الفصل:327
- الرئيسية
- رواية سادة الشتاء ابدأ بالاستخبارات اليومية
- الفصل:327 - الفصل 327: النواة المتبقية لأمّ الحضنة
انحنت أشعة الصباح عبر نافذة الزجاج، وانكسرت على الستائر الرقيقة
ما إن فتح لويس عينيه حتى مدّ يده إلى جانبه غريزيًا
سرعان ما لامست ذراعه نعومة مألوفة
كانت خصلات شعر إميلي النائمة، تحمل دفء الصباح ورائحة زهرية مألوفة
زالت عن حاجبيها وعينيها صرامة الصِّبا، وحلّت محلّها هالة أمومة مطمئنة
وعلى الجانب الآخر، كان رضيع صغير يتكور على صدرها غافيًا، يقبض كفّيه الصغيرين بين حين وآخر ويهمهم بحركات طفيفة، كأنه يقاتل خصمًا في حلم
يا للعجب، هل بدأ «الزراعة الروحية» بعد أشهر قليلة فقط؟ تمتم لويس ضاحكًا، وانحنى ليطبع قبلة على جبين الطفل
جلس ببطء، وارتدى العباءة الموضوعة عند السرير، ثم وقف أمام النافذة الفرنسية وتمطّى بكسل
لم يكن أفق مدينة المدّ الأحمر قد أضاء بالكامل بعد، لكن أول خيط من بخار أبيض كان يرتفع بالفعل من ورش الحيّ الجنوبي، ويبدو أن فريق البخار جرّب جهازًا جديدًا طول الليل
كعادته، رفع لويس يده برفق ورسم خطًا في الهواء
وبصحبة «فوووش» خافتة بالكاد تُسمع، انبسطت أمامه شاشة ضوء شفافة في سكون
اكتمل تحديث نظام الاستخبارات اليومي
1: حيّ ورش المدّ الأحمر، هاملتون ينجح في إنتاج نموذج أولي لـ«نول يعمل بالبخار»
2: الأمير الخامس لامبرت يزور كثيرًا المقرّ السري لكنيسة زهرة الريشة الذهبية في العاصمة الإمبراطورية للتباحث سرًا في الآونة الأخيرة
3: في أعماق وادي الهاوية القديمة، تحت قصر مذبح الحقول الثلجية، توجد نواة متبقية لأمّ الحضنة في حالة خمولٍ شبه تام
أوه؟ عند رؤية قطعة الاستخبارات الأولى، ارتفع حاجب لويس ولمعت عيناه قليلًا، وقال: لقد فعلها حقًا
إن نول البخار هذا أهميته تتجاوز النسج السريع بكثير
فظهوره يعني أن إنتاج الأقمشة لن يعتمد بعد الآن على النسج اليدوي
ومتى كَمُلَ، ستدخل المدّ الأحمر عصرًا صناعيًا حقيقيًا في صناعة النسيج
كاد لويس أن يرى اليوم الذي تُعبّأ فيه المدينة قطنها وكتّانها ومصبوغاتها محليّة الصنع بكميات كبيرة، فتُرسلها عبر عموم الشمال، بل وتبيعها في أنحاء العالم
هذا الفتى ابتكر لي صناعة جديدة بحق، ينبغي أن أزور الورشة قبل الظهر اليوم لأتفقدها
هزّ لويس رأسه بسرور، ثم انتقل إلى قطعة الاستخبارات التالية
2: الأمير الخامس لامبرت يزور كثيرًا المقرّ السري لكنيسة زهرة الريشة الذهبية في العاصمة الإمبراطورية للتباحث سرًا في الآونة الأخيرة
ليست شائعة بلا أساس إذن، تمتم لويس، وتلاشى الابتسام الخفيف عن جبينه في صمت، وعاد وجهه إلى سكينة
