الفصل:334
- الرئيسية
- رواية سادة الشتاء ابدأ بالاستخبارات اليومية
- الفصل:334 - الفصل 334: راسل في ميناء الفجر
بدأت معالم كاسر الأمواج تظهر
اصطفت الأوتاد الإرشادية تثبّت مدخل القناة كأنها خيط
انزلقت النواقل العاملة بالتروس على طول الشاطئ، تدفع بثبات العوارض الخشبية الثقيلة إلى قواعدها
تأرجحت الرافعات الجسرية العلوية على المسارات المرتفعة، تتدلى منها حبال غليظة ترفع كتل الغرانيت وتضعها واحدة تلو الأخرى
كان المراقب ينسّق طابور العمل عند طرف، وفي الوسط كان أحدهم يختبر آلية إقفال ذراع الرافعة
وقف راسل، بصفته المدير التقني لميناء الفجر، على نقطة مرتفعة من المنحدر وذراعاه معقودتان، يحدّق في صف الأوتاد التي دُقّت تريًّا
ظل ساكنًا حتى توقفت عملية دق الأوتاد، ثم أومأ إيماءة خفيفة
لمحَه العمال على الشاطئ فحيّوه قائلين: “السيد راسل”
ولم يجد أحد في ذلك اللقب ما يثير الاستغراب
لم يرد راسل، واكتفى بإيماءة باهتة
لكن في داخله تولّد شعور لطيف، فهذا الميناء، وهذا السد، جعلاه يشعر بقدر من المشاركة — بل بالفخر
كان راسل في الأصل حرفيّ موانئ تابعًا لعائلة كالفين، ورغم أنه يُعدّ مراقبًا، فإن الحرفي داخل نظام العائلة يظل في النهاية حرفيًا
ومع ذلك، كان راسل راضيًا كونه من عامة الناس، تزوّج وأنجب، وراح يراكم الأقدمية ببطء
كان ينوي أن يقضي عمره حارسًا للسدود في الجنوب الشرقي، ثم حين يتقدم به السن يبعث ابنه إلى مدينة المَد ليكون مراقبًا، حياة كهذه وإن لم تكن لامعة فهي ناجحة
حتى جاء يوم بدد أمرٌ فيه خططه
فقد أعلنت عائلة كالفين إرسال شخص لمعاونة “السيد الصغير الثامن” في بناء ميناء في الشمال، وكان هو صاحب الحظ العاثر المختار
في الظاهر قيل إنه تقدير، لكنه كان يعلم في داخله أن مثل هذه المهمة تُعد في نظر العائلة ضربًا من النفي
لم ينم راسل تلك الليلة، فودّع زوجته وأولاده واحدًا واحدًا، ورتّب شؤونه
ظن أنه ذاهب إلى موته
وعلى الطريق شمالًا رأى ما يكفي من التربة المتجمدة والخرائب والناس الجياع والرياح والثلوج التي لا تنتهي
إلى أن وصل مدينة المدّ الأحمر وفهم أن الشمال ليس الأرض الهمجية التي تخيّلها
كانت تلك المدينة أكثر نظامًا وازدهارًا من كثير من المدن الكبرى في الجنوب الشرقي
لأول مرة فكّر أن الأمور قد لا تسير نحو الأسوأ بالضرورة
لكن حين وصل موقع إنشاء ميناء الفجر وطأ السبخات، فهبط قلبه مجددًا
عمل في سبعة مشاريع موانئ في الجنوب، وكان يكفي أن يخطو على الأرض حتى يعرف كم سيتطلب الردم من حجر
كان يعرف أي أرض تحتمل سدًا وأيها ينهار
وهذه لم تكن أرضًا أصلًا، بل رمال متحركة تبتلع الناس
“هذه السبخة قد تبتلع ميناءً كاملًا” كان هذا أول انطباع لدى راسل عن ميناء الفجر
وما أقلقه أكثر هو السيد لويس شديد الحداثة سنًا
رأى راسل بعينيه عواقب تدخّل النبلاء في المشاريع
أحيانًا تكفي جملة من نوع “أرى أن خط هذا السد يمكن نقله إلى هناك” لتضيف نصف عام إلى مدة إنشاء ميناء
ومن مجرد النظر إلى اختيار الموقع عرف أن السيد لويس لا دراية له ببناء الموانئ
في ذلك الوقت كان راسل يقف كل يوم عند الماء الموحل صامتًا في الظاهر، لكنه يخطط في داخله لاستراتيجية تراجع إن وقع الفشل
فهو لم يرد أن يدفن تحت مشروع نبيل سيئ التصور
لكن حين عزم راسل على أن يمضي خطوة فخطوة، فاجأه لويس
