الفصل:329
- الرئيسية
- رواية سادة الشتاء ابدأ بالاستخبارات اليومية
- الفصل:329 - الفصل 329: توجيه ضربة قوية للحاكم الشرير
انحنى قائد فرسان الحديد الصقيعي فيرّان، وعرق بارد يتصبّب على جبينه، وملامحه متجهمة كأنها ستقطر ماء
لم تكن حواف درع هالته القتالية قد انكمشت بعد، في دلالة واضحة على أنه خرج لتوّه من وضع خطِر
قال بصوت خافت: لقد توغّلت حتى نهاية الدرجات الحجرية الأولى للمذبح. أعمق من ذلك بدأت إرادتي تتلاشى وحواسي تضطرب، وحتى مع حماية الهالة القتالية لجسدي كان من الصعب الثبات. لو أجبرت نفسي على التقدّم خشيت أن أقع في الجنون
ساد الصمت المعسكر المؤقت
وقف لويس أمام الطاولة، يثبت نظره على الإحداثيات المحاطة بدائرة حمراء على الخريطة
بعد برهة طويلة تنهّد بخفوت، ونبرته لم تكن لائمة بل هادئة: لا تُحمّل نفسك الذنب، لقد أدّيت عملك على أحسن وجه
من المرجّح أن حتى فارس القمّة قد لا يستطيع اختراق ذلك الحاجز العقلي
توقف فيرّان قليلًا ثم رفع بصره إلى لويس
منذ رحيل الدوق إدموند لم يعد في كامل الإقليم الشمالي فارس قمّة حقيقي
كان فيرّان فارسًا خارقًا من الطبقة العليا، أقوى مقاتل فردي في ربوع إقليم المدّ الأحمر، بل وفي الإقليم الشمالي بأسره
ولهذا التحقيق استدعاه لويس خصيصًا من الجبهة الشمالية، بغرض كشف أسرار هذا المذبح المريب
ومع ذلك أُوقِف هو الآخر على عتَبته
بمعنى أن لا أحد في الإقليم الشمالي لإمبراطورية الحديد والدم يستطيع بمفرده كشف حقيقة هذا المذبح العتيق
قال لويس بنظرة حازمة: لم يعد هذا أطلالًا عادية. هذا مذبح لحاكم شرير، ويجب أن نوجّه ضربة ثقيلة
ما إن سقط صوته حتى توتر الجميع
كان قد تناول قلمًا وكتب سطرًا في الموجز التكتيكي: مستوى المهمة عُدِّل إلى: التحقق الحي من قنبلة السحر الجيل الثالث
كانت العاصفة الثلجية تزمجر، والعالم لوحة أحادية اللون
في وادي الهاوية العتيق مُهِّدت منصة منحدرة واسعة من الثلج، وبدأ جهاز ضخم بلون الحديد الأسود يُوضَع ببطء على بعد ثلاثمئة متر من مذبح السهل الثلجي
كان وحشًا فولاذيًا كأنما سُحِب من الجحيم
ستة ثيران فولاذية مدرّعة، أعناقها بسمك أعمدة حجرية، تنفث ضبابًا أبيض وهي تجرّ العربة الثقيلة
في مركز عربة المدفع كان أنبوب معدني هائل، بسماكة حافة السقف، مثبّتًا بشكل لافت
كان أسود لامعًا كله، تتخلله مجاري ورُبى فضية بيضاء للرُّقى، تتلألأ بوميض سحري خافت في البرد
صُنع سبطانة هذا المدفع من حديد غارق مُحمّى، معدن لا يصدأ لألف عام ومقاوم لدرجات الحرارة العالية وارتداد الطاقة
قوّاه الحرفيون مرارًا في أفران المحرّكات البخارية حتى صار ثابتًا كالجبل
صُقِل جوفه حتى صار كالمرآة لتقليل الاحتكاك وارتداد الطاقة عند إطلاق القنبلة السحرية
