مركز الروايات

مرحباً 👋يبدو أن JavaScript غير مفعّل في متصفحك.يرجى تفعيله لمتابعة قراءة الفصول والاستمتاع بتجربة الموقع الكاملة.

تلميح سريع: من إعدادات المتصفح → الخصوصية والأمان → إعدادات الموقع → JavaScript → السماح للموقع.

مركز الروايات
  • الرئيسية
  • جميع الروايات
  • discord
  • مركز الروايات – من نحن وسياساتنا
    • صفحة سياسة الخصوصية
    • تواصل معنا
    • من نحن
الخيارات المتقدمة
تسجيل الدخول إنشاء حساب
  • الرئيسية
  • جميع الروايات
  • discord
  • مركز الروايات – من نحن وسياساتنا
    • صفحة سياسة الخصوصية
    • تواصل معنا
    • من نحن
الوضع الآمن للعائلة
الوضع الآمن للعائلة
  • مهارات القتال
  • أكشن
  • فانتازيا
  • فنون قتالية
  • نظام
  • محاكي
  • حسم في القتل
  • قتال
تسجيل الدخول إنشاء حساب
Prev

الفصل:335

  1. الرئيسية
  2. رواية سادة الشتاء ابدأ بالاستخبارات اليومية
  3. الفصل:335 - الفصل 335: ميناء الفجر
Prev

 

على مزلجة الجانب الجنوبي الغربي من حوض الميناء، كانت رائحة نشارة الخشب والقار والبخار تمتزج في الهواء

وقف اللورد لويس على منصة الاختبار المؤقتة، مثبتًا نظره على السفينة التجريبية التي جرى تجميعها حديثًا، النموذج الأول

كانت أول سفينة صغيرة مزودة ببنية عجلات مجدافية بخارية، أنجزتها خلال ثلاثة أسابيع مجموعة المدّ الأحمر الحرفية وفريق بناء سفن من المقاطعة الجنوبية الشرقية

كانت العجلات المجدافية على جانبي مقصورة المؤخرة ضخمة وثقيلة، موصولة بالمحرك البخاري عبر تروس

همس مايك: «استعدوا للتشغيل»

أومأ الفني، وأدار الصمام، فزأر المحرك البخاري دافعًا العجلات المجدافية إلى دوران عنيف

تفجّر الماء عند المؤخرة، لكن في اللحظة التالية اهتزّت «ميناء الفجر» بعنف وبدأ هيكلها يميل إلى اليسار

صرخ بحّار: «العجلة المجدافية منحازة لليسار»

«أسرعوا، خفّضوا الضغط، المؤخرة تهتزّ كثيرًا»

كانت العجلات تمخض الماء بجنون، لكن سرعتها جاءت أقل بكثير من المتوقع

حدّق عدة بحّارة في المشهد غير مصدّقين، وتمتم بعضهم: «حتى قاربي القديم أفضل، على الأقل ذاك لا يدور في حلقة»

لم يتحرك اللورد لويس، واكتفى بمتابعة الأمواج الفوضوية خلف المؤخرة

غير بعيد، وقف البنّاء العجوز برنارد على الشاطئ عابسًا وهو يتمتم: «يزأر عاليًا لكنه لا يمضي سريعًا»

بدأ السطح يصدر أنينًا خافتًا لالتواء الألواح

صرخ أحدهم: «حيّز القاع يهتز»

تكلّم اللورد لويس أخيرًا: «أوقفوه»

انغلق الصمام البخاري تدريجيًا، وتباطأت العجلات شيئًا فشيئًا، ثم توقفت عند منتصف الدورة مع صرير، معلّقة في الهواء كزوج من عجلات خشبية ثقيلة لم تكملا رقصتهما

مسح اللورد لويس بعينيه الشقوق القليلة على «ميناء الفجر»: «أوقفوا الدفع البخاري مؤقتًا، ستُعاد تهيئة ميناء الفجر كسفينة شراعية خالصة»

