الفصل:321
قبل نصف شهر، التقط لويس كالفن معلومة حاسمة من نظام الاستخبارات اليومي
كان أنطوني، رئيس الإقليم الشمالي في نقابة الصحن الفضي، سيأتي شخصيًا إلى مدينة المدّ الأحمر لعقد لقائه الأول مع كميل، المبعوث الخاص لهيئة الرقابة في الإمبراطورية
كانت هذه المعلومة مفاجأة مزدوجة
المفاجأة الأولى كانت ظهور أنطوني شخصيًا، ما عنى أن نفوذ نقابة الصحن الفضي في الإقليم الشمالي سيُكشف بالكامل تحت أنظارهم
أما المفاجأة الثانية فهي أن تواطؤ كميل مع نقابة الصحن الفضي لم يعد تبادلًا سطحيًا بل تغلغلًا عميق الجذور
يكاد يُؤكَّد أن هذا المبعوث الخاص للرقابة، القادم من العاصمة الإمبراطورية، صار بالكامل جاسوسًا اشتراه الاتحاد
والأفضل من ذلك أن الاثنين اختارا الاجتماع في مدينة المدّ الأحمر
لم يستطع لويس كالفن كتم ضحكة خافتة بعد قراءة المعلومة: ما أيسر الأمر
لم يكن بحاجة حتى لعبور الحدود للبحث؛ لقد سلّموا أنفسهم إلى عتبة بابه مباشرة
حين استيقظ أنطوني في الزنزانة السرية، كانت أطرافه موثوقة بسلاسل حديدية ثقيلة بإحكام، والكرسي الحجري تحته باردًا حتى العظم
فتح عينيه ببطء، ونظرته صافية هادئة بلا ذعر
وأمام بريق أدوات التعذيب البارد، قال بهدوء لا يرتجف: إن أردتم قتلي فافعلوا ذلك مباشرة
وعلى كلماته، ابتسم لويس كالفن ابتسامة خفيفة: سأتركه لكم
ثم استدار وغادر، فالمعلم كالفن طيب القلب ولا يطيق رؤية الناس يتألمون
بدأ التعذيب
كان محققو فيالق الحديد البارد قد تعلّموا شتى الأساليب من سنوسوورن والبرابرة وحتى محققي الجيش الإمبراطوري
سُكبت دلاء من الماء البارد على أنطوني مرارًا وتكرارًا، حتى اصطكّت أسنانه من البرد القارس
كانت الكلاّبات الحديدية تعتصر مفاصل أصابعه ببطء، وعظامه تُطلق طقطقة خافتة
وخُلِطت سموم مطحونة في ماء شربه، فمزّقت أعصابه بين الخدر والاحتراق، حتى غدا يستحيل عليه التمييز بين الحلم واليقظة
في البداية ظلّ أنطوني هادئًا وهو يعضّ على أسنانه: لن تنالوا شيئًا
لكن الأيام مرّت، وفي الغرفة الحجرية لم يعد يُعرَف ليل من نهار
كانت المياه الباردة والنار تتناوبان، ووجع العظام والأعصاب يتراكم بلا انقطاع
أخيرًا غامت عينا أنطوني، ولم تعد صلابة شفتيه ابتسامة ساخرة بل ارتجافة خفيفة
تحت موجات الألم وتآكل العقاقير، صرخ أنطوني، الفارس الخارق، في الظلام أخيرًا، بصوت مبحوح يقطر انهيارًا مكبوتًا منذ زمن: كفّوا كفّوا سأتكلم سأخبركم بكل شيء
مدينة المدّ الأحمر السوق عملاء سرّيون تنكّروا في هيئة قوافل تجارية من الجنوب، متمركزون دائمًا في السوق، والتهريب غطاء لهم
دوّن المحقق ذلك ببرود، ثم نقر بإصبعه، فألقى المساعد بقربه ماءً باردًا من جديد: لا تتوقف تابع الكلام
