مركز الروايات

مرحباً 👋 يبدو أن JavaScript غير مفعّل في متصفحك. يرجى تفعيله لمتابعة قراءة الفصول والاستمتاع بتجربة الموقع الكاملة.

تلميح سريع: من إعدادات المتصفح → الخصوصية والأمان → إعدادات الموقع → JavaScript → السماح للموقع.

مركز الروايات
  • الرئيسية
  • جميع الروايات
  • discord
  • مركز الروايات – من نحن وسياساتنا
    • صفحة سياسة الخصوصية
    • تواصل معنا
    • من نحن
الخيارات المتقدمة
تسجيل الدخول إنشاء حساب
  • الرئيسية
  • جميع الروايات
  • discord
  • مركز الروايات – من نحن وسياساتنا
    • صفحة سياسة الخصوصية
    • تواصل معنا
    • من نحن
الوضع الآمن للعائلة
الوضع الآمن للعائلة
  • مهارات القتال
  • أكشن
  • فانتازيا
  • فنون قتالية
  • نظام
  • محاكي
  • حسم في القتل
  • قتال
تسجيل الدخول إنشاء حساب
Prev
Next

الفصل:332

  1. الرئيسية
  2. رواية سادة الشتاء ابدأ بالاستخبارات اليومية
  3. الفصل:332 - الفصل 332: كارثة الحوريين
Prev
Next

 

كانت مدّات الليل تتدافع، والظلال تثقل طرف السدّ

حبس فريق من الفرسان أنفاسهم، يكمنون في الظلال، يلتفون برداءات رمادية

لكن الجوار كان ساكنًا على نحو مُقلِق، بلا أثرٍ لحرب

قال فارس شاب، وقد عجز أخيرًا عن كتمانه: هل سيأتون حقًا

قطّب إليوت حاجبيه قائلًا: هدوء، قال السيد لويس إنهم سيأتون إذن سيأتون

ثم استدار وهمس للملازم خلفه: هل نُقلت الأخشاب وبراميل الزيت إلى هنا

أجاب: نُقلت كلها، ولم تبقَ سوى هياكل خشبية متهالكة، لا بأس إن احترقت تلك

أومأ إليوت وقد شعر بالاطمئنان، وظل يحدّق في الماء الداكن

بعد لحظةٍ شقّ الليلَ دويّ هائل

إثره اندفع سمك أعماقٍ عملاق، طوله يتجاوز 10 أمتار، تسوقه مجموعة من الحوريين، ليصطدم بالسدّ

اهتزّت الأوتاد الخشبية، وانطلقت كتل الطين إلى السماء، وتهاطل الماء كأنه وابل سهام

سادت الفوضى معسكرَ ميناء الفجر، وتعالت الضوضاء، وفرّ العمّال المتنكّرون بلباس الجنود في كل اتجاه

ابتسم قائد الحوريين في الظلال ابتسامةً خفيفة: الخطة نجحت

وفي الوقت ذاته، كان عشرات الحوريين يتسلقون بصمتٍ ظلالَ السدّ على الجانب الآخر

انبثّ من حراشف الحوريين لمعانٌ غريب، وطلِيَت رماحُ عظامهم بسُمّ، وانتفخت الأكياس على ظهورهم، تفوح منها رائحة زيت المصابيح بخفاء

ليس كل الحوريين وحوشًا بلا عقل، فجزءٌ صغير منهم احتفظ بذكائه، بل وتفوّق على البشر العاديين

لذا دبّروا خُدعة إلهاء، محاولين تدمير هذه المعسكرات البشرية الطارئة واسترداد ساحلهم الخلفي

وبالطبع لم يدركوا أن البشر الماكرين يملكون القدرة على استباق الخطوات

الآن صرخ إليوت، وانفجرت من جسده هالة قتال قرمزية، واندفع نحو الحوريين

وبينما يندفع إليوت، خرج الفرسان تباعًا من ظلال الأوتاد الخشبية، تقفز هالات القتال بين شفرات سيوفهم