همس مايك ناصحًا: «سيدي، لِمَ لا نجرب تعديلًا، مثل إضافة مثبّت للضغط»

لوّح اللورد لويس بيده: «تسرّعت، سنبني سفنًا تقليدية أولًا، ثم نعيد النظر حين تنضج التقنية»

بعد اختبار الماء، قاد برنارد البنّائين لترتيب الموقع، بينما تولّى مايك وفريق البخار من المدّ الأحمر تفكيك البنية المجدافية المتضرّرة

وقف اللورد لويس على الشاطئ، وفي عينيه خيبة قليلة؛ فقد توقّع هذه النتيجة

تمتم: «المحرك البخاري ليس جيدًا بما يكفي، يحتاج مزيد صقل، الوقت لم يحن بعد، لكن ذاك الصغير سيفهمها في النهاية»

أمر اللورد لويس مايك بجمع كل سجلات هذا الاختبار وإرسالها إلى ورشة المدّ الأحمر ليراجعها هاملتون

وفي مزلجة حوض الميناء، ورغم تعليق خطة الدفع البخاري مؤقتًا، لم يثنِ ذلك اللورد لويس عن ورشة بناء السفن

بل اتبع نهجًا أكثر براغماتية، ولم يعد مهووسًا بإخراج سفينة «مغيّرة للعصر» بضربة واحدة

بدأ باقتراحات أساسية، مجرّبًا سلسلة تحسينات صغيرة دقيقة على الهياكل التقليدية

وبالطبع، كان معظم هذه الاقتراحات مستندًا إلى ما يتذكّره من معارف حياته السابقة

لم يكن اللورد لويس يصدر الأوامر بنبرة آمرة؛ كثيرًا ما كان يجثم قرب المخططات، يرسم في زاوية بالقلم، ثم يسأل: «لو فعلناها هكذا، هل نوفر بعض الجهد»

أول ما تغيّر كان نظام الحبال والدرافيل

اقترح استبدال الأشرعة المربعة الثلاثة ببنية هجينة من مربعة ومجنّحة، مع إدخال بكرات لتقليل مقاومة الرفع والخفض، وبعد تركيب تجريبي تضاعفت تقريبًا كفاءة رفع وخفض الشراع الرئيسي، وصار بإمكان بحّارين ماهرين فقط إنجاز ما كان يحتاج أربعة

هزّ مايك رأسه مرارًا وهو يثني على اللورد لويس بوصفه نابغة

أما البنّاء العجوز برنارد الواقف بالجوار فعبس وهمس: «هل سينجح هذا أصلًا»

فهذا اللورد الشاب ليس صانع سفن، وفشل السفينة البخارية زاد قناعته بذلك، وباعتباره صانعًا فخورًا فقد ضاق بهذا التدخل

راقب برنارد اللورد لويس وهو يجثو عند جانب السفينة يرسم مسارات الحبال، ثم يميل رأسه ليسأل: «لو استبدلنا بكرة صارية المقدمة بنمط ثنائي المحور، هل نقلّل صعودًا واحدًا إلى الصارية عند لَفّ الشراع»

تأمّل الرسم قليلًا قبل أن يفهم مقصد اللورد لويس، ثم أجاب: «نظريًا نعم، لكنه يزيد خطر الانزلاق»

«فلنجرّبه أولًا»

هزّ برنارد رأسه موافقًا بابتسامة مهذبة، لكنه كان في داخله غير مقتنع

لقد رأى نبلاء يتدخلون في أعمال الحرفيين من قبل، يستمع أحدهم إلى بعض مبادئ بناء السفن ثم يظن أنه قادر على تحسين الهياكل، والنتيجة سفينة سليمة لا تلتقط الريح

ولأنه خَبِر مثل هذه المواقف، أمر أحدهم بتركيب مجموعة تجريبية وفق الرسم، متوقعًا أنه حين تفشل، سيتعظ «عبقري بناء السفن» هذا تلقائيًا