ارتجف أنطوني كله، وأسنانُه تصطكّ: عدة نبلاء طلائعيين في الإقليم الشمالي اشتراهم طرفُنا ينقلون لنا سرًا الحبوب والخامات
وفي تلك اللحظة، ظلّ يتمسّك ببصيص أمل، متسائلًا هل سيطلقونه إن قدّم بضع قطع من المعلومات
لكن حين كُوي جلده بحديدة الوسم مجددًا، شُقّ حلقه صراخًا: الحدود الجنوبية الشرقية هناك قاعدة إمداد إذا اندلعت الحرب فستكون منصة انطلاق
لم يرضَ المحقق وقال ببرود: التفاصيل
بكى أنطوني وفضح الإحداثيات وأنواع المؤن وحتى أسماء المسؤولين
وبحلول الليلة الثامنة كان صوته قد تكسّر تقريبًا، ومع ذلك ظلّ يُضغط عليه لمزيد
وفي انهيار تام صاح أخيرًا
غرفة سرية في المدينة هناك أيضًا ملف داخله رموز اتصال وطرق نقل ووثائق وحسابات كميل تلك تلك أدلة قاطعة
وما إن انتهى الكلام حتى بدا كأن روحه قد فرغت دفعة واحدة، وعيناه شاردتان والدم يتدفّق متواصلًا من زوايا فمه
لكن المحققين لم يتوقفوا بسبب انهياره
لضمان دعم المترجمين، اقرأ دومًا رواياتك من موقع مركز الروايات، مكتبة بلا إعلانات وأكبر منصة عربية للروايات.
ماذا أيضًا ماذا أيضًا ماذا أيضًا تفاصيل تفاصيل تفاصيل
كرروا الأسئلة مرة بعد مرة، وحتى لو جُنّ أنطوني لظلّوا يعصرون منه آخر ذرة من المعلومات
لكن هذا الأسلوب الوحشي له ثمنه فعلًا
فما إن انقضى أقل من نصف شهر حتى أسلم أنطوني الروح على كرسي التعذيب
مُغطى بالجراح، ارتخى على الكرسي وعيناه شاردتان، لا يزال يهذي بتلك الرموز والأسماء
وجُمِع كل ما كشفه في عدة مجلدات سميكة من الأرشيف، وُضعت على مكتب لويس كالفن
وبالطبع لم يُهدَر جثمانه أيضًا؛ فقد وُضع رأسه في علبة غداء أنيقة
لذلك حين وصل كميل وموكبه إلى مدينة المدّ الأحمر في موكب فخم، لم يلقَ إلا بضعة أيام من التأجيل اللبق
السبب الظاهر أن موسم الحصاد الخريفي مزدحم، والسيد مشغول بالمهام الرسمية، لكنه مجرد ذريعة منمّقة
أما السبب الحقيقي فكان أن صرخات أنطوني في زنازين تحت الأرض بمدينة المدّ الأحمر لم تكن قد خمدت تمامًا بعد
طوى لويس كالفن اللفافة الرقّية، وعلى شفتيه ابتسامة باردة
بات يمتلك الآن كل الأدلة، ولم يعد بحاجة إلى تهديد أو غضب أو تشدد في الموقف
يكفي أن يضع ذلك الرأس الملطخ بالدماء بهدوء داخل علبة الغداء على مائدة الطعام
عندها سيفهم المبعوث الإمبراطوري المتعالي، كميل، على الفور
في هذا الإقليم الشمالي، ليس مجلس الرقابة ولا الوصي على العرش هو صاحب الكلمة
لويس كالفن حقًا هو من يمسك بسلطان الحياة والموت
وعند عودتهما إلى مائدة الطعام، حافظ كميل على هيئة المبعوث الخاص، محاولًا إبقاء ذلك التعالي على وجهه
أدار كأس النبيذ وقال بنبرة باردة: قطع هذه الأحجار الكريمة مقبول، لكنه مقارنة بصناعة العاصمة الإمبراطورية لا يزال أدنى قليلًا
ثم أشار عرضًا إلى علاقة سرية لإحدى الكونتسات في العاصمة، وضحكته قسرية وحديثه متخبّط
