مركز الروايات

مرحباً 👋 يبدو أن JavaScript غير مفعّل في متصفحك. يرجى تفعيله لمتابعة قراءة الفصول والاستمتاع بتجربة الموقع الكاملة.

تلميح سريع: من إعدادات المتصفح → الخصوصية والأمان → إعدادات الموقع → JavaScript → السماح للموقع.

مركز الروايات
  • الرئيسية
  • جميع الروايات
  • discord
  • مركز الروايات – من نحن وسياساتنا
    • صفحة سياسة الخصوصية
    • تواصل معنا
    • من نحن
الخيارات المتقدمة
تسجيل الدخول إنشاء حساب
  • الرئيسية
  • جميع الروايات
  • discord
  • مركز الروايات – من نحن وسياساتنا
    • صفحة سياسة الخصوصية
    • تواصل معنا
    • من نحن
الوضع الآمن للعائلة
الوضع الآمن للعائلة
  • مهارات القتال
  • أكشن
  • فانتازيا
  • فنون قتالية
  • نظام
  • محاكي
  • حسم في القتل
  • قتال
تسجيل الدخول إنشاء حساب
Prev
Next

الفصل:331

  1. الرئيسية
  2. رواية سادة الشتاء ابدأ بالاستخبارات اليومية
  3. الفصل:331 - الفصل 331: الصعوبات والخطط
Prev
Next

 

في الصباح الباكر عند داون هاربور، لم تكن الضبابات قد تبددت بعد، لكن الهواء امتلأ بهتافات الحرفيين والعمّال

هييه-هو… هييه-هو…

كان ما يبنونه مقدرًا له أن يكون أكبر وأهم ميناء في الإقليم الشمالي

داخل موقع البناء زأرت عدة آلات ذات أشكال غريبة

تصاعد بخار أبيض من الصمامات على نحو متواصل، وارتفعت مطارق حديدية ثقيلة مدفوعة بالبخار ثم هوت، حتى أخذ الطين على الأرض يغلي

كانت هذه الدقاقات البخارية أحدث منتجات فريق الحرفيين البخاريين في إقليم رد تايد

وباقتراح من السيد لويس، أضيف سِكّة انزلاق وثقل موازن فوق هيكل المطرقة البخارية

لذلك صارت أدق وأسرع من العمل اليدوي، مع انعدام شبه تام للانحراف

وقف عدة عمّال شباب عند الموقد يضيفون الوقود، بينما ساعد آخرون في موضعة الأوتاد، ورفع بعضهم الهتافات لضمان تزامن الحركات

وفي الأثناء كان إليوت، مشرف داون هاربور، يحمل جذوع أوتاد مُعَدّة مع عدة عمّال نحو المحرك البخاري

كان واحدًا من أوائل الفرسان الذين تبعوا السيد لويس إلى الإقليم الشمالي، شديد الولاء ويمكن الاعتماد عليه، ولهذا أرسله السيد لويس إلى داون هاربور مشرفًا

وبإرشاد شخصي من السيد لويس، حرص إليوت على أن يكون قدوة في كل ما يفعل منذ وصوله إلى داون هاربور، لذا لم يجرؤ أي عامل على التذمر مهما كان العمل شاقًا أو مُرهقًا

وعلى الجانب الآخر، كان راسل، المدير التقني لداون هاربور، يقرفص في الوحل يناقش مع الحرفيين الذين قدموا معه إلى الإقليم الشمالي كيفية بناء ميناء على هذا السهل الطيني

لكنهم كانوا متشائمين بعض الشيء، إذ إن موقع الميناء سهل طيني مدّي، تجرفه التيارات مرارًا، ما يجعل أساسات الأوتاد عرضة للغوص أو الميلان

الطرق التقليدية للبناء ستتطلب عدة سنوات وكمية كبيرة من ردم الحجارة للاستقرار

همس أحدهم قائلًا: هذا السهل الطيني يمكنه ابتلاع بيت كامل، ومهما غرسنا الأوتاد عميقًا لا أدري إن كانت ستمسك

لم يقل راسل شيئًا، لكن جبينه انعقد بشدة

في تلك اللحظة ركض فارس شاب عبر الوحل وهمس لكبيري مسؤولي داون هاربور: السيد لويس في الطريق وسيصل خلال يومين

ما إن سمع إليوت هذا الخبر حتى انفجر ابتسامًا وارتاحت نفسه

فعلى الرغم من تقدير السيد لويس له، كانت هذه أول مرة يشرف فيها مستقلًا على إقليم بهذا الحجم، وكان السيد لويس قد أخبره أيضًا أن هذا هو المشروع الأهم لإقليم رد تايد في السنوات القليلة المقبلة، مما وضع عليه ضغطًا هائلًا