لكن النتيجة جاءت على غير المتوقّع: دارت البكرات بسلاسة، وانبسطت الأشرعة وانطوت بانسياب، ولم تعلق الحبال أو تنزلق

كانت الكفاءة مذهلة

تمتم برنارد غير قادر على كتمان دهشته: «هل يعمل حقًا»

عاد يتفحّص تجاويف البكرات، فإذا بها أشد انتظامًا ونعومة من تلك التي صمّمها بنفسه

في تلك الليلة، عاد سرًا إلى الورشة، ورسم المخطط مرة أخرى، وأضاف على الهامش سطور ملاحظات

في اليوم التالي، حضر اللورد لويس لتفقّد الورشة، فألقى نظرة على البنية المركبة تجريبيًا، وقال بهدوء من دون مباهات: «هذا الجزء ما زال قابلًا للتحسين، لكنك أنت من يفهم السفن حقًا، قرّر كيف تعدّله»

لاذ برنارد بالصمت لحظة ثم أومأ: «مفهوم يا سيدي»

وهذه المرة، كان قد فهم حقًا

عندما انحسر المدّ جنوب غرب حوض الميناء، دوّى «طنين» خافت من مزلجة الورشة

امتد مساران سميكان من خشب البلوط من المزلجة إلى الخليج، وعلى سطحيهما آثار قشور ملحية يابسة

وقف برنارد إلى جانب، وحدّق في نهاية المزلجة وهمس: «منسوب المدّ مناسب، والسدّ لم يرتخ، يمكننا الإطلاق»

لم يُجب راسل، واكتفى بإدارة رأسه نحو وسط المزلجة، حيث كانت السفينة التي لم تُسمَّ بعد جاهزة

سمّى اللورد لويس هذه السفينة «ميناء الفجر»

كانت أول سفينة تُدخل رسميًا في خدمة ميناء الفجر، وأول هيكل قتالي-نقلي يولد ضمن منظومة إنشاءات المدّ الأحمر

كان طول الهيكل نحو 17 مترًا وعرضه خمسة أمتار ونصف، وقاعدته من بلوط شمالي محلي

أمّا حبال الأشرعة، وقد حسّنها اللورد لويس بنفسه مع نظام البكرات، فأتاحت لبحّارين ماهرين فقط رفع الشراع الرئيسي بسرعة

كانت الحجرات السفلية مجهّزة بالفعل؛ توضع الأشياء الثقيلة موحّدة في القاع، ومساكن المعيشة في المؤخرة، وأبواب مانعة للماء عند طرفي الممرات، مع إضافة قنوات تصريف

وُفظت مساحة تركيب لمحرك بخاري عند المؤخرة، لكنها غير مستخدمة بعد

ولم تُهمَل الحماية؛ فجانبا الهيكل يحويان نقاط سكة منزلقة لتركيب مؤقت لقاذفات أو أسلحة اشتباك

ورُكّبت مسبقًا قاذفتا قنابل سحرية في القسم الأوسط، تقابلهما 16 قنبلة سحرية احتياطية في المخزن، محكمة ومقاومة للصدمات

وثُبّت في المقدّمة مدقّ قابل للفك، لتحطيم زوارق رجال البحر أو سفن الاعتراض

استخدم الطاقم أقواس نشاب قصيرة ورماحًا بمعيار المدّ الأحمر، مع حوامل مخصّصة على جدران الحجرات لسهولة الالتقاط

وقف برنارد يفحص وصلات المقدّمة مع العارضة، ثم رمى نظرة حذرة إلى الحبال بين الصارية والبكرات

«فريق المزلجة، استعداد»

لوّح راسل بيده إلى الخلف، فشغّل عدة حرفيين الرافعة البخارية على العربة

«طَق طَق طَق»

