مركز الروايات

مرحباً 👋يبدو أن JavaScript غير مفعّل في متصفحك.يرجى تفعيله لمتابعة قراءة الفصول والاستمتاع بتجربة الموقع الكاملة.

تلميح سريع: من إعدادات المتصفح → الخصوصية والأمان → إعدادات الموقع → JavaScript → السماح للموقع.

مركز الروايات
  • الرئيسية
  • جميع الروايات
  • discord
  • مركز الروايات – من نحن وسياساتنا
    • صفحة سياسة الخصوصية
    • تواصل معنا
    • من نحن
الخيارات المتقدمة
تسجيل الدخول إنشاء حساب
  • الرئيسية
  • جميع الروايات
  • discord
  • مركز الروايات – من نحن وسياساتنا
    • صفحة سياسة الخصوصية
    • تواصل معنا
    • من نحن
الوضع الآمن للعائلة
الوضع الآمن للعائلة
  • مهارات القتال
  • أكشن
  • فانتازيا
  • فنون قتالية
  • نظام
  • محاكي
  • حسم في القتل
  • قتال
تسجيل الدخول إنشاء حساب
Prev

الفصل:337

  1. الرئيسية
  2. رواية سادة الشتاء ابدأ بالاستخبارات اليومية
  3. الفصل:337 - الفصل 337: الكمين والإعدام
Prev

 

ذاب الثلج قليلًا في الصباح الباكر، فكشف عن عدة أخاديد على منحدر الجزء الغربي من طريق البريد

وقف كوهين على مرتفع ثم قرفص، وأخرج خريطة من كمّه ليتحقق من المسار للمرة الأخيرة

قال: “وفق النمط، ستمر عربات الإمداد من هنا. سنحرق العربة المتقدمة، ونقتلهم جميعًا، ونستولي على الحبوب”

لم يقل ساريك شيئًا، ووقف مع نحو عشرة آخرين ينقلون براميل زيت المصابيح ويكوّمون الحطب على جانب الطريق ليصنعوا ساترًا مرتجلًا

بين هؤلاء لم يكن من أتباع ساريك الأوائل إلا قليل

في ذلك الحين كانوا أقل من خمسة، يلتقون سرًا ليلًا، لا يجرؤون حتى على إشعال نار، يعتمدون فقط على همسات خافتة في الظلام

لاحقًا انضم مزيد من الناس تدريجيًا؛ بعضهم بحث عنهم ساريك بنفسه، وآخرون سمعوا الإشاعات فجاؤوا من تلقاء أنفسهم وبقوا

نظر كوهين إلى هؤلاء المجتهدين أمامه، ومع ذلك لم يشعر بأي توقع لإتمام المهمة

لم يكن هذا كمينًا مرتفع النجاح؛ وحتى لو نجح، فلن يُدمَّر في الحقيقة سوى بضع عربات حبوب

لن يختل نظام المدّ الأحمر لمثل هذه الخسارة الصغيرة؛ فلدَيهم قوافل إمداد كثيرة للغاية

لكن هدف كوهين لم يكن التدمير الحقيقي، بل أن يَحمِل الناس على الاعتقاد بأن أمرًا ما اختل في هذه المنطقة

ليس أن المدّ الأحمر قُصف، ولا أن البرابرة انتصروا، بل ليعرف الجميع أن “البرابرة الذين خضعوا تحرّكوا” وأن “المدّ الأحمر بدأ يقتل البرابرة”

ما إن تنتشر الكلمة حتى تنقطع الثقة الشحيحة تمامًا

بمجرد أن يبدأ الناس في قرية حرس الحدود في الشك ببعضهم، سيتحطم وهم الحكم الذاتي للبرابرة

هذا كان هدفهم الحقيقي

أعاد كوهين الخريطة إلى عباءته وخطا خطوتين نحو ساريك

قال: “غدًا سأقود الطريق. رجالُك سيحمون المنعطف؛ لا تترددوا في إشعال النار”