اندفع فارس شاب في الطليعة، وجرفت ضربته هالةٌ زرقاء، فشقّت حوريًا شرسًا نصفين بضربة واحدة

وعلى الجانب الآخر، دار فارس نخبة بسيفه العظيم، فأسقط مجموعة من الحوريين مع أكياس زيوتهم على الأرض الموحِلة

وعلى الفور تقدّم الرفاق لينهوهم واحدًا تلو الآخر

غير أن هؤلاء الحوريين لم يكونوا بلا نظامٍ تمامًا

فبعد المفاجأة الأولى أعادوا تشكيل صفوفهم سريعًا، يحاولون كسب الوقت في انتظار رفاقهم لإشعال الحرائق

زمجروا وهم يلوّحون بالرماح الطويلة فوق السدّ الضيّق، يخوضون مناوشات مع البشر

لكن الفرسان ضغطوا عليهم على موجات، وأجبروهم على التراجع خطوةً فخطوة، واختلط الدم بالماء الموحل وتناثر على الأوتاد الخشبية

سقط الحوريون واحدًا تلو الآخر، وتحطّمت أكياس الزيت على الأرض، ومع ذلك لم يشتعل شبرٌ من المعسكر

ذُبح أكثر من نصف الحوريين فوق السدّ، وتقطّر دمُهم عبر الفجوات الخشبية غير المحكمة إلى البحر

وألقى من تبقّى بأنفسهم بجنون إلى الأمواج، فابتلعتهم مدّات الليل، وفي تلك اللحظة ظهر من بعيدٍ ظلٌّ أسودُ ضخمٌ يخرج من الموج

نبت على جبينه تاجٌ عظمي غريب، إنه قائد هذه المجموعة من الحوريين

توهّجت عيناه بضوءٍ أزرق غريب، وأطلق صرخة خشنة حادّة كأنه يلعن مرؤوسيه الفاشلين

ثم غاص فجأةً في التيارات المعتمة، واختفى دون أثر

أعاد إليوت سيفه إلى غمده ببطء، ناظرًا إلى أفق البحر الثقيل المظلم

كان المعسكر لا يزال مضطربًا، ومع ذلك لم يُحرق منه جزء واحد، فبقي معسكر البشر سالمًا آمنًا

وحين وصلت الأخبار إلى المعسكر الرئيسي، تحوّل خوف السكان تدريجيًا إلى حماسة

وأدرك المدافعون المتوترون سابقًا أنه مهما كان مكر الحوريين، فإن السيد يسبقهم بخطوة دائمًا

توقّف هجوم الليل، واعترض الهجوم الرئيسي، لا خسائر، والمخازن والمؤن سليمة، وبعد العدّ وُجد في الموقع أكثر من 80 جثة، ومن تبقّى من الحوريين الهاربين ابتلعتهم المدّات

قدّم إليوت نتائج المعركة إلى لويس بتفصيل

أصغى لويس، ثم ابتسم وأومأ رِضى: ممتاز، تعاملت معها بنظافة وكفاءة

قال إليوت بإعجابٍ صريح في صوته: كلّه بفضل تخطيطك الدقيق يا سيدي، لولا ترتيباتك لكان من الصعب ضمان سلامة المعسكر اليوم

ابتسم لويس ولوّح بيده مقاطعًا: كفى مديحًا

ثم حدّق في البحر الهادئ وقال بصوتٍ عميق: هذا حلّ مؤقت فقط، ما دام قائد الحوريين في عرينه داخل الكهف ولم يُدمَّر، فالاكتفاء بالدفاع على الشاطئ سيُبقينا دومًا تحت قيودهم

سيأتي يومٌ يقع فيه تقصير، فتكون العواقب لا تُقاس، لذا علينا المبادرة، وتدمير وكرهم تمامًا، واستئصال الخطر من جذوره