كان هذا ثمرة بحث سرّي امتد ثلاث سنوات في ورشة المدّ الأحمر، ذروة من ذُرى الصنعة
قال الرجل الواقف إلى جوار لويس بعينين تلمعان وصوت يرتجف: قاذف القنبلة السحرية—المدفع الوحيد في العالم القادر على تحمّل قنبلة السحر من الجيل الثالث. طفلي سيتكلم للمرة الأولى
وكان المتحدث بالطبع سيلكو
ارتدى معطفًا أبيض غير مناسب، وارتسمت على وجهه ابتسامة حماس غير موسمية، وضمّ كفّيه يفركهما على صدره، كأنه ليس اختبارًا بل احتفال على وشك أن يبدأ
وقف لويس بقربه في نقطة مرتفعة على السهل الثلجي تبعد مئات الأمتار عن القنبلة السحرية، يراقب طاقم المدفع ينجزون إجراءات المعايرة الأخيرة
خلفه اصطفّ حرس من الفرسان يشكّلون طوقًا دفاعيًا، وتدابير السلامة في الموقع كانت محكمة تمامًا
لم يكن ذلك جبنًا، بل لأن العاقل لا يقف تحت جدار آيل للسقوط
التفت لويس إلى سيلكو وسأله: هل أنت واثق أنها تستطيع اختراق الختم السفلي
ابتسم سيلكو: إن لم تستطع، فلا يسعني إلا أن أقترح الخطة المجنونة بإطلاق قنبلتين معًا
لم يعلّق لويس، بل خفض رأسه ليلقي نظرة على الخريطة وعلامات الموضع واتجاه الريح على منصّة القيادة أمامه، ثم مسح بنظره الفرسان المشغولين بالتحميل في الأسفل
كانت هذه وحدة نخبة من فرسان المدّ الأحمر المدربين خصيصًا على استعمال القنابل السحرية
اتّبع جميع الأفراد إجراءات دقيقة للغاية لبدء عملية التحميل المُحكَمة
فهذا لم يكن سلاحًا عاديًا
كان حصيلة ثلاث سنوات من التطوير السري في إقليم المدّ الأحمر، وحشًا وُلد بشراكة بين ورشة المدّ الأحمر وغابة السحرة
قنبلة السحر من الجيل الثالث في المدّ الأحمر، القنبلة السحرية
كان جسم القنبلة بطول يزيد على أربعة أمتار، أزرق قاتم بالكامل، ببنية حلزونية متداخلة صُمِّمت لتحمّل الضغط وتوصيل الحرارة
وداخلها بنية مجوَّفة ثنائية الحجرات، تتوسّطها نواة صيغت من قلب طاقة مُكثَّف مغروسة في المركز
كانت بلورة سوداء تخزن عصارة مُمقطّرة من سوائل بلورات الوحوش السحرية وسوائل استخلاص الطاقة السحرية
نشاطها عالٍ جدًا، تنبض بخفوت على الدوام كقلب كائن خامل على وشك الاستيقاظ
أما المواد فاستثنائية؛ فقد استُخدمت عشرة بلورات وحوش نادرة من الإقليم الشمالي بنِسَب استخلاص دقيقة للغاية، تحت إشراف مشترك من قسم أدوية المدّ الأحمر والورشة
والأهم أن نواة مصفوفة النقوش السحرية التي تُثبّت تدفق طاقة القنبلة لم يكن بوسع المدّ الأحمر إنجازها مستقلًا
كتب لويس بنفسه يستشير ثلاثة حكماء كبار من غابة السحرة، ثم أعادت ورشة المدّ الأحمر بناءها ومواءمتها
كان المسار كله باهظ التكلفة، لكنه منح بالمقابل قدرة نظرية على إطلاق موجة صدمية قوية بدقة وثبات، مولّدة أثرًا مزدوجًا: موجة صدمة حارّة جدًا وطبقة تذبذب طاقي سحري عند نقطة الانفجار