جمع السيد الشاب اجتماعًا صغيرًا للإدارة من دون مجاملات زائدة، دخل مباشرة إلى صلب المشكلة ورفض الكلام الفارغ
قسّم هدف إنشاء الميناء العملاق إلى مهام مرحلية، وحدّد عُقدًا زمنية ومسؤولين لكل خطوة، بل أدرج خطط طوارئ واحدة تلو أخرى
الأجواء السلبية التي خيّمت بسبب السبخات وأوبئة الأسماك وتذبذب المعنويات تلاشت سريعًا تحت تلك الخطة الواضحة، وحلّت محلها شرارة دافع تعاوني
وفي الأيام التالية لم يتجاوز السيد لويس صلاحياته ولم يُملِ تفاصيل
ظل يتفقد الموقع يوميًا لكنه لم يتدخل في خصوصيات التنفيذ
وكلما خطر له اقتراح جديد دوّنه في دفتره وترك لمايك وراسل أن يقررا إمكان تطبيقه
“أنتما الخبراء هنا”
“إن قلتما إنه ممكن، فنفّذاه بطريقتكما”
كان صوته هادئًا وهو يقول هذا، لكنه حمل ثقة طبيعية
ولأول مرة أمام نبيل شعر راسل باحترام غريب، ليس استعراضًا، بل معاملة الحرفيين كجزء حقيقي من الفريق
وما أدهشه بعد ذلك أداتان جديدتان جاء بهما اتحاد حرفيي المدّ الأحمر إلى ورشة الميناء
إحداهما تُدعى الرافعة الجسرية، تنزلق بسلاسة على مسارات موضوعة مسبقًا، وتستخدم ونشًا لرفع قطاعات كاملة من الخشب
والأخرى ناقلة تعمل بالتروس، وبمعونة البخار وسلسلة نقل تتيح لاثنين أو ثلاثة دفع مئات الأرطال من الحجر من دون عمالة إضافية
أول مرة رأى فيها الرافعة ترفع حجر أساس ثقيلًا وتُنزلُه بثبات على خط المحاذاة، وقف راسل جانبًا يكاد يظن أن عينيه خدعتاه
تفحّص بعناية الأثقال الموازنة والبكرات، وتأكد أن الأمر ليس سحرًا ولا حيلة بارعة، بل منتج مُنجز قائم على المكوّنات والحسابات
وبالنسبة لراسل الذي قضى عمره حرفيًا، كان هذا أمرًا عجيبًا بلا سحر
تمتم: “إنها تعمل فعلًا… تعمل”، وقد أعياه الوصف
وما أدهشه أكثر أصل تلك الأدوات
فهي ليست طرقًا موروثة عن معلّم قديم، ولا تعديلات خاصة لحرفي مُسن
قال حرفيو المدّ الأحمر بوضوح إن التصاميم الأولية لكلا الجهازين رُسمت على يد السيد لويس
قال مايك لراسل: “الرافعة الجسرية صمّمها بنفسه العام الماضي في نموذج أولي”
كان مايك أكبر منه سنًا، مدير ورشة المدّ الأحمر، جهوري الصوت ويميل إلى الخشونة قليلًا، لكنه كان يتحدث عن السيد باحترام ثابت
“وأما ناقلة السلسلة فكان أصلها على آلات دراس القمح، وهي بنية عبث بها السيد لويس وعدّلها”
في البداية حسب راسل هذا الكلام مبالغة من مايك
لكن كلما رأى وفهم بدأ يسأل مايك عن أساليب تشغيلها، شيئًا فشيئًا تقبّل تقنيات طراز المدّ الأحمر
غير أنّ ما جعله يشعر بالاختلاف حقًا لم تكن التقنية، بل المنظومة
كان في الموقع يوميًا قوائم فحص وتقارير
من المسؤول عن المهمة، وما التقدم، وهل أُنجزت التسليمات، وهل سُجلت الأخطاء — تُعلَّق أوراق عند مدخل الورشة يطّلع عليها الجميع
لم يملك نفسه وسأل مرة: “ما فائدة هذا”
أخرج مايك عدة وثائق وأراه أمثلة وقال: “قال السيد لويس إن التقنية مهمة، لكن الأنظمة مهمة كذلك”
ومع ذلك لم يُولِ راسل تلك الجداول المزعومة ومسؤولياتها بالًا
قضى عمره في العمل ويعرف ما يحرك المشروع حقًا
ليست الخطط المكتوبة على الورق، بل خبرة الموقع والإحساس والصيحات
بل رأى أن تدوين عمل الحرفيين في جداول شيء متكلّف قليلًا
“الموقع ليس مدرسة”، هكذا فكّر آنذاك
لكن راسل لم يكن يملك حق منع مايك من تطبيق هذه المنظومة في إنشاء الميناء
في البداية لم يألف حرفيو المقاطعة الجنوبية الشرقية ذلك