أومأ إليوت، لكنه تردد قليلًا قبل أن يقول: كلام السيد صحيح، غير أننا لا نملك سفنًا كافية الآن، وقدراتنا على حملةٍ بحرية غير كافية، وفوق ذلك لا نعرف موقع معقل الحوريين بدقة

أخرج لويس دفترًا وقلّب بضع صفحات رسومات وقال: لقد أرسلتُ من يستطلع الموقع الدقيق، لديّ بعض الأفكار للخطة، اسمعها وقل لي إن كانت قابلة للتنفيذ

ثم بدلًا من أن يذكر أفكاره فورًا، استدعى سيلكو

بعد حلّ أزمة الساحرة اليائسة، جلبه لويس إلى ميناء الفجر، وكلفه بأعمال النسف والهدم

وسيعود معهم في المرة القادمة إلى مدينة المدّ الأحمر، أما الآن فقد آن وقت الاستفادة منه

وما إن حضر سيلكو حتى قال له لويس مباشرة: اشرح ببساطة نوعي القنابل السحرية اللتين طلبتُ منك صناعتهما مسبقًا في مدينة المدّ الأحمر

هذه النسخة متوفرة عبر موقع مركز الروايات فقط. موقعنا بلا إعلانات وقراءتك هنا تشجع المترجمين على الاستمرار.

رفع سيلكو على الفور القطع المُعدة، يلوّح بها كأنه يري إليوت ولويس لعبة خطِرة بيده وقال:

همم، ببساطة لدينا نوعان جديدان من القنابل السحرية، الأولى كتلة طين عائمة، تقذفها في شقٍ صخري داخل كهف، فتنتفخ كالعجين حين تلامس الماء، ثم تتصلّب بعد عشرات الدقائق، فتسدّ الفتحة

والأخرى تُسمّى القنبلة السحرية الاتجاهية، لا يخدعك صِغر حجمها، فقوتها كبيرة، إذا ثبّتّها على صخرة وأشعلتها ينهار الموضع المحدد فورًا

أومأ لويس، لكنه لم يُغفل التفاصيل: هل ستجرف المدّات هذه القنابل السحرية بعيدًا

اشتدّ وجه سيلكو وهو يجيب: نضع كتل الطين العائمة داخل أصداف مزوّدة بخطّافات مرساة، بعد رميها نعلّق الخطّافات أولًا في شقوق الصخور أو الحطام، ثم نشدّها بحبلٍ قصير، فلا تقتلعها المدّات

أما القنبلة السحرية الاتجاهية فغلافها الخارجي مقاوم للرشّ، وفي داخلها فتيل توقيت صغير ونواة بطيئة الاحتراق، ما يمنحكم وقتًا كافيًا للانسحاب، خلاصة القول: ثبّت القطع بإحكام ثم ابتعد

شرح ذلك بعناية، فلم يكتفِ لويس بالإيماء، بل هزّ إليوت بجانبه رأسه موافقًا مرارًا

حوّل لويس نظره إلى إليوت: إليوت، خُذ 30 رجلًا، تسلّل إلى عرين الحوريين، واستعمل هذين النوعين من القنابل السحرية للتعامل معهم، أيمكنك ذلك

نظر إليوت إلى القطعتين في يد سيلكو وقال بحزم: نعم يا سيدي، أستطيع

ثم أخذ يتأمل التفاصيل التكتيكية ويجهر بها: 100 فارس أكثر من كافٍ

الفريق الأول للاستطلاع وفتح الطريق، والفريق الثاني لحمل كتل الطين العائمة والقنابل السحرية الاتجاهية ونشرها، والفريق الثالث للتغطية ودعم الانسحاب عند الطوارئ

يحمل كل فرد كتلة طين عائمة وثلاث قنابل اتجاهية، مع حبال وخطّافات مرساة ومعدات غوص