قبل شهرين سرت همسات عن الأمير الخامس لامبرت بين نبلاء العاصمة، لكن لم يكن لدى أحدٍ دليل
غير أن هذه المعلومة قدّمت أخيرًا برهانًا صلبًا لكل ذلك
نظر لويس إلى هذه الاستخبارات وهو يستحضر أخاه الثالث، إدواردو كالفين
ذلك الأخ الذي أُرسل صغيرًا إلى الكنيسة ليتابع دراسته على يد الدوق، يبدو أنه يتبوأ داخلها منصبًا رفيعًا
قلّب لويس دفتر ملاحظات الاستخبارات بلا تكلّف
معظم ما دُوِّن فيه من أخبار السياسة خلال الأشهر الماضية كان يشير إلى الاتجاه ذاته: تسارع تشظّي الساحة السياسية في العاصمة الإمبراطورية
العسكر والموظفون المدنيون والكنيسة والنبالة—كل شقّ يتّسع بلا توقف
مرّت أصابعه فوق مدخلات أساسية مشفوعة بتعليقات: الأمير الثاني، خرّيج الأكاديمية العسكرية الإمبراطورية، وثيق الصلة بوزارة الشؤون العسكرية، وقد حظي نظام «تحالف فيالق النبلاء» الذي اقترحه بدعم بعض نبلاء الحدود
أما الأمير الرابع، فيقف خلفه مجلس الرقابة ووزارة المالية، ويطرح مركزية المدنيين وإصلاحات نظام مجلس الوزراء، قاصدًا إعادة هيكلة السلطة الإمبراطورية
أما العائلات الثماني العظمى فتبدو محايدة، لكنها سرًا تؤازر فصائل متباينة
وظلال كنيسة زهرة الريشة الذهبية واتحاد الزمرد أخذت تظهر أكثر في الغرف السرية لنبلاء الإمبراطورية
كانت هذه المعلومات تحوي في جوهرها أعمق أسرار تلك القوى، بعضُها لا يعرفه سوى واحد أو اثنان
وكل ذلك مكشوف أمام نظام الاستخبارات اليومي
أغلق لويس دفتره وتمتم: إذن—قد انشقّت العاصمة الإمبراطورية تمامًا
في نظره بدت الإمبراطورية كمعبد لا يزال قائمًا، لم تسقط جدران قصره بعد، لكن أساسه مثقوبٌ بالخروم
وإن انهار فجأةً يومًا ما، لربما صُدم الآخرون، أمّا هو فلن يتعجب
ألقى لويس نظرة إلى إميلي عند السرير وإلى الرضيع في حضنها، وعمُقَت عيناه: لست قويًا بما يكفي لأحسم مستقبل الإمبراطورية بعد، لكن ينبغي على الأقل أن أكون قويًا بما يكفي لأحمي ما يجب حمايته
تنهد بخفة، ثم انتقل إلى قطعة الاستخبارات الثالثة
3: في أعماق وادي الهاوية القديمة، تحت قصر مذبح الحقول الثلجية، توجد نواة متبقية لأمّ الحضنة في حالة خمولٍ شبه تام
انقبضت حدقتا لويس على الفور: كيف يكون ذلك ممكنًا
نواة أمّ الحضنة المتبقية
عاد ذلك الاسم المألوف المقيت إلى الظهور
انحنى يتحقق مرارًا من الكلمات: «وجود نواة متبقية لأمّ الحضنة»، «مذبح الحقول الثلجية»، «حالة خمول شبه تام»
وبسبب إيجاز الخبر الشديد، بدا كطرف نابٍ يخرج من تحت طبقة جليد
لكن لويس كان يدرك أمرًا واحدًا: إن صحّ استيقاظها—فلن يحتمل الشمال كلّه، بل ولا الإمبراطورية بأسرها، طاعون حشراتٍ ثانٍ
تذكّر المشهد المرعب لهيجان أمّ الحضنة آنذاك
