مركز الروايات

مرحباً 👋 يبدو أن JavaScript غير مفعّل في متصفحك. يرجى تفعيله لمتابعة قراءة الفصول والاستمتاع بتجربة الموقع الكاملة.

تلميح سريع: من إعدادات المتصفح → الخصوصية والأمان → إعدادات الموقع → JavaScript → السماح للموقع.

مركز الروايات
  • الرئيسية
  • جميع الروايات
  • discord
  • مركز الروايات – من نحن وسياساتنا
    • صفحة سياسة الخصوصية
    • تواصل معنا
    • من نحن
الخيارات المتقدمة
تسجيل الدخول إنشاء حساب
  • الرئيسية
  • جميع الروايات
  • discord
  • مركز الروايات – من نحن وسياساتنا
    • صفحة سياسة الخصوصية
    • تواصل معنا
    • من نحن
الوضع الآمن للعائلة
الوضع الآمن للعائلة
  • مهارات القتال
  • أكشن
  • فانتازيا
  • فنون قتالية
  • نظام
  • محاكي
  • حسم في القتل
  • قتال
تسجيل الدخول إنشاء حساب
Prev
Next

الفصل:330

  1. الرئيسية
  2. رواية سادة الشتاء ابدأ بالاستخبارات اليومية
  3. الفصل:330 - الفصل 330: شظايا الذاكرة
Prev
Next

 

انقبض صدر اللورد لويس فجأة

في اللحظة التالية، تسلّل ضباب أرجواني إلى بحر وعيه، وتحول على الفور إلى ظلالٍ لا تُحصى من الحشرات

دوّى طقطقة الدروع الكيتينية، وارتطام لزج لقرون الاستشعار، وكانت أسرابٌ منها تحدّق فيه ببرود

كانت تقضم وتمزّق، كأنها تريد ابتلاع كل شيء في تجاويف بطونها الداكنة

كل صرخة بدت كجوعٍ لا ينتهي يزأر

لم تكن مجرد نية قتل، بل رغبة في ابتلاع كل شيء؛ حتى إرادته وذكرياته وخفقان قلبه كانت تُجذَب لتُحشى في فم السرب الملطخ بالدم

«—مرة أخرى!؟ لماذا تحاول كل هذه الأشياء العشوائية اقتحام رأسي!؟»

شتم اللورد لويس في داخله، ورأسه ينشق من الألم

وبينما أوشك أن يمزّقه الضجيج، اشتعل في ذهنه خفق بلاتيني أبيض

أضاء «قلب البدء»

اندفع ضوء نجمي بلاتيني كالمجرة، ممتدًا فورًا عبر الفراغ كله، وإلى جانبه كانت هناك لفحة الضباب القرمزي من قبل

تفتّحت بتلات الزهرة الغاضبة وسط اللهب، والتفّت الكروم الدموية، لا لتهاجمه، بل لتعانق قلب البدء كالحراس

اندفع السرب، فاغرًا أدوات فكه المسننة

وارتفع الضوء الأبيض مع اللهب القرمزي معًا، فأحرقاه في الحال

تحولت آلاف الحشرات إلى رماد بين صرخاتها، وتبددت هياكلها في الجحيم المتأجج

ارتجّ بحر الوعي بأصوات التكسّر، لكن لم يعد هناك ذلك الإحساس الخانق بالتمزيق كما في السابق

راقب اللورد لويس هذا الاشتباك، وإذ به يدرك فجأة أنه لم يُدفَع إلى حدوده القصوى كما حدث في المرة الماضية

لقد جعل التعاون بين الضباب القرمزي وقلب البدء الضباب الأرجواني يلهث بلا فرصة لالتقاط أنفاسه

وفي بضع أنفاس لا أكثر، ابتُلع السرب تمامًا، وتحول إلى خيوط جمرةٍ امتصّها التيار الضوئي البلاتيني الأبيض والتهمها

عاد بحر الوعي إلى السكون

«مقارنة بالغضب السابق، هذا الضباب الأرجواني أضعف بكثير»، فكّر اللورد لويس في نفسه