ظل في صوته شيء من الغطرسة، لكن أصابعه كانت ترتجف توترًا، وكاد النبيذ ينسكب
أما لويس كالفن فابتسم دون كلام، يدردش معه بأريحية وبشيء من أدب الصغار مع الكبار، كأنه لم يرَ شيئًا
لكن كلما فعل ذلك ازداد بردٌ في قلب كميل
فهم أن جلوسه آمنًا هناك إنما هو لأن الطرف الآخر لا ينوي التحرك فورًا
في نهاية المأدبة، تطرق لويس كالفن بخفة إلى أمر التقليد: ستبدأ المراسم غدًا ويمكن أن تكون بسيطة فهزّ كميل رأسه بسرعة وابتسامته متيبسة: ممتاز ممتاز
كانت نبرته متعجلة كنبرة دابة جرّ تأمل إنهاء العمل مبكرًا
وحين غادر، نسي على غير تفسير علبة الغداء على المائدة
ذكّره برادلي: هديتك أيها المبعوث
توقف كميل لحظة، ثم استدار فجأة، واحمرّ وجهه والتقط الصندوق على عجل
حين دخل القاعة أول مرة بدا ازدراؤه واضحًا، كأن جبال الإقليم الشمالي وأنهاره تحت قدميه
لكن في ساعتين فقط انحنى ظهره قليلًا وارتجفت خطواته، كأنه يمشي على الجليد يخشى أن يهوي في هاوية مع الخطوة التالية
يا للسخرية
متغطرس أولًا ثم مطأطئ بعدها، في ليلة واحدة
راقب لويس كالفن مغادرة كميل المستعجلة وهو يحمل علبة الغداء، وعلى شفتيه ابتسامة خفيفة
ولن يفضح كميل باعتباره جاسوسًا الآن
فذلك لن يؤدي إلا إلى دفع الطرف الآخر إلى التهور وتمزيق القناع فورًا، وهو ما لا يعود بنفع
لا عجلة، فبين يديه كل الأدلة التي قدّمها أنطوني أدلة دامغة
وكميل في هذه اللحظة ليس إلا لحمًا على لوح الجزار، بين يديه يقلبه كيف شاء
والفعل الصواب ليس تدميره بل استخدامه
مثلًا في مجلس عرش التنين، ليؤيد المدّ الأحمر بصفته مبعوث الرقابة
وليزخرف إنجازاته شخصيًا تحت أنف الوصي على العرش
وفي جهود إعادة إعمار الإقليم الشمالي، ليتحول إلى ملحق لسياساته
وكلما ازداد خوفه من الموت ازداد طاعة، وكلما رغب في الحياة عمل بجد أكبر
ارتشف لويس كالفن جرعة صغيرة من النبيذ، واتسعت الابتسامة على شفتيه قليلًا على المنصة العالية في ساحة المدّ العنيف بمدينة المدّ الأحمر
لم تكن المنصة الاحتفالية مزخرفة، لا سوى علمين معلّقين: علم التنين الذهبي للإمبراطورية والعلم القرمزي للمدّ الأحمر
وبالمقارنة مع حفلات العاصمة الإمبراطورية الباذخة، بدت بسيطة جدًا
وقف برادلي في زاوية المنصة، وتجعد حاجباه بقوة
في عين هذا الخادم المحافظ، كيف يجب أن تبدو مراسم التقليد
أقمشة ملوّنة معلّقة، أبواق تدوي، قصائد وتمجيد تتعاقب، وطبول تهدر عبر الشوارع
ذلك ما يليق بشرف النبيل
أما الآن، فعلى المنصة لا يرفرف سوى علمين، وفي الساحة لا يجتمع إلا عامة الناس
قال لويس كالفن ببرود: نؤدي الواجب وحسب
فاستُؤصل أكثر من نصف المراسم دفعة واحدة
تنهد برادلي في داخله
كان هذا إهدارًا لاحتفال لويس كالفن الكبير