رفع ساريك رأسه ونظر إليه دون أن يجيب، وقبض على السيف الطويل المعلّق عند خصره

كان كوهين يعلم أنه فهم، ثم ألقى نظرة على البرابرة الذين يجهزون بجد؛ هؤلاء يؤمنون حقًا ببقايا مجد البرابرة

لكن هذا لم يكن سوى كذبة اختلقها هو؛ في الحقيقة هلك البرابرة منذ لحظة الحرب التي أشعلها تيستو

لم يكن كوهين يعرف إلا أنه قبل هذه المهمة، وأنه الآن لا يستطيع إلا إتمامها، وإلا فلن يعود إلى اتحاد الزمرد ولن يرى زوجته وأطفاله… سُكِب زيت المصابيح بانتظام، من أعلى المنحدر عند المنعطف إلى أسفله

قال ساريك: “جاهز”، وهو يفحص الفتيل للمرة الأخيرة

أومأ أكثر من 12 بربريًا، واختبؤوا خلف الثلج وقد كتموا أنفاسهم إلى أقصى حد

غير بعيد، دخلت قافلة إمداد المدّ الأحمر ببطء إلى طريق البريد

3 عربات حبوب، وعربتان مكسوتتان بالجلد، و12 جنديًا مصطفّين على الجانبين. كانت دروعهم تلمع ببهتة، كفرقة احتياط ترافق المعيار

لكن المنظر جعل القلوب تخفق توترًا

كان ساريك ما يزال غير متأكد من نيته في الفعل، لكن في لحظة تردده ارتفع دخان أسود في البعيد

لم يكن لديه وقت ليفكر، ولم يسمع سوى نفسه يعطي الأمر: “أشعلوا”

اندلعت النيران للحظة، وابتلعت العربة الأولى عمودًا من لهب، وزأرت، حاملة معها الثلج إلى الخلف

“هجوم” استل ساريك سيفه وقاد الاندفاع، وخطّ النار المشتعل يواكب وقع أقدامهم

اندفع الفصيل قدمًا بسرعة وحسم، كأن الخطة قد نجحت حقًا

وعلى الجانب الآخر، عند السفح الخارجي لطريق البريد، مستخدمًا صنوبرة مغطاة بالثلج ساترًا، كان كوهين لا يزال ممسكًا بمشعل الإشارة الذي لم يُسقطه تمامًا

ظل دوي انفجار زيت المصابيح يتردد في أذنيه، وتصاعد دخان كثيف من أسفل المنحدر، فشوّش رؤيته بضباب

راقب كوهين العربة الأولى وهي تُبتلع تمامًا، ثم تبعتها صيحات وضوضاء

اندفع قرابة عشرة من الأسر العسكرية البربرية بسرعة، سحبوا سيوفهم بشراسة منسقة، لا كجماعة غير نظامية جُمعت على عجل

قال في نفسه: “حقًا ما زال لدى هؤلاء البرابرة شيء من الصلابة”

كان يظن أن المدّ الأحمر روّض هؤلاء، لكنه لم يتوقع أن يكون رد فعلهم في القتال أسرع مما تخيّل، لا ارتباك عند اللحظة الحرجة

بدت الصورة مقنعة تمامًا؛ فالمسمّى نظام المدّ الأحمر ليس في النهاية سوى هذا

برميل واحد من زيت المصابيح، وبضعة سيوف، وقلة لا تضبط انفعالاتها كافية لفتح ثغرة في هذا الخط

“هذه المجموعة واثقة أكثر من اللازم؛ لم ينصبوا حتى كشافين متقدمين كُثُر. نسوا أنهم يربّون تحت أقدامهم ليسوا رعايا إمبراطوريين مطيعين”

كانت الجلبة كبيرة بما يكفي. حين يصل الخبر إلى المدّ الأحمر، هل سيظنون أن قرية حرس الحدود هنا قد تمرّدت جماعيًا