بدأت «ميناء الفجر» الثقيلة تتحرك ببطء، تنزلق على مساري البلوط نحو حوض الميناء

تعالت من السطح هتافات قصيرة: «أحكموا الشد»

حدّق صانعو السفن على جانبي المزلجة في نقاط الاتصال السفلية، يخشون شرارة عارضة من الاحتكاك

لكن الانزلاق جاء أسلس مما ظنّوا؛ لم تمِل المقدّمة، ولم تتمايل المؤخرة بوضوح عند دخول الماء

غطّى خط الماء الطلاء الأحمر السفلي تمامًا، ما دلّ على أن ضبط مركز الثقل جاء وفق التوقع

راقب راسل الهيكل يطفو بثبات فتنفّس مرتاحًا: «ستنجح»

وانطلقت هتافات الحرفيين والبحّارة الواقفين على الشاطئ

تابع دائمًا من المصدر الأصلي: موقع مركز الروايات. مكتبة بلا إعلانات وقراءتك معنا تضمن استمرار الترجمة.

وقف اللورد لويس على درجات الرصيف، وعيناه هادئتان

قال إليه إليوت بخفوت: «سيدي، كل شيء سار بسلاسة»

أجاب اللورد لويس بهدوء: «على الأقل لم تغرق، تابعوا»

كان البنّاء العجوز برنارد على متنها قد تولّى القيادة

وبجواره أربعة من أفراد الطاقم المهرة وفنيّان شابّان

اختبار اليوم لم يكن إبحارًا فقط، بل لتأكيد أنها سفينة قادرة على القتال أيضًا

أصدر برنارد أوامرَه: «ارفعوا الشراع الرئيسي قسمًا واحدًا، وافتحوا ثلث شراع المقدّمة، التفاف بطيء إلى الميسر، اختبار مع الريح»

تسلّم الدفّةَ الملاحون بسرعة، وفعّل فريق الأشرعة البكرات، فرفعت القضبان والنظام المضاد للثقل الشراعين بسلاسة، وانبسطت الأشرعة في الريح، وبدأ الهيكل كله ينساب ببطء نحو الجهة الخارجية من حوض الميناء

شقّ الهيكل أقواسًا لينة عدّة في الخليج الداخلي؛ استجابة التوجيه جيدة، وتصحيح المسار مستقر

وبدأ بعض الطاقم تغييرات مواقع على السطح، مقيّمين كفاءة المناورات في نقاط مختلفة

وبينما كان الرماح وأقواس النشاب القصيرة تُتداول بالتناوب، نفّذ الفرسان تغييرات تشكيل قتالي معيارية ضمن المساحة المحدودة للسطح؛ ورغم أنها مناورة تدريبية، جاءت حركاتهم نظيفة وانتقالاتهم منظّمة

أبلغ برنارد: «نسبة مساحة السطح مناسبة، لا تصادمات عند الالتفاف، وعرض الحجرات لم يُضغط بشدة، فتبديل المواقع سلس»

جاء دور اختبار الهجوم البعيد

«حضّروا القنابل السحرية»

كان الهدف طوفًا يطفو على بُعد 50 مترًا، يعلو ويهبط برفق مع سطح الماء

«جاهزون، أطلقوا»

ارتسمت القنبلة السحرية الأولى في قوس منخفض وهبطت منحرفة قليلًا، لكنها انفجرت على حافة الهدف

انفجرت سحابة من ضباب أبيض فوق البحر، وتحطّم الإطار الخشبي في مركز الانفجار، وارتفع عمود ماء بعدة أمتار

قال برنارد بهدوء: «انحراف طفيف، عدّلوا الزاوية»

أصاب الإطلاق الثاني مركز الطوف، وعاد صدى الانفجار عبر الماء، لكن هيكل «ميناء الفجر» لم يُبدِ اهتزازًا غير طبيعي

غمض اللورد لويس قليلًا وهو على الشاطئ ثم قال: «لم يصل الصدى إلى قاع الحجرة، إذًا طبقة امتصاص الصدمات متينة»

