مركز الروايات

مرحباً 👋 يبدو أن JavaScript غير مفعّل في متصفحك. يرجى تفعيله لمتابعة قراءة الفصول والاستمتاع بتجربة الموقع الكاملة.

تلميح سريع: من إعدادات المتصفح → الخصوصية والأمان → إعدادات الموقع → JavaScript → السماح للموقع.

مركز الروايات
  • الرئيسية
  • جميع الروايات
  • discord
  • مركز الروايات – من نحن وسياساتنا
    • صفحة سياسة الخصوصية
    • تواصل معنا
    • من نحن
الخيارات المتقدمة
تسجيل الدخول إنشاء حساب
  • الرئيسية
  • جميع الروايات
  • discord
  • مركز الروايات – من نحن وسياساتنا
    • صفحة سياسة الخصوصية
    • تواصل معنا
    • من نحن
الوضع الآمن للعائلة
الوضع الآمن للعائلة
  • مهارات القتال
  • أكشن
  • فانتازيا
  • فنون قتالية
  • نظام
  • محاكي
  • حسم في القتل
  • قتال
تسجيل الدخول إنشاء حساب
Prev
Next

الفصل:320

  1. الرئيسية
  2. رواية سادة الشتاء ابدأ بالاستخبارات اليومية
  3. الفصل:320 - الفصل 320: صندوق الطعام
Prev
Next

 

كميل سورين، موظف بلاط إمبراطوري من مجلس الرقابة، يشغل حاليًا منصب «المبعوث الخاص للرقابة على الشمال»

اللقب يبدو وجيهًا، لكنه في الحقيقة عمل لا شكر عليه، فأيُّ موظف في العاصمة الإمبراطورية يرضى بالمجيء إلى الأقاليم الشمالية على حالها الآن

لكن قبل أعوام لم يكن يراه هكذا

في ذلك الوقت كان كميل مجرد شاب لامع العينين في مجلس الرقابة، يقضي الليل والنهار ينسخ الوثائق ويدقّق الحسابات ويكتب التقارير

كان يؤمن بالنظام، ويعتقد أن إخلاصه للحاكم وبذله الشخصي قادران على تصويب مسار السلطة

حتى إذا أوشكت أول ترقية له أن تقع رأى شقّةً في ذلك الباب، ومن خلال الشقّ شيء يتلألأ، لم يكن إخلاصًا للحاكم، بل ذهبًا

ربّت رئيسه على كتفه قائلًا: «من دون هذا المال لن تدخل حتى قائمة المرشحين»

تردّد كميل ثلاثة أيام، ثم دفع باب دكان تاجر صغير غير لافت في الزقاق الشرقي من العاصمة، وقد شرب مع صاحبه هناك مرارًا

علم لاحقًا أن ذلك الدكان واجهةٌ لمنظمة تابعة لنقابة الصحن الفضي من اتحاد الزمرد داخل العاصمة الإمبراطورية

كان القرض صغيرًا، يكفي لشراء بضع حُليّ لائقة تُهدى إلى رئيسه، وبذلك ضَمِن ترقيةً سلسة

ومنذ تلك اللحظة قُلِع باب السلطة من مكانه تمامًا

التوابل والنفائس ولذّات مجالس اللهو على الأرائك الوثيرة، اندفعت إليه كأمواج سهلةٍ تدفعه من الشاطئ إلى مياهٍ دافئةٍ عميقة

كان يقنع نفسه قائلًا: «لا بأس، الجميع يفعل ذلك»

بعدها بدأت نقابة الصحن الفضي تطلب منه أن يسلّم رسالة «على الهامش» أو يغضّ الطرف «مصادفةً» عن صفحةٍ في الحسابات

وهكذا صار الحلقة الأولى في سلسلة النقابة داخل الإمبراطورية

وقوة المال حوّلته من «موظف صغير لا يُؤبَه له» إلى «فيكونت فخري مطلوب في العاصمة»

وكلما علا زادت قبضة النقابة عليه إحكامًا

دفاتر مكرّرة، قوائم واردات، سجلات لقاءات خاصة، أسماء المُغنيات في تلك الليلة

صفحةٌ واحدة كفيلة بأن تجرّه من أضواء البذخ إلى هاوية بلا قرار

قبل أشهر قليلة وصل خبر مفاده أن مايس، المبعوث السابق الخاص لرقابة الشمال، قد أُقيل بقرار من مجلس عرش التنين لأنه «لم يكن صارمًا بما يكفي مع النبلاء المحليين»