أحيانًا لم يكن ينام ليلًا، قلقًا من إن كان يتحمل هذه المسؤولية الثقيلة ويكون على قدر ثقة السيد لويس

الآن، بعدما سمع أن السيد لويس قادم، انزاح حمل ثقيل عن قلبه

في نظر إليوت، كان السيد لويس قادرًا على كل شيء، وما دام قد جاء فسينجح هذا الأمر لا محالة

أما راسل الواقف بجانبه فداهمه شيء من الذهول

لقد وصل إلى الإقليم الشمالي في خريف العام الماضي فقط، والتقى السيد لويس عدة مرات، لكنهما لم يجريا سوى محادثتين فعّالتين حقًا

كانت الأولى عند وصولهم إلى مدينة رد تايد حيث استقبلهم السيد الشاب بحرارة

والثانية قبل انطلاقهم إلى داون هاربور، حين استدعاهم السيد لويس على انفراد وشجعهم ولفت إلى نقاط محورية

آنذاك أدرك راسل أن السيد لويس يفهم فعلًا شيئًا عن بناء الموانئ، فهو في نهاية الأمر سيد شاب من عائلة كالفن

كان نبيلا ذا هيبة استثنائية، لكن مظهره كان فتيًا جدًا، ولو حكمت عليه بالشكل وحده لقلت إنه لم يبلغ العشرين بعد

ومع ذلك، حين سمع أن السيد لويس قادم الآن عاوده شعور بعدم الارتياح

فهو قد بنى موانئ لكثير من النبلاء، وكم من مشروع أفسدته توجيهات متعجرفة من أرباب السلطة

إن كان هذا الشاب سيزور فحسب فلا بأس، أما إن ظن أنه صاحب باع وجاء ليملي التعليمات على أهل الاختصاص فقد يتسبب ذلك بمشاكل على الأرجح

وفوق ذلك، كان راسل يرى أن هذا المكان غير مناسب لبناء ميناء

ظل القلق عالقًا في صدره زمنًا

وبعد أن حل السيد لويس الأزمة التي خلفتها ساحرة اليأس، اندفع مباشرة نحو داون هاربور دون توقف

ترجّل فغاص حذاؤه في الرمل نصف الرطب، وجال بنظره على كامل موقع البناء

كان السور الخارجي قد أُقيم بالفعل، وتصاعد دخان الطهي من صفوف عدة من المساكن المؤقتة تفصل بين بيوت العمّال والحرفيين في نظام واضح

هذه البيوت لا تُعد بدائية في الإقليم الشمالي، لكنها في إقليم رد تايد لا تعدو كونها مساكن مؤقتة

وإذا نظرت أبعد قليلًا، رأيت الشكل الأولي للميناء وقد بدأ يتبدى، الدقاقات تهدر، والحرفيون يرسمون خطوطًا في الوحل، والعمّال يتصببون عرقًا وهم يحملون الأوتاد الخشبية إلى الأمام

يا سيد لويس

تقدم إليوت وراسل تقريبًا في آن واحد وتوقفا على بعد خطوتين أمامه

وأخذا يبلغانه تقدم العمل كلٌ فيما يخصه

تم نصب المساكن المؤقتة والمعسكر وإسكان الحرفيين

اكتملت أعمال المسح ووُسِم نطاق حوض الميناء

تعمل الدقاقات البخارية بصورة طبيعية، وتأثيرها فاق التوقعات

استهلاك بعض المواد أسرع قليلًا من التقدير، ونحتاج شحنات إضافية من الجنوب

وعلى الرغم من أن السيد لويس كان قد عرف معظم هذه التفاصيل من نظام المعلومات اليومي، فإنه أصغى في هدوء

وبعد أن فرغوا هز رأسه قائلًا: أعلم أن هناك صعوبات كثيرة، تياراتكم المدّية وبعض الأعداء المجهولين، هذه الصعوبات محتومة الوقوع

ثم توقف وصار صوته حازمًا: من الطبيعي أن توجد صعوبات، لكن يجب بناء الميناء، فهذا شريان حياة رد تايد لتثبيت قدمها في الإمبراطورية، ولا تُتاح فرصة التطور إلا بإتمام هذا الميناء