نظريًا، يكفي ذلك لنسف جبل صغير
ولذا احتاجت إلى جهاز إطلاق مخصّص، وحرس تحميل متخصصين، وحضور سيلكو شخصيًا لضمان اليقين التام
وليس في العالم كله إلا هذا المدفع القادر على احتمال هديره
صاح فارس من الحرس: فعّلوا مصفوفة التثبيت
توهّجت شبكات ضوئية من الرُّقى متداخلة على سبطانة المدفع
وبتناغم كامل أدخل الفرسان القنبلة السحرية في جوف السبطانة، مُصدرة طقطقة تَعشُّق معدني
أضاءت رُقى السبطانة، واهتزت الأرض البعيدة اهتزازًا خفيفًا
فعّلوا مجاري التبريد المرصودة بالرُّقى، اقفلوا اتجاه الريح، اضبطوا الارتفاع إلى ثماني عشرة درجة، فعّلوا حلقات التثبيت الثلاثية
اكتمل التحميل
استعدّوا للإطلاق
أصدر جوف المدفع دويًا غائرًا كهدير وحش، وارتجّ جسمه كله في رنين—نذيرًا بتمزيق الجبال
قهقه سيلكو: هيا، هيا، أطلقوه
أما لويس فبقي هادئًا، يثبت بصره على البياض الفسيح حيث يقع المذبح
حرّك إصبعه قليلًا إشارة لقائد الفرسان بإصدار الأمر: أطلقوا
في تلك اللحظة كان السهل الثلجي ساكنًا
وفي الثانية التالية اهتزت الأرض بالرعد واندفعت النيران نحو السماء
لهيب طاقة سحرية أبيض متّقد، ساطع كالنهار، شقّ السماء، وانطلق وسط الزئير والارتعاد كنيزك يعبر الوادي قاصدًا الظلمة النائمة تحت الختم
هذه الضربة قُدّر لها أن تُسجَّل في تاريخ هذا العالم
بوووم
انشقّت السماء والأرض فجأة
تفجّر ضياء أبيض متلهّب بلا تمهيد من قلب المذبح، كأن الشمس هوت إلى الأرض تبتلع كل لون في الأفق
بعد ثلاث ثوانٍ تمددت الموجة الصدمية حاملة بحرًا لا ينتهي من النار، وجداول حمم متأججة، وحزم غاز متفجرة، كأن وحشًا عملاقًا زأر فآلم طبلة الآذان وهزّ القلوب
سُوّيَت منطقة وادي الهاوية العتيق، وعلى مركزها المذبح، ضمن نصف قطر مئة متر تسوية تامة
الأرض المتجمدة الصلبة كالفولاذ تفتّتت إلى عشرات الآلاف من الشظايا، وحرارة هائلة بخّرت الثلج في الحال، فتكاثف إلى سحابة فطرية من ضباب أبيض ترتفع وتتماوج بعنف مع الريح فتحجب السماء
الموضع الذي كان فيه المذبح انهار فصار فُوَّهة هائلة تقذف حممًا قانية
احترقت الطبقات الصخرية حتى الثقب، وتدفق الماغما الجوفي هادرًا، يجري ببطء على الشقوق كأن شقًّا جحيميًا قد انفتح
تطايرت حجارة متكسرة وقطع جليد ومكوّنات طوب عتيق إلى مئات الأمتار في السماء كأن مطر نيازك يهطل
على ربوة المراقبة على بُعد مئات الأمتار طرح الانفجار أكثر من عشرة فرسان من المدّ الأحمر أرضًا
أما طاقم المدفع فاندفعوا أمتارًا وسقطوا بقوة في الثلج، وتشوهت دروعهم الواقية من الصدمة، وسال الدم من أطراف أفواههم. ضحك سيلكو عاليًا رافعًا ذراعيه، ذيل معطفه يرفرف وهو يدور كالممسوس: نجحت. أترون ذلك يا سيدي
هذه لم تعد قنبلة—هذا زئير معركة لعظيم