ابتسم مُنسّق النقابة لكميل وقال: «جاءتك الفرصة، سندبّر لك المال والصلات لتصير مبعوث الرقابة المقيم على الشمال»

أن يترك دفء العاصمة ويذهب إلى تلك الأرض المتجمّدة القاحلة المتهدّمة

استحضر ذهنه عواصف ثلجٍ كوابيسية، ووحوشًا تجوس، وهمجًا يعوون

ليست تلك عالمًا يصلح لعيش ذي جاه

لكنه كان يعلم جيدًا أن رفض النقابة ليس خيارًا يومًا

قبضة نقابة الصحن الفضي ممسكة بمواضع ضعفه، فلم يكن أمامه إلا أن يبتلع تبرّمه ويعلّق ابتسامة توحي بأنه «لهفانٌ على خدمة النقابة»

ندم كميل، وندم كثيرًا، لكن لا عودة في هذا الطريق، ولم يبقَ له إلا أن يمشيه إلى منتهاه المرّ

على الرصيف ظلّ مُنسّقهم يرسم له صورة وردية في الوداع: «ما دمتَ تُحسن التدبير فستُفكُّ قيودك، وربما حصلت على مقعد مستشار رفيع في اتحاد الزمرد»

ومرتبة «مستشار رفيع» في اتحاد الزمرد تضاهي، وربما تفوق ثباتًا، منصبه الحالي بوصفه مبعوثًا خاصًا

والأهم أنه بهذه المرتبة يستطيع أن يعيش حياة البذخ علنًا، لا على نحوٍ مستتر كما الآن

تشبّث كميل بهذا الوعد كغريقٍ يستمسك بقشّة أخيرة

كان يستحضر تلك الصورة البهيّة مرارًا كيلا ينهار تمامًا خلال الرحلة عبر الجليد والثلج

وقبل انطلاقه فصّل مُنسّقه ترتيبات اللقاء بدقة

«الشخص المسؤول عن الشمال هذه المرة سيلتقيك في مدينة المدّ الأحمر»

ثم سلّمه رسمًا تخطيطيًا، وكان الشخص في الصورة نحيلًا، عيناه باردتان لئيمتان كأفعى تتعوّد القبو فلا ترى الضوء

حدّق كميل طويلًا في الصورة وحفِظ الملامح في صمت

دارت عجلات العربة على الطريق الرسمي تواكبها دقّات سنابك الخيل الثقيلة، وظهر خط مدينة المدّ الأحمر أخيرًا في ضباب الصباح البعيد

رفع كميل الستارة، وعيناه متحدّيتان، وعلى شفتيه ازدراءٌ بارد

أهذا هو «معجزة الشمال» المزعومة

مجرد مدينة حديثة البناء، كيف تقارن بفخامة العاصمة، وكيف تقف قُبالة مرافئ الجنوب العامرة

لكن مع اقتراب الموكب ببطء تجمّد ازدراؤه شيئًا فشيئًا

أسوار سميكة، وأبراج شامخة، ورايات قرمزية ترفرف في الريح

شوارع مستقيمة، وأكشاك منتظمة، ومواطنون مبتسمون وكل شيء منضبط

وإن كانت لا تُداني العاصمة، فإن هذه المدينة في هذه الأرض المجمّدة فريدة حقًا ومُتقَنة

لا أثر فيها لما يُبنى في سنوات قليلة

أُخفي كميل دهشته، ورفع ذقنه فورًا يخفي تلك اللمعة تحت قناعٍ من تعالٍ

همهم باحتقار خافت كأنه يكلم نفسه: «لا شيء مميز»

استقبله برادلي بنفسه عند البوابة

وقف كبير الخدم منتصبًا وأدبه لا يشوبه نقص

لكن كميل اكتفى بإيماءة باردة ولم يرفع جفنه قَيدَ أنملة

كيف يتجرأ خادمٌ على هذه الهيئة

في نظره، مهما يكن أهل الشمال منضبطين فهم في نهاية المطاف «همج»

لكن في اللحظة التالية اندفع صبية يحملون أزهارًا نضرة يهتفون معًا: «مرحبًا بالمبعوث الخاص»