لعلّه لم يكن سوى ومضة متبقية من إرادته، ضعيفة جدًا على تمزيق عقله حقًا

وما إن التقط اللورد لويس أنفاسه حتى انهار العالم أمام عينيه مجددًا

قبل أن يتمكن من التفاعل، مزّق سيلٌ وعيه، وجرفه فجأة إلى مجرى غريب

اندفعت إلى ذهنه ذكريات ليست له أبدًا، تحمل رائحة الدم والنار

اشتعلت النيران بغتة

تحت ظلّ تنينٍ عملاق، تحولت المدينة إلى بحر من لهب

جرّت سلاسلُ حشودًا من البشر، وابتلعت زئير التنين المدوي كل صرخاتهم وعويلهم

وقف الساحر البدئي بين الجموع، محمرّ العينين، يحدّق في حجرٍ ملوّث بالدم

وتحوّل المشهد؛ أمام مذبحٍ تعصف به الثلوج، وقف رجل وامرأة جنبًا إلى جنب

ركع لا حصر لهم من سكان بلاد الثلج عند أقدامهما، وجباههم مغروسة عميقًا في الجليد والثلج، وكأنهما حقًا حكّام عظماء قدماء خرجوا من باطن الأرض

ثم دويُّ سنابك الحديد

رُفع لواء إمبراطورية الحديد والدم في بلاد الثلج، وانخفضت رماح الفرسان كغابةٍ كثيفة

أُحرقت القرى، وسِيقَت النساء والشيوخ، وابتلعت الريح والثلج بكاءَ الأطفال، فتحوّل إلى يأسٍ صامت

وأخيرًا، وسط الرماد والنيران، ركع الرجل نفسه وحيدًا بين الخرائب، والدموع تجري على وجهه

ارتفع ضباب أرجواني بهدوء من خلفه، ممتدًا كيدٍ باردة تغمره رويدًا

لم يقاوم، بل أغمض عينيه فحسب

كانت اللقطات تتوالى على نحوٍ متسارع، كأن أحدًا يمزق شرائط عدة من التاريخ أمام عينيه

عضّ اللورد لويس على أسنانه، ولم يعد يُجرف مع السيل كما في المرة الأولى

راح يتشبث بيأس بتفاصيل هذه الشظايا، يريد أن يعثر على الحقيقة المتعلقة بالضبابين وقلب البدء

لكنها تفتّتت في لمح البصر

لم يستطع سوى التشبث بأربع لوحاتٍ منها، كمن يمسك أوراقًا ذابلة من لجّةٍ هائجة

فتح اللورد لويس عينيه فجأة، ليجد نفسه راقدًا في الخيمة في الوادي، وثيابه مبتلة بعرقٍ بارد

بقي الثقل في جسده، لكن في أعماقه كانت هناك قوة غامضة لا توصف جلبها الضباب الأرجواني

قبض قبضتيه من غير وعي، مستشعرًا هذه القوة

لو هاجمه أحد في هذه اللحظة، بدا أن ما تبقى من قوة ذلك الضباب الأرجواني قادرٌ على تحويل الضرر إلى طاقة، لتصبح سندًا جديدًا له

وكان الموت والحطام في ساحة المعركة سيغذيانه خفيًا، فيجعله أهدأ وأقوى وسط الدم والاضطراب

وإذا أصيب إصابة قاتلة، فسيسرّع جسده التعافي تلقائيًا، يوقف النزف ويستعيد الشفاء أسرع

وفي بيئةٍ تغص بالجثث، سيغدو حضوره مميزًا على نحو استثنائي، كأنه نواة الزخم

لم تكن هذه خواطر استنتاجية، بل غرائز فطرية تولدت في ذهنه تلقائيًا

ركّز اللورد لويس، وومض في عينيه بريق بارد

«—كلما زادت قوةٌ كهذه، دلّت على الحرب»

على الأقل الآن، لم يرد اختبار هذه القدرات

أغمض اللورد لويس عينيه، مستعيدًا تلك المشاهد الأربعة المحطمة مرة أخرى

لم يبدُ البرابرة الراكعون أمام المذبح وكأنهم من هذا العصر، بل كظلالٍ باقية من عصورٍ غابرة

تذكّر فجأة ما وصفه الفارس عن اللوحات الجدارية، والتي صورت أيضًا شخصين تتوشحهما ضبابات غريبة من خلفهما

غالبًا ما كانت «الأم الحاضنة» و«حديقة الأشواك المشتعلة بالغضب» على صلةٍ بهذين الشخصين

وماذا كانت تمثله فرق الفرسان الإمبراطورية تلك؟

«يمكنني أن أستطلع شيئًا من الخرائب، وعليّ إعادة فحص تاريخ بلاد الثلج القديمة»، قالها اللورد لويس في نفسه

اندفع الستار فجأة، ودخل لامبرت بخطواتٍ سريعة وملامح قلقة

«سيدي لويس، أخيرًا استيقظت»

رفع اللورد لويس نظره وقال بهدوء: «كم لبثت فاقدًا للوعي؟»