كاد الدمع يترقرق في عينيه، وصوته يرتجف كأنه على وشك الصعود إلى العُلى
على الجانب الآخر وقف قائد فرسان الحديد الصقيعي فيرّان فوق حافة جرف نصف مدمَّر، يحدّق طويلاً في الموضع الذي كان فيه المذبح القديم، صامتًا
هبطت الأرض هناك قرابة عشرة أمتار بعد الانفجار؛ ذابت بقايا الثلج والحجارة والصخور المتكسرة بحرارة طاغية
لم يبقَ الآن سوى أرض محروقة تبخّر بخارًا، كفراغ أسود مُحِيَ بممحاة عظيمة. تمتم بصوت خافت تكاد تبتلعه الريح والثلج: هذه الضربة لا طاقة لبشر على احتمالها
شهد فيرّان أداء القنابل السحرية للمدّ الأحمر في معركة أمّ الحضنة، وكان يعلم امتلاكهم قنابل شديدة الفاعلية وظنّ أنه أعدّ نفسه
لكن وهو يراقب شقوق الحمم في الأرض المحروقة تنهار ببطء كفمّ شيطان لا يزال يتنفّس، ويتصاعد البخار يحجب ضياء النهار
من كان يظن أنها بلغت هذه القوة
في تلك اللحظة تسلّل إلى قلب فيرّان شعور غريب
كان ملمحًا من فقد
تذكّر شبابه حين قاد فرسانه فوق السهول المتجمدة، يسحق جموع الأعداء بهالته القتالية مرارًا، وكان نصل الشمال الفولاذي ممدوحًا من الجميع
أما الآن
قنبلة سحرية واحدة، بلا جندي واحد، يمكنها تسوية معقل عدو أو قمة جبل أو حتى—مدينة
ماذا يعني هذا؟ يعني أن القوة الضاربة في الحرب لن تكون بعد اليوم فرسانًا أمثاله
لعل الأمجاد التي كنت أتباهى بها ستدفنها السنون
قبض فيرّان لا شعوريًا على مقبض سيفه عند خاصرته؛ كانت الشفرة صامتة كأنها تشارك صاحبها حيرته
تحرك حلقه قليلًا كأنه يريد قول شيء، لكنه في النهاية لم يزد على زفرة
ظلّ لويس، من تسبّب في كل هذا، ساكنًا يحدّق بصمت في التوهج القاني الذي لم يخمد بعد
كان الطنين العالي بعد تذبذب الطاقة السحرية كهمس متبقٍ لكائن شيطاني
لقد كانت ضربة مدهشة حقًا
كزفير تنين من أساطير قديمة، أو فن ممنوع منفلت، أو وحي زهرة الريشة الذهبية قبل ثلاثمئة عام
لم يُبدِ لويس انفعالًا كبيرًا، لكنه وحده كان يعلم أن الحماسة في صدره تكاد تشقّ قناع اتزانه
كان يدرك تمامًا ما يعنيه ذلك
حتى لو كان العدو فيلق دمّ التنين، إن أُخذ على غِرّة فطلقة واحدة كفيلة باقتلاعه من جذوره وتحويله إلى تراب متكسر وفحم، لا يترك حتى رمادًا
هذه الورقة الرابحة التي طالما حلم بها
وهي كذلك الورقة الأخيرة في لعبة الشطرنج المضطربة المقبلة لإمبراطورية الحديد والدم
لكن، ومع الحماسة، كان يعلم بوضوح: مثل هذه القوة—لا يجوز استعمالها بخفة
لا ينبغي أن تُعرَف ولا أن تُفهَم ولا أن تقع في يد غير أصحابها
لا ينبغي أن تظهر إلا في لحظات تحسم المصير
ظلّ الثلج يتساقط، والأرض المحروقة البعيدة لا تزال تتوهّج بجمر لم ينطفئ، تنفث خيوط ضباب أبيض
سحب لويس نظره ببطء والتفت إلى الفنيين والفرسان الواقفين خلفه في صف صامت: ما حدث اليوم ممنوع من التداول منعًا باتًا