تذمر الحرفيون من ملء الجداول الممل، وكره قادة الفرق تجزئة المهام، وواصل بعضهم الجدولة من الذاكرة كما كانوا
لأيام لم تظهر مشكلات كبيرة، حتى وقع خطأ غير صغير: تأخرت دفعة من حجارة الأساس بسبب تعارض في جدولة النقل، فتوقّف قسم كامل من السور يومًا كاملًا
أخرج مايك تلك الورقة ببساطة، وحدّد مهام الأشخاص المعنيين وفق الجدول الزمني، ثم أعاد ترتيب العمل وفق القواعد وفرض عقوبات معقولة
فلم يجرؤ أحد بعدها على تجاهل تلك الجداول، وفي أقل من يومين لحق المسار بالموعد، بل أنهى قبل الخطة بنصف يوم
وقف راسل يراقب آثار تلك الاستمارة تتكشف واحدًا واحدًا، فالمسؤوليات واضحة من نظرة، وإن ظهر خلل فلا مجال للتنصل
والتسليمات الواضحة منعت تمرير العبء للغير، فأصبحت المعالجات أسرع
وفوق ذلك، صار كل من يشارك يفهم المعنى الحقيقي لعمله
لم يعودوا يُدفعون إلى العمل دفعًا، بل رأوا أنفسهم جزءًا فاعلًا من المشروع كله
وكان هذا أكثر ثباتًا وكفاءة وأقل خصومة من أي موقع بناء رآه من قبل
اعترف راسل بأن هذا الأمر بالغ الفاعلية
تلك الليلة جلس في غرفته يقلب بطاقة العملية لذلك اليوم طويلًا
ولم يقتصر التغيير على العمل، فحياة راسل كانت أكرم بكثير مما تخيّل
يسكن الآن منزل قبة تابعًا للمدّ الأحمر غير مكتمل تمامًا، خصصه له ميناء الفجر
يبدو متواضعًا من الخارج، لكنه جاف ودافئ ومجهز من الداخل، أفضل بأضعاف من بيته الآجري في الجنوب
ليلًا تتوفر مياه ساخنة للاستحمام، وأحيانًا يسمع موسيقى وحوارات قادمة من مسرح الميناء
تمتم راسل: “عروض كل يوم”
لم يُعر الأمر اهتمامًا أولًا، لكنه في ليالٍ فراغ لاحقة وقف خارجًا واستمع لمقاطع قليلة
ثم ما لبث أن زاحم ودخل بين الجمهور
معظم المسرحيات تحكي قصص الشمال القديمة، وبعضها الجديد يروي كيف صدّ فرسان المدّ الأحمر غارات البرابرة، أو كيف أنقذ مخزن غلال مدينة المدّ الأحمر الحبوب وقت اجتياح الحشرات
وكانت كلها تدور حول السيد الشاب
كان السيد لويس على الخشبة شمسًا كبرى للشمال، يقاتل في ساحة المعركة ويحمي الشمال
جلس راسل وسط الحشد يشاهد، ولا يدري لماذا انقبض قلبه، وفكّر: “السيد لويس سيد من نوع مختلف”
فضلًا عن الأجر
كان الأجر الأساسي ثلاثة أضعاف ما في الجنوب، يُدفع شهريًا، مع مكافآت فصلية وبدلات وظائف خاصة ومخاطر تشغيل
والأهم أن أحدًا لم يعامله كخادم
حتى فرسان المدّ الأحمر كانوا ينادونه “السيد راسل”
اعتاد لسنوات أن يعمل مطأطئ الرأس، فاستغرب اللقب في البداية، والتفت أكثر من مرة ظانًّا أنهم يقصدون غيره
سأل راسل مايك على انفراد، وكذلك بعض حرفيي المدّ الأحمر
قال مايك وهو يشرب الخمر بجدية: “الأمر أفضل في المدّ الأحمر، بيوت منفصلة، والأطفال يذهبون إلى المدرسة، وهناك إعانات عمل”
وما حرّك مشاعر راسل أكثر أن لويس ناداه مساءً وقال له
“إن كنت مستعدًا للبقاء في الشمال فلن تكون مجرد كبير حرفيي ميناء الفجر، بل أريدك أيضًا أن تنضم إلى إدارة حرفيي المدّ الأحمر بوظيفة نائب مدير، تساعد مايك في إدارة نطاق أوسع من الورش، ولن أُرغمك، فكّر على مهلك”
عاد راسل إلى غرفته تلك الليلة، وجلس إلى الطاولة شاردًا زمنًا طويلًا
لم يكن راسل يبتغي منصبًا رسميًا ولا حفنة ذهب إضافية، وإنما رأى نفسه مرغوبًا فيه بحق
وبدأ يفكر في إحضار زوجته وطفليه إلى الشمال، وكان يعلم في داخله أن الشمال غير مستقر، وأن ميناء الفجر بالكاد وضع أساسه، لذا وجب أن يراقب أكثر