تنفّس كوهين الصعداء قليلًا، وأخفى مشعل الإشارة وهمّ بالالتفاف للانسحاب

كان المسار محسوبًا جيدًا؛ التفاف بطول 3 أميال على الدرب الثلجي، ومشية نصف ليلة تعيده إلى خارج خط الأشجار. أما هؤلاء البرابرة فليلقوا مصيرهم

الحمقى يستحقون الموت

لكن ما إن استدار كوهين، وقبل أن يخطو الخطوة الثانية، حتى دوّى خلف المنحدر أمر قصير حاد

“انتشروا”

استدار كوهين على الفور، وأول ما رآه وميض هالة قتالية مبهر

هالة قتالية زرقاء شقّت اللهب كأنها ضوء سيف

الأغطية القماشية التي بدت محترقة على عربات الحبوب انكشفت فجأة، وما قفز من العربات لم يكن سائقين مذعورين، بل صف من فرسان المدّ الأحمر المنتظمين

كانوا يرتدون دروعًا جلدية، لكن تحتها هالة زرقاء موحّدة، وحين لامست أقدامهم الأرض انهار سطح الثلج مباشرة إلى حُفَر ضحلة

قال القائد بصوت خافت: “ابدأوا تطويقهم، وحاولوا أسرهم أحياء”

انتشر الفرسان معًا في مروحة. صف المقدمة رسم أقواسًا برماحه القصيرة، فطرح مباشرة عدة أفراد من الأسر العسكرية البربرية في الثلج

أما الصف الخلفي فانحنى ورفع، ثم ألقى بحبل تقييد يشبه شبكة من الحديد على آخر، دحرجه تمامًا ولم يترك له فرصة للمقاومة

تجمّد ساريك في مكانه، ويده التي تقبض على السيف العتيق ترتجف

في تلك اللحظة ظن أنه قادر حقًا على اختطاف هذه المؤن، لكنه أدرك الآن أن العربات كانت مملوءة بالقش؛ أما الحمولة الحقيقية فكانت أولئك الفرسان

صرخ: “انسحبوا”، لكن موجة من الهالة القتالية مسحت ساقه فأركعته في الثلج

تسرّب برد من الجرح؛ لم يشعر بالألم، لكن ساقه كلها خَدِرَت

رفع نظره فرأى الفرسان يقفون نصف دائرة يطوقونه ورفاقه، ويسدّون كل منفذ للهروب

طفا في ذهن ساريك: “انتهى الأمر”. راح يشاهد رفاقه يُكبسون واحدًا تلو الآخر في الثلج كفرائس

انطفأت آخر شرارة أمل في قلبه مع الهالة القتالية الزرقاء، وخيّم عليه اليأس تمامًا

غير بعيد، حُوصِر كوهين هو الآخر بين فارسين عند كثيب ثلجي

خطف سنّ سيف أحدهما الخنجر من يده، فيما نطحه الآخر بكتفه مباشرة في صدره، وطرحه أرضًا فوق الثلج، ثم ولوى ذراعه فكسر الطرف الذي كان يسنده

أدرك كوهين فجأة أنهم كانوا مرصودين من البداية إلى النهاية، يسيرون خطوة بعد خطوة إلى فخ

تمتم: “أنتم… منذ…” وارتجف صوته ولم يكمل

لم يجب الفارس، بل كبّل يديه خلف ظهره بلا حركة زائدة، كأن الأمر مجرد صيد

عضّت الحلقة الحديدية عظم معصمه، وسرى بردٌ حاد عبر السلسلة. بالكاد انتبه كوهين إلى أنه يرتجف

حاول المقاومة لكنه وجد قوته كأنها نُزِعت

بدأ ذهنه يستعيد الشريط

منذ اليوم الأول لدخوله محيط قرية حرس الحدود كانت دوريات المدّ الأحمر منتظمة أكثر من اللازم

تلك الأحاديث العابرة التي يتبادلها التجار كانت في الحقيقة كل كلمة فيها سؤال اختبار