دفئ شيءٌ يسير قلبَه، فهذه الطقوس تلائمه

وإن لم يحضر لويس بنفسه، فمثل هذا الاستقبال الحافل يجلب له وجاهة

وحين دخل مدينة المدّ الأحمر حظي أولًا بضيافة دقيقة

كانت الطرق قد كُنِست من ذي قبل، وتلألأت حجارتها تحت ضوء الصباح

أما غرفته في النزل فكان جمر الفحم فيها متّقدًا، والسرير مفروشًا بأغطية حرير، وستائرها من قماش منسوج حديثًا، غُرزُه متقنة لا عيب فيها

امتلأت المائدة بلحوم وحوش مشويّة، وزُوّدت بخمورٍ فاخرة آتية من الجنوب

كل ذلك أرضى غروره أيما إرضاء

مع ذلك ظلّ متجهمًا، يتعمّد إبقاء مسحة الكِبر في سلوكه

هذه طريقته في أداء دور المسؤول

فقط بإظهار العلوّ يمنع احتقار اللوردات المحليين له

وفقط حين يظنّ الطرف الآخر أنه دائمًا في السماء يجد فسحة لابتزاز مزيدٍ من المنافع في التفاهمات

كان يراقب كل شيء بعينٍ باردة ويبخل حتى بكلمة مديح

ومع هذا اضطر في أعماقه للاعتراف بأن مدينة المدّ الأحمر أدّت عملًا حسنًا

فهي وإن لم تُدَانِ ازدهار العاصمة ولا ضخامة حصون الجنوب، فإن بناء مدينةٍ كهذه في الشمال، حيث لا يُفترض إلا الخراب والثلوج، هو بحدّ ذاته إعجاز

غير أن الغريب أن وسيط نقابة الصحن الفضي المعيَّن لم يظهر كل هذه الأيام

في البداية لم يُعر الأمر انتباهًا، لكن مع انقضاء الأيام تسللت إلى قلبه كآبةٌ غامضة

بعد أيام

أقام لويس أخيرًا مأدبةً في قاعة اللورد لاستقبال مبعوث الرقابة الإمبراطوري القادم من سفرٍ بعيد

ازدانت القاعة بالشموع، تعكس الثريّات البلورية هالاتٍ ذهبية تحت وهج النار

تدلّت رايات المدّ الأحمر القرمزية على الجدران فأضفت دفئًا ووقارًا على القاعة كلها

وفي وسط المائدة الطويلة فاح عبق لحمٍ مشويّ، وعلى الصحون الفضية حساء فطرٍ شهيّ ولحم بقرٍ مطهوّ، وشرابٌ جنوبيّ يلمع بلون الكهرمان في كؤوس الكريستال

دخل كميل في مِعطفٍ ثقيلٍ من فرو الثعالب، عيناه باردتان متكبّرتان، وخُطاه متعمّدة البطء

انحنى برادلي ترحيبًا، ونهض لويس لاستقباله بأدبٍ مناسب

دخل كميل ببطءٍ في معطفه الثقيل، عيناه باردتان متعاليتان وخُطاه مقصودة كأن القاعة كلّها إنما بُسطت لأجله وحده

انحنى برادلي ترحيبًا، ونهض لويس لاستقباله بأدبٍ مناسب

قال لويس بنبرة لا خضوع فيها ولا تجهّم، فيها سَمت المضيف الخبير دون أدنى مذلّة: «يا مبعوث، لقد انتظر المدّ الأحمر قدومكم أيامًا»

أومأ كميل قليلًا، ورفع يده إشارةً ثم جلس بتمهّل إلى جانب صدر المائدة: «همف، على الأقل تفهمون الأصول»

وبعد ثلاث كؤوس وضع كميل كأسه وأهمّ بالسعال

قال: «أتيتُ بأمرٍ من الوصي ومجلس عرش التنين لأُعلن ثلاثة أمور»

رفع إصبعًا، ونبرته ملأى بيقينٍ متعالٍ: «أولًا، يُعترَف بلويس كالفن ويُرقّى إلى رتبة إيرل»

ثم رفع إصبعًا ثانيًا وجال بنظره في القاعة وكأنه إنذارٌ صامت: «ثانيًا، أراضي الإيرل كالفن مُلزَمةٌ بالتعاون مع رقابة مجلسنا وقبول إشراف الإمبراطورية»