فهذا السيد الشاب لم يحتج إلا أربع سنوات لينحت لنفسه إقطاعًا بعدما كان بارونًا طلائعيًا كاد يُنبذ من أسرته
وها هو الآن معترف به من الوصي ومجلس عرش التنين، مُرقيًا إلى رتبة إيرل
ولو كان ذلك في العاصمة الإمبراطورية فأي مشهد كان سيكون
كان الشعراء سيدوّنون مديحه في التاريخ، والنبلاء يتسابقون لتقديم التهاني
لكن هنا، في هذا الإقليم الشمالي البارد، لا يرى في الأمر سوى البساطة والعجلة
شعر برادلي بالأسف على لويس كالفن، لكنه فكّر أن هذا النهج نفسه عدم الاكتراث بالمظهر هو ما يجعل سيده الشاب أكثر إقناعًا
تحت الساحة كان بحرٌ من البشر
فما إن انتشر خبر التقليد حتى هرع سكان مدينة المدّ الأحمر جميعًا، حتى اكتظّت ساحة المدّ العنيف
ولحسن الحظ اصطف فرسان المدّ الأحمر على جانبي الطريق الرئيس، بالكاد يحافظون على النظام
حُمل الأطفال على أكتاف آبائهم، يمدّون أعناقهم ليلمحوا السيد لويس
واتكأت عجائز على عصيّهن وعيونهن تلمع بالدموع: لقد صار حقًا إيرلًا
وكانت أعين الحرفيين والشبان من المزارعين تتقد وحناجرهم تتسارع أنفاسها، كأنهم هم أيضًا سينالون لقبًا
ومن أعلى المنصة، وبالرغم من بساطة الترتيب، كانت هناك حرارة صادقة نادرًا ما تُرى حتى في حفلات العاصمة الإمبراطورية
وبينما شرعت الطبول تقرع وهمّت المراسم أن تبدأ، سرى همس من الدهشة عبر الحشود
صعدت إيميلي، الحامل على نحو ظاهر، ببطء إلى المنصة العالية، تسندها سيف
أشرقت الشمس على جانب وجهها، فبدت الهالة الرقيقة التي أضفاها الجنين في بطنها أكثر جلالًا
أمسكت سيف بذراعها، وفي حاجبيها برودة خفيفة، تمسح المشهد كله كحارسة
لم تكن تميل عادة إلى مثل هذه الضوضاء، لكن في عينيها بريق لا يُنكر فخرًا بلويس كالفن
سارت إيميلي إلى جانب لويس كالفن، ووضعت يدها برفق على بطنها
ورفعت ذقنها، ونظرت إلى بحر الناس المتزاحم تحت المنصة، وارتسمت على شفتيها ابتسامة فخر
بدت تلك الابتسامة كأنها تعلن بصمت: هذا زوجي، الإيرل الذي يحمي الإقليم الشمالي
وقفت سيف على الجانب الآخر، ويداها متشابكتان أمامها، وهيئةُ وقوفها مهيبة
وبوقوف زوجتيه عن يمينه ويساره، اكتسبت هيئة لويس كالفن على المنصة جلالًا لا يتزحزح
وما إن رأى عامة الناس في الساحة هذا المشهد حتى اشتعلت مشاعرهم
بعضهم اغرورقت عيناه، وبعضهم هتف عاليًا سيدنا لويس وبعضهم شبك يديه كمن يتوسل
لكن لو أصغى المرء لوجد في تلك الهتافات فرحًا بسيطًا أكثر
السيدة على وشك الولادة
المدّ الأحمر سيحصل على وريث
مستقبلنا بات له سند
فهؤلاء الذين خبروا الحرب والمجاعة والتشرد، كان اللقب عندهم شأنًا يخص العاصمة البعيدة
أما ما يطمئن قلوبهم حقًا فهو السيدة الوديعة المبتسمة الحامل، والحياة الجديدة التي توشك أن تولد
ومجيء طفلٍ يعني أن المدّ الأحمر لن ينقطع، وأن هذه الأرض التي عُمِلت بشق الأنفس سيكون لها مستقبل حقيقي
