وأومأ.
بعدها سجّل نفسه كمغامر رتبة E. فجميع المبتدئين يسجلون بهذه الرتبة، ثم عليهم تنفيذ مهام معينة للترقي.
ما إن استلم بطاقته حتى اختفى الخمسة الذين جاؤوا به.
وبمجرد أن رحلوا، تنفس الجميع الصعداء. بل وقف أحدهم وصفع مؤخرة رأس الرجل الضخم الذي كان قد صاح للتو.
وقال غاضباً: “أيها الأحمق، ألم تستطع كبح حماسك قليلاً؟ لقد كدت تفسد كل شيء!”
لكن الرجل الضخم لم يغضب، بل ابتسم بخجل وقال: “هيهي، آسف، لم أتمالك نفسي.”
ثم وجه الجميع أنظارهم نحو إيثان وضحكوا بسخرية.
نادرٌ جداً أن يشهدوا تسجيل مبتدئ بلا أي خلفية. لذا قرروا استغلال هذه الفرصة جيداً للتسلية.
صرخ أحدهم: “تعال إلى هنا أيها الحقير الجديد! لماذا تقف كالأبله هناك؟”
شكرا على الفصل