أومأ إليوت: «يمكن استخدامها في القتال الفعلي كوسيلة هجوم بعيدة»

دارت «ميناء الفجر» ثلاث مرات في حوض الميناء

وقف برنارد عند الدفّة، وقد ارتخى وجهه أكثر بكثير مما كان في البداية

عدّل الأشرعة قليلًا، ثم أبحر مسافة قصيرة بمحاذاة السدّ الشمالي

كانت الريح غير قوية لكنها مستقرة بما يكفي، واستجابة السفينة فاجأته

صرخ نحو الشاطئ: «يمكنها دورة أخرى»، وحَرّك قدمه قليلًا فشقّ الهيكل قوسًا جديدًا

كان هذا اختبارًا إضافيًا اقترحه بنفسه

لم يكن ضمن الخطة، لكن لم يعترض أحد، إذ إن كل من كان على شاطئ الميناء وقتها أراد رؤيتها تدور مرة أخرى

بعد إتمام الدورة الرابعة، سُحبت الأشرعة ببطء

بدأت «ميناء الفجر» رحلة العودة، تقترب من الرصيف الرئيسي عبر قناة المزلجة الأصلية، بلا انحراف

تمتم برنارد: «تم الأمر»

وفي اللحظة التالية دوّى هتاف عظيم من الرصيف

«يحيا ميناء الفجر»

«يحيا اللورد»

وضع مايك قلم دفتر السجل وهمس: «ثابتة»

نزل برنارد من الجسر، ومشى إلى الشاطئ، وأدى تحية قياسية للورد لويس: «تقرير، يا سيدي، لقد عادت ميناء الفجر بنجاح» فقال اللورد لويس رافعًا يده: «حسن جدًا، تُعتمد ميناء الفجر رسميًا نموذجًا أوليًا لأول طراز يُنتَج على نطاق واسع في ميناء الفجر

أنشئوا أرشيف إجراءات معيارية يشمل تهيئة حبال الأشرعة ونِسَب المواد وعمليات التجميع

وبالاستناد إلى سجلات التجربة البحرية اليوم، تُسلّم كل التفاصيل إلى مجموعة الحرفيين لمزيد من التحسين»

توقّف اللورد لحظة ثم أمر بلهجة عميقة: «خلال شهرين، أريد رؤية ست سفن مماثلة تُطلق»

تبادل مايك وبرنارد نظرة سريعة، ثم أومآ معًا: «مفهوم»

مسح اللورد لويس بنظره كامل «ميناء الفجر»، حتى استقرّ على الشعار المصقول للسفينة

لقد أتمّت أول سفينة في ميناء الفجر للمرة الأولى دورة التصميم والبناء والإطلاق والتجارب البحرية

لم تكن مثالية، لكنها كانت نجاحًا

قال لإليوت: «سيتوقّف عمل الميناء كله الليلة ليوم راحة، كُلوا لحمًا واشربوا نبيذًا واحتفلوا»

ساد صمت قصير على الرصيف، ثم انفجر هدير هتاف كالمدّ: «يحيا اللورد»

«هناك وليمة الليلة»

رفع أحد الحرفيين مطرقته عاليًا، وقفز بحّار مباشرة إلى حوض الميناء مبتلًا من رأسه إلى قدميه وهو يصرخ ويضحك كطفل

وقف مايك إلى جانب اللورد لويس مبتسمًا وهمس: «علينا إبلاغ المطبخ باكرًا، وإلا ستُنتزع القدور انتزاعًا الليلة»

مع المساء، نُصبت صفوف من مواقد الشواء مبكرًا في الساحة المفتوحة غرب الميناء، وأقيمت مصدّات رياح بسيطة قرب البحر

نُظّفت أسماك البحر الطازجة وشُكّت على قضبان حديد مع لحم مدخّن، تفوح منها روائح شهيّة