شمالٌ كامل محروق، وأكثر من أربعة أخماس السكان قضوا، وعشرات المدن اختفت، حتى فرسان دمّ التنين لم يبقَ منهم إلا شتات
وعند هذا الخاطر أخذ رأسه يؤلمه، فقبض على جسر أنفه قائلًا: يجب أن أُفني هذا الشيء بالكامل، مع رماده
أخرج بعدها خريطةً تفصيلية للشمال من درج منضدة السرير، نسخة رتّبها بنفسه مرارًا وعلّم عليها خطوط القتال وطرق التجارة، حتى أمست أكمل خريطة للشمال وأدقّها
حطّ طرف قلمه على سهلٍ ثلجي بلا علامات، هناك وادي الهاوية القديمة
ولمّا رأى الموضع تنهد: وادي الهاوية القديمة—إنه قرب الطريق المخطط إلى ميناء الفجر
إنّه جرف ثلجي لا يذوب، بثلجٍ سحيق العمق، تفشو فيه الوحوش السحرية كثيرًا، ولم يستكشف حتى اليوم
نقّر لويس بإصبعه مرات فوق تلك المساحة الخالية وهو يقطّب حاجبيه: هذه المنطقة—تكاد تكون آخر فراغ في خريطة الشمال
وفي تلك اللحظة كان قد رسم سريعًا خطة انتشار أولية في ذهنه
لتتحرك فرقة «ليلة البيضاء» من الفرسان
لضمان دعم المترجمين، اقرأ دومًا رواياتك من موقع مركز الروايات، مكتبة بلا إعلانات وأكبر منصة عربية للروايات.
إنها فرقة خاصة أنشأها بنفسه، تتكوّن من نخبة اختيرت من عدة فرق فرسان تحت قيادته، وكل فردٍ فيها فارسٌ فوق العادي
أُنشئت أصلًا لمواجهة الشذوذات المجهولة والبيئات القاسية والكوارث السحرية الخاصة في الشمال، ولم يكن يتوقع أن تُستدعى بهذه السرعة
سيتولّون الجولة الأولى من الاستطلاع، فإن وجدوا مدخلًا حاولوا الاستكشاف أولًا
وإن عجزوا عن دخول النواة في مذبح الحقول الثلجية، فعليهم على الأقل التحقق مما إذا كانت هناك اضطرابات في الطاقة السحرية أو كائنات سحرية شاذة في المحيط
ما دام الاستخبار يثبت عدم وجود خطر، فسأذهب بنفسي
أسند لويس ظهره إلى المقعد وزفر بهدوء
لم يعد ربّ قريةٍ بائسة على الهامش، بل صار الكونت كالفين، يرعى مئات الآلاف من الرعايا، ويُنسّق بين كُبرى بلدات الشمال، ويحمل عبء أحواله
واللحظة التي سيذهب فيها حقًا إلى ذلك المذبح ينبغي أن تكون لحظة يقين مطلق
هذه المرة، ليس عليه كشف اللغز فحسب، بل ضمان ألّا يموت أحد في كارثة ثانية لأمّ الحضنة
ما بالك
همس رقيق داعب أذنه، صوت إميلي مبحوح بنفَس الصحو
أعاد لويس الخريطة إلى مكانها على عجل، وغدت على وجهه ابتسامة لينة معتادة: لا شيء، أراجع تقارير الأطراف كالمعتاد
لكن إميلي حدّقت فيه ثانيتين، كأنها تبحث في عينيه عن المزيد
اعتدلت مسندةً نفسها، ملتفّة بغطاءٍ رقيق، وقالت بنبرة فيها شيء من العناد: أنت دائمًا هكذا، تخفي وتتحمّل كل شيء—إن كانت هناك مشكلة حقًا، لِم لا تخبرني؟ بوصفي زوجتك، أستطيع أن أشاركك الحمل أيضًا