اعتدل إليوت في وقفته، فيما ابتلع راسل ريقه من غير وعي

ثم قال السيد لويس: استدعوا جميع المُقدّمين والعاملين التقنيين، سنعقد اجتماعًا

عُقد الاجتماع في بيت خشبي أكبر، وامتدت على الطاولة خرائط ورسوم مسح متعددة

ومع أن الأبواب أُغلقت بإحكام، تسلل نسيم البحر من الفجوات حاملًا رطوبة ندية

وقف السيد لويس عند رأس الطاولة وخلفه لوح خشبي، ومسح بنظره كل حرفي وتقني حاضر وقال: تكلموا مباشرة دون مواربة، إن كانت هناك صعوبات فقولوا بوضوح، فالإخفاء لا يضر إلا بكم وبالآخرين

إن لم تتكلموا الآن فسأحمّلكم المسؤولية إن ظهرت المشاكل لاحقًا، وليس ذلك للتعمد في العقوبة، بل لتحديد المسؤوليات على من ينبغي أن يتحملها، مفهوم

ساد الصمت في البيت الخشبي ولم يبادر أحد بالكلام أولًا

وأخيرًا تقدّم إليوت الأقرب إلى السيد لويس وقال: يا سيدي، ثمة رجال-أسماك غرباء قرب المكان يشنون غارات ليلية كثيرًا، وقد تعرض عدة عمّال لهجمات ويتألمون كثيرًا

فقال السيد لويس: أقيموا نيرانًا مركزة ونقاط حراسة في كل مكان، بثلاث طبقات دفاع تُقدّم سلامة الأفراد، واربطوا النقاط فيما بينها

إن تجرأ رجال-الأسماك على القدوم فسيُفضَحون في الضوء لا محالة، وعلى الرماة أن يكونوا على استعداد دائم، وسنجد فرصة للتعامل معهم دفعة واحدة لاحقًا

وإذ رأى ذلك تشجع راسل وقال: طبقات الطين تحت الحاجز الجاف متفاوتة العمق، والدق على عمق موحد يحمل خطر الانهيار

استخرج السيد لويس دفترًا أسود صغيرًا من عباءته وقد بدا مستعدًا جيدًا وقال: لن نعتمد عمقًا موحدًا، سنستكشف أولًا ثم نقسم المناطق

المناطق اللينة تُدق فيها الأوتاد أعمق، وقد نحتاج إلى حقن مونة لتقسيَتها، والمناطق الصلبة لا حاجة لإهدار الجهد فيها، لكل مقطع طريقته الخاصة، وباجتماعها فقط يتحقق الاستقرار

كان الحرفيون يومئون كثيرًا، ورويدًا رويدًا انفرجت الجباه، حتى إن راسل توقف عن الكلام مندهشًا لحظة

فهذا السيد الشاب لم يكتف بفهم مصطلحاتهم التقنية، بل صاغها أيضًا بأبسط التشبيهات لتغدو مفهومة حتى للحجارين أصحاب الأيدي الخشنة

ورغم أنهم لم يعرفوا بعد مدى الجدوى العملية، فإن رؤية السيد لا يطلق أوامر اعتباطية جعلت الجميع أكثر طمأنينة

وإذ رأوا ذلك أخذ الآخرون يطرحون أسئلتهم واحدًا تلو الآخر، وكان السيد لويس يجيب عنها تباعًا

سيدي، الحبال تُستهلك بسرعة، والمستودع لا يكفي إلا لخمسة أيام، وإذا انقطعت سيتوقف الدقّاف والرافعة معًا

حسنًا، فككوا شباك الصيد القديمة وانسجوا منها حبالًا احتياطية، وديلانو، سجّل النواقص وأرسل أحدهم فورًا إلى مدينة رد تايد لشراء الدفعة الثانية من المواد

هناك نقص في الأخشاب الطويلة، فالسَّكيل الخاص بمنزلق بناء السفن يحتاج إلى خشب بلوط، لكن الموجود لدينا أغلبه من شجر التنوب الجبلي ولن يصمد

استخدموا التنوب لإقامة إطار سفينة مؤقت أولًا، واستبدلوا المادة الرئيسية عند وصول البلوط، لا توقفوا العمل، ارفعوا الهيكل فحسب

وانهمرت المشاكل تباعًا، مواد، ساعات عمل، معايير تقنية، دفاع ليلي، لوجستيات طبية، تعويضات العجز، رطوبة مساكن العمّال، حمولة المنزلق، فحم احتياطي للمحركات البخارية، كل من استطاع تكلم، وحتى الخجولون شُجّعوا على إظهار ما يخفونه من هواجس

كان يمكن حل بعض المشاكل فورًا، وبعضها لا يُبت فيه في الحال فسُجلت للمراجعة

وحين طُرحت كل المشاكل خفّت وطأة النفوس على نحو ملحوظ

قال السيد لويس: هكذا يكون الأمر، لا تُحل المشاكل إلا بطرحها، أما إذا بقيت مخفية فلن تُحل أبدًا وستظل تتثاقل علينا