وأخيرًا توقّف قليلًا وارتسمت بسمةٌ ذات معنى على شفتيه: «ثالثًا، سيتولّى سموّ الأمير منصب المبعوث الخاص لإعمار الشمال، ليتحمّل كامل مسؤولية شؤون إعادة البناء في الأقاليم الشمالية»

وما إن انتهى حتى بدا وهج الشموع في القاعة وكأنه سكن لحظة

خفض كميل يده وحدّق في ربّ المدّ الأحمر الشاب

هذا ما أراد رؤيته حقًا: ما التعبير الذي سيطفو على وجه هذا الفتى الذي ارتفع بآثار ما بعد الكوارث ومآثر حرب الهمج في هذه اللحظة

أهو الغضب، أم الضيق، أم هلعٌ بادٍ

لكن ما أراده لم ينله

اكتفى لويس بابتسامةٍ خفيفةٍ، ورفع كأسه وتكلّم بلهجة مَن يدير حديثًا عابرًا على مائدةٍ أنيقة: «سأضع مرسوم الحاكم والوصيّ نُصب عينيّ»

لم تَبدُ عليه بارقة اضطراب، وانعكس ضوء الشموع في عينيه، تينكَ الحدقتين الغائرتين كالماء العميق

قرع كميل بطرف أصابعه كأسه، وهبط شيءٌ في قلبه، فهذه ليست الاستجابة التي توقّعها

بل إن هذا السكون حرّك في صدره قلقًا خفيًا مبهمًا

لكن ذلك القلق لم يَدُم طويلًا، فبعد الفراغ من الجِدّ مالت الأحاديث إلى الخِفّة

ولم يتوقّع أن ربّ المدّ الأحمر الشاب ذو اطّلاعٍ رفيع في الخمور والأحجار الكريمة والترف، فكان إذا تحدّث عن أعوام النبيذ الجنوبية أو تقنيات صقلٍ بعينها طلقَ اللسان

ووجد كميل، وقد دخل المأدبة متكبّرًا، نفسه وسط طَرق الكؤوس مضطرًا للاعتراف بأن الحديث سار على غير ما توقّع حسنًا

فالطرف الآخر من بيت كالفن حقًا، لا كأولئك الهمج المحليين، يعرف بعض أذواق النبلاء

أما لويس فبقي غير متصاغر ولا متعالٍ، وثناءه موزون بميزانٍ دقيق

وحين ارتفعت الكؤوس بدا الاثنان فعلًا كأنهما «وجهان نافذان من علية القوم»، وفيهما نفَسٌ خفيّ كأنهما يمسكان بخيوط العالم

زادت مَهابة كميل للشاب قليلًا

غير أن هؤلاء الفتيان ربما لا يفقهون «الأعراف» كلها، فعليه أن «يلمح» إلى الهدايا المتوقعة بنفسه

وضع كميل سكّينه وشوكته، وحدّق في طبق حلوى لامعة على المائدة وقال عرضًا: «همم، هذه الفطائر الشمالية مطلوبة في العاصمة، لو أن أحدًا يرسلها دوريًا لكان ذلك يُعَدُّ «إشارة تقدير»»

وما إن قالها حتى جرع كأسه، وبدت ملامحه عابرةً وهي مكتنزة بالإيحاء

وكما توقّع لم يَفُت على الطرف الآخر قصده

اكتفى لويس بابتسامة خفيفة ولوّح بيده

ففهم برادلي، وانحنى باحترام، وأمر بأن تُقدَّم «صندوقةُ طعام» بديعة، وُضعت برفقٍ أمام كميل

كانت من خشب الأبنوس المحفور بزخارف دقيقة، تُطعِّمها خيوط ذهب، والصندوق ذو طبقتين علويتين وسفليةٍ بوزنٍ معتبر

نظر كميل إلى الصندوق وارتسمت على شفتيه بسمة صامتة

لقد فهموا القاعدة إذن

ربّت بأصابعه الرفيعة على قُفْلٍ نحاسيّ، ومع ضغطةٍ خفيفة سُمِع طَقٌّ رشيق، فانفتحت الطبقة العليا ببطء، ولما ارتفع الغطاء انبثق ضياءٌ خاطف

امتلأت الطبقة كلها بجواهر متنوّعةٍ تتلألأ تحت الشموع حتى أضاءت سطح المائدة كفسيفساء ألوان

تناول كميل روبيّةً بحجم ظفر الإبهام، وأدارها تحت الضوء ثم أعادها بتأنٍ، كأنما يُقوِّم بضاعته على مهل