وأشرف طهاة مهرة جُلبوا من مدينة المدّ الأحمر على مجموعة من الشبان في تقليب الملاعق

غير بعيد، أُقيم منصب مؤقت لبراميل النبيذ، يُسكب منه الشراب في كؤوس خشبية كبيرة ليتناقلها الناس

لم يقف اللورد لويس في المقدّمة، ولم يتعمّد إلقاء خطاب

بل جلس بهدوء على كرسي ذي ظهر عالٍ قريبًا، يتلقّى الكوب الخشبي من يد إليوت، مصغيًا لصلصلة الكؤوس وضحكات وصيحات من حوله

كان احتفالًا حقيقيًا يخصّ عمّال اليد

حين استيقظ اللورد لويس، لم يكن الفجر قد انبلج تمامًا

حرّك ذراعه، فشعر أولًا بدفء قريب ثم سكينة أنفاس هادئة، ففهم أنه كان نائمًا قرب شخصه العزيز، فاكتفى بابتسامة قصيرة من غير تفصيل

فتح عينيه ببطء، ولاحت له خصلة شعر أبيض على عنقه، فتذكّر سيف التي طال شعرها، وكان يبرز ملامح أصولها العشائرية القوية وهي نائمة بهدوء

كانت لا تزال تغطّ في النوم، حاجباها مسترخيان، ويدها على بطن اللورد لويس في ألفة صامتة

لم يُصدر اللورد لويس صوتًا وقال بلطف: «ها قد مرّ قرابة نصف شهر، ولا بوادر بعد»، لا على سبيل الخيبة ولا المزاح، بل تقريرًا هادئًا لحالٍ ينتظر نتائجه

كان من المفترض أن يسهّل ميلاد أورفيوس المضيّ في خطة الإنجاب، لكن الأمور لم تُثمر بعد

بقيت إميلي في مدينة المدّ الأحمر للإشراف على الشؤون ورعاية أورفيوس

أمّا سيف فرافقتْه إلى الميناء هذه المرة، تتولّى شؤون الميناء والدفاع البحري ومفاوضات توطين بعض الصيادين

تخلّص اللورد لويس برفق من بين ذراعيها من غير أن يوقظها، وارتدى رداؤه ومشى إلى النافذة

كان الفجر يتشكّل خارج النافذة، ومن بعيد تناهت إلى سمعه خطى العمّال وأصوات نقل الخشب من جهة الميناء

قال لنفسه: «لِنَرَ ما حظّ اليوم»

مدّ يده اليمنى، ولوّح في الهواء، فظهرت واجهة شفّافة تتدفّق عليها سطور من النص أمام عينيه

اكتمل تحديث المعلومات اليومي

Prev

Comments for chapter "الفصل:335"

5 1 vote
Article Rating
Subscribe
Login
نبّهني عن
Please login to comment
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
مركز الروايات
,,,

YOU MAY ALSO LIKE

absolute-regression
الانحدار المطلق
10.10.2025
naruto-reborn-with-the-template-system
ناروتو: الميلاد الجديد مع نظام القوالب
15.10.2025
7aMXhYy45t3wZnZbOC5faDTklZGaBZOCtG8Roc9FDxU
رواية لا حاجة للتدريب يمكنني شراء مستوى الزراعة مباشرة عبر الإنترنت
15.10.2025
Ok-1
اللص الأعلى: أستطيع سرقة كل شيء!
05.10.2025

© 2025 مركز الروايات. جميع الحقوق محفوظة. يمنع نسخ أو إعادة نشر أي محتوى بدون إذن مسبق.

Sign in

تسجيل الدخول

Lost your password?

← Back to مركز الروايات

Sign Up

Register For This Site.

تسجيل الدخول

Log in | Lost your password?

← Back to مركز الروايات

Lost your password?

Please enter your username or email address. You will receive a link to create a new password via email.

← Back to مركز الروايات

wpDiscuz