«أقل من ثلاث ساعات» تنفّس لامبرت الصعداء، ثم سأل: «سيدي، كيف تشعر؟ الطبيب فحصك؛ إنها إرهاقٌ محض»

عند سماع رد لامبرت، زفر اللورد لويس بهدوء

كان قد نام عشرة أيام في المرة الماضية؛ وهذه المرة، ربما لأن الضباب الأرجواني أضعف بكثير من القرمزي، ومع الضوء النجمي البلاتيني والضباب القرمزي جنبًا إلى جنب، لم يغُص في نومٍ أعمق

أومأ اللورد لويس قائلًا بخفة: «على الأرجح إنها كثرة التعب مؤخرًا—هديرٌ من تحت الأرض أثار كل شيء، واسودّت الرؤية، وسقطت»

أومأ لامبرت، لكنه لم يطمئن حقًا

كانت هذه المرة الثانية، وكانت السابقة أثناء المعركة الأخيرة مع البرابرة

رفع اللورد لويس عينيه، فرأى القلق فيهما، فابتسم قليلًا: «لا تقلق، مقارنة بالمرة الماضية، هذا لا يُحسب حتى إغماءً، لقد كنت متعبًا فقط»

صمت لامبرت برهة، ثم قال بصوت خافت: «ما زلت قلقًا، سيدي»

«أفهم» هزّ اللورد لويس رأسه مبدّلًا الموضوع: «كيف الأحوال؟ كيف جرت المعالجات اللاحقة؟»

اعتدل لامبرت على الفور وأبلغ: «انسحب الجميع إلى المعسكر وينتظرون تعليماتك. أُصيب عدة فرسان، ولحسن الحظ لم يُقتل أحد»

«حسنٌ جدًا» أومأ اللورد لويس، وهو ما يزال مكفهر الجبين، «أرسلوا رجالًا ليفحصوا موقع الانفجار مجددًا غدًا. لا حاجة للمخاطرة الليلة»

توقف قليلًا ثم أضاف: «أما القنبلة السحرية—فليسرّع سيلكو والآخرون تحسينَ السبطانة. يجب أن يكون المدى أبعد، والقوة تحت السيطرة تمامًا»

أجاب لامبرت بخفوت: «مفهوم»

مع أول خيوط الفجر في الصباح التالي، انطلق اللورد لويس مع فرقة الفرسان

كان الفرسان بكامل عتادهم، خوذاتهم مُغلقة، وصوت سنابك الخيل مكتومًا على نحوٍ خاص في الوادي المغطى بالثلوج

ركب اللورد لويس في الوسط، والتفت ليسأل: «سيلكو، انفجار البارحة—ما رأيك؟»

موقع مركز الروايات يقدم هذه الرواية دون أي إعلانات مزعجة، ووجودك معنا هو دعم للمترجمين والقراء العرب.

«القوة—فاقت توقعاتي كثيرًا، ما أدى إلى خطأ في تقدير المسافة» رفع سيلكو نظارته الواقية، غير قادرٍ على كبح الارتجاف في صوته، وكانت عيناه تلمعان ببارقة حماس

كانت رائحة الحَرور لا تزال تعبق في الجو؛ دخان البارود العالق اختلط بالريح الباردة، ففاح شذا احتراقٍ لاذع

تشقق الجليد تحت الأقدام إلى فوالق لا تُحصى، متناثرة بالحجارة والحطام

انهارت الأرض أمامهم إلى حفرةٍ عملاقة، كأن نيزكًا ضربها، وتحطمت طبقات الجليد على الأطراف، متشععةً إلى الخارج

وكانت جدران الوادي أشد وقعًا على النظر

فقد لسعتها حرارةٌ مشتعلة وموجة صدمة، فاسودّت طبقات الصخور السميكة ببقع واسعة، كأن لهيبًا عاتٍ لعقها

وتشعبت شقوقٌ حادّة حتى الأفق، وانزلقت بقايا الثلج من الفتحات، ساقطةً في حُفرٍ معتمة بلا قرار

شدّ اللورد لويس لجام فرسه، يحدّق صامتًا في الخراب المتفحم

هذه كانت قوة الجيل الثالث من القنبلة السحرية

تنهد في قلبه بصمت، ولم يُظهر على وجهه شيئًا

أقامت فرقة الفرسان أولًا طوقًا حول فوهة الانفجار، وحدّقوا بأعينٍ يقِظة، يتحسبون لوحوشٍ كامنة أو بقايا ضبابٍ أسود

وخاض بعض الفرسان الحطام برماحٍ طويلة، يتحققون بحذرٍ من عدم حدوث انهيارٍ آخر

واستمر التفتيش لنصف ساعة حتى تأكد أمان المحيط الخارجي، ثم بدأ النزول ببطءٍ إلى القاع