لكنّه بدأ يأخذ الأمر على محمل الجد
في الجهة الشرقية من منطقة الميناء ضجّت الرافعات وآلات دق الأوتاد بلا انقطاع
وفي الجنوب الغربي من الخليج الداخلي تشكّل في هدوء نطاق آخر أقل صخبًا لكنه لا يقل تركيزًا
ذلك هو ورشة بناء السفن في ميناء الفجر
كان الخليج الداخلي أمواجه هادئة ومدّه رفيقًا وارتفاعه كافيًا لا يغمره الماء، ولا يبعد سوى مئة خطوة عن القناة الرئيسية لحوض الميناء
في التخطيط الأولي حدّد لويس هذا الموضع بوصفه “قاعدة ورشة السفن” لبناء الدفعة الأولى من السفن التجريبية
وقد ثُبّت الآن منزلَقَان طويلان تحت الرمل بإحكام على يد الحرفيين
وتمتد المنزلقات، بأحواض من البلوط وتشحيم بزيت الحيوان، إلى المياه الضحلة، فإذا اكتمل بدن السفينة يكفي شد سلسلة المرساة كي تنزلق إلى البحر مع الميل
أما الورشة نفسها فما تزال قيد الإنشاء، لكن جرى تقسيم النطاق الأساسي إلى خمس محطات عمل مرتبة على التوالي لأربع عمليات هي وصل العارضة، وإحكام الحجرات، ونصب الصاري، واختبار البخار
وترك الفضاء الأعمق في الخليج ساحة تخزين، رُصّت فيها اليوم أخشاب مختارة من البلوط والصنوبر أكوامًا منتظمة، ورائحة الخشب المُجفّف والقار في الجو
كان البلوط المادة الحاسمة للعارضة، أساس صناعة السفن، وقد ظن لويس في البداية أنه لا بد من نقله من المقاطعة الجنوبية الشرقية
لكن ذلك يعني نقلًا بعيدًا وكلفة مضاعفة، والأسوأ أن معظم تلك الأخشاب تحت احتكار عائلة كالفين
ومع أن لويس ابن الدوق كالفين، فقد كان عسيرًا عليه التحكّم في وتيرة التوريد، وأي تغير طفيف يضعه في موضع ضعف
وكانت تلك بالذات الحال التي لا يريد رؤيتها
غير أنه قبل أيام من توجه أسطول تجّار كالفين إلى الجبهة الجنوبية الشرقية لبحث الأخشاب، علم لويس عبر تقارير يومية بوجود بلوط طبيعي ممتاز في الشمال
فأوفد على الفور مبعوثًا خاصًا يحمل غلال إقليم موجة القمح، ليزور بنفسه ذلك الإقليم النائي
لا مساومة ولا عقود طويلة، بل شرط مباشر مغرٍ واحد: “حبوب مقابل بلوط”
ولم يتردد السيد هناك لحظة، فهوت الفؤوس في أرجاء الإقليم، ونُقلت جذوع البلوط المقشورة إلى ميناء الفجر تباعًا
في موانئ ساحل الإمبراطورية كانت الطرز السائدة سفنًا خشبية شراعية ذات صاريين أو ثلاثة
بُنية البدن عادة خشبية مطلية بالشحوم، وتعتمد قوة الريح لملء الأشرعة، ومع بضعة بحّارة مهرة تعبر البحار
جرّبت بعض العائلات النبيلة في الجنوب طرائق أحدث، فركّبت أفران طاقة سحرية في سفنها
كانت سريعة فعلًا، لكنها باهظة، والأهم أنها غير مستقرة
فإذا اشتدّت الرياح والأمواج اندلع اللهب تحت الصاري، وربما تشققت ألواح السفينة
لم يَعُد من استخدمها من الأساطيل التجارية يذكرها، مفضّلًا مضاعفة زمن الإبحار
ولذلك حين طرح لويس سفنًا تعمل بالبخار بلا سحر، استغرب كثير من الحرفيين
“نحرق الماء بالنار كي تدور العجلات” كان هذا أكثر تساؤل سُمع في الميناء
لكن لويس لم يطل الشرح
طرح ثلاثة مصطلحات فقط: محرك بخاري، نقل بالتروس، ودفع بعجلة مجداف
لم يكن هذا نسخًا مباشرًا لأي طراز قائم، بل نواة سفينة محيطية بطراز المدّ الأحمر التي أمل أن تُبنى في الشمال
قد تكون معقدة، وربما ما تزال غير ناضجة، لكنها تستطيع اجتياز رياح البحر والتيارات التحتية من دون سحر ولا طاقة رياح
قال للحرفيين: “لا أتوقع نجاحها من المحاولة الأولى، لكن علينا على الأقل أن نخطو الخطوة الأولى، هذه سفينتنا”