يُختار التوقيت حين تكون أسراب السمك أندر، ينفّذ الفريق الأول استطلاعًا قريبًا من الشاطئ لتأكيد الأمان، ويدخل الفريق الثاني الماء من الجانبين معًا لنشر القطع وتثبيتها، ويؤمّن الفريق الثالث الغطاء من الخارج

إذا جاء هجومٌ مضاد من داخل الكهف، يستعمل الفريق الثالث أنابيب النار والشهب لإجذاب الانتباه، ضمانًا لانفتاح طريق الانسحاب، ويجب أن يتصلّب الطين في الوقت المحدد، وتُسلَّم القنابل الاتجاهية إلى فرسان ذوي خبرة، ويُمنع المستجدون من تشغيلها منفردين قطعًا

تدخّل لويس: ماذا لو سدّ الارتداد الطريق أو مُنعت القوارب الصغيرة من الرسو

أجاب إليوت من فوره: لدينا ثلاثة ضمانات، نافذة المدّ والجزر، ونيران ساحلية مع ستار دخاني، وهدم طارئ لتحريض انهيار الجدران الجانبية كملاذ أخير لشراء وقت الانسحاب، وبالطبع هذا آخر الحلول

وماذا عن الإصابات

الهدف صفر إصابات، لكن نستعدّ لأسوأ الاحتمالات، يُنقل الجرحى فورًا بقارب صغير إلى محطة طبية قريبة من الشاطئ، وإن حدث حصار يؤمّن الفريق الغطاء وتُعطى أولوية الإنقاذ لنيران الشاطئ

أغلق لويس دفتره، وحدّق نحو الأفق، وأصدر أمرًا بهدوء: أولًا، أجروا جولتي تدريب قُرب الساحل، اختبار نشرٍ وتثبيت عملي، وتمرين انسحابٍ كامل، متى استوفت المعايير انطلقوا للهجوم وفق الخطة

تذكّروا، يجب أن يكون الهجوم نظيفًا وسريعًا، والانسحاب أنظف وأسرع، ومن المحتم أن يعود الجميع سالمين

أومأ إليوت، وثبت صوته: اطمئن يا سيدي

تلألأت فسفورية على جدران الكهف الرطبة، تعكس وجوهًا مشوّهة

كان ذلك عيدَ ليلٍ عند الحوريين، وربما طقسًا من نوعٍ ما

طعن بضعة بالغين بعضُهم بعضًا برماح العظام كأنهم يختبرون القوة، وأراقوا الدم أحيانًا

وبالقرب، نظَم بعضهم أحشاءَ وحوشٍ بحرية ممزّقة تَوًّا في سلاسل، يقدّمونها لغيرهم ليشمّوها كأنهم يتبادلون المجاملات

وسحق الأكبر سنًا أصدافًا أسيرة إلى شظايا، مردّدين قفشات ضحكٍ قصيرة بإيقاعٍ ما

كان مثل هذا اللهو عندهم ترفيهًا، وطريقةً أيضًا للحفاظ على النظام الجمعي

وفي وسط الوليمة، فوق عرشٍ حجري، جلس قائد الحوريين منفردًا، يرفع بصره إلى الجدار الحجري كأنه يتأمل شيئًا

وعلى الضفة الأخرى ظهر فجأةً جمعٌ من البشر، نصبوا أوتادًا خشبية على الشاطئ، وكدّسوا أسوارًا، وتعاملوا مع الشاطئ الذي طالما سيطروا عليه كأنه فناءٌ خلفيّ لهم

حاول مهاجمتهم ليستعيد السيطرة

لكن عدة هجمات لم تُجدِ، وفي إحدى أكبر هجماتهم نُصِب لهم كمينٌ واعتراض، فاضطروا لترك ما يقارب نصف مقاتليهم

ومع ذلك لم يَفتُر عزمه، بل ازداد غضبًا

عزم على حبس هؤلاء الدخلاء كلهم عند الشاطئ، وألا يسمح لهم ثانيةً بوضع أتباعهم في الضحالات