لكن قبل أن يتلقى جوابًا دوّى صراخ حادّ يمزّق العقل من أعماق الأرض المستوية، يخترق طبقات الدخان
آه آه آه آه آه
لم يكن هذا صوت إنسان ولا وحش ولا كائن غريب
كان كظل قديم تحرّر من ختم في الهاوية يزأر، أو وجودًا مُبادًا يطلق في سكرات موته إرادة غضب وألم من أعماق روحه
في تلك اللحظة بدا السهل الثلجي متجمّدًا
شعر الجميع في آن واحد بانقباض في الصدر، ولسعت طبلة آذانهم كأن إبرًا حادة نفذت فيها، وارتعاشة غامضة تسلّلت من الأقدام إلى مؤخر الرقاب
فارِس شاب كان أقرب إلى مركز الانفجار شحب وجهه للحال، وخرّ على ركبتيه مغمًى عليه، وارتجف وجهه يتمتم بلا وعي كأنه لا يزال يقاوم إرادة تزحف عليه
أدار فيرّان هالته القتالية بأمر حازم: دوّروا هالاتكم. وراح هو أيضًا يفعّلها سرًا ليثبّت ذهنه
شعر الجميع بأن شيئًا ما كان يحدّق بهم في تلك اللحظة
ليس بعينين، بل بوطأة وجوده المتسرّبة من تحت الأرض
وفي الثانية التالية ارتفع ضباب رمادي أسود بصمت من شقوق الأرض المحروقة
تلوّى الضباب كأنه كائن حي، يتسلّق من الصدع ويجول في الهواء
كأنه يبحث عن شيء أو يحاول الفرار
لم يجرؤ أحد على الكلام، واكتفوا بالتحديق والضباب يتقلّب ويلتف
وأخيرًا، وبعد أن أطلق صريرًا حادًا كالقطع بالمعدن في الهواء، انفجر فجأة إلى غبار دقيق غير مرئي وتبدّد مع الريح
ومع تلاشي آخر خيط من الدخان انقطع الصراخ المخيف فجأة
كأن شيئًا ما قد مات تمامًا
قال لويس بنبرة لا تقبل الجدل: انسحبوا جميعًا من المنطقة الأساسية. احملوا الفارس المُغمى عليه برفق، ولا مزيد من التماس
فبعد قنبلة سحرية قادرة على شقّ الجبال لا يكون أخطر ما فيها الانفجار ذاته، بل ما قد يبقى حيًّا بعدها
وحين تستقر الهالة تمامًا سننظّم استكشافًا ثانيًا
لكن وبينما كلماته لا تزال تهوي، انبثق خيط بالغ الخفوت، يكاد لا يُدرك، من ضباب بنفسجي من أعماق الخراب المتفحّم
انساب ذلك الخيط البنفسجي بصمت، يلتف ويلولب في الهواء كأنه ذو وعي، متجنبًا أنظار الجميع
وفي اللحظة التالية اندفع نحو لويس بسرعة لا تُفهَم
انقبضت حدقتا لويس بقوة، وقبل أن يتمكن من أي دفاع كان الضباب البنفسجي قد انغرز صامتًا بين حاجبيه
كان كتيار بارد يخترق روحه
ارتجّ جسده واهتزّ خفيفًا، وشحب وجهه في الحال
لم يلحظ أحد؛ فالكل كان ما يزال غارقًا في صدمة تلك الطلقة وتوابعها، يتحدّثون بحماس، دون أن يشعر أحد بهذا التسلّل الغريب
من جديد
كان هذا الشعور مألوفًا أكثر مما ينبغي
كتلك الخيطات الحمراء التي انبعثت من جثمان تيتوس واقتحمت جسده عنوة، لقد هجم عليه الصمت ذاته مرة أخرى
رغم بُعد المسافة
عضّ لويس على أسنانه، وأغمض عينيه بسرعة مركزًا، مفعّلًا حاجزين معًا: تقنية التأمّل الأصلي وتقنية تنفّس الموج، ليحكم إقفال بحر وعيه