كان يظن في البداية أنهم تفادوا مراقبة الفرسان، لكنه أدرك الآن على الأرجح أنهم سيقوا إلى هنا عمدًا

مزّق أحد الفرسان شريط قماش من عباءته وسدّ به فمه، كأنه متكاسل عن سماع مزيد من الهراء

وقف لويس على المنحدر ينظر إلى الفوضى على طريق البريد

كانت النار قد خمدت منذ زمن، ولم يبقَ سوى رائحة القطران الخفيفة تتهادى في ريح الليل

رمق العربات الخشبية المحترقة والبرابرة المنشقين العشرة وبضعة آخرين المقيّدين في الثلج ووجوههم مكسوّة بالسخام. بعضهم ما زال يرتدي العباءات التي منحهم إياها، ورؤوسهم مائلة تستند إلى أكتافهم

أبعد قليلًا، سُحِب التجار الثلاثة المزعومون أيضًا. صودرت الشِفرات السرية والوثائق والقنبلة السحرية المخفية في ياقة كل واحد منهم، دون أن يفوت عنصر واحد

تمتم: “ظننتها ستكون سمكة كبيرة… وإذا بها مجرد صغار”

ثم التفت ينظر إلى المتمردين من البرابرة؛ في أعينهم غضب وخوف ويأس كامل

قبل تطبيق نظام القرى ذات الحكم الذاتي للبرابرة لم يكن لويس يتوقع هذا اليوم

حصر جماعة إثنية في قرية، وتوفير الطعام، وتوزيع الثياب، وإمداد الحطب والدواء، وترتيب فرسان لحفظ النظام، وإنشاء دوريات وحلقات دراسية

لقد أنقذ ذلك حياتهم فعلًا

في ذلك الشتاء، لولا أن المدّ الأحمر خصّص حبوبًا من مخازنه وجمع هؤلاء البرابرة المشتتين في قرية حرس الحدود، لتجمدوا منذ زمن في الحقول المكسوة بالثلج أو ماتوا جوعًا في الخرائب

لكن الآن، يبدو أن إبقاءهم على قيد الحياة لم يكن كافيًا

الأنظمة تستطيع ضبط معظم الناس، لكنها دائمًا تترك بعضًا يحاول كسر قيوده، حتى لو كان النضال نفسه عقيمًا ولا يجلب فائدة

سأل لويس نفسه مرة: هل قبل أولئك المنشقون من البرابرة حقًا نظام إقليم المدّ الأحمر، أم أنهم استسلموا لقدرهم فحسب

الآن حصّل جوابه

في الطريق إلى قرية حرس الحدود ناقش هذا مع سيف

قالت سيف: “ما يريده البرابرة هو الدم والنار، لا الرحمة”

حين قالت ذلك لم تكن عيناها رقيقتين، كأنها تذكّره ألا يكون ساذجًا

أما رد لويس فكان ألطف نسبيًا: “هم يطيعوننا، ليس خوفًا، بل لأنهم ما زالوا يريدون الحياة”

لكن في هذه اللحظة شعر فجأة بأنه ربما مكث في المدّ الأحمر طويلًا، فبالغ في تقدير كاريزمته وضمير هؤلاء البرابرة

على مدار هذا العام حوّلهم فعلًا عبر النظام إلى مورد عسكري يبدو قابلًا للضبط

صاروا يتدرّبون ويقفون للحراسة ويقومون بالدوريات في قرية حرس الحدود، وحتى تعلموا لغة الإمبراطورية وعاداتها ونظام الخدمة في الإمبراطورية والمدّ الأحمر

كان لويس يعتقد أنه بذلك يستطيع دمجهم تدريجيًا في النظام خلال 10 سنوات

لم يتوقع أن يظهر الخلل خلال عام واحد

غفل عن مشكلة: الأنظمة تكبح الأفعال لكنها لا تشكّل القلوب، على الأقل ليس في زمن قصير