وبالطبع جعلته الإخفاقات السابقة يدرك أنه لا يستطيع الاندفاع بتهوّر كما من قبل، بل عليه انتهاج مكرٍ أكبر

فإن لم تُجدِ المواجهة المباشرة، استدرجهم إلى الأعماق ثم يأسرهم جميعًا

ارتسمت على شفتيه ابتسامة خفيفة وهو يحسب كيف تكون الضربة المقبلة أكثـر خفاءً وأشد فتكًا

ولم يكن يعلم أنه في تلك اللحظة، على الجانب الآخر من شعاب الغرق، كانت مجموعة من الظلال تتحرّك ببطءٍ ولكن بانضباط

تبلّلت الصخور، وتمايلت الأعشاب البحرية

تقدّم فرسان المدّ الأحمر، يرتدون بذلات غوص سوداء، على تشكيلاتٍ متعددة، يتسلّلون بين الشعاب وضباب البحر، وكل حركةٍ منهم تسعى للصمت

وقف إليوت على قاربٍ صغير، لم تكن مهارة سباحته قوية، لكنه حضر للخط الأمامي قائدًا عامًا لهذه العملية

ارتدى عباءة رمادية، ووضع إلى جانبه شهبَ إشارةٍ متعددة استعدادًا للطوارئ

أبلغ فارسٌ خبير بالمياه بصوتٍ خافت: مضت 45 دقيقة على الجَزْر، وسرعة التيار تدخل طور السكون

زفر إليوت نفسًا باردًا وأصدر الأمر بهدوء: الفريق الأول، انطلقوا

وما إن صدر الأمر حتى تموّجت تموجاتٌ دقيقة على سطح الماء

انزلق الفريق الأول في بحر الليل كالأسماك، كانوا فرسان المدّ الأحمر الذين جرى اختيارهم بعناية ويجيدون السباحة

التصقت بذلات الغوص بأجسادهم، وحُشرت القنابل السحرية في حقائب خاصة، وربطت كتل الطين العائمة بخصورهم، وتعلّقت خطّافات المرساة بين سلاميات أصابعهم، وهم يسبحون نحو أجزاء مختلفة من شعاب الغرق

كانت مهمتهم فهم طبوغرافيا هذه الشعاب جيدًا وتحديد موضع الحوريين

غرغر… غرغر

سبح ثلاثة فرسان تخفٍ ببطءٍ إلى طرف شقّ، ووضع القائدُ كفَّه على كتف رفيقه إشارةَ توقف

ثم اقتربوا من جدار الكهف بصمت، يطلّون بأجسادهم العليا بحذر

قال أحدهم: أراهم

لم يسبق لهم رؤيةُ مشهدِ لهوِ الحوريين عن قربٍ هكذا

كان الكهف على هيئةِ قوس، وفي وسطه لوحٌ حجري غائر، تغطيه بقايا ممزّقة لحوشٍ بحرية

عشراتُ الحوريين، بعضهم يخدش بعضًا برماح العظام، وبعضهم يقذف أشواك عظام السمك نحو سقف الكهف، وآخرون يتنازعون على خيطٍ من أحشاءٍ زلِقة، ينهش بعضُهم بعضًا

كان المشهد دمويًا وغريبًا، وضبابٌ من الدم ينتشر ببطءٍ في الماء

راقب فرسان المدّ الأحمر هذا المشهد بلا حركة

فحتى فُقاعة واحدة قد تفجر جنون هؤلاء المخلوقات

تلاقت نظراتٌ صامتة

رفع القائد يده ببطءٍ مشيرًا: انسحاب

أومأ الاثنان الآخران دون أدنى تردد، واستدارا سريعًا للغوص عائدين

تلاشوا في الظلال العميقة، لم يربكوا حتى جريان الماء وراءهم، وخرجوا كما لو أنهم لم يكونوا هناك أصلًا