أما اللورد لويس فبقي على مرتفعٍ يبعد مئات الأمتار، فوق صهوة حصانه، يرقب الخرائب كلها بهدوء

وظلّ لامبرت إلى جانبه، وملامحه مشدودة؛ أكثر مما يخشاه خطرٌ مفاجئ، كان يخشى أن ينهار اللورد لويس ثانية بلا إنذار

هبطوا ببطء على ثلاثة صفوف، يتبعون المنحدر المنهار

«أبقوا الخوذات مُحكمة» همس الفارس المتقدم

فما إن سمعوا ذلك حتى أخرج الجميع أقنعةً شفافة بإطارات فضية من حقائبهم. وكان على الجدار الداخلي للقناع سائلٌ دوائي أزرق فاتح، وما إن تُثبَّت حتى يتسرب إلى أنابيب دقيقة، مكوّنًا ضبابًا لطيفًا ينتشر على السطح الداخلي للعدسة

كان هذا «منقّي كرمة ورقة الصقيع»، الذي أتمّته حديثًا ورشة حرفيي إقليم المدّ الأحمر، ويُقال إن النموذج الأولي صممه اللورد لويس بنفسه

يمكنه حجب الأبواغ والغازات المهلوسة مؤقتًا، فيبقون متيقظين حتى عند مواجهة بقايا الضباب الأسود للأم الحاضنة

«تنفسوا بعمق، لا تذعروا» ذكّرهم أحدهم بخفوت. وترددت أنفاسهم مكتومةً عبر الأقنعة

كان الجليد تحت أقدامهم هشًا، ترافق كل خطوة طقطقةٌ «طَقّ—طَقّ»، كأن الأرض قد تنهار في أي حين

وأشار الفارس المتقدم إلى الحذر وهو يختبر التربة برمحٍ زلزالي

وكان كل غرسة تعيد اهتزازاتٍ خفية عبر ساق الرمح، ليتأكدوا هل الأرض جوفٌ من تحتهم أم لا

ولم يواصلوا النزول إلا بعد عدة اختبارات تؤكد عدم الانهيار

أنار ضوءُ المشاعل وهالاتُ القتال قعر الحفرة العميقة، خرابًا متفحمًا بالكامل

وبينما كانوا يفتشون في الأرض المحروقة، عثروا سريعًا على دروع حشرية مبعثرة، غريبة الأشكال—بعضها كالدروع، وبعضها بحجم كف، وأكثرها متفحمة هشة تنهار عند اللمس

وبقيت شظايا قليلة تلمع ببريقٍ أرجواني، تُصدر أزيزًا خافتًا مزعجًا عند الاقتراب

«لا تلمسها طويلًا» قطب فارسٌ حاجبيه وهو يزيح شظيةً جانبًا، «هذا الشيء ميت، لكنه غير نظيف»

ثم أخرج الفريق جرّة إحكام قد وفرتها غابة السحرة

كانت ثقيلة، وجدرانها الداخلية مطلية برموز خاصة تُبطئ فساد المواد المجهولة أو تبدد طاقتها

وضعوا بضع شظايا بعناية في داخلها، وما إن أُغلق الغطاء وومضت الرموز بخفوت، عُدّ الشيء آمنًا مؤقتًا

ومضوا قدمًا، فإذا ببقايا آدمية ملتوية تظهر للنظر

مزّقتها موجة الصدمة، والتصقت الأطراف بالصخور، وبقيت في الأذرع أنسجة كالكروم، وتشوهت الجماجم، تملؤها أسنانٌ حادة

وأبعد قليلٍ ركام صخورٍ منهارة

كانت بعض الحجارة الباقية منقوشةً برموزٍ معقدة وأخاديد، لكن معظمها تهشّم أو تآكل، حتى كاد لا يُعرَف. «بقايا مذبحٍ قديم»، تمتم الفارس المتقدم، «لا نستطيع تبيّن هيئته الأصلية»

وسرت في الجو رائحةٌ حلوة عفنة ممزوجة بنفحة زهر

«بقايا ضباب أسود» شدّ أحدهم قناعه فورًا بنبرةٍ جادّة

وثقلَت أنفاس عدة فرسان قليلًا، لكن لم تظهر علامات فقدان السيطرة أو التسمم. وقيّم الفريق بسرعة: «الهالة كادت تتلاشى؛ الخطر غير مهم»