ضحك لويس، ومدّ يده يلاطف شعرها: ليست قضية كبيرة حقًا، مجرد إزعاجات من بقايا البرابرة عند حدود الشمال الغربي، ولا تقترب حتى من أزمة
أومأت إميلي بلطف وبقي في عينيها شيء من الشك، لكنها لم تُلحّ أكثر
في تلك اللحظة تقلّب الرضيع في لفافته قليلًا، وأصدر فمُه أصوات مصّ صغيرة
سارعت إميلي إلى حمله تربّت على ظهره برفق
أنظُر، أخذ الصغير يتقلب الآن
دنا لويس ولمس أنف الطفل بطرف إصبعه، فعطس على سهو، وتمتم مرتين، ثم اندسّ من جديد في حضن أمّه
بعد يومين سأتجه إلى ميناء الفجر، قال لويس بصوت خافت، فبناء الميناء على وشك أن يبدأ، ويجب أن أذهب بنفسي
لم تتردد إميلي، وأومأت مباشرة: أعلم، هذا أمر لا بدّ منه، دَع سيف ترافقك أيضًا؛ لقد بقيت إلى جواري كل هذا الوقت ولعلها اشتاقت إليك
ثم ابتسمت دون أن تملك نفسها وهي تنظر إلى الرضيع في ذراعيها: أتحضر لنا أخًا أو أختًا له
كلاهما حسن، ابتسم لويس بدوره، ومدّ ذراعه يضم كتفها
وبعد أن عادت إميلي والطفل إلى النوم، خلع لويس رداءه الخارجي وجلس طاوٍ الساقين على الغطاء السميك قرب السرير وأغمض عينيه متأملًا
زفر ببطء، وجرت «الطاقة القتالية» في عروقه بسلاسة، تتصاعد رقيقة مع كل نفس، وتلوح على بشرته خيوط حمراء من الطاقة القتالية تظهر وتختفي
وبفضل الموارد التي وفّرها نظام الاستخبارات اليومي بلغَت طاقته القتالية مجال «الفارس النخبوي الرفيع»
وإلى جانب التضخيم الغامض الذي ناله من «حديقة الكرمة المتقدة»، والمزية السحرية لـ«قلب البدء»
فقوته الحقيقية على الأرجح قوة «فارس خارق متوسط الرتبة»
يمكن القول إن لويس الآن أحد أقوى المقاتلين حقًا في إقليم المدّ الأحمر
وبعد أن أخذ أنفاسًا معدودة فتح عينيه وزفر نَفَسًا عكرًا، وعاد هالُه إلى سكون
ثم بدأ يومٌ جديد
وبعد أن فرغ من غسل وجهه وتهيأ، ارتدى رداءً أحمر داكنًا لوردًا أنيقًا وخرج من الدهليز
كان الفطور معدًّا في الأسفل: شوفان ساخن، وجبن مالح، ويخنة لحم ضأن مع فاصولياء
وخلال الطعام قلّ كلام لويس، واكتفى بتقليب مسودة ميزانية أولية لمهرجان الربيع أعدّها مسؤولو الأحياء، ويقيّد بين حينٍ وآخر ملاحظات تصحيح على هوامش الورق
وبعد الوجبة خرج من القاعة، وكانت عربة واقفة في الثلج عند نهاية الرواق الطويل منذ زمن
كان لامبرت واقفًا أمام العربة بعباءته السوداء للفارس
إنه الآن القائد الأعلى لجيش المدّ الأحمر، يمسك بحاميات الإقليم كافة وصلاحيات التوزيع والتصرف في الاستخبارات العسكرية الخارجية
لكن طالما لا معارك طارئة، كان يألف البقاء إلى جوار لويس، كما كان يحرس ذلك الطفل اليتيم في أيام أسرة كالفين