لذلك كانت تصفيقهم وهتافاتهم، بدل أن تكون تكريمًا للتقليد، أقرب إلى بركات تُهدى إلى طفل المدّ الأحمر القادم
سمعت إيميلي بوضوح هتافات الحشد
توقفت أولًا، ثم ابتسمت بشفاه مضمومة، ورفعت يدها ببطء، وأومأت قليلًا للناس في الساحة تحتها
لم تكن حركاتها مبالغًا فيها، لكن فيها ألفة طبيعية
شكرًا لكم جميعًا قالت بهدوء هذا الطفل هو مستقبل المدّ الأحمر وهو مستقبلكم أيضًا
بدت هذه الكلمات القليلة وكأنها تمسّ قلب كل واحد
حلّ صمت لحظة في الساحة، ثم انفجر هدير هتاف كأنه موج جبل
يحيا المدّ الأحمر
سلامة السيدة
لا بد أن يجلب الطفل الأمل للإقليم الشمالي
ذلك الوهج والصدق جعلا ساحة المدّ العنيف كلّها تكاد ترتجّ
ولمّا رأى كميل هذا المشهد، ارتجف قلبه فجأة
شهد في العاصمة الإمبراطورية عددًا لا يُحصى من مراسم التقليد والحفلات، ورأى التصفيق المصطنع والتهاني الزائفة عند النبلاء
لكنّه لم يرَ قطّ سيد إقليم يُحتضَن باحترام صادق وحماسة من كل رعيته كما يُحتضن لويس كالفن
هذا الميل الشعبي إنه مرعب قال في نفسه، ومع أنه ظل يحافظ ظاهرًا على هيئة المبعوث الخاص، إلا أن خوفًا لا يوصف اندفع في قلبه
لقد انكشف تواطؤه مع نقابة الصحن الفضي
لم يمزّق لويس كالفن القناع فورًا، بل وضع التحذير أمامه مباشرة
وهذا يعني أنه ما زال ذا قيمة، وعلى الأقل الآن سيكون آمنًا
ابتلع ريقه خفية، مجبرًا نفسه على الهدوء: تحلَّ بالصبر يا كميل ما دمت حيًا يمكنك المناورة
دوّت الطبول مجددًا، وبدأت مراسم التقليد رسميًا
فتح كميل المرسوم الإمبراطوري ببطء، وارتفع صوته حادًا وفيه لمحة حماس
بأمر من صاحب السمو الوصي على العرش يُرقّى لويس كالفن إلى رتبة إيرل في إمبراطورية الدم والحديد، اعتبارًا من اليوم
وما إن انتهى كلامه حتى تناول السيف الإمبراطوري ومسَّ به كتفي لويس كالفن بخفة
تلألأ حدّ السيف ببريق بارد تحت الشمس، رمزًا لحماية الإقليم الشمالي والدفاع عن سلطة الإمبراطورية
وعلى الفور قدّم الخادم المرسوم الإمبراطوري والخاتم المنقوش عليه التنين
قلّد كميل لويس كالفن إياهما وهو يتلو هذه سلطة الإمبراطورية الممنوحة لإيرل المدّ الأحمر ليأمر في الشؤون العسكرية والسياسية
جثا لويس كالفن على ركبة واحدة وأقسم بصوت عالٍ أنا لويس كالفن أهب حياتي للإمبراطورية، وأحمي الإقليم الشمالي، وأُطيع أمر الإمبراطورية
وعلى الفور انفجر هدير الهتافات داخل الساحة وخارجها
سيدنا لويس
يحيا المدّ الأحمر
يحيا الإيرل
ارتطمت أمواج الصوت بجوانب ساحة المدّ العنيف وظلت تتردد طويلًا
حافظ كميل بالكاد على ابتسامة ظاهرية، لكن قلبه كان يبرد
شعر بوضوح أن هذه ليست مراسم تقليد إمبراطورية، بل تتويج
لقد صار هذا الشاب الملك الحقيقي للإقليم الشمالي