تبادلوا النظرات، وارتاحت صدورهم قليلًا

فلو لا منقّيات إقليم المدّ الأحمر، من يدري هل كانت تلك الهالات ستحفر في عقولهم

وعند نهاية التفتيش، عاد الفرسان شبه خاليي الأيدي

لقد كانت قوة القنبلة السحرية ذات الجيل الثالث بالأمس مدهشةً جدًا؛ فالمذبح مع القصر السفلي صار ركامًا

بل حتى السطح الحجري الذي حمل يومًا جدارياتٍ قديمة قُصِف شظايا، وامتزجت فتاته بالأرض المتفحمة، وغاب أثره منذ زمن

لم يظفر الفريق إلا بكمٍّ قليل من الشظايا: دروع حشرية متفحمة، أطرافٌ ملتوية، حجارة محطمة

وُضعت كلها في جرار إحكام، وقُدّمت بحذر إلى لامبرت

«سيدي لويس» تناول لامبرت إحدى الجرار، ولما رأى الدرع الحشري يلمع في الخفوت، تجعدت ملامحه

لم يخطئ تلك الهيئة؛ فهي تكاد تطابق البقايا التي خلّفتها الأم الحاضنة آنذاك

وتعمقت أخاديدٌ في جبينه، وطفا أسوأ خاطرٍ في ذهنه: أيمكن أن بقايا الأم الحاضنة ما تزال مختبئةً في أعماق الشمال؟

غير أن اللورد لويس الواقف إلى جواره كان يعلم في قرارة نفسه أن الضباب الأرجواني قد طهّره قلب البدء في داخله، وأن نظام الاستخبارات اليومي أشار أيضًا إلى أن «ساحرة اليأس» قد ماتت

لكن اللورد لويس لم يستطع قول شيء من هذا علنًا

فترك لامبرت يقلق وحده

أما اللورد لويس، فاستلم التقرير بهدوء

بقايا دروعٍ حشرية، غير نشطة

أطرافُ وحوشٍ ببنيةٍ شبيهة بالبشر، مؤكدة التلوث

أحجار مذبحٍ متضررة بشدة، عسيرة التعريف

بقايا ضبابٍ أسود في الهواء، لكن بلا ضرر مباشر

لم تكن نتائج التحقيق خارجةً عن المتوقع

وندم اللورد لويس سرًا على أن جميع الخيوط دمرها الانفجار، فلم يبق ما يُتبع

وألقى نظرة أخيرة من الأعلى، كاتمًا ما تبقى من أسئلةٍ في صدره

أياً تكن حقيقة ذلك الضباب، فالأهم الآن لإقليم المدّ الأحمر في الجنوب، عند الميناء الذي سيقود إلى البحر

«اتركوا نفرًا يواصل التحقيق، والبقية انسحبوا» أمر بلا تبدل في ملامحه، «لا شيء هنا يستحق البقاء. هيا»

أجاب الجميع، ثم بدأوا الانسحاب

وانعطفت الفرقة عبر الوادي، ودوى هدير الحوافر وهم يتجهون في موكبٍ مهيبٍ جنوبًا

وعاد الوادي إلى سكونٍ قاتل تدريجيًا، ولم يبق إلا الحفرة العميقة المتفحمة تقف هادئةً كندبةٍ هائلة، تذكّر الجميع بأن قوة القنبلة السحرية من الجيل الثالث تكفي لتسوية أي شيء بالأرض

Prev
Next

التعليقات على الفصل "الفصل:330"

5 1 vote
Article Rating
Subscribe
Login
نبّهني عن
Please login to comment
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
مركز الروايات
,,,

YOU MAY ALSO LIKE

a58BP2EssBYky4NCuCwlH_Mwxd9UQnooxy47Eu4tSe8
المحيط اللامتناهي: الهروب من قارب الكانو
10.10.2025
Ok-1
اللص الأعلى: أستطيع سرقة كل شيء!
05.10.2025
file_00000000abd46243a8357f96398e3548 (1)
إعادة الميلاد في عالم النهاية: البداية ببناء أقوى قاعدة
01.10.2025
my-attributes-are-increasing-infinitely
صفاتي تتزايد بلا حدود
11.10.2025

© 2025 مركز الروايات. جميع الحقوق محفوظة. يمنع نسخ أو إعادة نشر أي محتوى بدون إذن مسبق.

Sign in

تسجيل الدخول

Lost your password?

← Back to مركز الروايات

Sign Up

Register For This Site.

تسجيل الدخول

Log in | Lost your password?

← Back to مركز الروايات

Lost your password?

Please enter your username or email address. You will receive a link to create a new password via email.

← Back to مركز الروايات

wpDiscuz