البرنامج اليوم حافل يا لورد لويس، قال لامبرت وهو يحني رأسه باحترام ويفتح باب العربة
أومأ لويس قليلًا، لكنه توقف قبل أن يركب، والتفت يقول: لتتحرك فرقة ليلة البيضاء، وهدفها الوادي جنوب ميناء الفجر
احتدّ بصر لامبرت: مهمة خاصة
نعم، قال لويس دون أن تتغير ملامحه، فارسٌ رفع تقريرًا بوجود مذبح قديم هناك مع نشاط سحري غير مألوف قد يؤثر في أعمال بناء الميناء اللاحقة، أبلغهم أن يتقدموا بحذر ولا يتوغلوا بتهوّر
كان هذا سببًا ابتدعه خصيصًا، إذ لا ينبغي كشف وجود نواة أمّ الحضنة المتبقية بسهولة حتى لأقرب فرسانه
لم يسأل لامبرت أكثر، وإنما ضرب قبضة يده اليسرى على صدره، وقال بصوت خفيض: أمرك
أومأ لويس، لكنه ألقى بطرف نظره إلى خيوط البخار والدخان البعيدة: لنتجه أولًا إلى القاعدة التجريبية لمحرك البخار
مفهوم، أجاب لامبرت، ثم أشار بيده إلى الأمام
أطاع السائس في صمت، وحرك اللجام برفق، فانطلقت العربة ببطء نحو حيّ الورش
وحين دُفع باب الورشة هبّت رائحة بخار قوية
كان شاب في مئزرٍ ملطخ بالشحم منحنٍ على جهاز معقّد، يمسك رافعة تحكم في السرعة ودفتر يوميات، غارقًا حتى نسي العالم
حتى إذا تنحنح لامبرت ورفع صوته قليلًا، انتبه فجأة ورأى العباءة الحمراء تدخل الورشة
سيّدي لويس، قفز هاميلتون تقريبًا، ونزع نظّارته على عجل، لِم جئت بنفسك
تقدم لويس بضع خطوات، وحدّق بنظره إلى الآلة المعدنية الدائرة ببطء، وقال بلطف: سمعت أنك خرجت بشيء جديد مؤخرًا
هزّ هاميلتون رأسه بخجل وارتباك: نعم، نعم، لقد حاولت تعديل الذراع الدوارة والنابض في المحرك السابق، واستخدمت آلية ذراع التوصيل لتحريك المكّوك ذهابًا وإيابًا، مما يسمح بحركة مستمرة
وتوقف لحظةً ولمعَت عيناه: وتُظهر الاختبارات الأولية أن كفاءة تشغيل الفرد الواحد تزيد بأكثر من خمس مرات على النسج التقليدي ثم هرول ضاغطًا صمامًا جانبيًا، فهسّ المحرك بخفوت، وانطلق المكّوك على الإطار يطير ذهابًا وإيابًا كالرّيح
تشابكت الخيوط على النول سريعًا، وفي لحظات تكوّن مقطع صغير من قماش
راقب لامبرت بجبين مقطّب قليلًا
تابع لويس النظر طويلًا ثم هزّ رأسه برفق: الفكرة جيدة، لكنها لا تزال خشنة قليلًا، وتحتاج ضبطًا أكثر
هزّ هاميلتون رأسه مرارًا: فـ.. فهمت، سأعدّلها فورًا
لكن لويس رفع يده ليوقفه: يمكنك البدء بإنتاج تجريبي صغير النطاق، ستُخصّص لك الورشة مجموعة اختبار من ثلاثين شخصًا
لا تُسرع طلبًا للوتيرة، صفِّ المشكلة تِلو الأخرى
وتوقّف لحظة ثم أردف: لكنك أحسنت حقًا
احمرّ وجه هاميلتون سريعًا، وتلعثم أخيرًا: شـ.. شكرًا سيدي—لن أخذلك
وفي تلك اللحظة بدا كفتًى أثنى عليه معلمه للتو
لكن ما ابتكره كان بذرة ثورة صناعية قد تطال العالم كله