وفيما بعد، إن كانت لديكم مشكلات أخرى فأبلغوني أو أبلغوا إليوت فورًا، لا أستطيع أن أضمن حل كل مشكلة، لكني سأبذل قصارى جهدي

وبكلمات السيد لويس، لم يعد الحرفيون والتقنيون مكتئبين

وخاصة أولئك البنّاؤون وبحّارو المرافئ القادمون من المقاطعة الجنوبية الشرقية، الذين كانوا يظنون في البداية أن نبلاء الإقليم الشمالي كالعادة لا يفقهون شيئًا في شؤون البحر

أما الآن فقد وجدوا هذا السيد مختلفًا، وخفّت كثيرًا مخاوفهم، وشعروا أن بناء ميناء هنا قد لا يكون أمرًا مستحيلًا

أغلق السيد لويس دفتره الصغير وعاد بنظره إلى الجميع

لقد طُرحت المشاكل، لذا وجب التعامل معها تحديدًا، فبغير خطة يصبح أمهر الحرفيين وأفضل الآلات إهدارًا للجهد

المرحلة الأولى: تثبيت الأساسات وحوض الميناء، حاجز جاف وتصريف وتجارب دق أوتاد وتمهيد أولي للمصدّات، وإزالة التهديدات المحتملة مثل رجال-الأسماك والقراصنة

المرحلة الثانية: الأرصفة والسدود، رفع منسوب المصدّات، أرصفة أوتاد ودعامات، وأساسات المخازن

المرحلة الثالثة: بناء السفن وسلامة الملاحة، ورشة بناء السفن، السَّكيل، المنارة، ومواقع أسلحة دفاع الميناء

ساد الصمت ولم يُسمع إلا خشخشة قلم على اللوح الخشبي

وبعد أن كتب، توقف السيد لويس قليلًا ومسح بنظره إليوت وراسل وبقية القيادات قائلًا: هذا هو الاتجاه العام، خطوة بعد خطوة، مرحلة تلو مرحلة

ويجب أيضًا أن نضع خططًا وأهدافًا يومية محددة، كل شيء ينبغي أن يكون له جدول زمني ومسؤول مباشر، ليكون واضحًا من يفعل ماذا، دون مجال للتنصل من المسؤولية

وطبعًا ما كتبته أمثلة، أما التفاصيل الحقيقية فعليكم أنتم وضعها بضمها إلى واقع الموقع، وما دمنا نتبع التسلسل ونتقدم فحتى أعسر المشروعات الهندسية يمكن إنجازه

وما إن انتهى كلامه حتى عمّ السكون للحظة

ومع وضوح الاتجاه لم تعد في عيون الإدارة تلك الرهبة والحيرة السابقتان

تأمل إليوت السطور على اللوح الخشبي، وشعر بطمأنينة افتقدها منذ زمن

لقد اندفع بسيفه في ساحات قتال لا تُحصى، لكنه لم يدرك سوى بعد أن صار مشرفًا على داون هاربور أن قيادة الناس لبناء مدينة أصعب من مواجهة العدو وجهًا لوجه

كانت كلمات السيد لويس تبدو بسيطة، لكنها تجاوزت ما كان يقدر عليه

قال في نفسه: اتضح أن أمامي طريقًا طويلًا، وانبعث في قلبه احترام عميق للسيد لويس

كان الجميع يحدق في الخط الواضح على اللوح، وكأن شرارة عادت لتتقد في الصدور

وُضعت الخطة، وما إن روّج لها المُقدّمون حتى صار جو موقع البناء أكثر إيجابية قليلًا، ومعظم هؤلاء العمّال قد بايعوا رد تايد في أواخر العام الماضي

لم تكن لديهم شكاوى كثيرة من إرسال السيد لويس لهم للعمل هنا، بل شعر معظمهم بالامتنان لأنه أمن لهم طعامًا ومأوى

ولذا راحوا يعملون بلا كلل بالمعاول والمساحي، يرفعون ويحملون، وبدأوا يحفرون الطين الرخو والحصى

تدريجيًا خلا مركز السهل المدّي، وراحت قناة أولية تظهر ببطء، وستكون هذه الخطوط هي ملامح حوض الميناء المستقبلي

وجّه إليوت القوى العاملة لبناء حاجز خشبي جاف عند الحافة الخارجية لصد مياه البحر

وبينما يواجه العمّال نسيم البحر، دُقت الألواح الخشبية في الطين، ثم مُلئت الفجوات بأكياس الرمل