وقلوب البشر تنبت وتتحوّر في أضيق الشقوق غير المتوقعة، حتى تشق أضعف طبقة

تنهد لويس، وجال بنظره على الوجوه الراكعة على الأرض، وهمس لنفسه: “كنت ساذجًا”

وقفت فيزا بجوار سيف تحدّق في المنشقين من البرابرة المقبوض عليهم على طريق البريد، صامتة

انعكست في عينيها تلك الأجساد الراكعة وجمرات انطفأت عند أقدامهم، واضطرب قلبها قليلًا

خفضت فيزا صوتها وسألت: “سيدتي سيف… خصمُنا سابقًا كان حقًا الإمبراطورية. لكن المدّ الأحمر اليوم مختلف؛ هم يأكلون ويلبسون ويمكنهم البقاء. لماذا ما زالوا يشعلون النار”

لم تنظر سيف إليها، واكتفت بأن تزفر بسخرية: “شبعوا أكثر مما ينبغي”

قالتها بخفة، لكنها بدت وكأنها تحسم المسألة كلها

لم تُجب فيزا. فهمت العبارة، لكنها لم تتفق معها تمامًا

ولوهلة، كادت تفهم الدافع في قلوب أولئك

لم تكن سَخَطًا على العيش، بل هوسًا متجذرًا عميقًا: مجد البرابرة

كانت تعرف أنها مرّت بمثل تلك اللحظات

لكنها لم تعد تتردد الآن

داعبت فيزا سيف الحرب البربري المعلّق عند خصرها

إلا أن الريح هبّت من الجانب فرفعت طرف عباءتها، فكشفت شارة المدّ الأحمر المثبّتة على صدرها

لم تعد محاربة بربرية

إنها فيزا، شرارة من قبيلة القمر البارد، وحرس ظلّ لسيدة المدّ الأحمر

ولو سُئلت لأي جانب تنتمي، لقالت إنها تقف إلى جانب سيف

الفتاة التي كانت تقف معها يومًا في الريح والثلج، هي الآن سيدة المدّ الأحمر

تلك كانت حجتها للبقاء

لا علاقة له بالقومية، ولا بالثأر؛ إنما لأنها وجدت الانتماء إلى جانب سيف

وتحت يد السيد لويس نالت فيزا حياة لم تتخيلها قط

صار لها بيتها الخاص، مسكن على طراز فرسان المدّ الأحمر مبني حقًا بالطوب الحجري، وسقف لا يرشح ثلجًا، وحتى تدفئة أرضية

صارت لها ثلاث وجبات، لا تُضطر إلى قضم حصص اللحم المجفف، بل تجلس لتأكل حساءً ساخنًا وخبزًا

بل إنهم ينادونها بالسيدة فيزا

شكرت فيزا السيد لويس

شاب من أسرة نبيلة إمبراطورية، ومع ذلك رضي أن يمنح واحدة مثلها ثقة ومكانة وحتى مهمة حراسة سيف

مجد البرابرة

ذلك الشيء تحطّم إلى شظايا في تلك الزنزانة منذ زمن. لم تعد تتشبث بتلك الرموز والتعاويذ الماضية… على منصة خشبية نُصبت على عجل، قُيّدت قدما ساريك بحلقات حديد، وكان حبل كَتّان غليظ قد التف حول عنقه

وقف إلى جانبه شيخ القرية، وهو شيخ بربري مسنّ، وترتجف ورقة الإعلان في يده قليلًا مع الريح

كان صوت الشيخ مبحوحًا وبطيئًا؛ وكل كلمة يتلوها كأنها تسلخ طبقة من جلده

“نظام الأسر العسكرية للمدّ الأحمر، المادة الثالثة. كل أسرة عسكرية خضعت ثم تمرّدت تُعاقَب بالعقوبة القصوى”