ولدى عودتهم إلى مقربة الشاطئ، قفزوا سريعًا إلى قارب القيادة الرئيسي

خطّ القائد رموزًا على لوحٍ مبلّل: الهدف مؤكّد، أغلب الحوريين مجتمعون في الكهف للهو، والدوريات قليلة

تناول إليوت اللوح، وامتلأ قلبه سرورًا

أصدر أمره همسًا: الفريق الثاني، انزلوا الماء

انزلق الفريق الثاني إلى البحر بهدوء، وانقسموا مسارين يمينًا ويسارًا، يغوصون نحو عرين الحوريين من جانبي شعاب الغرق

بدَوا كظلالٍ صامتة، يتحركون ببطءٍ على الصخر، ولكن بانتظامٍ وسكون

كُلُّ اثنين معًا، أحدهما يمسك غلاف المُوزِّع، والآخر يحمي الجانب، ويكبح أي تياراتٍ محتملة

لُفّت كتل الطين العائمة بقماشٍ زيتي، وغُلِّفت أغطيتها بطبقاتٍ مانعة للانزلاق، مع حبالٍ قصيرة مقاومة للماء، وتلألأت مخالب الخطّافات في أطرافها بخفوت

بلغ الفارس شقًّا صخريًا، فدفع الغلاف إلى الجوف، وسحب الحبل بأصابعه سريعًا، وثبّت خطّاف المرساة عميقًا في جدار الصخر، وشدّ الحبل، وعقد عقدة، ثم طواه ارتكازًا

وأخرج المُغطي قنبلةً سحريةً اتجاهية من حقيبةٍ مقاومة للماء، وغرسها في تجويفٍ على جدار الشقّ الجانبي

فُلِفّ الفتيل حول فتحة الصخر دوائرَ متتالية، ووُضعت النواة البطيئة الاحتراق في المجرى المحجوز، وأخيرًا طقّ دبّوس الأمان في موضعه

ومن نشر أوّل كتلة طين عائمة إلى تثبيت آخر قنبلةٍ اتجاهية انقضت 10 دقائق بالضبط، بلا خطأ

وبحلول الدقيقة 25، وتحت ستر الفريق الثالث واستقبالهم، انسحب جميع المُركِّبين إلى نقطة التجمع بصمت، بلا مفقود، بحركاتٍ نظيفة وكفؤة كما تمرّنوا عشرات المرات

قرفص إليوت على القارب الصغير، وقبض بإحدى يديه على ساعته الجيبية، وثبّت نظره على الموج

عدّ في قلبه بهدوء: ستٌّ وعشرون… سبعٌ وعشرون…

Prev
Next

التعليقات على الفصل "الفصل:332"

5 1 vote
Article Rating
Subscribe
Login
نبّهني عن
Please login to comment
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
مركز الروايات
,,,

YOU MAY ALSO LIKE

naruto-reborn-with-the-template-system
ناروتو: الميلاد الجديد مع نظام القوالب
10.10.2025
absolute-regression
الانحدار المطلق
10.10.2025
Ok-1
اللص الأعلى: أستطيع سرقة كل شيء!
05.10.2025
75H1o55gqIbBmpIk3o-gK0t3WiDp-Ur5ZsTGwvElHy8
إذا لم ترمِ النرد، فأيُّ نوعٍ من الهوكاجي أنت؟
12.10.2025

© 2025 مركز الروايات. جميع الحقوق محفوظة. يمنع نسخ أو إعادة نشر أي محتوى بدون إذن مسبق.

Sign in

تسجيل الدخول

Lost your password?

← Back to مركز الروايات

Sign Up

Register For This Site.

تسجيل الدخول

Log in | Lost your password?

← Back to مركز الروايات

Lost your password?

Please enter your username or email address. You will receive a link to create a new password via email.

← Back to مركز الروايات

wpDiscuz