وفجأة انهار جزء من منطقة الحفر

اندفع الطين على الفور وحاصر عشرات العمّال، واخترقت صرخاتهم ضجيج موقع البناء

لكن لم يقع خطر، إذ كان السيد لويس قد تلقى تنبيهًا من نظام المعلومات اليومي فأرسل تعزيزات مسبقًا إلى الجوار

قاد إليوت فريقًا إلى الطين والماء، وسحبوا الحبال وجرّوا العمّال العشرة بقوة إلى الخارج، ولحسن الحظ لم تقع خسائر في الأرواح

وقف السيد لويس عند خط السد مشيرًا بيده إلى منطقة الانهيار قائلًا: يجب أن يكون موقع البناء آمنًا، افرشوا ألواحًا خشبية على الأرض الطينية، وثبتوا الخارج بأكياس الرمل، واحفروا أيضًا قناة تحويل أخرى لتصريف المياه المتجمعة

وبمجرد صدور أوامره جُلبت الألواح ورُصت لتشكيل ممرات بسيطة، فأصبح العمّال يمشون بثبات فوق الأرض الطينية

وحُفرت قنوات التحويل فتبددت المياه المتراكمة تدريجيًا، ولم تعد المنطقة الداخلية لسطح العمل تُبتلع بأمواج الطين، وصار الموقع أكثر أمنًا بكثير، وتراجعت الحوادث إلى حد كبير

ومع توالي الأيام حُفرت قناة عميقة تدريجيًا في مركز السهل المدّي، وتفرقت المياه عبر قنوات التحويل، وثبت خط الحاجز الجاف على الطين

وما كان قبلًا مجرد فوضى موحلة بدأ يكشف عن محيط مائي دائري، تصطف على حافته صفوف من أوتاد الخشب كأنها هيكل أولي

لقد ظهر الشكل المبدئي لحوض الميناء أخيرًا

وقف الحرفيون في الوحل يحملقون في هذا المشهد بذهول ما

رفع أحدهم يده ليمسح الطين عن وجهه وأطلق ضحكة قائلًا: لقد حُفرت فعلًا

ولم يتمالك رفيقه نفسه عن التبسّم: الميناء، يمكن فعله حقًا

أما أولئك الذين حملوا شكوكًا من قبل فقد صار عملهم أسرع وأشد حماسًا مما مضى

وبالطبع لم يكن موقع البناء كله سلاسة، إذ راحت الأخطار الخارجية تظهر تدريجيًا

كان الحرس على السد يسمعون كثيرًا في الليل البهيم صوت طَشّة ماء

وحين يسلطون ضوء المشاعل لا يرون إلا فقاعات تتصاعد على سطح الماء، ثم سكون

كما اكتُشف وتد خشبي عند حافة الحاجز وعليه أثر نصف عضة، ونُشفت رقائق الخشب على سطح الماء

لكن ما إن يلاحق الفرسان بالمشاعل حتى تكون الآثار قد محتها التيارات

وكان الحرفيون العاملون في الوحل يشعرون أحيانًا باهتزاز خفيف تحت أقدامهم، كأن شيئًا يترصد في الظلام

أمر إليوت بزيادة اليقظة، فلا بد أن تُضاء نقاط الحراسة كل ليلة، فهؤلاء رجال-الأسماك سيُظهرون أنيابهم عاجلًا أم آجلًا

Prev
Next

التعليقات على الفصل "الفصل:331"

5 1 vote
Article Rating
Subscribe
Login
نبّهني عن
Please login to comment
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
مركز الروايات
,,,

YOU MAY ALSO LIKE

0337afd0-af3f-46ee-942e-ce8d3510ae63
أتحكم في عشر نسخ للتدريب
30.09.2025
images
أصبحت بهدوء الزعيم الكبير في قرية المبتدئين
11.10.2025
Ok-1
اللص الأعلى: أستطيع سرقة كل شيء!
05.10.2025
a58BP2EssBYky4NCuCwlH_Mwxd9UQnooxy47Eu4tSe8
المحيط اللامتناهي: الهروب من قارب الكانو
10.10.2025

© 2025 مركز الروايات. جميع الحقوق محفوظة. يمنع نسخ أو إعادة نشر أي محتوى بدون إذن مسبق.

Sign in

تسجيل الدخول

Lost your password?

← Back to مركز الروايات

Sign Up

Register For This Site.

تسجيل الدخول

Log in | Lost your password?

← Back to مركز الروايات

Lost your password?

Please enter your username or email address. You will receive a link to create a new password via email.

← Back to مركز الروايات

wpDiscuz