قرأ هذه الكلمات القليلة في نحو نصف دقيقة

لم يدافع أحد عن ساريك والآخرين، ولم يجرؤ أحد

الجميع يعرف أن المحاكمة الحقيقية قد انتهت بالفعل

أسفل المنصة الخشبية صفّوا بقية الأسرى من البرابرة الثلاثة عشر وثلاثة جواسيس من نقابة الصحن الفضي

ربطوا معاصمهم خلف ظهورهم بحبال غليظة، ودُفعت أكتافهم إلى الأمام، وتدلت حول أعناقهم أنشوطة من العارضة تشدّ الجلد حتى يبهت

لم يجرؤوا على الحركة، كأن أقل ارتعاشة ستشدّ الحبل

كانت سيقان بعضهم ترتعش، وبعضهم انهار أصلًا فسُحِب قائمًا على يديه من قِبل الفرسان

ظل كوهين، قائد جواسيس الصحن الفضي، يتمتم بشيء والدموع تنساب على وجهه، لكن لا أحد أولاه اهتمامًا

لم تعد في عيونهم روح تحدٍّ، بل فراغ وخَدَر، كأنهم أدركوا أخيرًا أن في انتظارهم الموت فقط

رفع أربعة من فرسان المدّ الأحمر عصيّهم الطويلة ودفعوا برفق، فوقع المقبض بطنين

في لحظة، انقلب اللوح الخشبي الخشن، وعلِقت الأجساد في الهواء

لا صرخات، لا صراع

صوت حبال الكَتّان وهي تشدّ يئنّ وحده، ويتردد فوق ساحة القرية كلها

تمايل ظل ساريك على الأرض، ثم سكن تمامًا خلال ثوانٍ قليلة

وفي الحشد المحيط، وقف مندوبون آخرون من قرية حرس الحدود وفرسان الدورية وحتى بعض الأسر العسكرية غير المتأثرة بلا حراك في الثلج

لم يكن في عيون هؤلاء البرابرة غضب، بل حزن وخوف لا يُوصفان

ثم قُطّعت جثث ساريك والآخرين من الحبال، ولُفّت بالخُرَق، ونُقلت واحدًا تلو الآخر إلى حفرة الحرق خارج القرية

لكن كل من بقي في الساحة لم يجرؤ على الحركة، لأنهم يعرفون أن الأمر لم ينتهِ بعد؛ فما زال العقاب الجماعي لم يُعلَن

قوانين المدّ الأحمر مكتوبة بوضوح: تحت نظام الأسر العسكرية، إذا شارك أحد من القرية في تمرد، تحمل القرية كلها مسؤولية الإشراف؛ ومن سكت فهو مذنب مثله، ومن علم ولم يبلغ فذنبه أعظم

Prev

Comments for chapter "الفصل:337"

5 1 vote
Article Rating
Subscribe
Login
نبّهني عن
Please login to comment
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
مركز الروايات
,,,

YOU MAY ALSO LIKE

imgi_2_20215883106325105
الزراعة الأبدية في فن الكيمياء
16.10.2025
a58BP2EssBYky4NCuCwlH_Mwxd9UQnooxy47Eu4tSe8
المحيط اللامتناهي: الهروب من قارب الكانو
13.10.2025
7aMXhYy45t3wZnZbOC5faDTklZGaBZOCtG8Roc9FDxU
رواية لا حاجة للتدريب يمكنني شراء مستوى الزراعة مباشرة عبر الإنترنت
16.10.2025
1lb3y2fgfri
إضافة الأصدقاء يمكن أن يجعلني أقوى
16.10.2025

© 2025 مركز الروايات. جميع الحقوق محفوظة. يمنع نسخ أو إعادة نشر أي محتوى بدون إذن مسبق.

Sign in

تسجيل الدخول

Lost your password?

← Back to مركز الروايات

Sign Up

Register For This Site.

تسجيل الدخول

Log in | Lost your password?

← Back to مركز الروايات

Lost your password?

Please enter your username or email address. You will receive a link to create a new password via email.

← Back to مركز الروايات

wpDiscuz