تمتم: «همم»، وفي نبرته تقدير لا خفاء فيه

جيّد، بل ممتاز، لهذا الإيرل الشاب ذائقة فعلًا

ثم أغلق الغطاء وشرع ببطء في حلّ قفل الطبقة السفلية

بقيت حركاته أنيقة لا عجلة فيها، كأن كل شيء تحت سيطرته

فإذا كانت الأولى بهذا القدر من الجودة، فلا بد أن تكون الثانية غير أدنى من هذه الجواهر، وقد تشوّق لها كثيرًا

ومع طَقٍّ رشيق آخر اندفعت الطبقة الثانية ببطء

غير أن الذي لَقِيَه لم يكن بريق الأحجار، بل رائحة دمٍ باردةٌ لاذعة

تجمّدت حركة كميل فجأة، وانعقد ما في عينيه من كِبرٍ في لحظة

تحت ضوء الشموع كانت ثمّة رأسُ إنسان موضوعةً في الصندوق بوضوح

وقد مُسحت الدماء، لكن عيني الميت المفتوحتين ظلّتا تحدّقان، مطبوعتين بهلعٍ لا يُمحى

هبط قلب كميل واحتبس نَفَسُه فجأة، فقد عرف هذا الوجه

إنه رسمُ الملامح الذي سلّمه له مُنسّقه قبل الرحيل

المدير العامُّ المشرف على شؤون نقابة الصحن الفضي في الشمال

لم يستطع كميل أن يحافظ على أناقته، فارتجفت أنامله قليلًا واضطرب حتى نفسه

وانهار كبرياؤه واغتراره في طرفة عين، ولم يبقَ إلا بردٌ يقشعرّ له ظهره

شعر كأن قبضةً اعتصرت قلبه بعنف، وزأر الدم في أذنيه

لماذا هو هنا

ولِمَ هو ميت

وكيف انكشف أمري

انحدر عرق بارد على ظهره، وفجأة أدرك حقيقةً أشدَّ رعبًا من الرأس نفسه

ما دام الطرف الآخر قادرًا على أن يقدّم له رأسَ وسيطه، فلابد أن صلته بنقابة الصحن الفضي قد كُشِفت كلّها، وأن هويته جاسوسًا قد فُضِحت

غرز هذا الخاطر في قلبه كسيخٍ من جليد حتى كاد يختنق

لم يجرؤ على التحديق في الرأس ثانيةً، وارتجّ حُلْقومه ولم يخرج صوت

وبعد زمنٍ بدا طويلًا تجرّأ أخيرًا على رفع رأسه ببطء

عبر بصره وهج الشموع والتقى ربّ الإقليم الشاب في الجانب المقابل من المائدة

بقي لويس وادعًا، وعلى شفتيه ابتسامةُ أرستقراطي مهذّبة

كأن الصندوق لا يحوي رأسًا ينزف، بل حلوى عادية

وفي اللحظة التالية رفع كأسه ولوّح بها لكَميل إشارةً خفيفة، حركته رصينة غير عجلى

Prev
Next

التعليقات على الفصل "الفصل:320"

5 1 vote
Article Rating
Subscribe
Login
نبّهني عن
Please login to comment
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
مركز الروايات
,,,

YOU MAY ALSO LIKE

imgi_2_20215883106325105
الزراعة الأبدية في فن الكيمياء
12.10.2025
imgi_2_32108285700788505
الصحوة اللامتناهية: خبرتي تتضاعف كل يوم
08.10.2025
buSTv8cHo5tVuqWoo2ZI2MPWix_8yCf7d8Rs_ebdrDA
المحاكاة: بقمع قدر السماء، أصبحتُ ذا عمر طويل في ثلاثة أيام
13.10.2025
تغيير الفئة عالميًا: سياف لا يقهر
تغيير الفئة عالميًا: سياف لا يقهر
13.10.2025

© 2025 مركز الروايات. جميع الحقوق محفوظة. يمنع نسخ أو إعادة نشر أي محتوى بدون إذن مسبق.

Sign in

تسجيل الدخول

Lost your password?

← Back to مركز الروايات

Sign Up

Register For This Site.

تسجيل الدخول

Log in | Lost your password?

← Back to مركز الروايات

Lost your password?

Please enter your username or email address. You will receive a link to create a new password via email.

← Back to مركز الروايات

wpDiscuz